محليات لبنانية

قالت الصحف:انطلاق حملة التلقيح ضد الكورونا ..ولا لقاح للوباء السياسي

الحوار نيوز – خاص


فيما الوباء السياسي بلا لقاح ،اهتمت الصحف الصادرة اليوم بحملة التلقيح التي انطلقت هذا الصباح لمواجهة وباء كورونا ،في وقت يبدو التشكيل الحكومي في الثلاجة.


• صحيفة النهار كتبت تقول: على رغم تأخر وصوله كثيرا قياسا بدول أخرى قطعت مراحل سريعة في عمليات التلقيح لم يكن غريبا ابدا ان يشكل وصول الدفعة الأولى من لقاحات فايزر الى بيروت مساء امس الحدث الذي طغى على أنباء التعاسة السياسية التي يغرق فيها لبنان . ذلك ان لبنان الذي بات يتقدم الدول الأكثر تضررا بجائحة كورونا بدأ مع "هبوط" نحو 28 الف جرعة من اللقاح الأميركي الذي اثبت انه الأفعل حتى الان في الحماية من كورونا العد العكسي للمواجهة الاحتوائية الأساسية ولو ان الشكوك في تنفيذ محكم ودقيق وعادل وبعيد من المحسوبيات السياسية تحوم بقوة فوق عمليات التلقيح التي ستنطلق اليوم الاحد . ومع ذلك بدا بدء وصول اللقاحات بمثابة الخبر السعيد اليتيم في ظل الأجواء والأنباء القاتمة التي تظلل الواقع الداخلي ولا سيما ان وزير الصحة حمد حسن لفت في استقباله للقاحات الى ان وصول الدفعة الأولى منها امس تزامن مع مفارقة رمزية هي مرور سنة كاملة تماما على إصابة اول لبناني بكورونا في 13 شباط من العام الماضي . ويشار الى ان أولى عمليات التلقيح ستنطلق اليوم من مستشفيات رفيق الحريري الحكومي والقديس جاورجيوس والجامعة الأميركية وستكون مخصصة للطواقم الطبية .
اما في المشهد السياسي ووسط اشتداد التأزم في الازمة الحكومية التي لم تنفع مبادرة الرئيس المكلف سعد الحريري الى كسر الجليد مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في زيارته الجمعة لقصر بعبدا ، فستتجه الأنظار في الرابعة من بعد ظهر اليوم الاحد الى الكلمة المتلفزة التي يوجهها الحريري مباشرة الى اللبنانيين، في مناسبة الذكرى السادسة عشرة لجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. وإذ حرصت الأوساط القريبة من الحريري امس على عدم تسريب محتوى الكلمة يبدو من الملامح السائدة ان الحريري سيعتمد لغة المصارحة والمكاشفة امام اللبنانيين حول التعقيدات والمطبات التي اعترضت مهمته حتى الان من دون ان يقترن ذلك بتصعيد الاشتباك السياسي مع العهد . ويعكس ذلك قرارا ثابتا لدى الحريري بالتمسك بتشكيلته الحكومية بكل معاييرها كحكومة اختصاصيين مستقلين لا يستفزون أحدا ومن دون ثلث معطل لاي جهة وفي الوقت نفسه عدم احراق الجسر التفاوضي المفتوح مع عون بطبيعة الحال من ضمن التمسك بالأصول الدستورية وعدم القبول باجتهادات تجنح بالمسار الحكومي الى قضم آخر للدستور. وسيكون للجانب المتصل بتعامل المجتمعين العربي والدولي مع الحكومة حيز مهم من الكلمة من منطلق ما سبق للحريري ان ردده مرات عدة وهو ان لا دعم دوليا وعربيا اطلاقا للبنان اذا فرضت مجددا حكومة محاصصات سياسية وحزبية وسط رفض المجتمع الدولي لكل ممارسات الطبقة السياسية واصراره على أولوية الإصلاحات للحكومة .
وفي هذا السياق ستكون هناك كلمة أخرى يلقيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الثلثاء في ذكرى "القادة الشهداء"، ستساعد في توضيح معالم الصورة اكثر.
في غضون ذلك وأسوة بما دأب عليه منذ اشتداد الازمة الحكومية ، صعّد "التيار الوطني الحر" من جديد هجماته السياسية والإعلامية على الرئيس سعد الحريري. وإذ "اسفت" الهيئة السياسية في التيار بعيد اجتماعها الاسبوعي برئاسة النائب جبران باسيل، "للأسلوب الذي يعتمده رئيس الحكومة المُكلف في مقاربة ملف التشكيل إذ يستعمل الوقت الثمين في التجوال خارج لبنان طيلة أسابيع ثم يعود ليقوم بزيارة رفع عتب لرئيس الجمهورية من دون أن يتقدم بأي مقترح جدّي ويحترم الأصول والقواعد البديهية المعمول بها لتأليف أي حكومة، أما الجديد فهو إعلانه من قصر بعبدا أنه هو من يقرر منفردًا شكل الحكومة وعددها وأسماء وزارئها وحقائبها كأن لبنان ليس جمهورية برلمانية ودون أن يقيم وزنًا للدستور ولصلاحيات رئيس الجمهورية وشراكته الكاملة في تأليف الحكومة وليس فقط التوقيع عليها، وهذا ما يجعلنا نعتبر بأن أمرًا خفيًا لا يزال يعيق تشكيل الحكومة مما يجعلنا نحذّر من نتائجه".
وفي المقابل واثر زيارته ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت، قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان "غدروا بك وقتلوك، يا دولة الرئيس، من اغتالك أراد اغتيال لبنان، وهم الآن يمعنون في قتله واغتياله ومحاصرة شعبه من خلال إعاقة تشكيل الحكومة الانقاذية البعيدة عن كل الأهواء والمحاصصات الخارجة عن مصلحة لبنان وشعبه وما يعانيه لبنان واللبنانيون الآن من خوف وقلق وشبح الاغتيالات الآثمة والمحرمة والتي يمكن في حال استمرارها أن تؤدي الى إلغاء مقومات هذا الوطن ويصبح في خبر كان ".


• وكتبت صحيفة الديار تقول: لا يزال المشهد الحكومي العالق في مرحلة التأليف بعيد عن الانفراج بشقيه الداخلي والخارجي، وكانت نتائج زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بعبدا ولقائه برئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس الأول، ترجمة للعراقيل المتنوعة التي تقف امام تشكيل حكومة جديدة بمعايير المبادرة الفرنسية كما طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيروت في قصر الصنوبر، أي من اختصاصيين. واللافت بالأمر، أن الحريري أعاد الطرح نفسه من منبر بعبدا رغم ان ماكرون كان أبدى مرونة في كلامه الأخير حيث اعتبر ان من الممكن التعديل بمواصفات الحكومة اذا لزم الأمر كي ترى الأخيرة النور. ما يطرح أسئلة عما اذا كان تمسك الحريري بالصيغة الأولية للحكومة ناتج عن لقائه الأخير مع ماكرون ام ان الجو السعودي لا يزال متشبث بابعاد حزب الله والفريق الحاكم عن الحكومة تحت مسمى حكومة اختصاصيين؟
وفي هذا الاطار، تقول مصادر لبنانية مطلعة في العاصمة الفرنسية باريس، أن الحريري لم يتخط حتى الان الفيتو السعودي والخليجي على تمثيل حزب الله في الحكومة وأن المعضلة الحقيقية هي برفض الحريري تشكيل حكومته خارج الرضى السعودي، وهو ما ليس متاحاً حتى الان، من هنا اتى تأكيده في لقاء بعبدا الأخير على أن الحكومة يجب أن تكون فقط من اختصاصيين. وتضيف المصادر، الحريري يعلم بحجم الدعم المالي المرصود للبنان في حال تشكيل الحكومة لذلك هو غير مستعد للتنازل لأي شخصية سنية أخرى عن هذه المهمة ويريد أن يكون شخصياً في الحكم لادارة الدعم الدولي، ما يجعل بنظرها الأزمة تطول.
بالمقابل، مصادر حزب الله أكدت لـ"الديار" سابقاً أن الحريري لم يفاتح الحزب لا مباشرةً ولا مداورةً بوجود هكذا فيتو، وهم أي الحزب لم يسمع بذلك سوى بالاعلام. كما أن الحزب لعب مؤخراً دوراً في تقريب وجهات النظر بين عون والحريري والدفع باتجاه ترميم الثقة بين الطرفين، غير أن محاولته بالاضافة الى مبادرة الراعي لم تلق النجاح حتى الان.
أما على الصعيد الأميركي، ورغم ان لبنان ليس ضمن أولويات الادارة الأميركية الجديدة التي تضع ملفات "كورونا" والصين وروسيا أولوية لها، تكشف مصادر ديبلوماسية لـ"الديار" أن على السعودية أن تبدي مرونة أكبر على الساحة اللبنانية وتدفع في سبيل تشكيل الحكومة اللبنانية في الظروف الحالية قبل ان يتقدم التفاوض الأميركي الايراني ويصبح من الصعب تحصيل المكاسب الممكن تحصيلها الان. كما يلوح بالافق تصعيد أميركي تجاه السعودية من قبل الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن، وبداية التصعيد كان قراره بوقف الدعم العسكري للعمليات التي تقودها السعودية في اليمن، دون أن ننسى تصاريحه السابقة كنائب رئيس لأوباما المنتقدة للسعودية حيث اتهمها بدعم الارهاب، اضافة الى موقفه الحازم من قضية مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول. لذا تعتبر المصادر الدبلوماسية أن بوادر السياسة الاميركية غير مطمئنة للمحور السعودي في المنطقة، ما يحتم على الحريري التشكيل سريعاً قبل ان تتغير الظروف وتعاكسه الرياح الاقليمية.
كلمة الحريري في ذكرى 14 شباط
ومن المنتظر أن يدلي الرئيس سعد الحريري بكلمة متلفزة عند الرابعة عصراً اليوم في ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتفيد مصادر مطلعة على أجواء الحريري أن الأخير سوف يؤكد على النهج المتبع في مقاربة الملف الحكومي مع رئيس الجمهورية، وأنه متمسك بما اعلنه في بعبدا عن حكومة اختصاصيين ولا ثلث معطل لأحد وأن لا تتعدى التشكيلة 18 وزيراً.
كما سوف يحاول الحريري أن يظهر تشدده بتشكيل حكومة بعيدة عن الاحزاب، ليظهر للسعودية عدم قبوله بوزراء لحزب الله بهدف تعزيز موقعه لدى الحكم السعودي وحلفائه الخليجيين. بالاضافة الى ذلك، سوف يشرح الرئيس المكلف وجهة نظره في عملية تشكيل الحكومة ولماذا وصلت الأمور الى الانسداد السياسي، محاولاً أن يكون أقرب الى المزاج الشعبي. غير ان المصادر لم تتوقع ان يذهب الحريري في خطابه الى حد كسر الجرة مع العهد والتيار الوطني الحر، كونه يعلم أن تشكيل الحكومة لن يتم دون توقيع عون.
لقاء بعبدا الأخير: أسماء وحصص والخلاف باقٍ
كما أصبح معلوماً، لم ينجح اللقاء الأخير بين الحريري وعون بفك أسر الحكومة الجديدة، وبدى واضحاً أن الحريري قام بالزيارة لـ "حشر" بعبدا في الزاوية بعد جولاته الخارجية وللتأكيد على نهجه في تشكيل الحكومة. هذا وتقول مصادر مطلعة على اللقاء للديار أن الحريري حمل معه "التوزيعة" ذاتها من أسماء وحقائب، وكشفت أن الخلاف لا يزال عالقاً حول اذا ما كان الوزير الأرمني يحتسب من حصة الرئيس عون أي من الـ 6 وزراء او من خارجها. حيث يصر الحريري على احتساب الوزير الأرمني من ضمن حصة عون المؤلفة من 6 وزراء، فيما يعتبر رئيس الجمهورية أن الكتلة الأرمنية لم تصوت في الاستشارات الحكومية مع التيار الوطني الحر وكتلة لبنان القوي ما يجعل احتساب حصتها الوزارية من خارج حصة العهد.
من جهة أخرى، تكشف مصادر قريبة من المستقبل أن الأسماء المطروحة من قبل رئيس الجمهورية لا تتمتع بصفة الحياد وفي بعض الحالات بصفة الاختصاص، حيث مرشح عون لتولي وزارة الداخلية من آل يمين معروف بانتمائه السياسي ولا يدخل في خانة حكومة الاختصاصيين، كما تعتبر هذه المصادر أن اصرار عون على اعتبار الحصة الارمنية خارج حصته من الـ 6 وزراء، التفاف على مبدأ الثلاث "ستات" للحصول على الثلث الضامن داخل الحكومة والتحكم بمصيرها لوحده، خدمةً لصهره النائب جبران باسيل، اذ تعتبر المصادر أن لو كان عون يعمل لمصلحة عهده لشكل الحكومة بعد أيام من تكليف الحريري كون حكومة الانقاذ حاجة ماسة لعهده في سنواته الأخيرة، بينما هو يصر على الثلث المعطل للتحكم بالاستحقاقات الانتخابية الاتية وضمان مستقبل باسيل السياسي.
على صعيد متصل، علمت "الديار" أن الحصة الشيعية في
التشكيلة التي عرضها الحريري تتألف من جهاد مرتضى ويوسف خليل وابراهيم شحرور وشخصية رابعة، حيث يحظى مرتضى وخليل برضى الرئيس بري. أما على صعيد شحرور والشخصية الرابعة، فلقد أكد مصدر في حزب الله للديار أن الحزب لن يناقش بالأسماء قبل الاتفاق بين عون والحريري وهو حتى الان لم يسلم أي اسم للحريري، معتبراً أنه عندما تسلم الاسماء الى الرئيس الحريري تكون الامور بلغت خواتيمها.وكشفت مصادر للديار أن الشخصية الرابعة وهي سيدة، جاوبت الحريري عندما ابلغها نيته توزيرها بانها "تتشرف بذلك ولكن اذا كان توزيرها غير موافق عليه من الثنائي الشيعي فهي تعتذر عن هذه المهمة".
انعكاسات تبدل السياسة الخارجية الاميركية في المنطقة
مع رحيل الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب عن السلطة والتعديل الكبير الذي طرأ وسيطرأ على السياسة الخارجية الاميركية في الشرق الاوسط، يبدو المحور السعودي غير مطمئن لخطوات الرئيس الاميركي الجديد بايدن، خاصةً كما ذكرنا آنفاً أن من اول قرارات الأخير وقف الدعم العسكري للحملة السعودية على اليمن، بالاضافة الى المواقف السلبية السابقة لبايدن تجاه السعودية. أضف الى ذلك، تصريح المتحدثة في البيت الأبيض أمس الأول جين بساكي "بأنه لم يتم التخطيط لإجراء مكالمة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".
وقالت في المؤتمر الصحفي اليومي "من الواضح أن هناك مراجعة لسياستنا من حيث صلتها بالمملكة العربية السعودية… لا أعلم بخطط لاتصال مع المملكة". ما يدل على أن بايدن لا يوافق على سياسة بن سلمان ويعتبره في صف خصمه السابق ترامب، كما يعتبر بن سلمان ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو في معسكر واحد يجمعهم العداء لايران وحلفائها في المنطقة وأنهم سيحاولون عرقلة مساعيه التي يرى فيها مصلحة لأميركا بمصالحة ايران حتى يتسنى له مواجهة الصين وروسيا، خاصة وانه يعتبر حليفه الأول في آسيا هي الهند، والأخيرة لها استثمارات كبيرة وعلاقات استراتيجية مع ايران. ولكن كيف ينعكس كل هذا في لبنان؟
قد يندرج في هذا الاطار مرونة أميركية تجاه حكومة تكنوسياسية في لبنان بوجود حزب الله داخلها في المدى القريب. وفي السياق نفسه، تقول مصادر مطلعة أن مسألة سلاح المقاومة بشكل عام ليست الاولوية، بل أن المهم في الموضوع هو الصواريخ الذكية التي تستطيع ضرب محطات الغاز في شمال فلسطين وهذا الملف حساس جداً بالنسبة لـ"إسرائيل" وسوف تحاول اميركا ادراجه في التفاوض مع ايران. لذا لا يمكن لأميركا أن تطلب ضمانات في هذا الخصوص في ظل حكومة اختصاصيين يغيب عنها حزب الله، اذ لا معنى لأي ضمانات من أي حكومة لا يكون الحزب ممثلاً فيها. ما يعيدنا الى القول أن الموقف الأميركي من تمثيل حزب الله في الحكومة قد لا يكون متشدداً كما حصل مع الادارة السابقة التي نقل عنها نيتها فرض عقوبات في حال تمثل حزب الله في حكومة الحريري.
زيارة ماكرون للرياض
هذا ويراهن البعض في لبنان على الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الرياض مع ما قد تحمله من تغيير في الموقف السعودي من لبنان وعملية تشكيل الحكومة الجديدة والتي سوف تنعكس على موقف الحريري وبالتالي أكثر مرونة في التفاوض مع عون. ويتوقع أن تتجاوب السعودية مع ماكرون في طلبه خاصةً مع ما يلوح في الافق من تغيرات اقليمية في ظل السعي الاميركي للعودة الى الاتفاق النووي مع ايران، مقابل ضمانات فرنسية بان تكون "المطالب السعودية" حاضرة على طاولة مفاوضات مجموعة الدول الست أي الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين بالإضافة إلى ألمانيا مع ايران بشأن اعادة احياء الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015.


• وكتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: فيما الأمور تزداد تعقيداً، وحال المراوحة والتعطيل تتفاقم، ومعها تتفاقم أوضاع اللبنانيين بشكلٍ دراماتيكي دون اكتشاف أي لقاح للوباء السياسي، وصلت الدفعة الأولى من اللقاح المخصّص لوباء كورونا، هذا في وقت تتجه الأنظار إلى موقف الرئيس المكلّف سعد الحريري في الذكرى الـ?? لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، حيث يلقي عند الساعة الرابعة عصر اليوم كلمة متلفزة يتطرق فيها إلى معاني الذكرى، وإلى "محاولة البعض قتل الشهيد رفيق الحريري مرتين، من خلال الإصرار على تدمير كل إرثه وإنجازاته والمشاريع التي ما كانت لتتحقق لولا إصراره على إعادة الإعمار، وقيام الدولة بجميع مؤسّساتها"، كما تتضمن الكلمة سلسلة رسائل سياسية واضحة.

وبحسب مصادر بيت الوسط لجريدة "الأنباء" الإلكترونية سيتطرق الحريري إلى ما واجهه في ملف تشكيل الحكومة من عرقلة من الفريق الذي يُفترض فيه أن يكون حريصاً على عملية التشكيل بحكم الدستور، فإذا به فريق محاصصة وتعطيل وقد أخذ البلد بكل ما يعيشه من مآسٍ رهينةً لتحقيق المكاسب على حساب جوع اللبنانيين ومعاناتهم.

ولفتت المصادر إلى أن الحريري سيتطرق طبعاً إلى لقائه الأخير مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وردة فعل الأخير، وما صدر عن الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر واتهامها له بتضييع الوقت في جولات لا فائدة منها، وأنه يحاول تهميش دور رئيس الجمهورية.

عضو كتلة المستقبل، النائب بكر الحجيري، حمل بعنف عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية على التيار الوطني الحر، بقوله: "ما نراه اليوم وما نسمعه من التيار الوطني الحر، ورئيسه الحالي والسابق ميشال عون، يعيدنا بالذاكرة إلى العام 1989، يوم كان عون يخطب في مؤيديه ويقول إنه آخر إنسان يترك القصر الجمهوري، وإذا به من أول قذيفة سقطت على القصر أصبح في السفارة الفرنسية. واليوم يريد أن يقول لنا إنه هو من يشكّل الحكومة وليس الفرنسي ولا الأميركي، وإنه لا يريد سعد الحريري على رأس الحكومة، وإن سعد الحريري ليس على ذوقه وذوق صهره جبران باسيل. كما أن عون في مناسبة مرور ?? سنة على استشهاد الرئيس رفيق الحريري يريد إحراق كل ما أنجزه"، معتبراً أن "هذه أول مرة بتاريخ رؤساء الجمهورية هناك رئيس سلطة لا يرى غير سعد الحريري وريث رفيق الحريري. ولأنهم يرون البلد في عهدهم ذاهباً إلى الخراب يريدون أن يشكّلوا الحكومة على ذوقهم، لا على قاعدة سعد الحريري. لكن طويلة على رقابهم. سعد الحريري هذا موقعه بما يمثّل في هذا البلد، وكأنهم يعتبرون أن اللبنانيين يعيشون بالإيجار عند بيّ الكل ولا كرامة لهم".

الحجيري نفى أي احتمال لاعتذار الحريري، مؤكداً أن رئاسة الحكومة هي، "الموقع الطبيعي للرئيس سعد الحريري، فغير أنه مدعوم من 65 نائباً، فهو يمثّل الموقع الثالث في السلطة. ولمن سيقدّم اعتذاره، إلى بيّ الكل أو لصهره؟ سعد الحريري لم يخطئ بحق البلد. كل ما يريده أن يعود البلد إلى ما كان عليه أيام رفيق الحريري. لكن مجيء عون ومشاركته في السلطة عطّل البلد 8 سنوات وبشّر اللبنانيين بجهنم، فهو الذي عليه أن يعتذر من اللبنانيين".

وأمام هذا الاحتدام السياسي برزت بارقة أمل صحيّة تمثّلت بوصول الدفعة الأولى من لقاحات فيروس كورونا، والتي خُصّصت بالأولوية للفريق الطبي والتمريضي والمسعفين، على أن تتوالى الدفعات أسبوعياً.

وقد أكّد رئيس لجنة الصحة النيابية، النائب عاصم عراجي، في حديثٍ لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن، "لا خوف من تأخر الدفعات الأخرى من اللقاح، لأن الشركة أعطتنا وعداً قاطعاً بوصول الدفعات أسبوعياً. ويُنتظر وصول ??? ألف لقاح في ستة أسابيع من "فايزر". وابتداءً من أول آذار سيصل لقاح ""الأسترازينيكا"" بمعدل ??? ألف لقاح على دفعات، كما هناك محاولات للحصول على اللقاح الروسي "سبوتنيك""، معتبراً أنّه المهم في المرحلة الاولى أن نصل إلى تلقيح 300 ألف شخص.

وحول تردد الناس بتسجيل أسمائهم في منصة اللقاحات، توقّع عراجي أن يتضاعف تسجيل الأسماء بشكلٍ ملحوظ بمجرد مرور أسبوع على بدء التلقيح، وعدم ظهور عوارض صحية على الملقّحين. فما نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي أخاف الناس، لكن بمجرد عدم ظهور عوارض سيتبدّد الخوف وتسلك عملية التلقيح طريقها الطبيعي، مشيراً إلى أنّ أكثر من ??? مليون نسمة تناولوا اللقاح على مستوى العالم.

عراجي، وعلى الرغم من بدء عملية التلقيح، دعا إلى التشدّد في الإجراءات الوقائية، وعدم الاستهتار حفاظاً على سلامة الجميع، لأن المطلوب تلقيح 80 في المئة من المقيمين لتصل الناس إلى بر الأمان.

من جهتها، مصادر وزارة الصحة أشارت لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى بدء عمليات التلقيح اليوم في ثلاث مستشفيات، وهي مستشفى رفيق الحريري الجامعي، والجامعة الأميركية، ومستشفى الروم، على أن تشمل الطواقم الطبية من أطباء وممرضين والكبار في السن من 80 سنة وما فوق.

بدوره، توقع طبيب الأمراض الجرثومية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، البروفسور بيار أبي حنا، أن تكون معنويات اللبنانيين ارتفعت مع وصول اللقاح، ولم تعد الناس تخاطر بصحتها، لأن اللقاح هو الطريق الوحيد للخلاص من الوباء، داعياً كل المقيمين على الأراضي اللبنانية إلى ضرورة تسجيل أسمائهم في المنصة، لأن أخذ اللقاح يضمن لهم عدم الإصابة بكورونا، وعدم دخول المستشفيات وغرف العناية الفائقة، ولا نريد أن نخسر أشخاصاً نحبهم. فلنذهب إلى تسجيل الأسماء دون تردد، وخاصة الكبار في السن، فحمايتهم واجبٌ وطني، وما لنا إلّا أن نحمي أنفسنا ونحمي من نحبهم.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى