قالت الصحف: قراءات في مضمون محادثات المبعوث الأميركي في بيروت

الحوارنيوز – خاص
قرأت افتتاحيات صحف اليوم في مضمون مباحثات المبعوث الرئاسي الأميركي توماس برّاك مع الرؤساء الثلاثة والتي تناولت قضايا: تطبيق وقف النار، تنفيذ القرار 1701، إعادة الاعمار والتجديد لقوات اليونيفل بالإضافة حياد لبنان (المقاومة) حيال الحرب التي تشنها دولة الاحتلال على ايران..
ماذا في تفاصيل جولة برّاك ومسائل أخرى تناولتها الصحف؟
- صحيفة النهار عنونت: برّاك يوسّع المقاربة اللبنانية ولا تبديل حول السلاح… مفوضية اللاجئين تدعم الخطة الحكومية لإعادة النازحين
وكتبت تقول: تبدّل الموفد واختلفت المقاربة الشخصية، ولكن الموقف المبدئي والعملي الأساسي ظل كما هو ولم يتبدل. يمكن بذلك اختصار نتيجة “الإطلالة” الأولى للموفد الأميركي الجديد إلى لبنان، توماس برّاك المتحدر من أصول زحلاوية لبنانية، الأمر الذي لم يفارق خلفية زيارته الأولى لبيروت حتى كما في ورد في بيانه الأول عن هذه المهمة. وبدا طبيعياً أن تعتمل المقارنة بين برّاك والموفدة الأميركية السابقة مورغان أورتاغوس، بحيث بدا لافتاً أن أوساط الرؤساء الثلاثة أجمعوا على إبداء ارتياحهم إلى الموفد الجديد، من منطلق أنه أظهر تفهماً كبيراً لجوهر الوضع الحالي في لبنان وأظهر اهتمام إدارة الرئيس دونالد ترامب بعدم تهميش الوضع اللبناني تحت وطأة تداعيات الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، ولكن من دون أي تراجع وتهاون في الدفع نحو تنفيذ التزامات لبنان بنزع سلاح “حزب الله” وتحذير الأخير بل ردعه عن توريط لبنان في استدراج رد إسرائيلي مدمّر عليه إذا أقدم مجدداً على “إسناد” إيران. ومع أن مهمة برّاك تبدو موقتة إلى أن يتم تعيين موفد ثابت آخر، فإن الأوساط اللبنانية المعنية أبدت ارتياحها إلى امتلاك برّاك معلومات ومعرفة واسعة بكل زوايا التأثيرات الإقليمية على لبنان انطلاقاً من موقعه كسفير لبلاده في تركيا وموفداً إلى كل من سوريا ولبنان، الأمر الذي قد يوفّر له ولو بصفته الموقتة الحالية الدفع بزخم نحو مقاربات لإنجاز تصوّر أميركي خاص بالوضع في لبنان يكمل أو يعدّل ما كانت أورتاغوس تزمع المضي به قبل تبديل مهمتها. ولذا من غير المستبعد بعد جلاء غبار الحرب الإسرائيلية- الإيرانية وما يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة حيالها انخراطاً في الحرب أو في الخيار الديبلوماسي، أن يعود برّاك إلى بيروت ثانية في زيارة تحمل أطراً تنفيذية لملف الحدود والوضع مع إسرائيل وسوريا، إذ أنه يطرح التصورات من زاوية معالجات شاملة لواقع لبنان مع جيرانه، علماً أنه طرح بعض الافكار أمام الرؤساء الثلاثة بما فهم أنه يزمع إكمال مهمته.
وقد أفادت مصادر قصر بعبدا، أنّ برّاك أبلغ رئيس الجمهورية جوزف عون توليّه الملف اللبناني موقتًا ريثما يتم تعيين موفد أصيل، وطالب بالإسراع في ملف سلاح “حزب الله” من دون تحديد مهلة لذلك، وأن الجانب اللبناني طالب بالانسحاب من المناطق التي لا تزال تحتلها إسرائيل وبوقف الخروقات وإطلاق الأسرى. وأشارت إلى عودة الحديث إلى مبدأ خطوة في مقابل خطوة، أي أن تنفذ إسرائيل خطوة يقابلها لبنان بخطوة في موضوع السلاح. وطالب برّاك الجانب اللبناني بالمزيد من التنسيق مع الجانب السوري في موضوع الحدود وترسيمها. وأكد الرئيس عون للموفد الأميركي، أن لبنان يتطلع إلى دعم الولايات المتحدة الأميركية في ما يقوم به لإعادة النهوض على مختلف المستويات، وفي مقدمة ذلك تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب من خلال انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس التي تحتلها ووقف الاعمال العدائية والتمديد للقوات الدولية في الجنوب “اليونيفيل” التي تعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني على تطبيق القرار 1701 وصولاً إلى الانتشار حتى الحدود المعترف بها دولياً، مؤكداً أن لبنان قرر زيادة عديد الجيش في جنوب الليطاني حتى عشرة آلاف جندي. وتطرّق البحث أيضاً إلى الخطوات التي يتخذها لبنان تحقيقاً لمبدأ حصرية السلاح، فأكد عون أن الاتصالات قائمة في هذا المجال، على الصعيدين اللبناني والفلسطيني، معرباً عن أمله في أن تتكثف بعد استقرار الوضع الذي اضطرب في المنطقة نتيجة احتدام الصراع الإسرائيلي- الإيراني.
وتناول عون والموفد الأميركي العلاقات اللبنانية- السورية، فأكد رئيس الجمهورية وجود شقين في هذا الإطار، الأول يتعلق بموقف لبنان الداعي إلى عودة النازحين السوريين إلى بلادهم بعد زوال أسباب نزوحهم، والشق الثاني، يتناول العلاقات الثنائية حيث يتطلع لبنان إلى تفعيلها لا سيما لجهة المحافظة على الهدوء والاستقرار على الحدود اللبنانية- السورية من جهة، وترسيم الحدود البحرية والبرية بما فيها مزارع شبعا.
وفي عين التينة، كرّر رئيس مجلس النواب نبيه بري أهمية حضور ودور قوات اليونيفيل والتمديد لها، وشدد على الجهد الأميركي لإلزام إسرائيل بضرورة الوفاء بإلتزاماتها بتطبيق بنود القرار 1701 والانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف الخروقات كمدخل أساسي لكي ينعم لبنان بالاستقرار ويشرع بورشة إعادة الإعمار.
وتلا الموفد الأميركي بعد لقائه بري، بياناً معداً ومقتضباً قال فيه: “يشرفني أن أعود إلى جذور بداياتي والسبب الوحيد لوجودي هنا هو هذا الالتقاء بين الحمض النووي اللبناني الجميل الذي وُهِبتُ منه بالصدفة والحرية الأميركية. وإن إلتقاء هذين العنصرين هو مستقبل وأمل للبنان، ورئيسي اليوم يبعث برسالة في خضم أزمة عالمية وفوضى ربما هو أمر مُربك للجميع، فلبنان كان منارةً ساطعةً للتسامح، وتقاطع الأديان، وتقاطع الثقافات، وتقاطع وجهات النظر المختلفة”. وأضاف: “نحن نؤمن أنه بقيادتكم ومع التجديد في هذه اللحظة، يمكن للسلام والازدهار أن ينطلقا من جديد وجيلكم هو من يحتاج إلى إيجادهما، لذا نحن هنا ملتزمون بالمساعدة، نحن معجبون بالإدارة وبالشعب اللبناني. لذا ما يجمعنا جميعًا هو الأمل، وأن الفوضى ستهدأ قريبًا، ومن ذلك سيزهر السلام والازدهار في هذه الصحراء التي يحملها اللبنانيون إلى جميع أنحاء العالم. في كل مكان زرته في العالم هناك لبنانيون صنعوا من الصحراء واحة والآن علينا أن نفعل ذلك”.
وسئل عن الموقف من الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان وكيفية حلها؟ فأجاب: “حسنًا، لو كان بإمكاني تقديم حل لكم في دقيقتين لما كنت هنا”.
وسئل ماذا لو تدخل “حزب الله” في الحرب القائمة بين إسرائيل وإيران؟ فأجاب: “علينا أن نناقش الأمر، لكن أستطيع أن أقول نيابةً عن الرئيس ترامب وهو كان واضحًا جدًا في التعبير عنه، إن ذلك سيكون قراراً سيئًا للغاية”.
اما في السرايا، فأكد رئيس الحكومة نواف سلام بدوره للموفد الأميركي تمسّك لبنان بخيار الأمن والاستقرار ورفض الانجرار إلى الحرب الدائرة في الإقليم. وأكد أن الحكومة اللبنانية عازمة على مواصلة تنفيذ خطتها الإصلاحية، وعلى بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها. كما شدّد على أهمية دور اليونيفيل واستمراره لضمان تطبيق القرار 1701، وطالب بمساعدة لبنان في الضغط على إسرائيل من أجل انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة. وأطلع المبعوث الأميركي على الخطوات التي قامت بها الحكومة، والتنسيق المستمر مع الجانب السوري لمعالجة الملفات العالقة، وعلى رأسها ضبط الحدود بين البلدين، تمهيدًا للوصول إلى ترسيم الحدود.
وأفادت معلومات أن برّاك زار الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قبيل زيارته للسرايا.
تزامنت الزيارة الأولى لبرّاك إلى بيروت مع زيارة مماثلة للمفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الذي أجرى جولة محادثات مع الرؤساء ونائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري ووزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيّد، تركزت على الخطة التي أقرتها الحكومة لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم.
وأشاد غراندي بالخطة “التي أشار إليها نائب رئيس الوزراء، لاعتمادها سياسةً بشأن عودة اللاجئين، والتي أؤكد أن منظمتي، مفوضية اللاجئين، ستدعمها بكل قوتنا”. وفي غضون ذلك، وعلى الصعيد الميداني شنّت مسيّرة إسرائيلية بعد الظهر غارة بصاروخين على سيارة في بلدة حولا قرب جبانة المرج في الجنوب، كما القت قنابل لمنع أحد من الاقتراب، وأسفرت الغارة عن سقوط قتيل. وكانت مسيّرة إسرائيلية استهدفت ليل الأربعاء الخميس دراجة نارية في منطقة كفرجوز النبطية ما أدى إلى سقوط قتيلين. وكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن “جيش الدفاع قضى على قائد وحدة الصواريخ المضادة للدروع في مجمع شبعا في حزب الله”.
- صحيفة الأخبار عنونت: كرّر نفس طلبات أميركا من لبنان بـ«لطف»! توم باراك: لا ضمانات ولا تطمينات
وكتبت تقول: توماس باراك ليسَ عاموس هوكشتاين ولا هو بالتأكيد مورغان أورتاغوس، ولا حتى فيليب حبيب. لكنّ فيه من كل هؤلاء شيئاً ما.
أصوله اللبنانية، تتيح له معرفة بعض الجوانب التي تفيد الوسطاء عادة. وهو وجد نفسه أمام “مهمّة مستعجلة”، كون واشنطن أرسلته في لحظة إقليمية حرجة جداً لـ “الحؤول دون توسّع رقعة النزاع”.
لم يعمل سفيراً سابقاً في بيروت، لكنه صار مبعوثا بهامش أكبر للمناورة، ويختلف عمّن سبقوه، بأنّ “السياسية” ليست هي الأساس في تفكيره، وهو لا ينسى أنه رجل أعمال مقرّب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والأخير أختاره مستشاراً له، ثم عيّنه سفيراً في تركيا، ليتبين أن أنقرة كانت مدخله نحو الملف السوري.
ومهمّة لبنان، تقرّرت في اللّحظة التي تقرّر فيها إزاحة أورتاغوس، التي تركت خلفها الكثير من الأوساخ، ما جعل أصدقاء أميركا في السلطة الجديدة في لبنان، يقودون هم، حملة لإطاحتها.
ليقع الاختيار على باراك، الذي حرص على إبلاغ بعض ممّن التقاهم في بيروت أمس، بأنّ تولّيه الملف اللبناني، هو مهمة مرحلية ومؤقّتة، إلى حين صدور قرار جديد من الإدارة بتعيين مبعوث جديد، للبنان، أو ترك أمره إلى السفارة ووزارة الخارجية كما يرغب نافذون في واشنطن.
ولأن الرجل اطّلع من مسؤولين في الإدارة، ومن أصدقاء لبنانيّين على ما أسماه أحدهم بـ”فظائع” مورغان، كان الرجل واضحاً في أنه يريد إضفاء صورة مختلفة جداً عن التي كانت موجودة.
فلم يسبق أي تهويل، إلا من جماعات لبنانية تمتهن هذا النوع من العمل السياسي. بينما قدّم الرجل نفسه بوصفه “الرجل الهادئ”. لكن الاهتمام بالشكل، لا يلغي حقيقة المهمّة التي جاء فيها بارام، إذ إنه وفي في المضمون، كرّر باراك حرفياً ما سبقَ وأن قالته أورتاغوس عن ملف سلاح حزب الله والإصلاحات. طبعاً، مع إضافة تتعلّق بالتطورات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على إيران، والخشية من عودة الحرب إلى جبهة لبنان مع كيان الاحتلال.
وقالت مصادر مطّلعة على جانب من لقاءات باراك، إنّ “النقطة المتصلة بالتطورات الأخيرة، أي الحرب المشتعلة بين إيران والعدو الإسرائيلي، كانت محلّ نقاش مع الرؤساء الثلاثة” جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام.
لكنّ الرجل، استفاض في الحديث عنه مع رئيس مجلس النواب، وهو خاطبه بأنه “يمثّل وجهة نظر حزب الله أيضاً”. وسمع منه موقفاً حاسماً كما نقله زوّار عين التينة :”لبنان ليس في وارد الدخول في حرب مع إسرائيل”.
وبحسب المصادر، فإنه يمكن اختصار زيارة المسؤول الأميركي في عنوانين: ضرورة حصر السلاح في يد الدولة، لأنّ هذا الأمر هو المدخل الوحيد لحلّ كل الملفات الأخرى، وضرورة تحييد لبنان الحرب الإقليمية، مؤكّداً أنّ “تدخّل حزب الله في الحرب الإيرانية -الإسرائيلية، سيكون قراراً سيئاً للغاية”.
ونقل بعد لقائه برئيس الجمهورية بأنّ “الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب يرغب في مساعدة لبنان على تجاوز الظروف والتحدّيات التي يواجهها”، مشدّدًا على “الدعم الأميركيّ للجيش اللبنانيّ وللإجراءات التي يتّخذها الحكم في لبنان على الصُّعُد الأمنيّة والاقتصاديّة والماليّة”.
ومن عين التينة، قال في تصريح مقتضب “جئتُ لمساعدة لبنان كيلا تتكرّر الحرب”، أمّا في ما يتعلّق بالخروق الإسرائيليّة “فلو كان بإمكاني حلّ الأمر في دقيقتين لما كنتُ هنا”.
أمّا رئيس الحكومة فكتب بعد لقائه باراك على منصة “إكس”: “أكّدت أثناء اللقاء تمسّك لبنان بخيار الأمن والاستقرار ورفض الانجرار إلى الحرب الدائرة في الإقليم، وشدّدتُ على أنّ الحكومة اللبنانيّة عازمة على مواصلة تنفيذ خطّتها الإصلاحيّة وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها”، و”أطلعت المبعوث الأميركيّ على الخطوات التي قامت بها الحكومة، وعلى التنسيق المستمرّ مع الجانب السوريّ لمعالجة الملفات العالقة، وفي مقدّمتها ضبط الحدود بين البلدين، تمهيداً للوصول إلى ترسيم الحدود”.
وعلمت “الأخبار” أنّ باراك “أبلغ الرؤساء أنّ تعيين خليفةٍ لأورتاغوس لن يكون قريباً وأنه سيحصل في الخريف المُقبل، وأنه سيتابع في هذه المدّة الملف اللبناني ربطاً بالملف السوري، بصفته المبعوث الخاص إلى سوريا”.
بينما ركّز هؤلاء في كلامهم معه على “ضرورة استمرار الجهود الأميركيّة لإلزام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها، خصوصاً لجهة الانسحاب من الأراضي اللّبنانيّة المحتلة، ما يتيح استقراراً يسمح للبنان بالشروع في إعادة الإعمار”، من دون أن يقدّم الرجل وعوداً في هذا الإطار، كما لم يعطِ أي ضمانات على عدم قيام إسرائيل بعدوان جديد في ظل الحديث عن تحضيرات لتنفيذ عملية استباقية ضد حزب الله.
وبينما ركّز الرؤساء الثلاثة الذين التقاهم على تصدير جو إيجابي عن المحادثات السريعة التي قام بها في بيروت، إلا أنّ جولته هذه لم تترك أثراً مريحاً، بل مخاوف عند البعض من إمكانية أن يكون لبنان عرضة للخديعة مجدّداً، كما كان يحصل حين كانَ هوكشتاين يتولّى الملف اللبناني، مستذكراً التصعيد الذي كان يحصل بعد كل جولة”، حتى إنّ البعض وصف أسلوبه بالـ “الهدوء الملغوم”!
- صحيفة الديار عنونت: «حبس أنفاس» في المنطقة… ولبنان لن يدخل الحرب
باراك يتفهم موقف عون: تأجيل البحث بملف السلاح
الصواريخ الايرانية تنقل الصدمة والترويع «لاسرائيل»
وكتبت تقول: المنطقة تحبس أنفاسها بانتظار مسار العدوان الاسرائيلي على ايران التي بدأت تكشف رويدا رويدا عن قدراتها الصاروخية، حيث نجحت بنقل “الصدمة والترويع” الى المستوطنين في فلسطين المحتلة، فيما يبدو رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو في مأزق بفعل انتقال مفاعيل الحرب المدمرة الى “اسرائيل”، وبات واضحا ان استراتيجيته ببدء الحرب بحدها الاقصى، لم تجد نفعا حيث تتدرج طهران في التصعيد المدروس، بينما يبدو بنك اهدافه محدودا ولا مجال للانتقال الى مرحلة اكثر حسما الا بتدخل اميركي مباشر في الحرب، وهي خطوة محفوفة بالمخاطر في ظل عدم وجود ضمانة باستسلام الايرانيين الذين يهددون بإشعال الشرق الاوسط. وفي الانتظار، حسم رئيس مجلس النواب نبيه بري الجدل المفتعل سياسيا واعلاميا، وجزم بان لبنان لن يشارك في الحرب 200 بالمئة، لان لا مصلحة له بذلك، ولأنه سيدفع الثمن، ولان طهران لا تحتاج للمساندة بينما “اسرائيل” تحتاجها.
كلام بري جاء بعد جولة السفير الاميركي في تركيا توم باراك على المسؤولين اللبنانيين، وقد وصف زيارته بالمريحة، وفي “غمز من قناة” مورغان اورتاغوس، قال بري ان باراك دبلوماسي محترف ويعرف الواقع اللبناني جيدا. ونقل عن باراك قوله أن زيارته لبيروت جاءت لمساعدة لبنان وكي لا تتكرر الحرب، لافتًا إلى أنّه “لو كان لديه حل للنزاع الإسرائيلي اللبناني لما أتى إلى بيروت”، واضاف” نحمل رسالة في ظلّ الوضع المعقّد في العالم ونؤمن أنّه مع القيادة الجديدة ستبدأ عملية السلام والتحسن وملتزمون بمساعدة لبنان ولدينا أمل”.
جولة “رصينة”
ووصفت مصادر مطلعة، جولة المبعوث الاميركي المؤقت بأنها كانت “رصينة” ووصفته بالدبلوماسي الهادىء، واشارت الى انه حمل الرسائل الاميركية نفسها وطرح جدول اعمال من اربعة اجزاء ، الاول، تحييد لبنان عن الحرب، ملف السلاح، الاصلاحات، العلاقة مع دمشق، وهو لم يتحدث عن جدول زمني في ملف حزب الله، ويبدو ضمنيا مقتنعا بوجهة نظر رئيس الجمهورية جوزاف عون بان البحث في هذا الملف غير منطقي في ظل الحرب الدائرة في المنطقة، وقد سمع من المسؤولين اللبنانيين كلاما مطمئنا حيال عدم وجود اي نية لدى حزب الله بالدخول في المواجهة الحالية، وعلم في هذا السياق، ان التنسيق بين الحزب والجيش قائم على “قدم وساق” لمنع اي انزلاق في اتون الحرب. ويمكن الحديث عن تفاهم ضمني على ربط مصير السلاح بنتائج الحرب في المنطقة، وقد كان رئيس الجمهورية جوزاف عون صريحا ومباشرا في هذا الاطار حين اكد ان ملف السلاح قد فقد زخمه بعد الحرب، لكنه لا يزال جزءا من استراتيجيته، لكن لا مجال الآن لطرحه في ظل “الجنون” الذي يلف المنطقة، طارحا فكرة “الخطوة مقابل خطوة” مع “اسرائيل”، بدءا بتنفيذ الانسحاب من الاراضي اللبنانية.
لا مهل زمنية
وكان لافتا، ان العلاقة مع سوريا اخذت الحيز الاكبر من المحادثات، باعتبار ان تنظيم العلاقات ممكن بعيدا عن “لهيب” المنطقة، وكان لافتا تاكيد باراك بالعودة قريبا الى بيروت، قد تكون بعد 3 اسابيع، بعد اطلاع الرئيس دونالد ترامب على نتائج محادثاته في بيروت. واستهل باراك جولته بلقاء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. وأفادت مصادر قصر بعبدا أنّه أبلغ عون توليه الملف اللبناني موقتًا ريثما يتم تعيين موفد أصيل. وطالب باراك بالإسراع في ملف سلاح حزب الله من دون تحديد مهلة لذلك، وقد طالب الرئيس بالإنسحاب من المناطق التي لا تزال محتلة وبوقف الخروقات وإطلاق الأسرى. وأشارت ايضا إلى عودة الحديث إلى مبدأ خطوة في مقابل خطوة، أي أن تنفذ إسرائيل خطوة يقابلها لبنان بخطوة في موضوع السلاح. وطالب باراك الجانب اللبناني بالمزيد من التنسيق مع الجانب السوري في موضوع الحدود وترسيمها، ولم يتطرق في شكل مباشر إلى مسألتي مزارع شبعا وبلدة الغجر.
ملف النزوح
وفي هذا السياق، اكد رئيس الجمهورية على وجود شقين في هذا الإطار، الأول يتعلق بموقف لبنان الداعي الى عودة النازحين السوريين الى بلادهم بعد زوال أسباب نزوحهم مؤكدا على أهمية الدعم الأميركي لهذا الموقف، والشق الثاني يتناول العلاقات الثنائية حيث يتطلع لبنان الى تفعيلها لا سيما لجهة المحافظة على الهدوء والاستقرار على الحدود اللبنانية- السورية من جهة، وترسيم الحدود البحرية والبرية بما فيها مزارع شبعا. واقترح لبنان على الجانب السوري تشكيل لجان مشتركة للتنسيق في مختلف المجالات لاسيما في المجال الأمني. كما، أكد الرئيس عون للموفد الاميركي،ان لبنان يتطلع الى دعم الولايات المتحدة الأميركية في ما يقوم به لإعادة النهوض على مختلف المستويات، وفي مقدمة ذلك تثبيت الامن والاستقرار في الجنوب من خلال انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس التي تحتلها ووقف الاعمال العدائية والتمديد للقوات الدولية في الجنوب ..وشرح الرئيس عون للموفد الأميركي ما تقوم به الحكومة في مجال الإصلاحات المالية والاقتصادية بالتعاون مع مجلس النواب، مؤكدا ان مسيرة الإصلاحات بدأت ولن تتوقف بالتزامن مع مكافحة الفساد وتفعيل مؤسسات الدولة وأجهزتها لتواكب التطور في مختلف المجالات.
شروط بري للاستقرار
كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، باراك والوفد المرافق بحضور السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون. وتناول اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة، تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية. وكرر الرئيس بري التأكيد على أهمية حضور ودور قوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان والتمديد لها، لأهمية دورها في تطبيق القرار 1701 وإتفاق وقف اطلاق النار وتعاونها مع الجيش اللبناني في هذا الإطار. وشدد رئيس المجلس على الجهد الأميركي لإلزام إسرائيل بضرورة الوفاء بإلتزاماتها بتطبيق بنود القرار 1701 والانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف الخروقات كمدخل أساسي لكي ينعم لبنان بالإستقرار ويشرع بورشة إعادة الإعمار.
باراك يحذر حزب الله
وبعد اللقاء مع بري، حذر باراك من أن تدخّل حزب الله في الحرب الإيرانية-الإسرائيلية سيكون “قراراً سيئاً جداً”، قائلاً: “يمكنني أن أتحدث باسم الرئيس ترامب، الذي كان واضحاً جداً، وكذلك المبعوث الخاص ستيف ويتكوف بأن هذا سيكون قراراً سيئاً جداً جداً جداً، مؤكداً على الدعم الأميركي للجيش اللبناني وللإجراءات التي يتخذها الحكم في لبنان على الأصعدة الأمنية والاقتصادية والمالية. ورداً على سؤال حول الموقف من الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان وكيفية حلها؟ أجاب باراك: حسنًا، لو كان بإمكاني تقديم حل لكم في دقيقتين لما كنت هنا. وسئل ماذا لو تدخل حزب الله في الحرب القائمة بين اسرائيل وايران؟ .أجاب: علينا أن نناقش الأمر لكن أستطيع أن أقول نيابةً عن الرئيس ترامب وهو كان واضحًا جدًا في التعبير عنه، إن ذلك سيكون قراراً سيئًا للغاية.
سلام والعلاقة مع سوريا
الاعتداءات الاسرائيلية
ميدانيا، لم تتوقف الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي اللبنانية، وشنت مسيرة اسرائيلية بعد ظهرامس غارة بصاروخين على سيارة في بلدة حولا قرب جبانة المرج كما القت قنابل لمنع احد من الاقتراب، واسفرت الغارة عن سقوط شهيد. واستهدفت مسيّرة اسرائيلية ليل (الاربعاء الخميس) دراجة نارية في منطقة كفرجوز النبطية ما ادى الى سقوط شهيدين. .
المفاجأة الايرانية
وفي تطورات الحرب، فاجأ الايرانيون “اسرائيل” بموجة صوارخ مدمرة صباح امس طالت نقاطا امنية حساسة في تل ابيب، والخضيرة، افادت قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال بأنّ إيران أطلقت، صاروخاً باليستياً واحداً على الأقل مزوّداً برأس حربي عنقودي باتجاه وسط الكيان. ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إنّ هذا النوع من الصواريخ يشكّل تهديداً لمنطقة أوسع بكثير مقارنةً بالرؤوس الحربية الباليستية التقليدية التي تستخدمها إيران، إلاّ أن شدّة الانفجار لكل ذخيرة عنقودية تكون أقل بكثير. يُذكر أنّ هذا النوع من الرؤوس الحربية ينفصل أثناء الهبوط، على ارتفاع نحو 7 كيلومترات، وينشر حوالي 20 ذخيرة صغيرة في دائرة يبلغ قطرها نحو 8 كيلومترات. وتفتقر هذه الذخائر إلى نظام دفع ذاتي، ما يجعلها تسقط بشكل عشوائي نحو الأرض. وكان “الحرس الثوري الإيراني” اعلن تنفيذ الموجة الرابعة عشرة من الهجمات المركّبة على كيان الاحتلال، باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية وصواريخ استراتيجية عالية الدقة. وأوضح أنّ العملية استهدفت مركز القيادة والمعلومات التابع للجيش الإسرائيلي، والمجاور لأحد المستشفيات، مؤكداً أن الهجوم نُفّذ بدقة عالية وبشكل موضعي.
الحرب العبثية
وفي هذا السياق، بدأ الشك يتسلل الى المستوطنين، وقالت صحيفة “هارتس” الاسرائيلية، ان مصير الحرب الحالية يرتبط الآن بنزوة رئيس أميركي متقلب ومتراجع. إذا قصف فربما سيكون انتصارا؛ إذا لم يقصف فستشن إسرائيل حرباً عبثية أخرى، زائدة وأخطر من سابقاتها. وقالت “كان يجب أن يكون التدخل الأميركي مضموناً مسبقاً. كان يجب أن يكون شرطاً لشن الحرب. في هذه الأثناء، يتدرب ترامب على تمارين فرض الاستسلام وإهانة إيران كطفل، ويدمر بتصريحاته الاحتمالية الضعيفة المتبقية للتوصل إلى اتفاق، الذي هو الفرصة الأخيرة لنهاية جيدة.
القطيع.. والنصر الموهوم
وبحسب “هارتس” إذا بقيت طائرات القصف الثقيلة في قواعدها، ستستمر حرب الاستنزاف التي لا يمكن توقع نهايتها ومدتها. إسرائيل لن تصمد فيها لفترة طويلة، اجتماعياً، اقتصادياً وربما أيضاً عسكرياً. وخلصت الصحيفة الى التساؤل” إلى أين نحن ذاهبون، وللدقة، إلى أين ننقاد مثل الشاة للذبح أو مثل قطيع إلى النصر الموهوم؟ إيران لن تستسلم، وبالتأكيد ليس بعد حملة التبجح الأميركية – الإسرائيلية”.
الاسرائيليون يشتمون نتانياهو!
وفي مقال آخر، قالت “هآرتس” ان نتنياهو لا يعرف أنه رغم الحدث التاريخي، يشتمه كل من هم في الملاجئ. الملك العاري لا يقولون له إن ملابسه وهمية. انظروا أيها الأطفال، يقول، ها هي طائراتنا في طهران! لكن هذا لا يساعده. لم نعد أطفالاً. نعرفه جيداً. الشخص الذي لا تشتري منه سيارة مستعمله، لا تشتري منه منديلاً. لم نصدق “الحدث التاريخي” الذي أبلغنا عنه، ولا قوله “هاجمناهم قبل أن يهاجمونا”. لنا حساب طويل مع الأكاذيب، وأهداف حربه المفبركة. وخلصت الصحيفة الى القول “معرفة أن حياتنا في يد كاتس وبن غفير وسموتريتش، تضر بالمناعة الوطنية وتقوض معنويات الجنود. فكروا في ذلك: هذه نماذج في يدها قنبلة نووية يا الله”.