قالت الصحف: قراءات لانتخابات بيروت والبقاع .. وعون لسلام عادل وشامل

الحوارنيوز – خاص
تابعت صحف اليوم قراءاتها لنتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، بالإضافة الى المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من مصر وتمسك لبنان بالسلام العادل والشامل وتنفيذ القرار1701.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: تداعيات “الاكتساح القواتي” تبدأ باعتراف “التيار”… ملف التعديلات على قانون الانتخاب يُفتح اليوم
الرئيس عون: “الاستقرارُ الثابت، لا يقومُ إلا على سلامِ دائم، لا يُبنى إلا على العدالة، والعدالة لها تعريف واحدٌ وحيد: ألا وهو إعطاءُ كلِ الحقوق، لكلِ أصحابها
وكتبت تقول: تجاوزت أصداء نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع تلك التي سبقتها في الجولتين الأولى والثانية، نظراً إلى اكتساب هذه النتائج طابعاً سياسياً أكبر وأوسع من العوامل السياسية – العائلية التي انتهت إليها انتخابات جبل لبنان والشمال. وبدا بديهياً أن تحتل نتائج انتخابات مدينة زحلة وبلدات القضاء أولوية المتابعات والاهتمامات في ظل الاكتساح المدوي الذي حققه حزب “القوات اللبنانية” في عاصمة البقاع ومعظم البلدات المسيحية في قضاء زحلة وعدد من بلدات البقاع الشمالي، بحيث شكل هذا الاكتساح حدثاً تجاوز إطار الانتخابات البلدية ليطاول ما يشبه الاستفتاء لاتساع شعبية “القوات” وقواعدها. وهو الأمر الذي يُعد بمثابة رسالة “ميدانية” في الشارع المسيحي برسم الحلفاء والخصوم وكل اللاعبين المحليين قبيل سنة من الانتخابات النيابية في أيار المقبل بعدما فازت “القوات” في زحلة بقوة الضعفين على شريحة ائتلافية واسعة من معظم الأحزاب والقوى والشخصيات الأخرى ومن بينها حلفاء أساسيين لها.
أما بيروت، فلم تتبدل نتائج انتخاباتها التي ضمنت عامل المناصفة، ولكن سجل مع عمليات الفرز المتقدمة خرقٍ للمرشح على لائحة “بيروت بتحبك” محمود الجمل بـ100 صوت في انتظار استكمال عمليات الفرز.
فرز الأصوات والتدقيق أمس في بيروت.
ومع أن الخلاصات التي أفضت وستفضي إليها الجولات الأربع من الانتخابات البلدية والاختيارية لا تنطبق بمجملها على الحسابات المتصلة بالانتخابات النيابية المقبلة، فإنها ستساهم في وضع ملف قانون الانتخابات النيابية على مشرحة الجدل السياسي والنيابي بسرعة، خصوصاً في ظل بدء اللجان النيابية المشتركة اليوم تحديداً درس اقتراحات قوانين تتعلق بتعديلات على القانون النافذ، كما أن امام اللجان اقتراحاً يتعلق بإنشاء مجلس الشيوخ. وهذا الملف سيطلق جدلاً واسعاً حول ما يمكن تعديله في قانون الانتخابات، علماً أنه يستبعد التوافق على تعديلات جوهرية من مثل البند المتعلق بالصيغة النسبية والصوت التفضيلي الواحد، ولكن لا بد من بت موضوع تصويت المغتربين و”الميغاسنتر” وبعض البنود الأخرى.
وكانت النتائج النهائية غير الرسمية في زحلة أظهرت فجر أمس تقدّم سليم غزالة مرشح لائحة “قلب زحلة” لرئاسة البلدية، بحصوله على 14341 صوتًا، فيما جاء أسعد زغيب، مرشح لائحة “زحلة رؤية وقرار” لرئاسة البلدية، في المراكز الأخيرة من لائحته بـ7886 صوتاً.
وبرز اعتراف صريح لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل حول معركة زحلة بأنه “كان واضحاً أن القوات اللبنانية هي القوة الأكبر ونعترف بذلك بكل موضوعية وبرافو عليهم. وهم قدموا عرضاً لميريام سكاف ثم اختلفت معهم، وهناك نائب من خارج المدينة وحده كان وراء ترشيح أسعد زغيب، واعتقدوا أنهم قادرون على الربح من دون التيار”. وقال: “حاولت اللائحتان استمالتنا وكان البعض يقول: “بدنا نخسر القوات”، لكن نحن لا نعمل بهذا المنطق من النكد وقررنا في اليوم الأخير إجراء استطلاع، وبنتيجته أكد المؤكد، وسألنا الناس والتياريين، وكان رأي الناس بنسبة 40 % أن نترك الخيار، وداخل التيار كان الرأي بنسبة 60 %، ولذلك قررنا احترام خيار الناس، مع الرسالة المباشرة لشخص زغيب بسبب أداءه المتعالي”. وقال: “لدينا مسؤولية مراجعة لأدائنا السياسي والشعبي في زحلة، ونحن نشكل القوة الشعبية الثانية بعد القوات بفارق كبير، وعلينا مسؤولية استنهاض قوتنا ونرفض الأداء الإلغائي”.
اما في بيروت، فاستبق النائب فؤاد مخزومي إعلان فوز لائحة “بيروت بتجمعنا” رسمياً، وتوجه إلى أهل بيروت قائلاً، إن اللائحة “تتجه إلى فوز كبير، ونتوجه إليكم بكلمة واحدة “بتكبروا قلب” لقد أكدتم أنكم الضمانة لبيروت وللعيش معًا”. واعتبر “أن بيروت ربحت بكل أبنائها وجميع مرشحيها وليس هناك رابح أو خاسر، داعيًا الجميع إلى التعاون معًا لأن الانتخابات انتهت ويدنا ممدودة إلى الجميع”.
وفيما شكلت نتائج بيروت ضربة قاسية للنواب التغييريين، اعتبر النائب وضاح الصادق “أن الانتخابات البلدية أسقطت كل الأوهام وكشفت غرور البعض وعقلياتهم المتحجرة، وحررتني نهائيًا من أثقال كنت قد ألقيتها منذ سنتين. سقطوا في حفرة تعاليهم، ورسموا الحد الفاصل بين النفاق والوضوح، وبين الجبن وشجاعة المواجهة. لن أزيح عن قناعاتي قيد أنملة، تاركًا الحكم للناس”.
عون والسيسي
في غضون ذلك، واصل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون زياراته الخارجية وأجرى أمس محادثات رسمية في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تناولت الوضع في لبنان والمنطقة، ودعا خلالها عون “المُجْتَمَعَ الدُّوَلِيَّ إِلَى تَحَمُلٍ مَسْؤُولِيَّاتِهِ، فِي إِلْزَامِ إِسْرَائيلَ بِتَنْفِيذِ اتفاق وقف إطلاق النار”. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري: “الاستقرارُ الثابت، لا يقومُ إلا على سلامِ دائم والسلامُ الدائم، لا يُبنى إلا على العدالة والعدالة لها تعريف واحدٌ وحيد: ألا وهو إعطاءُ كلِ الحقوق، لكلِ أصحابها. وهذا ما أقرته الدولُ العربية في مبادرةٍ بيروتَ للسلام سنة 2002 وهذا ما نتطلعُ إلى تجسيده في أقربِ وقت”. وأكد “أنّ لبنانَ، كلَ لبنان، لا يمكنُه أن يكونَ خارجَ معادلةٍ كهذه وأنْ لا مصلحةً لأي لبناني، ولا مصلحة لأي بلدٍ وشعب في منطقتنا، في أن يستثنيَ نفسَه من مسارٍ سلامٍ شاملٍ عادل”. وتابع: “سلامٌ يبدأُ بالنسبةِ إلينا، بتأكيدِ التزامِ لُبْنَانَ الكَامِلِ بِالقَرَارِ الدُّوَلِيِّ 1701، للحِفَاظِ عَلَى سِيَادَةِ لُبْنَانَ وَوَحْدَةِ أَرَاضِيهِ مع تشديدنا على أَهمِيَّةِ دَوْرِ القُوَّاتِ الدُّوَلِيَّةِ (اليُونِيفِيل) وضرورةٍ وَقْفِ الأَعْمَالِ العَدَائِيَّةِ الَّتِي تَقُومُ بِهَا إِسْرَائِيل وَالعودةِ إلى أحكامِ اتفاقيةِ الهدنة للعام 1949، بما يَضْمَنُ عَوْدَةَ الاسْتِقْرَارِ وَالأَمْنِ إِلَى الجَنُوبِ الُّلبْنَانِيّ وَالمِنْطَقَةِ كَلِها، لذلك ندعو المُجْتَمَعَ الدُّوَلِيَّ إِلَى تَحَمُلٍ مَسْؤُولِيَّاتِهِ، فِي إِلْزَامِ إِسْرَانِيلَ بِتَنْفِيذِ الاِتِّفَاقِ الَّذِي تَمّ التَّوَصُلُ إِلَيْهِ بِرِعايَةٍ أَمِيرِكِيَّةٍ وَفَرَنْسِيَّة، وَالإنْسِحَابِ مِنَ كاملِ الأراضي اللبنانية، حتى حدودنا الدولية المعترفِ بها والمرسّمة دولياً. وَإِعَادَةِ الأَسْرَى اللُّبْنَانِيِّينَ كافة. كما نؤكدُ أَنَّ لُبْنَانَ يَحْرِصُ عَلَى قيامِ أَفْضَلِ العَلَاقَاتِ مَعَ الجارةِ سورِيا، وعَلَى أَهَمِّيَّةِ التَّنْسِيقِ وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَ البَلَدَيْنِ لِمُوَاجَهَةِ التَّحَدِيَاتِ المُشْتَرَكَةٍ. وَخَاصَّةً فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِمَلَفِ النَّازِحِينَ السُّورِيّينَ، وَضَرُورَةِ تَأْمِينِ عَوْدَتِهِمُ الآمِنَةِ وَالكَرِيمَةِ إِلَى بِلَادِهِمْ”.
من جهته، قال السيسي: “شددت على موقف مصر الثابت فى دعم لبنان، سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلى، أو صون سيادته الكاملة ورفضنا القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة، ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها”. وأعلن أن “مصر تواصل مساعيها المكثفة، واتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط، من كامل الأراضي اللبنانية واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن، لقرار مجلس الأمن رقم 1701 دون انتقائية بما يضمن تمكين الدولة اللبنانية، من بسط سيادتها على أراضيها وتعزيز دور الجيش اللبناني، فى فرض نفوذه جنوب نهر الليطاني”.
- صحيفة الأخبار عنونت: زحلة: رحلة الأخطاء الكبرى لسكاف ومعلوف وحلفائهما
وكتبت تقول: لا يقتصر الإنجاز في مدينة زحلة على فوز «القوات اللبنانية» بمفردها، بل بفضحها عمق الأزمة التي يعيشها خصومها. ففي مقابل حصول الفائز الأول على 14369 صوتاً بلا حلفاء، نال الفائز الأول في اللائحة الخاسرة 8516 صوتاً، بينهم ما لا يقل عن 4 آلاف صوت من «الثنائي الشيعي» والناخبين السنّة في المدينة.
ليتبيّن أن الأصوات الـ 4 آلاف المتبقية، هي نتاج تحالف ثمانية أفرقاء هم رئيس البلدية السابق أسعد زغيب (21 سنة رئيس بلدية و7 سنوات عضو مجلس بلدي)، والنائب ميشال ضاهر، وحزبا الكتائب والوطنيين الأحرار، ورئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، والنائب السابق سيزار معلوف، والنائب السابق نقولا فتوش، ووزير الدفاع السابق خليل الهراوي.
بمعنى أن تلك الشخصيات والأحزاب الزحلية التي تقدّم نفسها على أنها تُشكل ثقلاً في المدينة يصعب القفز فوقه، إمّا خسرت مؤيديها لصالح «القوات» التي زادت شعبيتها عن الانتخابات النيابية الأخيرة نحو 3 آلاف صوت، وإمّا أنها لم تقم بأي مجهود لحشد مناصريها، وتحاشت تفعيل الماكينة الانتخابية، ولا سيما أنه لم يُرصد يوم الأحد سوى ماكينة زغيب وضاهر. والأرجح هو مزيج من الاثنين.
وهو ما قاد هذا الفريق إلى الخسارة المدوّية، وإلى فشل استثنائي لرئيس اللائحة أسعد زغيب، الذي حلّ في المرتبة ما قبل الأخيرة بالتراتبية (7886 صوتاً)، ما يؤشر إلى سعي الناخبين إلى الاقتصاص منه، ولا سيما بعض من ناخبي التيار الوطني الحر الذين تعمّدوا تشطيبه. مع العلم أن قرار قيادة التيار ترك حرية الاختيار للناخبين حصل بعد إقفال كل أبواب الحوار والتفاهم مع زغيب، وبعد شهرين من المفاوضات لتأليف لائحة ثلاثية ثمّ خماسية، لينتهي الأمر عند تحالف القوى المناهضة لـ«القوات» من دون التيار.
بدأت القصة في آذار الماضي عندما قرّر النائب السابق سيزار معلوف ترشيح قريبه وليد الشويري إلى الانتخابات البلدية، منطلقاً من حضوره في المدينة وإمكاناته المالية الكبيرة.
ما كاد يعلن الأمر حتى أعلنت الكتلة تبنيها له على مضض، الأمر الذي دفع التيار إلى التصرف بإيجابية تجاه هذا الترشيح والانضمام إلى الحلف قبل أن تبلّغهما سكاف خلال اجتماع جمعها بمعلوف والنائب جبران باسيل بأنها تتفاوض مع «القوات».
غضب معلوف مما أسماه «التفاوض على ظهرنا»، ونشر تعليقاً على «أكس»، أعلن فيه وقوفه على الحياد في زحلة، حتى قبل أن تتفق سكاف رسمياً مع «القوات». هكذا بدأ مسار الانحدار وكان أول إنذار باقتراب فرط التحالف والفشل. لم يطل حياد معلوف الواقع ما بين لائحة «القوات» وسكاف من جهة، والضاهر المُصر على زغيب من جهة أخرى.
واقترح معلوف علاجاً للمشكلة، من خلال تشكيل لائحة خاصة قوامها 6 أعضاء محسوبين على سكاف في لائحة «القوات» و15 عضواً في لائحة زغيب، على أن يتم إقصاء زغيب ومرشحي «القوات».
ولمّا حاول الثنائي والتيار التفاوض على هذا الخيار، عاد المعلوف ليصدر بياناً يدعم فيه زغيب، ما أدّى إلى دعم الثنائي أيضاً لزغيب في وجه «القوات»، لعدم جدية الأفرقاء الآخرين، ولاتفاقه معه على لائحة مطالب إنمائية. وبدا واضحاً أن المعلوف وسكاف يتسابقان على«تخريب» الحلول، وظهرت سكاف على أنها بارعة في تحقيق الخلافات، ما جعل التيار والثنائي يدركان أن استراتيجيتهما معها تُبنى على الاستفادة من خلافاتها لاجتذابها.
وتقول مصادر «القوات» إنها تيقّنت خلال التفاوض مع سكاف، أنها لا تملك بقدر ما تدّعي، ما سهّل على «القوات» تركها بعد الاختلاف على اختيار الأعضاء. ولمّا عاد التيار ومعلوف إلى طاولة التفاوض مع رئيسة الكتلة الشعبية، واتفقوا على العمل كفريق، أخلّت مجدداً بالوعد وذهبت بمفردها إلى زغيب تحت عنوان «إلحاق الهزيمة بالقوات»، وسط معارضة باسيل لذلك مؤكداً أن هذا الأمر سيزيد من شعبية «القوات» ويمنحها تعاطفاً شعبياً.
ولأن التيار أدرك منذ اللحظة الأولى أن حجمه لا يسمح له بخوض معركة، وأن أي ربح لا يمكن تحقيقه إلا بتحالف متين بين عدة أفرقاء، رفض السير بدعم زغيب الذي حارب العونيين طوال مدة ولايته، كما رفض منحهم أي تمثيل في اللائحة أو الاعتراف بحلفه معهم، متذرّعاً بأن الإقرار بحلفه مع حزب الله أو التيار يخسّره، لكنه وافق على منح الكتائب منصب نائب الرئيس و4 أعضاء.
وبينما قرّر «الثنائي» التوافق مع زغيب على بعض العناوين الإنمائية، رأى باسيل أن تصرف زغيب ينمّ عن «عنجهية» ويهدف إلى الابتزاز، ما دفع التيار الوطني الحر إلى إصدار بيانه قبل يوم من الانتخابات، تاركاً الخيار للناخبين من دون تشغيل أي ماكينة، ما أدّى أولاً، إلى عدم توجّه العونيين من بيروت إلى زحلة.
ويظهر فارق الأصوات بين زغيب وباقي الأعضاء، أن نحو 600 عوني اقترعوا للائحة «قرار ورؤيا» وشطبوا اسم زغيب بعكس ما تمّ الترويج له بأن العونيين انتخبوا لائحة «القوات».
وفي ظل انكفاء داعمي اللائحة عن الحشد وتشغيل ماكيناتهم تحاشياً لصرف الأموال ومن منطلق عدم اقتناعهم بالتوافق الهشّ، إضافة إلى الآراء السلبية الكثيرة تجاه أداء زغيب في المدينة وطباعه، فاق سقوط اللائحة كل الاستطلاعات والتوقّعات؛ إذ لم يحصل أن اقتصر عدد ناخبي قوى وشخصيات مخضرمة سياسياً ومتمكّنة مالياً وخدماتياً وسياسياً على 600 صوت فقط لكل فريق منها. وهو ما يكشف عن خلل كبير عند جميع القوى المناوئة للقوات في الانتخابات النيابية المقبلة.
وتحت عنوان: «بروفا» للانتخابات النيابية: 80/80 بلدية للثّنائي في بعلبك – الهرمل، كتبت راجانا حمية تقول:
لم تكن النتيجة التي حقّقها الثنائي حزب الله وحركة أمل في الانتخابات البلدية لمحافظة بعلبك – الهرمل مفاجئة، إذ فازت لوائح «تنمية ووفاء» بكاملها، من دون أي خرق واحد.
مع ذلك، لم تكن هذه النتيجة بلا دلالات، بالنظر إلى الظروف الداخلية والخارجية التي سبقت ورافقت الاستحقاق الانتخابي. وقد أدّت هذه النتائج قسطها للعُلا، مع التأكيد بالأرقام أن «خيار الناس هو المقاومة»، وفقاً للنائب إيهاب حمادة.
وقد سُجّلت أعلى النسب في الانتخابات البلدية لهذا العام في محافظة بعلبك – الهرمل، مع وصول معدّل الاقتراع فيها إلى 46%، وتسجيل نسب غير مألوفة في بعض البلدات مثل النبي شيت (81%) وحوش الرافقة (67%)، بما يتخطى الاقتراع إلى الاستفتاء. وفي الأرقام أيضاً، استطاعت لوائح «تنمية ووفاء» إبراز الحجم الحقيقي لمنافسيها، مع الفوارق التي تخطّت آلاف الأصوات بين آخر الرابحين في لائحة الثنائي وأول الخاسرين في اللوائح المنافسة.
وحتى في المعارك السياسية التي حاربت فيها قوى داخلية وخارجية الثنائي، كما في مدينة بعلبك، كان الفارق بين آخر الرابحين وأول الخاسرين في لائحة «بعلبك مدينتي» المدعومة من السعودية، 6 آلاف صوت، بحسب النتائج النهائية. وكذلك الحال في مدينة الهرمل، حيث كان الفارق بين آخر الفائزين وأول الخاسرين 6500 صوت.
وانسحب ذلك على البلدات التي خاضت معارك عائلية، كما الحال في بدنايل وشمسطار وإيعات، حيث لم يكن المتنافسون من خارج الخط، بغضّ النظر عن الطرف الذي تحالف معه الثنائي. وحتى في البلدات التي تُرك فيها الخيار للعائلات، لم يكن ثمة قلق من النتائج، باعتبار أن الطرفين سيضعان فوزهما لاحقاً في سلّة الثنائي. وقد أنتج هذا الخيار فوز «التنمية والوفاء» في 80 بلدية من أصل 80 (28 بلدية فازت بالتزكية).
توزّعت البلديات المسيحية على
الأحزاب والعائلات، وتنافس عائلي وسياسي في عرسال
ويمكن اعتبار ما جرى «بروفا» للانتخابات النيابية المقبلة في محافظة بعلبك – الهرمل، على ما يقول حمادة، لافتاً إلى أن التصويت في الانتخابات النيابية، يكون على أساس سياسي، خلافاً للانتخابات البلدية التي تدخل فيها الاعتبارات العائلية، ما يعني أن ناخبي بعلبك – الهرمل، سيصبّون أصواتهم حُكماً في «صندوق المقاومة».
في المقابل، لم يلغِ الإنجاز الذي تحقّق «إساءة التقدير» في صوغ بعض تحالفات حزب الله. وهو ما حدث في مدينة بريتال، حيث شكّلت العائلات الأساسية وغالبيتها من عائلات الشهداء، لائحة في وجه لائحة «التنمية والوفاء»، واستطاعت تخطّي عتبة 2000 مقترع. وهو رقم له دلالته في المدينة، التي تُعدُّ معقلاً لشهداء حزب الله.
معركة عائلية مُطعّمة بالسياسة في عرسال
في بلدة عرسال الحدودية، ساد التنافس العائلي على بلديتها. وبدا ذلك واضحاً في كثرة المرشحين داخل العائلة الواحدة، ونسبة الاقتراع التي تخطّت 50% (نحو 10 آلاف مقترع من أصل 19 ألفاً)، ما يُصعّب فوز لائحة بأكملها. ونتيجة لترشح 57 للمقاعد البلدية و41 للمقاعد الاختيارية، تأخّر إنجاز عملية الفرز في المدينة.
لكنّ الصناديق التي فُرزت أظهرت فوز اللائحة المدعومة من رئيسَي البلدية السابقيْن، يوسف الفليطي وعلي الحجيري، بـ 15 عضواً، مقابل 6 أعضاء للائحة المدعومة من النائب السابق عن تيار «المستقبل»، جمال الجراح، ومفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي. ولم تحصد اللائحة الثالثة المدعومة من رئيس البلدية السابق باسل الحجيري، أي مقعد.
وفيما لم تحمل انتخابات عرسال مفاجآت، عكّر صفو الاستحقاق امتناع رؤساء أقلام وكتبة عن تسلّم صناديق الاقتراع، ربطاً بالصورة النمطية، التي ترافق البلدة الحدودية منذ بداية الحرب في سوريا. ودفع ذلك بـ«محافظ بعلبك – الهرمل للتواصل مع وزارة الداخلية للعمل على حل هذا الموضوع، قبل ساعات قليلة من فتح باب الانتخاب».
البلدات المسيحية: الأحزاب تثبت حدودها
كذلك لم تتبدّل صورة المجالس البلدية في معظم البلدات والقرى المسيحية، إذ حصّنت «القوات اللبنانية» موقعها في القاع، التي تُعدُّ معقلاً لها، مع فوز لائحة «أرضي هويتي لتبقى» برئاسة عضو الهيئة التنفيذية القواتية بشير مطر بكل المقاعد الـ 15، في مواجهة التيار الوطني الحر. وانسحب ذلك على قرى دير الأحمر التي لم تخسر فيها «القوات» أيضاً. وفي رأس بعلبك، حفظت التركيبة التي حصلت في البلدة مقاعد بلدية لـ«القوات»، وإن كان الفوز الأكبر من مصلحة التيار الذي تحالف مع حزب الكتائب وآل منصور وآل روفايل وجزء من القواتيين.
وحدها، الفاكهة – الجديدة سلكت الانتخابات فيها منحى آخر، رغم مشاركة الأحزاب وفي مقدّمها التيار الوطني الحر، إذ كان الهمّ الأول في البلدة حفظ المناصفة بين المسلمين السنّة والمسيحيين. ولذلك وقع الخيار على تشكيل لائحة قوية يضمن وصولها كاملةً تحقيقاً للانسجام بين أعضائها، بما يُعفيها لاحقاً من الحلّ، خصوصاً في ظلّ التجربتين السابقين اللتين حُلّ فيهما المجلس البلدي. وبدلاً من أن يكون التنافس بين أكثر من لائحة، انحصر ذلك بين لائحتين مكتملتين وصلت واحدة منها بكامل أعضائها، مع حفظ المناصفة.
أما في دورس، ففازت اللائحة المدعومة من التيار على اللائحة المدعومة من «القوات». وإن كان هذا الفوز ليس جديداً، إلّا أن ما يُميّز تلك المنطقة أن مجلسها البلدي يُحدّد هويته الحليف الشيعي، الذي يملك كتلة مقترعين مساوية للكتلة المسيحية.
- صحيفة الديار عنونت: خرق الجمل «يهز» مُناصفة بيروت…ورسائل سياسيّة من البقاع
«الثنائي» «والقوات» أكبر الرابحين… والمجتمع المدني أول الخاسرين
القاهرة القلقة من التطوّرات الإقليميّة تدعم «حكمة» الرئيس عون
وكتبت تقول: فيما كان رئيس الجمهورية جوزاف عون في القاهرة، يستشرف معالم المرحلة الاقليمية المقبلة مع الرئيس المصري عبد الفتح السيسي، القلق من محاولة «تهميش» دور مصر المحوري في المنطقة، كانت الارقام البلدية والاختيارية في البقاع وبيروت محور اهتمام داخلي وخارجي، بعدما شكلت النتائج رسائل مهمة على أكثر من مستوى.
وكانت «القوات اللبنانية» قد اكتسحت الانتخابات في زحلة، وسجلت انتصارا على كافة القوى المسيحية المناوئة لها، واثبتت انها الاكثر تنظيما في المدينة، بعدما استقطبت نحو 2000صوت من خارج البلوك الانتخابي المحسوب عليها، بفعل استنفار العصب المسيحي، مقابل هشاشة الائتلاف وسوء ادارته للمعركة. وخسرت «القوات» بلدية رأس بعلبك امام «التيار الوطني الحر»، لكنها ثبتت حضورها في القاع.
واذا كانت هذه النتائج قد استنفرت القوى المحلية لاجراء حساباتها وفق هذه الوقائع، فان المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع، افضت الى تثبيت وقائع سياسية شيعية لا يمكن تجاهلها او تجاوزها، حيث بدأت القوى السياسية المحلية كافة، اضافة الى الرعاة الاقليميين والدوليين، اجراء مراجعات باتت ضرورية للتعامل مع النتائج، بعدما نجح «الثنائي» في هذه الجولة في اكتساح كافة القوى المناوئة له في الساحة الشيعية بقاعا، خصوصا في مدينة بعلبك حيث تجاوز منافسيه باكثر من 6400 صوت، فيما ثبت موقعه الحامي للمناصفة في العاصمة بيروت، من خلال بلوك من 19 الف صوت، عوّض من خلاله الدور الذي كان يؤديه تيار «المستقبل» قبل عزوفه. ولولا هذا الالتزام لكانت لائحة «بيروت بتحبك» حققت خرقا باكثر من مرشح.
واذا كانت المناصفة قد تعرضت للاهتزاز، بحلول محمود الجمل مكان مرشح متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة إيلي أندريا، الذي كان من المفترض أن ينتخب في المرحلة التالية كنائب رئيس المجلس البلدي، على غرار المجلس السّابق، فان التوازن داخل المجلس البلدي لن يختل على نحو فاقع، بوجود 13 مسلما مقابل 11 مسيحيا، خصوصا ان ثمة اجماعًا من قبل القوى المتحالفة، على ان الجميع بذل الجهد المطلوب وفق قدراته لحماية المناصفة.
ويبقى على كل القوى قراءة الرسالة من ابناء بيروت السنّة، الذين يدورون في فلك تيار «المستقبل» من خلال هذا الخرق، الذي اعتبره رعاة اللائحة انتصارا؟! وفي هذا السياق، يسجل ايضا تراجع تأثير قوى المجتمع المدني في بيروت، من 26 الف صوت في الانتخابات السابقة الى 10 آلاف الان، مع ملاحظة تراجعه في البقاع ايضا، في مقابل تقدمه في المناطق الدرزية على الرغم من الفوز الذي حققته لوائح الحزب «التقدمي الاشتراكي».
نتائج بيروت
في بيروت حسمت الانتخابات البلدية لمصلحة تحالف الأحزاب والشخصيات السياسية ضمن لائحة «بيروت بتجمعنا»، مع خرق وحيد للمنسّق السابق لـ «تيّار المستقبل» في بيروت محمود الجمل، رئيس لائحة «بيروت بتحبك»، المدعومة من النائب نبيل بدر و «الجماعة الإسلامية». وبحسب النتائج حلّ المحامي الدّكتور محمّد بالوظة، مرشح «اتحّاد جمعيات العائلات البيروتيّة» في المرتبة الأولى، بعدما حصل على نحو 46 ألف صوت، فيما حصل مرشّح حزب «الهنشاك» هوفيك بوكاكجيان، على أدنى عدد أصوات نحو 37 ألف صوت.
في المقابل، تمكّن الجمل من الفوز بحصوله على نحو 38 ألف صوت، على حساب مرشّح متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة إيلي أندريا، الذي كان من المفترض أن ينتخب في المرحلة التالية كنائب رئيس المجلس البلدي، على غرار المجلس السّابق.
«الثنائي» رافعة اللائحة
وقد سجّلت في بيروت نسبة اقتراعٍ مشابهة لما سجّلته في عام 2016 (20.14 %)، مع فارق بسيط لم يتعدّ الـ1% هذه المرّة، بوصول النسبة إلى نحو 21 في المئة. وقد تقصّد «الثنائي الشيعي» اثبات انه حامي المناصفة، من خلال تجيير «بلوك» وصل إلى نحو 19 ألف ناخب لمصلحة «بيروت بتجمعنا».
ووفق مصادر مراقبة، فانه لولا «الثنائي» لخسرت كامل اللائحة، وهو اراد ان يثبت أنّه الوحيد القادر على حماية المسيحيين والأقليّات، بعد غياب «تيار المستقبل» عن الساحة. وبعدما وعد بتأمين عشرة آلاف صوت للائحة، رفع نسبة حضور جمهوره الى 19 الفًا، من دون عمليّات استنفار عام، وتم التركيز فقط على الناخبين القاطنين قرب العاصمة. وكانت ماكينة حزب الله الأكثر حضوراً على صعيد تأمين النقل من بيروت وخارجها.
سنيا، امنت ماكينة جمعية «المشاريع» البلوك الانتخابي السني الذي وعدت به. في المقابل، بدت ماكينة النائب فؤاد مخزومي مبتدئة عاجزة عن استقطاب الشارع السنّي.
خرق الجمل
في المقابل، تمكنت لائحة «بيروت بتحبك» برئاسة العميد المتقاعد محمود الجمل، مدعوماً من النائب نبيل بدر و الجماعة الإسلاميّة»، من حصد ارقام سنية وازنة، نجحت في ايصاله الى المجلس البلدي بفارق نحو 1300 صوت، وقد تولت «الجماعة الاسلامية» نقل الناخبين الموجودين خارج بيروت.
الاقتراع المسيحي
وأظهرت نسب الاقتراع مسيحيا، تقاربها مع نسب الاقتراع في عام 2016 ، لكن اللافت ان مزاج النّاخب المسيحي لم يكن هذه المرة لمصلحة لائحة «بيروت مدينتي»، التي حصدت نحو 60% من أصوات المقترعين في الدورة الاخيرة. وكان لافتا البلوك الذي امنه حزب «الطاشناق» بنحو 4 آلاف صوت ، لمصلحة لائحة «بيروت بتجمعنا»، حيث ارتفع عدد الناخبين الأرمن عمّا كان عليه في عام 2016، بوصول العدد إلى أكثر من 5 آلاف و500، وقد فشلت النائبة بولا يعقوبيان في التأثير في الصوت الأرمني.
انتخابات البقاع
شيعيا، حقق حزب الله فوزا في مدن وقرى البقاع، ولم تنجح حملة قوى المجتمع المدني في تحقيق اي خرق، خصوصا في بعلبك، حيث تراجع حضورها عن الانتخابات السابقة من نحو 4000 صوت الى 2000.
في المقابل حقق الحزب «التقدمي الاشتراكي» فوزا واضحا في البقاع الغربي، لكن الارقام في راشيا خصوصا، اظهرت تقدم لائحة المجتمع المدني بالارقام 6 ، وبعد ان كان قد حقق الفوز ب6 بلدات بالتذكية ، فان الفارق في راشيا كان 200 صوت فقط على حساب لائحة المجتمع المدني .
معركة زحلة
في هذا الوقت، بدأت القوى السياسية في اجراء جردة حساب لما حصل في زحلة، بعد ان حققت «القوات اللبنانية» فوزا منفردا في مواجهة سائر الاحزاب مجتمعة ، خصوصا ان مجموع الارقام التي بلغت للائحة «قلب زحلة»، ضعف ارقام اللائحة المنافسة «زحلة رؤية وقرار»، واللافت حلول رئيس البلدية الحالي اسعد زغيب في المرتبة ما قبل الاخيرة بـ 7886.