سياسةمحليات لبنانية

احتمالات كبرى لتصفية حسابات صغرى.. في غابة!

 

دعا الاسد، ملك الغابة مؤيديه لاجتماع طارىء ومستعجل لبحث امور خطيرة تهدّد امن الغابة وسلامة الحيوانات فيها بعد خلافات دبتّ بين قرد وسعدان، وبين حمار وجحش، وبين بغل وحمار وحش ، هدّد كل واحدّ منهم بالاستعانة بفصيل من نمور شرق الغابة وبمجموعة من  فهود غربها، لحرق الغابة ومن فيها، حضرت الحيوانات وكلّ منها يده اليمنى على قلبه ويده اليسرى على قبضة رمح خشبي مصنوع على عجل.
صاح فيهم الملك محذراً ، منبهاً انه لن يتهاون ابداً مع العابثين بأمن مملكته، انّه سيلقي القبض فوراً على كل من تسوّل له نفسه اشعال شرارة واحدة في النهار او في الليل وانه سينزل العقاب فورا وبشدّة على كل مسؤول  يمنع حيوانا من فصيلته في السكن في منطقته مهما كانت هوية ربّه واعتقاده، أيعبد الشمس ام  يعبد القمر،  و ما إن توقف قليلاً لأخذ نفس من الهواء حتى صرخ ضفدع قريب، من على غصن شجرة فوق الاسد:
-نلقي القبض على الزعران والمغامرين ثمّ نذهب الى المرقص  لنقطع قالب الحلوى ولنرقص مع العاهرات.

اكمل الملك كلامه، معلناً فرض حالة عدم التجوّل من اول غروب الشمس حتى مطلع الفجر، مذكرا ان الدستور يعطيه حقّ منع الحرب الاهلية بكل الطرق ولو بالقمع الشديد طالما ان في الغابة من يسعى لتدميرها من اجل مآربه الخاصة ومصالحه المالية والسلطوية ،وان  مسرح الاعدام جاهز لكل من يقتل حيوانا او يقطع شجرة او يشعل ناراً  او يقطع طريقا، وما ان توقف لشرب كوب ماء حتى صاح الضفدع :
-سنعدم القاتل ،سنعدم قاطع الاشجار ، سنعدم مشعل النار، سنعدم قاطع الطريق ثم نذهب الى المرقص لنقطع قالب الحلوى و نقضي الليل مع العاهرات.
نظر الاسد صوب الضفدع منزعجاً وتجاهله ليكمل خطابه المنقول مباشرة الى جميع انحاء الغابة والاطراف من سهول وجبال و وديان وانهار وغابات قريبة وبعيدة بواسطة الحمام الزاجل وطيور الهدهد مخبراً الجموع ان لجنة من البوم القضاة و لجنة امنية من الكلاب السلوقية والمستذئبة  ستبت بامر المخالفين والمجرمين، وسيكون حكمها مبرماً وما ان توقف لبرهة  ليتأمل وجوه رعيته ليعرف مدى تأثير خطابه عليهم حتى صرخ الضفدع من جديد:
-لجنة قضائية، لجنة امنية، مسرح اعدام ثم نذهب الى المرقص لنقطع قالب الحلوى و لنمضي الليالي مع العاهرات.
هنا حنق الاسد واشتدّ غضبه ونظر الى غصن الشجرة حيث يقف الضفدع وأطلق زئيرأً مخيفاً:
–هناك حيوان لونه اخضر له عينان جاحظتان سيصمت الليلة الى الابد. صاح الضفدع فوراً:
-سيموت التمساح
سيصمت التمساح
الويل ،الويل للتمساح
نعدم التمساح ثم نذهب الى المرقص لنقطع قالب الحلوى ولنمضي العمر كله مع العاهرات.
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى