باختصار شديد: ينتمي مفهوم الدولة العلمانية إلى حزمة من المفاهيم الإنسانية الحديثة الراقية التي تتغلغل جذورها في أعماق الفكر الإنساني العالمي .
لا يرتبط هذا المفهوم بالطبع بنظامٍ محدّد، رأسمالي أو اشتراكي، يمينيٍّ أو يساري .
نعتقد ان الدولة المدنية والعلمانية ضرورية وتعد مخرجًا أساسيًا من الصراعات الدموية الذي تشهده منطقتنا ، من الاستبداد الديني والطائفي .هذا اذا كنا نرمي الى توجيه ثرواتنا الطبيعية والبشرية نحو سعادة شعوبنا ، نحو القضاء على المرض ، الجهل والأمية وعلى البطالة واللحاق بالتقدم العلمي للبشرية .
السؤال هل هذا ممكن ؟ نعم ممكن ، صعب لكنه ليس مستحيلًا، اذا درسنا تاريخ العديد من الشعوب التي عانت ما نعانيه ووجدت مخرجا .يتوجب من اجل تحقيق ذلك استخدام جميع الوسائل السلمية التنويرية ، عبر الحوار …عبر المطالبة بدساتير مدنية وعلمانية …عبر تغيير مناهج التعليم لتتوافق متطلبات المجتمع المدني والعلماني .طريق طويل وشاق ولكن متى كانت التغييرات الكبرى والمنعطفات التاريخية سهلة ؟
انها مهمتنا جميعًا تنويريين وعلمانيين .