قالت الصحف:الحرب وهواجس امتدادها الى لبنان

الحوارنيوز – صحف
واصلت الصحف الصادرة اليوم متابعة أجواء الحرب على إيران واحتمالات امتدادها الى لبنان وسط حملة من التهويل والهواجس .
النهار عنونت: ارتياح رسمي وتحذير ديبلوماسي من تجميد المسار…
هل لوّح “حزب الله” بالتدخل “إذا ترنّح النظام”؟
يبدو أن الاتجاه إلى تجميد البحث في الاستحقاقات الساخنة مثل ملف نزع السلاح، صار يتقدم الأولويات بما يخشى معه أن يتسبب هذا الجمود لاحقاً بتداعيات سلبية خارجية على البلد
وكتبت صحيفة “النهار”: عشية مرور الأسبوع الأول على الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، لا تبدو الصورة من لبنان وفي لبنان أقل تعقيداً وغموضاً عن مجمل المناخ القلق والمشدود الذي يسود منطقة الشرق الأوسط برمتها، بل إن الحذر اللبناني يكاد يكون متقدماً نظراً إلى المحاذير المعروفة حيال أي تورّط في الحرب على يد “حزب الله”. ومع طي الأسبوع الأول اليوم على اندلاع الحرب، لم تخف أوساط المسؤولين المعنيين بمجملهم ارتياحاً يسود المستوى الرسمي عموماً على ما يمكن أن يكون شكّل اختباراً أولياً مشجعاً، بدا معه موقف أركان السلطة والدولة متماسكاً ومنسجماً ومتوافقاً على إبعاد لبنان عن كأس أي تورّط جديد في الحرب والمضي في الإعداد ولو الهادئ لاستحقاق استكمال بسط سيادة الدولة واحتكارها السلاح، كما أبرزت هذه الأوساط أن الموقف المباشر لـ”حزب الله” من الحرب أقله حتى الآن لا يشير إلى ما يثير الخشية من تورطه في مغامرة بالغة الخطورة يبدو أنه يدرك تماماً حجم أكلافها هذه المرة عليه وعلى لبنان كلاً.
ولكن على رغم مؤشرات الارتياح الرسمي هذه وسوق المبررات لطمأنة الرأي العام الداخلي، تبدي أوساط سياسية وديبلوماسية مستقلة حذراً متنامياً حيال تجميد كل الملفات الأساسية في لبنان بداعي التحجج بالحرب الإسرائيلية- الإيرانية. إذ أنه في الكواليس الرسمية والسياسية يبدو أن الاتجاه إلى تجميد البحث في الاستحقاقات الساخنة مثل ملف نزع السلاح، صار يتقدم الأولويات بما يخشى معه أن يتسبب هذا الجمود لاحقاً بتداعيات سلبية خارجية على البلد. وتعتقد هذه الأوساط، أنه على رغم عدم امتلاك المعنيين معلومات دقيقة عن حقيقة ما سينقله الموفد الأميركي الجديد توماس بارّاك الى بيروت في زيارته التي ستبدأ في الساعات المقبلة، فإنها ستكون كفيلة بإبراز عدم تبدل الأجندة الأميركية حيال الملفات الكبيرة التي تعني الإدارة الأميركية ومعظم الدول المعنية بلبنان، وخصوصاً لجهة تثبيت معادلة دعم لبنان في مقابل نزع السلاح غير الشرعي تحت طائلة التكلفة الباهظة لأي تجميد لمسار الدولة في بسط سلطتها الاحادية.
أما في ما يتعلق بموقف “حزب الله” من احتمال التدخل في الحرب، فنقلت أمس قناة “الحدث” عن مصدر مقرب من “الحزب” قوله “إن وجود الحرس الثوري داخل بنية الحزب طبيعي جدًا ولولا تدخل الحرس الثوري خلال الحرب لما استعاد الحزب قدرته على البقاء”. ونقلت القناة عن المصدر “أن الحزب سيتدخل في الحرب بين إسرائيل وإيران فقط إذا شعر بأن النظام بدأ يترنح”. وأوضح أنه “إذا دخل الحزب في الحرب إلى جانب إيران فيعني أنه سيستعمل سلاحه الثقيل”، ونقلت عنه القناة أن “القضاء على الحرس الثوري يعني حكماً انتهاء حزب الله”. وأشار إلى أن “تطورات الأمور في إيران ستُظهر الحاجة لدخول الحزب في الحرب”.
وسط هذه الاجواء، أعاد لبنان تثبيت موقفه المتمسك ببقاء القوة الدولية في الجنوب. وفي هذا السياق، قام مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام، جان بيار لاكروا، بزيارة إلى بيروت تستمر نحو أسبوع، قبل نحو شهرين من موعد التجديد لقوات “اليونيفيل” العاملة في الجنوب. وأبلغ رئيس الجمهورية جوزف عون، لاكروا أن لبنان متمسك ببقاء “اليونيفيل” لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني الذي سيواصل انتشاره في الجنوب وتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي بكل مندرجاته. وأشار الرئيس عون إلى أن المحافظة على الاستقرار في الجنوب أمر حيوي ليس للبنان فحسب، بل لدول المنطقة كلها، ودور “اليونيفيل” أساسي في المحافظة على هذا الاستقرار.
من جهته، أكد لاكروا أن “اليونيفيل” مستمرة في أداء مهامها على رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، لافتاً إلى أن طلب الحكومة اللبنانية بالتمديد للقوة الدولية هو موضع درس من الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن، وثمة وجهات نظر مختلفة في ما خص دور “اليونيفيل” ومهامها يجري العمل على التقريب في ما بينها للتوصل إلى اتفاق في هذا الصدد، قبل حلول موعد التمديد نهاية شهر آب المقبل. وشدّد لاكروا على أن الأمم المتحدة تدعم لبنان في المطالبة باستمرار عمل “اليونيفيل”، لا سيما وأن التنسيق بينها وبين الجيش اللبناني يجري بانتظام. وبدوره أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري للمسؤول الأممي تمسك لبنان بالشرعية الدولية من خلال استمرار قوات اليونيفيل، وشدد أمام لاكروا على أن لبنان متمسك بأن يبادر المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التمديد لهذه القوات لولاية جديدة.
وفي المواقف البارزة من التطورات، أكد البطريرك الماروني الكادرينال مار بشارة بطرس الراعي أن “لبنان ليس ذاهباً إلى الزوال”، مشيراً إلى أن “واقعه الدقيق يدعو إلى الحياد، وقد ذكره رئيس الجمهورية في خطاب القسم ومن الضروري أن تدعمنا الدول لتحقيق ذلك”. وشدّد البطريرك الراعي في اللقاء الإعلامي الخاص الذي نظمه المركز الكاثوليكي للإعلام، لمناسبة “اليوم العالمي الـ59 لوسائل الإعلام” والسنة اليوبيلية في بكركي، على وجوب انسحاب إسرائيل من التلال التي تحتلها كي يفعل رئيس الجمهورية فعله في نزع سلاح حزب الله”. أضاف: “عندما يعيش لبنان استقراراً اقتصادياً وسياسياً يستفيد من هذا الوضع الجميع، والهجرة اليوم تطال المسلمين والمسيحيين، وللأسف لبنان لا يقدم الفرص للشباب، وهذه مأساتنا، ولكنهم استطاعوا تحقيق ذاتهم، و نأمل بأن تقوم الدولة اقتصادياً ليبقى شبابنا في وطنهم”. وسأل الراعي: “لماذا إسرائيل لا تزال في الجنوب؟ ولماذا حزب الله لا يسلّم سلاحه وبالتالي لا إعادة اعمار؟”.
المناخات والأجواء المتصلة بالحرب لم تحل دون تواصل اجتماعات اللجنة النيابية الفرعية المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة لدرس مشاريع القوانين الانتخابية، وفي جلستها أمس برئاسة نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب طالبت بموقف الحكومة وما اذا كانت سترسل مشروع قانون جديد إلى اللجنة لدرسه. وأعلن بوصعب “أن النقاش كان حول ما إذا كان للحكومة نية أن ترسل شيئاً، طلبنا منها أن ترسل خلال أسبوعين. أرجانا الجلسة من الأسبوع المقبل إلى الأسبوع الذي يليه، على أمل أن تقدم الحكومة شيئاً، وإذا لم تقدم مشروعاً طرحت على مقدمي الاقتراحات إذا أرادوا سحب اقتراحاتهم من الدرس، في إنتظار ما سيأتي من الحكومة أو الإبقاء على اقتراحاتهم، واستطيع القول، إن كل الذين تقدموا باقتراحات قوانين لتعديل قانون الانتخابات تمسكوا أكثر من قبل باقتراحاتهم”.
- الأخبار عنونت: خصوم حزب الله ينظّرون لمرحلة «ما بعد إيران»: حملة تهويل جديدة على المقاومة وعون
وكتبت صحيفة “الأخبار”: لم يكن ممكناً التعاطي مع الخطاب التحريضي الداخلي ضد المقاومة وبيئتها، إلا من ضمن مسار الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وترجمة نتائجها سياسياً باعتبارها فرصة ذهبية لقطف ثمار سنوات من التآمر.
وبعد تمادي هذا الفريق في العداء لثنائي حزب الله وحركة أمل، امتداداً للمناخات السياسية الخارجية منذ ما قبل اتّفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، واجه هؤلاء مقاربة رئيس الجمهورية جوزيف عون في ما خصّ ملف سلاح المقاومة، بغضب غير مسبوق باعتباره يضيّع فرصة لن تتكرّر، ونظّموا برعاية خليجية – أميركية حملات إعلامية ضده تتّهمه بالتسليم للحزب والخضوع له.
ولأنّ هذا الفريق، من «قوات» وكتائب و«تغييريّين» و«جولانيّين»، يقرأ في كل تحرك للعدو انتصاراً لمشروعه السياسي، وجدَ في الحرب الصهيونية على إيران فرصة أكبر، وبدأ يعدّ العدّة لجملة تهويلية جديدة عنوانها سلاح حزب الله أيضاً، لمزيد من الضغط على رئيس الجمهورية، باعتبار أنه «لم يعُد هناك مجال للتهرّب أو لإعطاء ذرائع»، و«بعدما فقد حزب الله عاموده الفقري وأصبحَ مشلولاً تماماً»، وعليه، «آن الأوان للبحث في مرحلة ما بعد إيران».
وفي حين ينتظر العالم القرار الأميركي بدخول الحرب مباشرة ضد إيران، لا يزال لبنان الرسمي يُفضّل البقاء على ضفة النهر منتظراً ما ستؤول إليه أوضاع المنطقة، في ظل حرب مدمّرة يتهيّب الجميع تداعياتها.
ولا يزال رئيس الجمهورية يفضّل عدم القيام بأي خطوة قبل اتّضاح مسار الأمور، في حين ثمّة مَن يستعجل الأمور قبل أوانها، ويروّج لدخول لبنان مرحلة جديدة، ويسوّق عشية زيارة السفير الأميركي توماس باراك لبيروت اليوم، أنّ «التطورات الأخيرة دفعت الإدارة الأميركية إلى اتّخاذ قرار بحسم الملف اللبناني، وأنّ باراك سيدعو إلى الإسراع بنزع السلاح وبسط الدولة سيادتها على كل أراضيها تمهيداً لتطبيق القرار 1701، وربما يحدّد جدولاً زمنياً مريحاً لجمعه».
كما سيشدّد الموفد الأميركي، بحسب أجواء هذا الفريق، على «ضرورة أن يحيّد حزب الله نفسه عن المعركة الحالية، لما قد يترتّب عليه من أكلاف مادّية وبشرية لا قدرة له ولا للبلد على تحمّلها، لأنّ الولايات المتحدة جدّية جداً في التعامل مع ملف إيران».
ويؤكّد هؤلاء الذين نقلوا الولاء من مورعان اورتاغوس إلى باراك أنّ هذا الأخير «سينجز هذه المهمّة»، رغم تأكيدات نُقلت عن مسؤولين في السفارة الأميركية في بيروت، بأنّ واشنطن جمّدت حالياً اهتمامها بلبنان، وأنّ زيارة باراك كانت مقرّرة مسبقاً.
وقالت مصادر مطّلعة إنّ «الفكرة الوحيدة المتعلّقة بلبنان التي تجري مناقشتها هي إمكانية إقدام العدو الإسرائيلي على عمل أمني أو عسكري ما للتخلّص ممّا تبقّى ولم تبادر الدولة اللبنانية بالتخلّص منه»، إضافة إلى هواجس من إمكانية «توسيع العدو الحرب في حال لم يتمكّن من ردع إيران وإضعافها، إذ إنّ إطالة أمد الحرب سيكون لمصلحتها، وقد يدفع الأميركيين إلى عقد اتّفاق معها لاحقاً بما لا يتناسب مع المصلحة الإسرائيلية».
وهنا، تحديداً، يتقاطع بعض الداخل اللبناني مع العدو في الاستعجال، مخافة تغيّر الظروف وضياع الفرصة.
ولذلك، يتوقّع أن تتصاعد في الأيام المقبلة حملة التهويل ضد حزب الله وبيئته على قاعدة «إمّا استئناف الحرب الإسرائيلية أو الخضوع المطلق»، وكذلك ضد رئيس الجمهورية جوزيف عون حتى لا يضيّع «الفرصة الأخيرة»!
- الجمهورية عنونت: مخاوف من توترات.. وتساؤلات عن تدخّل الحزب… ترامب: قد أضرب.. خامنئي: خسارتكم لن تُعوّض
وكتبت صحيفة “الجمهورية”: الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران في مسار متصاعد لا يلوح في أفقه خط النهاية لها حتى الآن، والتحليلات متناثرة على مساحة الكرة الأرضية، الجامع بينها افتقارها تقدير المدى التدميري غير المسبوق على الجانبين، أو مساحة امتداداتها وتداعياتها على المستويين الإقليمي والدولي، وتأثيراتها المباشرة ليس فقط على مستقبل إسرائيل وإيران، بل على منطقة الشرق الأوسط بصورة عامة. وإذا كانت هذه الحرب التي تبادلت فيها إسرائيل وإيران ضربات موجعة ومدمّرة في الصميم، وفق ما تقدّر وكالات الأنباء العالمية، قد أخذت طابع المراوحة النارية بين هجمات جوية مكثفة من جهة إسرائيل، وهجمات صّاروخية مكثفة ايضاً من جانب إيران، فإنّ هذه المراوحة تتأرجح بين احتمالين لكسرها، أولهما ضعيف تتبنّاه تقديرات ترجّح نجاح الوساطات في بلوغ وقف قريب لإطلاق النار، وثانيهما أكثر قرباً إلى الواقع يعززه ما يتراكم في الأجواء الدولية، والأميركية على وجه الخصوص، من إشارات إلى قوة احتمال دخول الولايات المتحدة الأميركية المباشر في هذه الحرب إلى جانب إسرائيل وضرب البرنامج النووي الإيراني.
اطمئنان داخلي
في موازاة هذه الحرب، أعرب مصدر رسميّ مسؤول عن اطمئنانه للوضع الداخلي، وقال لـ«الجمهورية»، انّ «حركة الاتصالات الكثيفة التي جرت على غير صعيد داخلي كانت أكثر من مريحة ومطمئنة، حيث أنّ كلّ مكونات البلد أكّدت انّها حريصة على الحفاظ على أمنه واستقراره، وعدم الإقدام على أي خطوات من شأنها أن تعرّض البلد لمخاطر هو بغنى عنها».
ولفت المصدر عينه إلى أنّ «كلّ الأطراف، سواء على المستوى الرسمي او المستوى السياسي والحزبي، مدركة لمخاطر الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران وتداعياتها على كلّ المنطقة، وتعي بأنّ الأولوية ينبغي أن تنصبّ على تحصين الدفاعات الداخلية لدرء واحتواء أيّ تداعيات على لبنان قد تنشأ جراء هذه الحرب. وهذا ما يشكّل أولوية في عمل الدولة وكل مؤسساتها وأجهزتها في هذه المرحلة الدقيقة».
وأكّد المصدر الرسمي «انّ الوضع الأمني في لبنان مطمئن ومريح ولا يدعو إلى القلق، وخصوصاً انّ الأجهزة الأمنية والعسكرية تقوم بواجباتها في السّهر على الأمن في كل المناطق على أكمل وجه، والتقارير الأمنية لم تلحظ ما يدعو إلى القلق من أي جانب».
مخاوف من اغتيالات
إلّا أنّ مرجعاً أمنياً أبلغ إلى «الجمهورية» قوله، «إنّ من البديهي والطبيعي جداً ان تتعزز الإجراءات والتدابير الأمنية في البلد في هذا الوضع المشتعل بين إسرائيل وإيران. وفي التقييم لا شيء استثنائياً على الصعيد الأمني، بل لا توجد أي مخاطر علينا من الداخل. إنما ما يثير القلق هو العامل الإسرائيلي الذي كثّف من تحرّكاته، سواء بالقرب من خط الحدود، أو من الطلعات المكثفة لطيرانه المسيّر في الأجواء اللبنانية، وخصوصاً في فترات النهار والليل في أجواء الضاحية الجنوبية، وكأنّه يمهّد لتوترات واغتيالات، وهذا ما ينبغي التنبّه له».
وكشف المرجع عينه «أنّ عدداً من السفراء والديبلوماسيين والملحقين العسكريين الأجانب سعوا بعد اشتعال الحرب بين إسرائيل وإيران إلى إجابات حول مدى متانة الوضع الأمني في لبنان، واحتمال أن يُقدم «حزب الله» على ما سمّوه مغامرة إسناد لإيران عبر فتح الجبهة الجنوبية مع إسرائيل. وكان لافتاً عدم اجتماع هؤلاء على قراءة موحّدة لهذه الحرب، بين من يقول إنّ إسرائيل وبرغم عنف الضربة على إيران لم تتمكن من تحقيق ما هدفت اليه، بدليل الردّ الصاروخي الإيراني العنيف والمتواصل وآثاره التدميرية في المدن الإسرائيلية. وهذا أمر مفاجئ لا يؤشر إلى نهاية قريبة للحرب، وبين من اعتبر أنّ إيران تلقّت ضربة عنيفة لن تجعلها قادرة على الصمود والإستمرار على ما كانت عليه قبل الحرب».
إلى ذلك، ورداً على سؤال لـ«الجمهورية» حول احتمالات تدخّل «حزب الله» في هذه الحرب، جزم مسؤول كبير أنّه لم يسأل الحزب عمّا يريد أن يفعله، الّا انّه قال: «من وجهة نظري، وقد أكون مصيباً او مخطئاً، فإنني أستبعد أن يبادر الحزب إلى هذا الأمر، ولو أنّه اراد ذلك، لكان فعل ذلك في اليوم الأول للحرب».
الحرب في خواتيمها
الّا انّ مصادر قريبة من أجواء «حزب الله» قالت رداً على سؤال «الجمهورية» نفسه: «دعهم يقلقون». مضيفة: «لن نقول إننا سنتدخّل او لن نتدخّل، فهذا مرهون بالظروف وكلّ شيء في أوانه».
وقالت المصادر إنّ الحزب يتابع مجرى الحرب بصورة دقيقة وحثيثة، وتقييمه لمجرياتها ونتائجها حتى الآن هو أنّ إيران بمواجهة هذه الحرب الإسرائيلية الأطلسية عليها، ما زالت ممسكة بزمام الأمور، والدليل على ذلك قدرتها على احتواء الضربة العدوانية، والردّ باستهداف غير مسبوق للمدن والمنشآت والمواقع العسكرية الإسرائيلية، ومسارعة إسرائيل إلى الاستنجاد بالأميركيين، برغم انّهم شركاء في هذه الحرب، وتوسّلهم إنقاذها، والدليل على ذلك ايضاً هو أنّ كل كلام عن تدخّل أميركي إلى جانب إسرائيل في حربها على إيران، هو تأكيد غير مباشر على أنّ إسرائيل قد هزمت.. وفي كل الاحوال الحرب في خواتيمها». وكان موقع «jcpa» الإسرائيليّ قد نشر تقريراً امس، قال فيه إنَّ «حزب الله» في لبنان يجهّز نفسه للقتال ضدّ إسرائيل».
وأشار التقرير إلى إنَّ الحزب ذكر أنّه «في حال طلبت طهران منه الإنضمام للمعركة، فسيقوم بذلك. ولكن خلف الكواليس، ووفقاً لتقديرات استخباراتية، يُجهز الحزب نفسه لاحتمال المُشاركة المباشرة في هذه المعركة».
وأشار التقرير إلى أنّ «حزب الله» يواصل استعداداته، بما في ذلك إعداد بنك أهداف. ونسب إلى مصادر أمنية إسرائيلية، قولها إنَّ «حزب الله ينتظرُ ضوءاً أخضر من طهران قبل تفعيل الجبهة الشمالية على نطاق واسع»، هذا الامر لم يحدث بعد، ولكنه قد يحدث، وقد يعني تصعيداً على جبهات متعددة».
ساعات حرجة
وإذا كان الميدان العسكري قد أظهر ضراوة في وتيرة التدمير واتساعاً كبيراً لمساحة الاستهدافات، وتجاوزاً واضحاً للمواقع العسكرية إلى النقاط المدنية والحيوية والاقتصادية في كلّ من إسرائيل وايران، فإنّ صوت جهود الحل السياسي ووقف اطلاق النار يبدو خافتاً، فيما وتيرة الإحتمالات الحربية تتصاعد بوتيرة متسارعة، في ظلّ حديث وسائل إعلام دولية وأميركية وإسرائيلية عمّا سمّتها «ساعات حرجة ودقيقة وحاسمة»، وما تتناقله حول قرار وشيك من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالدخول في هذه الحرب. وأفادت قناة «أي بي سي» نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأنّ «اليومين المقبلين حاسمان لجهة حل ديبلوماسي مع إيران أو لجوء الرئيس الاميركي دونالد ترامب لعمل عسكري. واللافت في هذا السياق انّ اسرائيل تبدو واثقة من الدخول الاميركي، ويروّج المستويان السياسي والأمني فيها، أنّ كفة الميزان تميل نحو انضمام إدارة ترامب إلى الحملة العسكرية ضدّ ايران. فهناك العديد من الدلائل، وهناك مزيج من الحاجة والفرصة، وهذا ما يدفع الأميركيين إلى الانضمام».
قد أضرب؟
وفي موقف لافت أمس، قال الرئيس ترامب: «قد اقوم بضرب المنشآت النووية الإيرانية، وقد لا أقوم بذلك. وكان على إيران التفاوض معنا سابقاً».
ورداً على سؤال بشأن المفاوضات مع إيران قال: «الامر بات متأخّراً جداً، ولكن لا يزال هناك وقت لوقف الحرب». مضيفاً: «لم يعد لدى ايران اي دفاعات جوية ولا اعلم إلى متى سيصمدون»؟
من جهته، قال رئيس الأركان الاميركي: «وفقاً لتقارير الصحف فإنّ الاسرائيليين يحققون تقدّماً كبيراً في ايران».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان توجيه ضربة لمنشآت إيران النووية سيقوّض قدراتها على صناعة سلاح نووي قال: «لا يمكنني التحدث عن هذا الموضوع».
خامنئي
وفي موازاة عنف العمليات العسكرية من الجانبين الإسرائيلي والإيراني في الساعات الاخيرة، واصلت اسرائيل تهديداتها باستمرار الحرب حتى تحقيق اهدافها بإزالة البرنامج النووي الإيراني، وصولاً الى إسقاط النظام الايراني كتمهيد لبناء شرق أوسط جديد. وقال وزير الخارجية الإسرائيلية جدعون ساعر، أن لا مفاوضات مع النظام الإيراني. وعمليتنا مستمرة حتى تحقيق أهدافها». وتوجّه إلى مجلس الأمن قائلاً إنّ «لدى إيران خطة استراتيجية للقضاء على إسرائيل، ولن نقبل التهديد بالإبادة». فيما تواصلت في المقابل الهجمات الصاروخية الإيرانيّة على العمق الإسرائيلي، وأعلنت إيران استمرار المواجهة حتى نهاياتها ضدّ «هذا العدو المجرم»، وقرنت ذلك بتهديدات وجّهها المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، لإسرائيل وطالت الولايات المتحدة. وكان لافتاً في هذا السياق ما كتبه خامنئي على موقعه على منصة «إكس»: «تبدأ المعركة باسم حيدر.. علي بسيف ذو الفقار عاد ليفتح باب خيبر. يجب التعامل بقوّة في مواجهة الكيان الصهيوني الإرهابي. ولن نساوم الصهاينة أبدًا».
وفي كلمة متلفزة بثها التلفزيون الإيراني أمس، قال خامنئي: «إنّ الهجوم الأبله والخبيث للكيان الصهيوني على بلدنا وقع في حين كان المسؤولون الحكوميّون منشغلين بالتفاوض غير المباشر وعبر الواسطة مع الطرف الأميركي. لم يكن هناك أيّ موضوع من قِبَل إيران يُؤشّر إلى وجود خطوة عسكريّة أو تحرّك حادّ وقاسٍ».
وأكّد أنّ العدوّ الصهيوني ارتكب خطئًا جسيمًا وجريمة كُبرى، ويجب أن يُعاقب، وهو يلاقي جزاء وعقابه الآن. العقوبة التي أنزلها الشعب الإيراني وقواتنا المسلحة بهذا العدوّ الخبيث، هي عقوبة قاسية أضعفته. حتى أنّ تدخّل أصدقائه الأميركيين في الساحة وتصريحاتهم، دليل على ضعفه وعجزه». وقال: «الرئيس الاميركي تفوّه بتهديدات؛ إنّه يهدّدنا، وفي الوقت نفسه، وبأسلوب سخيف ومرفوض، يطلب من الشعب الإيراني بنحو صريح أن: إخضعوا لي. حين يرى المرء مثل هذه الأشياء، يتعجّب حقًا. أولاً إنّ التهديد يُوجَّه لمن يخاف من التهديد، أمّا الشعب الإيراني فقد أثبت أنّه لا يرتعد أمام تهديدات المهدّدين. إنّ التهديدات لا تؤثر في سلوك الشعب الإيراني ولا في فكره. وثانيًا، أن يُقال للشعب الإيراني تعالوا واستسلموا، فليس هذا بكلام عاقل. الحكماء الذين يعرفون إيران، ويعرفون الشعب الإيراني، ويعرفون تاريخ إيران، لن يتفوّهوا بمثل هذا الكلام أبدًا. لأيّ شيء يستسلم؟! الشعب الإيراني عصيّ على الاستسلام. نحن لم نعتدِ على أحد، ولا نقبل بأيّ حال من الأحوال اعتداء أيّ أحد، ولن نستسلم لاعتداء أيّ شخص. هذا هو منطق الشعب الإيراني، هذه هي روحية الشعب الإيراني. بالطبع، الأميركيون الذين هم على دراية بسياسات هذه المنطقة، يعلمون أنّ دخول أميركا في هذه القضية سيكون ضررهم بنسبة مئة بالمئة. ما ستتكبّده من خسائر في هذا الصدد سيكون أكثر بكثير مما قد تتكبّده إيران. ستكون خسارة أميركا إذا دخلت هذا الميدان- إذا دخلت عسكريًا- خسارة لا يمكن تعويضها بلا شك».
وفي موقف لافت ايضاً قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إننا «لا نرغب في توسيع الحرب إلى الخليج»، مؤكّداً «اننا سنسلب نتنياهو الشعور بالأمان في جميع أنحاء العالم». ولفت إلى أنّه «إذا استهدف الصهاينة منشآتنا النفطية فعلى دول المنطقة إجراء حسابات صحيحة»، موضحاً أنّ «في هذه الحالة يمكن أن يلحق الضرر بعدد كبير من دول الجوار».