سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: الفراغ يتمدد والبلاد معلقة

الحوارنيوز – خاص

بعد المؤسسات الدستورية بدأ الفراغ في التمدد ليشمل الدستور بذاته ،وهو الذي صار وجهة نظر والجميع يفسره على مقاس مصالحه الفئوية.

افتتاحيات صحف اليوم تناولت الإشكالات الدستورية وتعطل الحوار الداخلي والنتائج المتوقعة من الحراك الفرنسي السعودي.

ماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: ارباكات كبيرة في المجلس تترجم الاحتقانات
    وكتبت “النهار” تقول: لم يكن الواقع المأزوم سياسيا ونيابيا وسط التخبط في طلائع مرحلة الفراغ الرئاسي في حاجة الى جلسة اللجان النيابية المشتركة، ولا الى الاجتماع الذي سيعقد اليوم في مكتبة مجلس النواب لعدد من النواب المعارضين والمستقلين، من اجل استشراف مزيد من الارباكات التي ستواجه مجلس النواب ان في مسار “العقم” الرئاسي وان في المسار التشريعي أيضا. ذلك ان الاحتقانات الناجمة عن تزايد تداعيات الفراغ وخصوصا في ظل ما تركته مواقف قيادة “حزب الله” أخيرا من توجس حيال تصعيد متعمد لإطالة امد الفراغ، ستنعكس بشكل مباشر في القابل من الأيام وبدءا من الجلسة السادسة لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل، مزيدا من خلط الأوراق، ولكن في اتجاهات لن تفضي ابدا الى كسر الانسداد السياسي والنيابي. كما انه في ظل ما يتوقع ان يقرره ما بين ثلاثين وأربعين نائبا تبلغوا الدعوات الى الاجتماع النيابي عصر اليوم في مكتبة المجلس، تتجه مسألة انعقاد جلسات التشريع نحو اشتباك نيابي اخر سيترك مزيدا من التداعيات السلبية على مجمل المناخ السياسي، علما ان الاتجاه الى رفض عقد جلسات تشريعية يتكئ الى هدف ضاغط مفاده الأولوية الحصرية لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية طالما المجلس هو هيئة انتخابية ولا جلسات تشريعية قبل الانتخاب. ولكن اجتماع النواب اليوم سيشوبه غياب كتلتين أساسيتين هما كتلتا “القوات اللبنانية” واللقاء الديموقراطي”. ومن غير المؤكد ان تتفق كل كتل المعارضة على مقاطعة جلسات التشريع. ولذا يقبل المجلس على ارباكات واسعة ستكون الوجه الملازم لتصاعد الاحتقانات السياسية الداخلية من جهة وما يتوقع صدوره من مواقف خارجية جديدة حيال الفراغ الرئاسي في لبنان في الساعات المقبلة من جهة أخرى، علما ان الملف اللبناني سيطرح على هامش قمة بالي في بعض الاجتماعات الثنائية كما سيطرح في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل.

  • صحيفة الأخبار عنونت: مساعٍ فرنسية لمقايضة رئاستي الجمهورية والحكومة: فرنجية مرشح حزب الله برضا باسيل… وبلا خطة «ب»

وتحت هذا العنوان كتب وفيق قانصوه يقول:

في خطابه السبت الماضي، أعطى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دفعاً قوياً لمعركة رئاسة الجمهورية. لا يعني الدفع، بالضرورة، تسريع انتخاب الرئيس، لكنه، عملياً، أخرج الملف من دائرة مقفلة إلى مرحلة أكثر جدّية بعدما حدّد مواصفات الرئيس المقبل، و«سمّى الجيرة وسمّى الحي»، وأعلن، أو كاد، اسم مرشح حزب الله.

كلام نصرالله أتى بالتوازي مع مبادرة فرنسية جديدة بدأت قبل نحو عشرة أيام لتوفير توافق على انتخاب رئيس جديد قبل نهاية السنة، مع وعود بإطلاق برامج مساعدات للبنان على رأسها برنامج «سيدر». ويفترض أن النقاش الذي بدأه الفرنسيون مع الأطراف الأساسية في لبنان، يجري استكماله مع واشنطن والرياض، ويقوم على فكرة أن أحداً غير قادر على فرض رئيس للجمهورية أو رئيس للحكومة من دون توافق فعلي بين القوى الرئيسية.
ومع أن المتابعين نفوا أن تكون فرنسا قد أقرت بمبدأ المقايضة على رئاستي الجمهورية والحكومة، إلا أن هؤلاء أشاروا إلى أن باريس لمست من جهات فاعلة، من بكركي إلى التيار الوطني الحر وحزب الله والرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بقبول مقايضة انتخاب رئيس للجمهورية قريب من حلفاء حزب الله مقابل رئيس للحكومة قريب من الغرب والسعودية.
وحتى مساء أمس، لم يكن المسؤولون في لبنان قد حصلوا على معطيات دقيقة حول مضمون المحادثة التي جرت بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أول من أمس، وسط إشارات تؤكد أن الرياض لا تزال على موقفها الرافض لأي تسوية مع حزب الله.
وبعيداً من إشارات لافتة وواضحة وردت في كلام نصرالله أوحت بعدم تأييد حزب الله لترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون (كما في إشارته إلى رفض مرشحين يتلقون اتصالات من القيادة الأميركية الوسطى، ناهيك عن التحفّظات المعروفة عن التدخل الأميركي الكبير في المؤسسة العسكرية في السنوات الأخيرة)، طوت المواصفات التي حدّدها الأمين العام لحزب الله صفحة «مزحة» ترشيح ميشال معوّض، و«نكتة» مرشحي التغييريين من التكنوقراط الذين يتبدّلون مع كل جلسة، وكل مرشح لا طعم له ولا رائحة ولا لون على شاكلة الرئيس السابق ميشال سليمان. وهو ضيّق دائرة البحث إلى حدود مرشحين اثنين لا ثالث لهما، هما سليمان فرنجية وجبران باسيل اللذان أكّد لهما، عندما استضافهما معاً الصيف الماضي، أنه يثق بكليهما. وبما أن رئيس التيار الوطني الحر أعلن أنه ليس مرشحاً وخارج السباق لاعتبارات عديدة، يغدو رئيس تيار المردة المرشح المعلن للحزب من دون تسميته بالاسم.
أكثر من ذلك، وعلى غرار ما كان حزب الله يردّده عام 2016 بأن لا خطة «ب» لترشيح العماد ميشال عون، فإنه هذه المرة، أيضاً، لا يملك خطة بديلة: المرشح هو فرنجية. ونقطة على السطر. أما التوافق على مرشح آخر يتفق عليه الحليفان، فدونه مخاطر لا يملك أحد ترف خوضها. وقد سمع التيار الوطني الحر من حزب الله، مباشرة، رأيه في أن تجارب اقتراح أسماء لمواقع أدنى من رئاسة الجمهورية في عهد العماد ميشال عون لم تكن مشجّعة، بعدما انقلب شاغلو هذه المواقع على من سمّاهم إليها.
على أن دون انتخاب فرنجية «شرطاً» ألزم حزب الله نفسه به، وهو أنه لن يذهب إلى جلسة انتخاب رئيس تيار المردة ما لم يكن يحمل في جيبه موافقة باسيل. واعتبارات ذلك عديدة، منها رفد فرنجية بدعم مسيحي يجعله رئيساً قوياً، والأهم هو حرص الحزب الشديد على استمرار التفاهم مع التيار الوطني الحر وعلى تمتينه، وبالتالي «انتخاب سليمان يكون برضا جبران وليس على حسابه». علماً أن «رضا» التيار يمكّن عملياً من تأمين النصاب، ولو من دون المشاركة في التصويت، طالما أن بري أخذ على عاتقه إقناع جنبلاط بالسير في فرنجية في حال تم إقناع باسيل. وبالاستناد، أيضاً إلى أن لا فيتو فرنسياً على فرنجية وإلى مساع فرنسية تجرى مع السعودية للتسهيل. وفي هذا السياق ليس تفصيلاً جلوس رئيس تيار المردة في الصف الأول في منتدى الطائف الذي عقده السفير السعودي وليد البخاري في الأونيسكو السبت الماضي، فيما كان معوّض، مرشح حلفاء السعودية، يقبع في الصفوف الخلفية.
عليه، لن تحمل جلسة الخميس المقبل، ولا التي تليها وما بعد بعد ذلك ربما، أي جديد، في انتظار نضوج الظروف لاستئناف الحزب مفاوضاته مع حليفه باسيل. ومع أن الأخير يتقصّد المجاهرة برفضه دعم ترشيح فرنجية، إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن الأبواب ربما ليست موصدة تماماً.

  • صحيفة الأنباء عنونت: الرئاسة تنتظر صندوق البريد.. تباينات لا تخرق مشهد الخميس

وكتبت تقول: رغم التحليلات والتوقعات حول مصير الجلسة السادسة لانتخاب رئيس للجمهورية بعد غد الخميس، وما قد تحمله إن على صعيد التبدل في المواقف أو بروز تحالفات جديدة قد تقلب المعادلة القائمة، ما زال المشهد السياسي على حاله على الرغم من الكلام العالي السقف لكل من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ومطالبته بعقد مؤتمر وطني، والأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الذي حدد مواصفات الرئيس الذي يقبل به حزب الله.

 

وبانتظار ما قد يسفر عنه الاجتماع الذي يُعقد اليوم بين النواب التغييرين والمستقلين في مجلس النواب، والهادف إلى توحيد الرؤية فيما بينهم، استبعدت مصادر سياسية حدوث أي خرق يُذكر على هذا الصعيد بسبب التباعد في المواقف والأفكار فيما بينهم، وتعدد الآراء لدى النواب أل13 الذين يحملون لواء التغيير، وهو ما دفع النائب ملحم خلف إلى الاعتراف، بحسب المصادر، بأن نواب التغيير خذلوا ناخبيهم بعد فشلهم بالاتفاق مع بعضهم أولاً، والاتفاق مع القوى الأخرى ثانياً.

 

المصادر السياسية توقعت أن يكون مصير جلسة هذا الخميس مشابهاً لمثيلاتها في ضوء الموقف الجديد الذي أعلنه رئيس مجلس النواب، نبيه بري، بسؤاله: هل يُعقل أن يُنتخب رئيس جمهورية ب33 صوتاً؟ وذلك في إشارة واضحة إلى ضرورة التوافق على اسم رئيس الجمهورية وحصول إجماع حوله.

 

توازياً، استبعد النائب وليم طوق بروز أي تطور جديد بالنسبة لجلسة انتخاب الرئيس الخميس بانتظار الحلحلة داخلياً وخارجياً، مستبعداً في حديث مع الأنباء الإلكترونية أن يصدر عن اجتماع النواب المستقلين، وزملائهم التغييريين، أي جديد يذكر بسبب تباعد الرؤية والأفكار فيما بينهم، وعدم وجود أجواء واضحة بعد بالنسبة لانتخاب الرئيس.

 

وتوقع طوق التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية قبل الوصول إلى مؤتمر دولي، فلبنان ليس متروكاً، وهناك جهود حقيقية محلياً وخارجياً لإنجاز هذا الاستحقاق.

 

وفي تعليقه على ارتفاع أسهم رئيس تيار المردة، سليمان فرنجية، بعد التلميحات التي صدرت من قبل حزب الله، أشار إلى أن الحزب لم يعلن عن ذلك بعد بشكل رسمي، ولكن هذا ما قرأناه في الإعلام، لافتاً إلى وجود بعض العوائق التي تحول دون الإعلان عن ترشيح فرنجية، ومن ضمنها معارضة التيار الوطني الحر لترشيحه.

 

وفي السياق عينه، أوضح عضو تكتل الاعتدال الوطني، النائب وليد البعريني، لجريدة الأنباء الإلكترونية أن قبول النواب المستقلين الاجتماع مع زملائهم نواب التغيير جاء انطلاقاً من رغبتهم في الحوار من أجل الوصول إلى توافق حول مرشح للرئاسة قادر أن يحصل على إجماع حول شخصه، لأن الرئيس الذي يحكم لبنان يجب أن يتحلّى بهذه المزايا، كاشفاً أن الاجتماع أتى بطلب من النائب وضاح الصادق، ونحن رحبنا بالفكرة كي لا نُتهم برفض الحوار، سيّما وأن هناك أوجه شبه كثيرة بيننا كنواب مستقلين وبينهم كنواب تغيير، لأننا لم نأت إلى النيابة من ضمن تحالفات سياسية، أو أحزاب، أو تيارات. لقد نجحنا بتأييد من الشعب وعلينا أن نكون أوفياء لهذا الشعب الذي منحنا ثقته.

 

وعن إمكانية التوافق على مرشح مشترك بينهم وبين نواب التغيير، قال: “ما النفع؟ فهل بمقدورنا لو رشحنا شخصية معينة أن نوصلها إلى الرئاسة؟ مضيفاً، “نحن نحاول أن نفتح كوة في جدار الأزمة المطبق على أمل أن نتوافق حول مرشح يعطي الأمل بالخروج من الازمة بأقل الخسائر الممكنة.

 

وفيما استبعد حصول انفراجات في هذا الملف إلا في حال هبوط الوحي، أو حصول معجزة ما تحثّ النواب على إنهاء الفراغ الرئاسي، أقرّ بأن مفتاح الحل لن يكون إلا عبر توافق إقليمي – دولي، أميركي – فرنسي – تركي، تكون السعودية اللاعب الأساسي فيه تمهيداً لحل الأزمة وإنهاء الشغور الرئاسي.

 

إذاً مفتاح الحل حتى اللحظة ليس في ساحة النجمة، كما توحي كل المواقف، فباستثناء ترشيح ميشال معوض من قبل اللقاء الديمقراطي والقوات والكتائب، ليست هناك أي جدية في مقاربة الاستحقاق، والجميع ينتظر، كما بات، واضحاً ما سيصل في صندوق البريد، وإلا لكان كل فريق نزل إلى الجلسة بمرشح ومشروع، لا أوراق بيضاء وأسماء غير جدية للمزايدات.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى