سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف:توظيف سياسي لكارثة المرفأ

الحوار نيوز – خاص


ركزت الصحف الصادرة صباح اليوم على الكارثة التي شهدتها بيروت أمس من خلال الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت ،وتنوعت المواقف وفق الواقع اللبناني المنقسم على نفسه ،فيما ذهب بعضها الى توظيف الحادثة في السياسة.


وكتبت صحيفة "الأخبار" تقول: كما في الأفلام التي ترسم مشهد نهاية الكون. الغيمة التي تلوّنت سريعاً من حمراء إلى سوداء إلى رماد سام، بدت صورة مستعادة من أفلام الحروب العالمية. المدينة تحوّلت إلى كومة ركام بعدما دُمّرت بعبثية مجانين. صراخ علا في المدينة وكل أطرافها، ووصل صدى الصوت إلى أنحاء البلاد. هزة أرضية فعصف ثم غبار يخفي، للحظات، حجم الكارثة، قبل أن يجد الناس أنفسهم، فجأة، أمام الصورة كاملة. صورة الانهيار الكبير الذي أصاب مركز البلاد، لتنتشر شظاياه في أجساد الجميع، ولكن، وللأسف، من دون أن توحّدهم.


سواء كان وراء ما حصل خطأ أو جريمة تخريب أو أي شيء آخر، فإنه ليس سوى رفع للغطاء عن الهريان الذي ضرب هذه البلاد. أتى الانفجار ليكشف عن وجه الانهيار الكبير. انهيار منظومة متكاملة، من طريقة تفكير وتصرّف وإدارة وطريقة تعامل مع الأزمات.


كان المتخاصمون ينشدون معاً نشيد "اللقاء عند حافة القبر". لكن المأساة لن تجمع الشعوب اللبنانية الآخذة بالتفلّت من كل شيء جامع. صار الانهيار الجماعي حجة إضافية لمزيد من العبث والمكابرة والإنكار. لكنه انهيار أخلاقي، أيضاً، أصاب كل منظومة القيم التي تحفظ تعاطفاً أو تكافلاً اجتماعياً وإنسانياً بين الناس. انهيار على شكل مأساة، لكنها لم تمنع جهات ومجموعات وأفراداً من السعي إلى استغلاله من أجل مكاسبهم التافهة. انهيار دلنا على أن بلادنا لم يعد فيها من يحظى بثقة الناس، سواء أكان مؤسسة أم جهة أم شخصاً. انهيار سيمنع غداً حزناً جامعاً على من سقط في هذه الكارثة الكبيرة. انهيار كشف لنا، في ساعات قليلة، أن مأساة كبيرة تنتظرنا خلف الأبواب.


من يسمع تعليقات من يفترض أنهم يعرضون أنفسهم لتولي المسؤولية، وكيف صاروا، في دقائق، خبراء وضاربين في علم الغيب، وما أفرغوه من تحليلات واختراع وقائع، لا يقول لنا سوى شيء واحد: إنه الانهيار السابق للخراب الكبير. الخراب الذي لن يُبقي على شيء. أما الناس المتعبون، الذين جُبل عرقهم بدمائهم أمس، فسيُتركون لحالهم، ينشدون موتاً أقل صخباً لو أمكن، عسى أن يكون استغلاله أقل من قبل كواسر صاروا يرحّبون بالموت بحثاً عن رزقهم ولو على شكل جيفة. هؤلاء الذين لا نعرف لماذا تسمح لهم الشاشات بالتنقل بين الموتى، لتحريض الضحايا بعضهم على بعض.


في لحظة واحدة ساد الصمت، ثم زالت الصدمة، وكأنّ الناس ينتظرون مثل هذا الحدث، وكأن هذه البلاد لم تشبع بعد من الدمار والنار والدماء والصراخ. وهي لحظة مستمرة لا يُتوقع لها أن تزول قريباً. وبين الناس من هم نذير شؤم يتمنون الأسوأ من أجل إشباع رغبة مقيتة، لاعتقادهم أن الانهيار الكبير سيتيح لهم الارتفاع إلى أعلى، ولو من على فوق ركام. هؤلاء الذين قالوا لنا قبل عقود بأنهم لا يخشون الحرب وليربح الأقوى، هم أنفسهم الذين مارسوا كل أنواع التذلّل للخارج، وكل أنواع القتل والتنكيل في الداخل، وهؤلاء الذين لم تُتعبهم الحروب حتى ولو لم يبق مبشّر على وجه هذه الأرض، هؤلاء هم الذين يتمنون الانهيار الكبير، لأنهم لا يرون لبنان إلا على شاكلتهم أو لا يكون!


لا شيء يمكن الحديث عنه أمام مشهد الجرحى على أبواب غرف الطوارئ في المستشفيات. الآلاف وصلوا إلى المستشفيات وعادوا عندما شاهدوا الزحام على باب الجحيم. عاين الأطباء ضحايا العصف الهائل: رؤوس مخلّعة، وعيون خارجة من الوجوه، وجلود كأنها سُلخت عن عظام، والدماء تغطي كل شيء. وفي الأرض المحروقة، بقي ركام يحتجز من تأخر في العودة إلى عائلته، بينما هُدمت أشباه المنازل على فقراء أحياء المنطقة. وما بقي واقفاً، رافعات من حديد، تناجي الله عسى أن يحمي من بقي تحتها من بشر وحجر…


لكن بقية المأساة، إن عدنا بعد قليل إلى يومياتنا كأنّ شيئاً لم يحصل. أو كأن الذي حصل هو حادث انقلاب باص. وكل كلام عن تحقيق وعلاج سيبقى على ما هو عليه. وما يأمله المرء، في لحظات الغضب هذه، أن تسكن الهزة الجميع لوقت طويل، عسى أن تبقى تذكّرنا بأننا لم نعد نملك حتى إدارة حزننا!

 

===================
  كتبت صحيفة "الجمهورية" تقول: أهو الاهمال المتمادي الذي أغرق بيروت وضواحيها مساء أمس في بحر من الدم والدمار؟ أم هو عمل عسكري نفّذته إسرائيل بأعصاب باردة لتصيب من لبنان مقتلاً وتدفعه اكثر في غياهب الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يعيش فيه، ما دفع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى تأجيل إطلالته التلفزيونية التي كانت مقرّرة اليوم الى حين تبلور حقيقة ما جرى؟


هذان السؤالان طُرحا بقوة، على أثر الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت، واهتزّ معه لبنان أرضاً وبشراً وحجراً، مخلّفاً مرفأ منكوباً وعاصمة غارقة في الدماء، حيث أوقع، بحسب معلومات اولية، اكثر من 73 قتيلاً وما يربو على 3700 جريح. وبين هؤلاء شهداء من القوى العسكرية والامنية التي تحمي المرفأ. وقد تجاذبت روايتان أسباب حدوث هذا الانفجار الهائل، الاولى تقول انّ سببه انفجار نحو 2700 طن من مادة نيترات الامونيوم، المُصادرة منذ 6 سنوات تقريباً من احد البواخر، وتمّ الاحتفاظ بها في العنبر رقم 12 في المرفأ من دون ان يُعالج وضعها، رغم إدراك المعنيين بخطورتها وتسطير جهة معنية قبل اشهر تقريراً يحذّر من انفجارها. أمّا الرواية الثانية فتتحدث عن عمل عسكري اسرائيلي استهدف هذا العنبر، خصوصاً انّ عدداً من شهود العيان تحدثوا عن وجود طيران اسرائيلي في الاجواء عند وقوع الانفجار، الذي جاء على مرحلتين: إنفجار أول تصاعد منه دخان أبيض، تلاه انفجار آخر شديد القوة، اهتزّت معه بيروت وضواحيها، وكأنّ زلزالاً عنيفاً ضربها، الى درجة انّ المرصد الاردني للزلازل اعلن مساء أمس أنّ الانفجار الذي شهدته بيروت يُعادل هزة ارضية بقوة 4,5 درجات على مقياس ريختر، في الوقت الذي لم يصدر عن أي مرصد لبناني للزلازل اي شيء عن الاهتزاز الكبير الذي أحدثه الانفجار.


هي الكارثة الكبرى؛ حلّت بلبنان وضَمّخته بدم شهداء وجرحى الانفجار الرهيب الذي ضربه في خاصرته البحريّة في مرفأ بيروت.


بيروت مدينة منكوبة ومفجوعة، في لحظات بَدا وكأنّ عاصمة لبنان ستختفي تحت ركامها؛ ما حصل لا يوصف، دويّ الانفجار كان في منتهى الكارثية، وعَصفه اقتلعَ كلّ ما في طريقه الى أبعاد حتى عشرات الكيلومترات عن هذا البركان الذي انفجر بين اللبنانيين الآمنين.


4 آب 2020، يوم هو الأكثر شؤماً في تاريخ لبنان، كأنّه يوم الدينونة، المشهد يستحيل على الكلام ان يصفه، ولا أن ينقل صورة تلك اللحظات الجهنمية التي تصاعد فيها الانفجار وغلالته الفطريّة التي أحدثها وأزهقت ارواح العشرات وأهرقت دماء الآلاف من اللبنانيين ممّن يسعون الى رزقهم والافلات من حبل المشنقة الاقتصادية والمالية التي حكمت عليهم بالاعدام المعيشي.


ما الذي حصل؟ سؤال محيّر، ليس هناك من جواب أكيد له حتى الآن. الكلام الأولي انّ انفجاراً كيماوياً هائلاً وقع في عنبر تخزين كميات هائلة من مادة "نيترات الامونيوم"، وهناك معلومات امنية غير مؤكّدة تحدثت عن نحو 2700 طن من هذه المادة الشديدة الانفجار، والمخزّنة في احد عنابر مرفأ بيروت منذ العام 2014.


والسؤال المحيّر أكثر، من المسؤول عن هذا التخزين؟ ولماذا هذا التخزين في مكان يبعد بضعة امتار عن بيوت الناس؟ ومن استورد المواد المخزّنة؟ ولأيّ هدف؟ ولماذا أُبقيت مخزّنة كل هذه المدة؟ وما هو دور الجمارك؟ وما هو دور الوزارات المعنية؟


هذه الاسئلة وغيرها تتطلب اجوبة سريعة من السلطة، وليس الاكتفاء بالتعبير عن الحزن والاسف والبكاء على الاطلال. وقبل كل ذلك هناك سؤال اساسي: من سيعوّض الشهداء الذين يتزايد عددهم مع مرور الوقت، والجرحى الذين زادوا عن الـ3 آلاف وقد ضاقت بهم مستشفيات العاصمة والمناطق؟ ومن سيعوّض الدمار الهائل الذي وقع؟ ومن سيعوّض مرفأ بيروت الذي تدمّر بالكامل؟ وإهراءات القمح التي زالت بالكامل، وهذا باب لأزمة خانقة في هذا المجال؟ والأهم، من هو المسؤول عن هذه الكارثة، او بالاحرى عن هذه الجريمة ضد الانسانية؟ هل حصل الانفجار نتيجة خطأ غير مقصود؟ وهل حصل نتيجة عمل مقصود؟ وفي كلا الحالتين من سيحاسب؟ هل هذه السلطة الضائعة أصلاً في مغارة العجز والتراخي واللامبالاة؟


واذا كان اللبنانيون، على اختلافهم، ضحايا هذا الزلزال الكيماوي الذي ضربهم، وجَمعهم المصاب الواحد، والحزن الواحد، والقلق الواحد على وطن يتعرّض للتدمير الشامل، فإنّ ما تبقّى من السلطة مُطالَب بأن ينزل الى الارض بمبادرات حتى ولو كانت مُكلفة، لبَلسمة الجروح العميقة التي حفرها الزلزال في العاصمة وأبنائها، وفي الوقت نفسه ينبغي ان يشكّل ما حصل حافزاً لأشقاء لبنان وأصدقائه على المبادرة الى إغاثته ومساعدته على تجاوز هذه المحنة التي لن تُمحى آثارها بسهولة، وارتدادتها ستستمر حتى مسافات زمنية بعيدة.


مجلس الدفاع
وكان المجلس الأعلى للدفاع اجتمع ليل أمس، وبحث في الانفجار وما خلّفه من دمار، وأعلن بيروت "مدينة منكوبة".


وعلمت "الجمهورية" انّ تقريراً قدّمه رئيس جهاز أمن الدولة طوني صليبا إلى المجلس الأعلى للدفاع، يروي فيه انّ 2750 طناً من كمية "نيترات الأمونيوم" تمّت مصادرتها عام 2014 من باخرة تحمل العلم المولدوفي كانت تتّجه إلى الموزمبيق، وتعرّضت لعطل في هيكلها. وأثناء تعويمها، عُثر على البضاعة وهي مواد شديدة الانفجار، ونقلت إلى العنبر الرقم 12 حيث تم تخزينها وحفظها إلى أن يبتّ بها القضاء كونها بضاعة محجوزة.


منذ فترة، وأثناء الكشف على العنبر، تبيّن انه يحتاج إلى صيانة وقفل للباب الذي كان مخلوعاً، إضافة إلى فجوة في الحائط الجنوبي للعنبر يمكن من خلالها الدخول والخروج بسهولة، وطلب من إدارة مرفأ بيروت تأمين حراسة للعنبر، وتعيين رئيس مستودع له، وصيانة كل ابوابه ومعالجة الفجوة الموجودة في حائطه.


ومن الروايات الأمنيّة التي تمّ عرضها على مجلس الدفاع، أنّ الإنفجار وقع أثناء عملية تلحيم لباب العنبر 12، وتطايرت منه شرارة أدّت الى اشتعال مفرقعات كانت موجودة في العنبر نفسه، أدّت بدورها الى إنفجار كمّيات الأمونيوم الموجودة في محتوى مجاور.


وقدّر التقرير الأمني كمّية الـ 2750 طناً بما يوازي 1300 طن من مادّة الـ"تي أن تي".


وذكّر رئيس جهاز أمن الدولة أنّه كان قد قدّم هذا التقرير في 20 من تموز الماضي أثناء الكشف الدوري على عنابر المرفأ، تبيّن بنتيجته انّ باب العنبر 12 مخلوع، وهناك فجوات في حائطه، وحذّر حينها في تقريره من أنّ هذه المواد خطيرة جداً، لكن ايّ إجراءات فورية لم تتخذ.


وقد أكّد وزير الإقتصاد راوول نعمة خلال الإجتماع أنّ كلّ القمح الموجود في الإهراءات قد تلف، كما أنّ الاهراءات أصيبت بأضرار جسيمة، وانّ بناءها باتَ آيلاً للسقوط ولم يعد صالحاً للاستخدام.


أمّا المرفأ الجديد فشبه مدمّر، في حين انّ المرفأ القديم، حيث كان يوجد عنبر 12، فقد لحق به دمار شامل.


مواقف عربية ودولية
وعلى أثر الانفجار وانكشاف هول الكارثة، تتالت المواقف المواسية والمعبّرة عن تقديم المساعدة والدعم للبنان، فأعلن المجتمعان الدولي والعربي مساندتهما للبنانيين.


وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي مكناني، إنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب تتابع عن كثب الانفجار الذي وقع في بيروت، وأوضحت أنه تم إطّلاع ترامب عليه، وأضافت: "نصلي من أجل سلامة اللبنانيين، ونراقب الوضع عن كثب".


وذكر مكتب القيادة الوسطى في الجيش الأميركي في البنتاغون انه "قلق حيال وقوع خسائر بشرية كبيرة في انفجار بيروت، ونتابع التقارير".


وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها "تُبدي استعدادها لتقديم المساعدة للسلطات اللبنانية"، مشيرة إلى أنه لا تتوافر أي معلومات عن الانفجار لديها، داعية رعاياها في بيروت الى "الالتزام بأوامر السلطات اللبنانية وتوجيهاتها".


وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ "هناك مساعدات واسعافات فرنسية يتمّ الآن (ليل أمس) نقلها الى لبنان". فيما شدّد وزير خارجيته جان إيف لو دريان على أنّ "فرنسا الى جانب لبنان".


كذلك، أكّد وزير الخارجية البريطانية دومينيك راب أنّ "بريطانيا تقف متضامنة مع شعب لبنان، ومستعدة لتقديم المساعدة والدعم اللازمين".


من جهتها، أكّدت المملكة العربية السعودية "وقوفها وتضامنها في شكل كامل مع الشعب اللبناني"، وأصدرت سفارتها في لبنان البيان الآتي:
"تودّ سفارة المملكة العربية السعودية لدى الجمهورية اللبنانية أن تهيب بجميع المواطنين السعوديين الموجودين في لبنان بضرورة أخذ الحيطة والحذر والبقاء في مقار سكنهم جرّاء الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت اليوم (أمس)، حرصاً على أمنهم وسلامتهم. كما تدعو السفارة المواطنين السعوديين في لبنان إلى متابعة ما يصدر من إرشادات وتعليمات عن السلطات اللبنانية والالتزام بها، والتواصل مع قسم شؤون السعوديين في السفارة عند طلب المساعدة.
وإذ تعلن السفارة عن ذلك، تسأل الله العلي القدير أن يرحم الضحايا ويُصبر ذويهم، ويمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، ويحفظ لبنان وأهله من كل مكروه".


وأعلنت دولة الإمارات العربية المتّحدة تضامنها مع لبنان، مُقدّمة التعازي لأهالي الضحايا. وقد أُضيء برج خليفة في إمارة دبي بالعلم اللبناني "تحيةً لأرواح الشهداء وتضامناً مع اللبنانيين".


وأرسلت دولة الكويت مساعدات طبية عاجلة، واتصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بالرئيس ميشال عون وأمر بإرسال مستشفيات ميدانية الى لبنان. كذلك تلقّى عون اتّصالاً من العاهل الأردني عبدالله، واضعاً إمكانات بلده بتصرّف لبنان.


كذلك، أعلن العراق أنه سيُرسل الى لبنان مستشفى ميدانيّاً اليوم، وسيزوّد لبنان بمئة ألف برميل من النفط شهريّاً، طوال مدة الأزمة.


أمّا الرئيس بشار الاسد، فأعطى توجيهات "لتتوجّه فرق من الاسعاف من جمعية الهلال الاحمر السوري لنقل الجرحى الى المستشفيات في الجمهورية العربية السورية، وفتح الحدود البرية والجوية، ووضع طائرة لنقل الجرحى الى سوريا".


وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر "تويتر": "قلوبنا مع الشعب اللبناني في هذه الكارثة الكبرى".


وبعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تعزية بضحايا الانفجار الى عون، أكد له فيها أنّ "روسيا تُشاطر الشعب اللبناني حزنه. وأرجو نقل كلمات المواساة إلى أهالي الضحايا، وتمنياتنا الشفاء العاجل لجميع المصابين".


كذلك إبرقَ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى عون مؤكداً "وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في لبنان في هذا المصاب الأليم، واستعداده لتقديم كافة أشكال المساعدة".


وغرّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبر "تويتر"، معزّياً لبنان بضحايا الانفجار، فكتب: "نحن في تركيا سنقف دائماً إلى جانب لبنان وأشقائنا اللبنانيين".
وأفادت الرئاسة التركية أنّ أردوغان اتصل بعون عارضاً المساعدة.


الى ذلك، حرص عدد من الأندية الأوروبية، وبينها برشلونة وإنتر ميلان وباريس سان جيرمان، على توجيه رسائل مواساة للشعب اللبناني وحكومته، بعد الانفجار.


وعزّى المنسّق الخاصّ للأمين العام للأمم المتّحدة يان كوبيتش، "الأُسر التي فقدت أحبّاءها بإسم أسرة الأمم المتحدة كلها".


صندوق النقد
وأعرب صندوق النقد الدولي عن "عميق حزنه لخسائر الأرواح والإصابات والدمار من جرّاء الانفجار الذي وقع اليوم في بيروت، وعن بالغ الأسى والتعاطف مع شعب لبنان الذي يمر بظروف اقتصادية واجتماعية صعبة".


المصارف تقفل
وأعلنت جمعية مصارف لبنان أنه بسبب الإنفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت وطاوَل بأضراره البالغة مختلف أرجاء العاصمة اللبنانية وبعض ضواحيها، تعلن الجمعية أنّ المصارف بفروعها كافة ستقفل أبوابها يوم غد الأربعاء في 5 آب 2020 لمعالجة الأضرار المادية الناجمة عن هذه الكارثة الكبرى، وهي تتقدّم بأصدق التعازي بالضحايا، وتتمنّى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين. حمى الله لبنان وشعبه.

====================

كتبت صحيفة "اللواء" تقول: انفجاران متتاليان، عند السادسة ونيف من مساء أمس 4 آب 2020 هزا بيروت، بأحيائها، ومربعاتها، وبناياتها الشامخة، والمتواضعة واحيائها المرتاحة والفقيرة، تبين، بعد دقائق، انهما وقعا في مرفأ بيروت (العنبر 12)، بسبب احتراق مرفقات (كما تسرب) ليتضح لاحقاً، ان لا أساس لهذه المعلومة، التي رافقتها حملة اخبار كاذبة واشاعات، وان ما حصل، سمع صداه في الجبل، امتداداً إلى الجنوب والشمال والبقاع.. وحتى قبرص، قبل ان يعم العالم كلّه، بنبأ بالغ الخطورة والألم: بيروت مدينة منكوبة، مأساة، أكثر من 63 شهيداً، أكثر من 3000 جريح (وفقاً لبيان وزير الصحة حمد حسن) وعشرات المفقودين، غير معروفي المصير، فضلاً عن الذين ضربهم الدمار، أو سقطوا بين الركام، في محيط متفاوت الاضرار من مرفأ بيروت الذي أضحى شبه مدمر بالكامل حسبما أفاد مديرها، إلى وسط العاصمة والضواحي.. بعدما ضاقت المستشفيات والجرحى والمصابين.


وقدر مرصد الزلزال الأردني الانفجار الذي وقع في بيروت بأنه يساوي هزة بقوة 4.5 درجات على ريختر..


ووصفت امرأة كانت في وسط العاصمة ما شعرت به بأنه "يشبه هزة ارضية ثم دوى انفجار أعاد إلى ذاكرتي الانفجار الذي وقع عام 2005 وأدى إلى استشهاد الرئيس رفيق الحريري.


ويعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية ظهر اليوم لاتخاذ ما يلزم من قرارات، ابرزها: إقالة المسؤولين عن العنابر، والمتسببن بالانفجار، تشكيل لجنة تحقيق تنهي مهمتها بـ5 أيام، وإعلان حالة الطوارئ لمدة أسبوعين.. فضلاً عن اجراء ما يلزم لاغاثة المنكوبين، وذلك بناءً على دعوة الرئيس عون، الذي اقترح أيضاً وقرّر تشكيل خلية أزمة في بعبدا برئاسة مدير عام القصر انطوان شقير لمواكبة كارثة المرفأ.


استبق الرئيس حسان دياب، الذي تفقد مكان الانفجار، بعد قليل من وقوعه، بالكشف عن حقائق تعلن عن "المستودع الخطير ألموجود منذ العام 2014، أي منذ ست سنوات…".
ووعد الرئيس دياب بأن "هذه الكارثة لن تمر من دون مسؤولية ومسؤولين عنها".. داعياً إلى التوحد للانتصار إلى الشهداء والجرحى.


وانعقد مجلس الدفاع الأعلى، في اجتماع طارئ عند العاشرة والنصف من مساء أمس في بعبدا، برئاسة الرئيس عون وحضور الرئيس دياب، والأعضاء، بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الذين قضوا.


وأعلن المجلس، بعد انتهاء اجتماعه، ان بيروت مدينة منكوبة، ورفع توصية إلى مجلس الوزراء، الذي ينعقد اليوم، لاعلان حالة الطوارئ في بيروت، وشكل لجنة تحقيق لترفع تقريرها في 5 أيام.


وكشف اللواء عباس إبراهيم ان 2700 طن من مادة الامونيون هي التي انفجرت، وكانت في طريقها إلى افريقيا.


وهو قال، لدى تفقده مكان الانفجار انه وقع في مخزن لمواد شديدة الانفجار مصادرة من سنوات.


وفي مستهل الاجتماع، وبعد الوقوف دقيقة صمت على الشهداء، لفت الرئيس عون إلى ضرورة التحقيق في ما حدث وتحديد المسؤوليات، لا سيما وان تقارير امنية كانت اشارت الى وجود مواد قابلة للاشتعال والانفجار في العنبر الذي وقعت فيه الكارثة.


وقال الرئيس ان اتصالات عدة وردت من رؤساء وملوك دول عربية واجنبية للتضامن مع لبنان في محنته المستجدة، وتقديم مساعدات عاجلة في مختلف المجالات.


ثم تحدث الرئيس دياب معزياً بالشهداء، ومتمنياً للجرحى الشفاء العاجل، داعيا ًالى تشكيل لجنة تحقيق تصدر نتائج تحقيقاتها خلال 48 ساعة، وتحديد المسؤولية. وقال دولته: "لن ارتاح كرئيس حكومة حتى نجد المسؤول عما حصل ومحاسبته وانزال اشد العقوبات به لانه من غير المقبول ان تكون شحنة من نيرات الامونيون تقدر بـ2750 طناً موجودة منذ ست سنوات في مستودع، من دون اتخاذ اجراءات وقائية، وهذا امر غير مقبول ولا يجوز السكوت عنه وتعريض سلامة الاهالي والسكان للخطر. واكد الرئيس على ضرورة اعلان حالة الطوارىء في العاصمة لمدة اسبوعين قابلة للتجديد. وبعد التداول وعرض التقارير التي اعدتها الاجهزة المختصة حول الكارثة، قرر المجلس الاعلى للدفاع رفع التوصيات الآتية الى مجلس الوزراء :
1- اعلان بيروت مدينة منكوبة
2- استنادا الى المادة 3 من قانون الدفاع رقم 102 والمواد 1 و 2 و2و3 و4 من المرسوم الاشتراعي رقم 52 تاريخ 5/8/1968، اعلان حالة الطوارئ في مدينة بيروت لمدة أسبوعين أي من 4/8/2020 لغاية 18/8/2020. وتمارس السلطات المختصة الصلاحيات المنصوص عنها في المرسوم الاشتراعي رقم 52/1968 كما وبالاستناد الى المادة 3 من هذا المرسوم الاشتراعي، تتولى فوراً السلطة العسكرية العليا صلاحية المحافظة على الامن وتوضع تحت تصرفها جميع القوى المسلحة بما فيها قوى الامن الداخلي والامن العام والجمارك ورجال القوى المسلحة في الموانئ والمطار وفي وحدات الحراسة المسلحة ومفارزها بما فيها رجال الإطفاء، وتقوم هذه القوى بواجباتها الأساسية وفقا لقوانينها الخاصة وتحت امرة القيادة العسكرية العليا.
كما تختار السلطة العسكرية العليا بقرار بعض العناصر من هذه القوى لتكليفها بمهام خاصة تتعلق بعمليات الامن وحراسة النقاط الحساسة وعمليات الإنقاذ.
3- تكليف لجنة تحقيق بالاسباب التي ادت الى وقوع هذه الكارثة، على ان ترفع نتيجة التحقيقات الى المراجع القضائية المختصة في مهلة اقصاها 5 ايام من تاريخه، على ان تتخذ اقصى درجات العقوبات بحق المسؤولين.


وعليه، تغيرت الاجندات، وأعلن ان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله قرّر ارجاء اطلالته الإعلامية..


وعلمت "اللواء" ان الكميات (الامونيون) صودرت من باخرة ذاهبة الى افريقيا في العام 2014 حصل عطل في هيكلها اثناء تعويمها عثر على البضاعة ووضعوها في تخزين في مكان مناسب تم العنبر 12 بعيدا لحفظها للبت بها لأنها تحتوي على بضاعة محجوزة وبعد الكشف على العنبر وجدت اضرار بحاجة الى صيانة وحاجة لقفل للباب الذي كان مخلوعا وفجوة في الحائط الجنوبي. يمكن الدخول والخروج بسهولة منه.


وطلب من ادارة مرفأ بيروت تأمين حراسة للعنبر وأمين مستودع وصيانة كامل الأبواب ومعالجة الفجوة. الرواية الأخرى تقول انه حصل تلحيم لها. وتوازي الكمية المنفجرة 1800 طن من التي أن تي.


وهكذا، لبست بيروت ثياب الحداد، قبل إعلان الحداد الوطني اليوم، وبدت العاصمة المكنوبة قبل 15 عاماً باغتيال الحريري، بدءاً من مساء أمس، وكأنها تمشي بجنازة الشبان والأطفال والشيوخ والنسوة، الذين قضوا، والشوارع والمنازل التي اصابها الدمار، ولم يخل منزل من منازلها أو حيّ من احيائها من إصابة بعزيز أو اشياء محسوسة من واجهات ومنازل، حتى ان بعضهم خسر منزله، ومكان ايوائه، مع اطفاله وسيارته في هذه الأيام الحارة، والمرعبة من الكورونا، والمرهقة من الكساد وانهيار العملة، وفقدان الأعمال وارتفاع الأسعار.


وتحدثت معلومات أمنية عن 2750 طناً من مادة الامونيون المصادرة في المرفأ، انفجرت أثناء عملية تلحيم لفتحة صغيرة لمنع السرقة..


وبدأت التحقيقات، وفقاً لتكليف مفوض الحكومة بالانابة لدى المحكمة العسكرية لجمع المعلومات والتحريات لمعرفة حقيقة ما وقع في مرفأ بيروت.


وكان مصدر أمني أكّد ان لا عمل امنياً والانفجار حصل داخل كونتينر يحتوي على مادة النترات داخل المرفأ (العنبر 12).


وتسبب الانفجار الضخم في مرفأ بيروت، بموجة ذعر بين السكان، وبدمار في كل أنحاء العاصمة. وفي مرفأ بيروت، تحولت المستوعبات الى ركام. في كل شوارع العاصمة وأحيائها، شوهدت سيارات مدمرة متروكة في الطرق، وجرحى تغطيهم الدماء، وزجاج متناثر في كل مكان. ووصل تحطم الزجاج والخراب الى الضواحي والى مناطق بعيدة نسبيا عن بيروت.


وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن هذه المواد مصادرة منذ سنوات من باخرة أصيبت بعطل في مرفأ بيروت، "ما دفع بالقيمين عليها إلى نقلها إلى العنبر رقم 12 في المرفأ". وأضاف "منذ عام بدأت ترشح من الشحنات مادة شديدة الانفجار"، مشيرا الى أنه لم تتم "متابعة المسألة بالشكل المطلوب".


أحدث الانفجار في بيروت اضراراً كبيرة في قصر بعبدا حيث تحطم زجاج الأروقة والمداخل والصالونات وتخلعت الأبواب.


وكشف وزير الاقتصاد راؤول نعمةان سبعة موظفين في الاهراءات مفقودين.


كما، أعلن الناطق الرسمي باسم اليونفيل أندريا تيننتي أنّه نتيجة للانفجار الهائل الذي هز مرفأ بيروت مساء اليوم، تضررت إحدى سفن اليونيفيل التي كانت راسية في المرفأ، ما أدى إلى إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام التابعة للبحرية بعضهم إصاباتهم خطيرة.


ولفت في بيان إلى أنّ اليونيفيل تقوم بنقل جنود حفظ السلام المصابين إلى أقرب المستشفيات لتلقي العلاج الطبي، كما تُقيّم الوضع، بما في ذلك حجم الأثر على أفراد القوة.


وقال رئيس بعثة اليونيفيل وقائد القوة اللواء ستيفانو ديل كول: "نقف مع شعب لبنان وحكومته خلال هذه الفترة العصيبة ونقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة والدعم".


تعاطف خليجي ومساعدات
وهز الانفجار الكبير العالم العربي، والمجتمع الدولي، وعبرت حكومة المملكة العربية السعودية عن مؤاساتها لذوي الضحايا والمصابين، وأكدت وقوف المملكة التام وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق، وفقاً لتصريح وزارة الخارجية.


وأعلنت قطر انها سترسل مستشفيات ميدانية لمساعدة القطاع الصحي اللبناني في التعامل مع الكارثة. واوردت وكالة الأنباء القطرية ان أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل?ثاني أجرى اتصالاً بالرئيس عون لتقديم التعازي والتضامن مع لبنان واستعداده لتقديم كافة أنواع المساعدة اللازمة. وأعطى توجيهاته بارسال مستشفيات ميدانية إلى لبنان فورا.


من جهته أطلق وزير الخارجية الاماراتي أنور قرقاش تغريدة جاء فيها "قلوبنا مع بيروت وأهلها. دعاؤنا في هذه الساعات العصيبة ان يحفظ رب العالمين لبنان الشقيق واللبنانيين، وان يُخفّف مصابهم ويضمد جراحهم، ويحفظ بيوتهم من الاحزان والآلام".
وارفق الوزير التغريدة بصورة لبرج خليفة مضاء بالوان العلم اللبناني.


وحضت وزارة الخارجية البحرينية رعاياها في لبنان على الاتصال بمركز عمليات الوزارة أو بعثتها الدبلوماسية في بيروت، فيما طلبت الكويت من رعاياها أخذ الحيطة والحذر وملازمة منازلهم. كما دعت من يحتاجون منهم إلى مساعدة للاتصال بالسفارة.
ولاحظ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ان انفجار لبنان "يبدو كأنه اعتداء رهيب".
وقال: نعرب عن أسفنا لما وقع في لبنان ومستعدون للمساعدة.


وتقدم وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، "بأحر التعازي إلى جميع المتضررين من الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت ونحن نراقب ونستعد لمساعدة شعب لبنان وهو يتعافى من هذه المأساة الرهيبة".


وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الوزارة تتابع عن كثب التقارير عن انفجار بيروت ومستعدة لتقديم "كل المساعدة الممكنة"، وذلك بعد انفجار هائل هز العاصمة اللبنانية الثلاثاء وأودى بحياة عشرة أشخاص على الأقل وأصاب المئات.


وذكر المتحدث أن الوزارة ليست لديها معلومات عن سبب الانفجار، وأضاف أنها تتعاون مع السلطات المحلية لمعرفة ما إذا كان هناك أميركيون ضمن المصابين.


واعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن فرنسا تقف "الى جانب لبنان" ومستعدة لتقديم المساعدة اليه بعد الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت واسفر عن قتلى ومئات الجرحى. وكتب لودريان على تويتر "فرنسا واقفة وستقف دائما الى جانب لبنان واللبنانيين. إنها مستعدة لتقديم مساعدتها وفق الحاجات التي ستعبر عنها السلطات اللبنانية".


ووضع وزير خارجية قبرص خلال اتصال مع نظيره شربل وهبة جميع إمكانيات بلاده بتصرف لبنان لمواجهة تداعيات الانفجار.


كما اعرب المنسق الأممي يان كوبيتش للرئيس دياب استعداد الأمم المتحدة لتقديم ما يلزم من مساعدة.


وأعرب صندوق النقد الدولي عن عميق حزنه لخسائر الأرواح والإصابات والدمار من جراء الانفجار الذي وقع في بيروت وعن بالغ الأسى والتعاطف مع شعب لبنان الذي يمر بظروف اقتصادية واجتماعية صعبة.


على صعيد المساعدات، علم ان المساعدة القطرية هي عبارة مستشفيين ميدانيين. من قطر سعة 500 سرير. وسيرسل الرئيس الفرنسي مساعدات عاجلة استثنائية بالتنسيق بين السفارة الفرنسية وخلية الأزمة في القصر الجمهوري اما رئيس وزراء العراق سيرسل كميات من النفط خلال الأزمة اما اردوغان فأبدى استعداد بلاده لتقديم اي مساعدة. وسيرسل العراق اليوم مستسفى ميدانيا.


على صعيد آخر، اتلفت اهراءات القمح وهناك اتصالات لتأمين الطحين من الأفران وهناك 100 ألف برميل من النفط من العراق كل شهر طالما الأزمة موجودة.

==================

كتبت صحيفة "نداء الوطن" تقول: ممَّ أنتم مصنوعون؟ لستم من صنف البشر، أنتم أحقر وأخطر وباء يمكن أن تُبتلى به البشرية، أنتم "شرّ البلية والبريّة"… أبالسة على هيئة حكام، كل صفات القدح والذم لم تعد تسعف اللبنانيين في وصفكم. خليط من الفساد والإجرام والمكر والإهمال لم يكن ينقصه سوى فتيل "نيترات الأمونيوم" ليدوّي عصفاً مزلزلاً في بيروت. دخلتم نادي "الأنظمة الكيماوية" التي تفتك بشعوبها قتلاً وبطشاً وتدميراً، تلك الدماء التي سالت من عشرات الشهداء وآلاف الجرحى هي "برقبتكم"، بالأمس انفجر "مفاعل" إهمالكم فقلبتم العاصمة "عاليها واطيها" وردمتم أهلها تحت الأنقاض. ماذا يُنتظر منكم بعد؟ ليس ثمة ما يُرتجى من طبقة حاكمة تعتاش على الفساد والإفساد، حفنة من المجرمين المفسدين في الأرض، تستعبدكم السلطة فتستعبدون الناس، لن يهزكم عصف كيماوي ولا حتى نووي عن كراسيكم، لن تستقيلوا ولن تتنحوا ولن تهتزّ شعرة في رؤوسكم أمام هول ما صنعت أيدكم. لا لشيء سوى لأنكم لا تعرفون نخوةً ولا حياء ولا تملكون ذرة ضمير، بل لديكم من فائض القوة والوقاحة ما يخولكم قتل المواطنين والسير في جنازاتهم، ليتها كانت جنائزكم تلك التي ستسير في مواكب تشييع ضحايا انفجار "العنبر رقم 12"… ليتكم كنتم في "العنبر رقم 12".


سيذكر التاريخ طويلاً "إنفجار بيروت" بوصفه أحد أكبر الإنفجارات الكيماوية في العالم. 2700 طن من مادة الأمونيوم انفجرت في المرفأ فخلّفت عصفاً يحاكي ترددات هزة أرضية بقوة 4.5 درجات على مقياس "ريختر"، وعلى الأثر ارتسمت علامات استفهام كثيرة وكبيرة حول طبيعة الإنفجار وأسبابه والهدف من وراء تخزين "الأمونيوم" والجهة التي وضعت اليد عليه بعد مصادرته، ولا تزال فرضيات عديدة تتصاعد من بين الدخان، لكن يبقى الأكيد الوحيد غير القابل للشك والتشكيك أنّ السلطة مسؤولة ومدانة بالجرم المشهود عن إهمال قاتل أدى إلى ما أدى إليه من دماء ودمار في بيروت وجعلها "مدينة منكوبة" بكل ما للنكبة من أبعاد اقتصادية ومالية وبنيوية وصحية وبيئية.


ففي خلاصة ما ثبت حتى ليل الأمس، هو أنّ أهل الحكم والحكومة كانوا على دراية تامة بوجود قنبلة كيماوية موقوتة في وسط العاصمة ولم يتحركوا ولم يحركوا ساكناً لتفكيكها. إذ تتقاطع المعلومات الرسمية وغير الرسمية عند التأكيد على أنّ شحنة "نيترات الأمونيوم" التي انفجرت كان قد تم نقلها من على متن باخرة كانت في طريقها إلى أفريقيا وجرى تخزينها في المرفأ، ومنذ 6 أشهر وضع على طاولة الرؤساء والوزراء وكل المسؤولين المعنيين تقرير رسمي يُحذر من خطورة الإبقاء على كمية كهذه من المواد الكيماوية شديدة الاشتعال مخزنة بطريقة لا تراعي معايير وشروط السلامة العامة، غير أنّ أحداً منهم لم يتحل بأدنى حسّ من المسؤولية الوطنية ليحول دون وقوع الكارثة… أما وقد وقعت الواقعة، فلا إعلان الحداد العام ولا حالة الطوارئ، ولا كل لجان التحقيق التي ستشكلها الحكومة لتحديد المسؤوليات سيشفي غليل اللبنانيين ويعيد عقارب الموت إلى الوراء، أنتم أهل السلطة من رأس الهرم إلى أسفله، مسؤولون مسؤولية كاملة عن انفجار بيروت، فتحلّوا بالجرأة والشرف ولو لمرة، لا تكابروا ولا تناوروا، لا تذرفوا دموع التماسيح على الضحايا ولا تبحثوا عن "كبش لمحرقتكم"، إرحموا شعباً عزيزاً ذلّ في عهدكم، إرحموا بلداً أضحى تحت سطوتكم منكوباً مدفوناً تحت الركام يلفظ أنفاسه الأخيرة.


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى