رأي

الهبة الإيرانية ورعب السفارة الاميركية!(أكرم بزي)

 

كتب أكرم بزي – الحوار نيوز

يبدو ان التسويف والمماطلة تحولت الى اختصاص وسمة للسياسيين على كل المستويات في لبنان، فهل يعقل ان “دولة” باتت تفتقد للحد الادنى للمعيشة او باتت تحتضر، فيما سياسيوها يتلهون بالمناكفات والكيديات الشخصية بدل العمل على ابتداع الحلول للأزمات المتلاحقة حتى بتنا في العتمة الشاملة.

فإذا صح ما اعلنه الوزير علي حمية من أنه طبقاً للأرقام الواردة قد تحققت من خلال وزارته فقط، فهذا يعني أن الايرادات في المرفأ وفي المطار وفي غيره من المرافق كان يتم سرقتها أو على الأقل سرقة معظمها!

عندما يقول وزير بارز في حكومة تصريف الأعمال أنه تم “رفد الخزينة العامة في شهر واحد ما يفوق الـ ١٣ مليون دولار،  وبلغت ايراداته اليومية ما فوق نصف مليون دولار، و بعد ٣ أشهر من اليوم، وبعد إقرار الجدول رقم ٩، نسعى لأن تصبح إيراداته ما يقارب الـ ١٠ مليون دولار شهرياً.. ‎التفعيل فعل مش شعار”، فهذا يعني أنه بإمكان وزارة علي حمية تسكير العجز على الاقل شهريا على مستوى رواتب الادارة العامة او غيرها.

وعندما يعلن وزير الطاقة وليد فياض أن “الاتفاق مع العراق سيؤمن 40 ألف طن من الفيول”، مشيراً إلى أن “لبنان بحاجة الى 110 آلاف طن ‏إضافية من الفيول لإنتاج 9 ساعات من التغذية”، و“نسعى لتأمين تلك الكمية من الدول الصديقة ومنها الجزائر”،‎ ويأتي هذا التصريح قبيل ساعات قليلة من خروج معمل الزّهراني لتوليد الكهرباء عن الخدمة، ظهر يوم الجمعة، وذلك بسبب نفاد مادة الفيول أويل منه اللازمة لإنتاج الطاقة ، فإن هذا الأمر يعني عمليا أنّ العتمة الشاملة ستعمّ لبنان بأسرِه، إلا أن وزير الطاقة كشف عن حلّ يقضي باستخدامِ الفيول من فئة “غرايد ب” المُخزن في معملي الذوق والجية بهدف توليد الطاقة من جديد”.

أمام كل ذلك،ماذا يعني عدم قبول “الهبة الإيرانية” من “الفيول أويل” والتي تعطي بحسب خبراء الاقتصاد “أقل شيء 10 ساعات يومياً وبالحد الأقصى 20 ساعة” (بحسب الخبير الاقتصادي زياد ناصر الدين)؟..

 ولماذا هذا الإنكار والتسويف ،ولماذا هذه التعمية على مثل هذه الهبة والتي توفر على كل مواطن لبناني ومقيم في البلد من 75% الى 80% من أصحاب المداخيل المحدودة؟ لماذا هذا الإمعان بإذلال الشعب اللبناني بأكمله، ولماذا هذا التسويف؟

يبدو أن “مافيات الدولة اللبنانية” أو ما يسمى “الدولة العميقة”، هي التي تعمل على إجهاض كل الحلول الممكنة لتخفيف حدة الحصار والازمة المفروضة على لبنان من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في المنطقة.

يبدو أيضاً أن عدد من المسؤولين السياسيين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، يساهمون بطريقة أو أخرى بالإمعان اكثر فأكثر بلفظ أنفاس الشعب اللبناني وقتله!

لغاية الآن ينتظر وزير الطاقة موافقة رئيس الحكومة على قبول الهبة الإيرانية، والجواب لم يأت ولن يأتي، طالما أن رئيس الحكومة يخاف على استثماراته في الخارج والداخل اللبناني، وطالما أن “مافيات الدولة” متضررة من حلول مشكلة الكهرباء وغيرها من المشاكل التي قضت على الشعب بأكمله.

من هنا  نقول إنه يجب المبادرة بقبول العرض الإيراني بهبة “الفيول أويل” ،واذا لم ترض فيجب أن يتم تجاوز قرارات الحكومة الخنفشارية واللامسؤولة تجاه شعبها، والعمل على ايجاد البدائل ولو كانت على مستوى المناطق، شاء من شاء وأبى من أبى.

لا يجب السكوت بأي شكل من الأشكال على  التجهيل المتعمد الذي يمارسه رئيس الحكومة لغاية الآن، فإذا كان لا يستطيع مغادرة قرارات السفارة الأميركية في لبنان، وإذا كان يخاف على مصالحه أكثر من مصالح الشعب اللبناني، فعليه أن يتنحى ويترك المجال لغيره.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى