العالم العربيسياسة

حرب المضائق والخلجان: طهران تمنع الاطلسي من التقدم نحو موسكو وبكين

 

 

محمد صادق الحسيني

كل شئ يحصل في بحر العرب وخليج فارس من حرب ناقلات وتحفز وأرصاد الى تعارض ارادات و ديبلوماسية حياكة السجاد تشي بما يلي: 

1. ان ما يطلق عليه الازمه الامريكيه الايرانيه ، الدائره الان في الخليج وبحر العرب وبقية مناطق الاقليم ، من اليمن الى العراق وسورية ولبنان وفلسطين ، ليست أزمة عادية، وانما هي معركة استراتيجية كبرى بين كتلتين دوليتين  هما :

*الهضبة الايرانية المتمثلة بالجغرافيا ونظام الحكم والامة الايرانية  و معه حلف المقاومه ، بدعم روسي صيني متعدد الاوجه

والمسارات…

*الولايات المتحده الاميركيه ، مدعومة

من حلف شمال الأطلسي

بشكل كامل وكلاً من الأنظمة

العربيه في جزيرة العرب ، الى جانب الكيان الصهيوني طبعاً .

و هي بمعنى من المعاني انهاء هيمنة القطب الواحد ، اي الولايات المتحده ، على العالم .

2. لا يوجد اَي أفق ، لا على الصعيد التكتيكي ولا على الصعيد الاستراتيجي ، لتحقيق اي من اهداف الولايات المتحده ، لا في منطقة الصراع المفتوح حالياً ولا مناطق اخرى من ساحات المواجهه، مثل وسط اسيا او بحر الصين او منطقة البحر الأسود / أوكرانيا . وكذلك هو الوضع في منطقة بحر البلطيق / شمال غرب روسيا ، حيث يستمر تحشيد قوات كبيره لحلف الناتو بالقرب من الحدود الروسيه الشماليه الغربيه / اَي بالقرب من مدينة لينينغراد ذات الرمزيه التاريخية والوطنيه الكبرى في روسيا ( خضعت لحصار الجيوش الالمانيه لمدة ٩٠٠ يوم دون ان تستسلم ) .

3. يتمثل الجانب الاستراتيجي ، في المعركه الدائره حالياً ، في ان ايران تتصدى بشكل مباشر لمحاولات الولايات المتحده السيطرة ،ليس فقط على منابع النفط الموجوده في الجزيره العربيه وايران بهدف التحكم في إمدادات الطاقه للأسواق الصينيه والباكستانية وأسواق دول شرق آسيا لإبطاء نمو اقتصاديات هذه الدول واضعاف قدرتها على منافسة الولايات المتحده ، على الصعيد الدولي ، وانما تتعدى الاهداف الاميركيه كل ذلك ، حيث ان طبيعة هذه المواجهه تشمل قبل كل شيء الجوانب الاقتصاديه الدوليه . وبكلام اكثر وضوحاً فان واشنطن ودول الناتو يحاولون السيطرة على منطقة المواجهه الحاليّه ، الممتدة من سواحل فلسطين المحتله غرباً وحتى سواحل الصين وروسيا الشرقيه على المحيط الهادئ .

اما كلمة سر هذا الجانب الاستراتيجي فهي : مشروع الطريق والحزام الصيني ، ذو الطابع الدولي والعابر للقارات ، الذي سيكرس انهاء السيطره الاقتصاديه والمالية الاميركيه على مقدرات شعوب العالم .

4. وهذا يعني ان معركة ايران ، ومعها حلف المقاومه ، الحاليّه ، مع الاطراف الاستعماريه المذكوره اعلاه ، هي معركة فرط استراتيجيه ، يتمثل هدف ايران وحلفائها ، من وراء خوضها ، في ما يلي :

•انجاز حقوق ايران ، ليس فقط في المجال النووي ، وانما في الحفاظ على امن الملاحه البحريه في كل المنطقه الممتدة

من خليج عدن وحتى غرب المحيط الهندي . وهو ما يشكل مانعاً قوياً او خط دفاع اول عن حدود الصين الغربيه وحدود روسيا الجنوبيه الغربيه .

•انهاء عوامل التوتر المتجدد في الاقليم وذلك باقتلاع جذور اسبابه ، المتمثلة في الوجود العسكري الاميركي الأطلسي

المكثف في جزيرة العرب وفِي بحار المنطقه وصولا الى بحر الصين الجنوبي .

خاصة وان سلاح البحريه الايراني قادر ، ودون ادنى شك ، على تأمين خطوط الملاحه بكل كفاءة واقتدار .

•اما آلية الحمايه المنشودة

فيمكن تحقيقها ، وبكل سهولة ، عبر تطبيق الاقتراح الايراني ، المقدم منذ اشهر ، والذي ينص على انشاء نظام أمني إقليمي

تشارك فيه كل دول المنطقه ، العربية منها وغير العربيه ، كباكستان وايران ، وإخلاء

المنطقه من القواعد والأساطيل

الأجنبيه.

5. اما في ما يتعلق باحتمالات سير هذه المعركه ، وتطوراتها في الميدان ، فان ذلك لن يتعدى مرحلة ممارسة التفاوض تحت النار . اَي ان طرفي المعركه ، خاصة ايران وحلف المقاومه ، سيواصلان تنفيذ خطوات للضغط العسكري على العدو ، على امتداد ساحة المواجهه ، وذلك لثقتها الكامله بنفسها وقدراتها أولاً ولتيقنها من محدودية قدرات العدو ثانياً .

وعند ما نتحدث عن محدودية قدرات العدو فاننا بالأكيد لا نعني ان قدرات ايران العسكريه تفوق في حجمها قدرات المعسكر المعادي، وانما نعني محدودية قدرة العدو في استخدام ما لديه من قدرات عسكريه . وهذا ما يسمى في علم السياسه : محدودية استخدام القوه . الامر الذي يعود الى اسباب عديده لا مجال لتعدادها في هذا المجال ….

6. وانما لا بد من التذكير باهمها ، الا وهو عدم وجود اي نية حقيقية ، لدى الرئيس الاميركي الحالي ، في خوض حرب ضد ايران وحلفائها .علاوة على تخوف الرئيس ترامب من تدحرج اَي عمليات ، حتى ولو كانت محدوده ، ضد ايران الى حرب شامله ، الامر الذي لا قدرة للولايات المتحده الاميركيه على المغامرة به .اذ ان مثل هكذا تطور سيحتاج الى نشر ما لا يقل عن ٧٥٠ الف جندي اميركي / اطلسي في منطقة العمليات ( ايران والعراق وسوريا ) ، بالاضافة الى قراءة الفاتحة على روح قاعدة واشنطن العسكريه في فلسطين المحتله ، اسرائيل ، والتي ستزول عن الوجود خلال ساعات بدء الحرب الاولى .

7. اذن فالولايات المتحدة لديها القوه العسكريه ، المجمدة او المشلولة او المغلولة الأيدي ، بسبب ظروف الميدان السياسيه والعسكريه . بينما تستند القيادة الايرانية الى يد مطلقة في اتخاذ القرارت الحازمة والمبنية على الظروف الموضوعية المؤاتية ايضاً ما يجعل القارئ  الموضوعي لمسرح العمليات ، يخرج بنتيجة لا تقبل الشك الا وهي:

ان الطرف الاقوى في المواجهة سيكون بالتأكيد ذلك الطرف الذي تقاتل معه الجغرافيا والإرث الحضاري الايراني ، الاكبر والاعمق  والذي يستند اليه الامام السيد علي الخامنئي  في قيادته  للمعركة وفي  قراراته وتوجيهاته للآله السياسيه والديبلوماسية والعسكريه في ايران ، المتكئة الى فقه إسلامي ديناميكي ثوري اكثر عمقاً وزخماً من كل ما يمكن ان يتصوره السياسيون التقليديون .

ثمة معادلة جديدة تتشكل  في العمل السياسي الدولي  تشي بحصول  هزائم مدوية تنتظر الامريكيين واذنابهم، وانتصارات كبرى غير مسبوقة في المسرح الدولي لصالح دولة ولاية الفقيه وحلفائها…!

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى