رأي

فيليب سالم ..لا يريدونك والإنقاذ(أنور حرب)

‬أنور حرب* – استراليا

في ‬زحمة التنقيب عن وزير إنقاذي، ‬علماني ‬مؤمن، ‬اكاديمي ‬بارع، ‬باحث مشهور، ‬مفكر وطني ‬فوق الشبهات، ‬جبل في ‬المصداقية والنزاهة، ‬شهرة تخطت الحدود ما أرادها إلا لخدمة وطنه وهو المتواضع بكِبَر، ‬لم أعثر ‬يوماً ‬بين الأسماء المطروحة على اسم البروفسور فيليب سالم!!‬

ويلك ‬يا وطني ‬من تجاهل حكامك للمبدعين والمخلصين والمستقلين والاختصاصيين!‬

ويلك ‬يا وطني ‬من استبعادهم طاقاتك ومهاراتك.. ‬والبارعين!‬

ويلك ‬يا وطني ‬من البحث عن باحث تجاهلته، ‬وهو عَلم على محطات العالم!‬

ويلك ‬يا وطني ‬في ‬زمن العتمة، ‬من تجاهل منارة فكرية لم ‬يفكروا بها ولو للحظة!‬

ويلك ‬يا وطن في ‬زمن الامراض الإغفال عن مرجع ومخترع لعلاجات تطبب العليل من الداء الخبيث، ‬والخبث في ‬السياسة من داء الفساد!‬

ويلك ‬يا وطني ‬في ‬زمن الوطنية الضائعة عدم الالتفات الى ابن بيت أعطى لبنان وزيراً ‬للخارجية لا أكثر منه وطنية ولا استقلالية ولا بلاغة علمية ومواصفات شخصية اسمه الدكتور ايلي ‬سالم!‬

في ‬زمن البيوتات الملوثة بالفساد المالي ‬والفكري، ‬من ‬يمكنه او ‬يتجاسر ان ‬ينسى انه سليل عائلة أعطت ‬العالم مشرع حقوق الانسان شارل مالك، ‬وهو من نسيجه ووطنيته وقامته.. ‬من؟!‬

البيت الأبيض اتكل عليه مرات ومرات مستشاراً ‬لعدد من رؤساء جمهورية اميركا.. “‬والبيت الأسود” ‬تصرف حياله بازدراء وتجاهل!‬

المؤتمرات العلمية والاكاديمية العالمية عملت المستحيلات ليكون محاضرها ومعلمها ومرشدها وفلسفتها ورؤيتها!‬

هذا قليل من كثير فيليب سالم.. ‬هذا قليل من وجعنا لاستغياب فيليب سالم.. ‬هذا نذر من معرفتنا بإجهازهم دائماً ‬على الاغتراب من خلال تجاهل فيليب سالم.‬

وفي ‬النهاية هذه قناعتنا الراسخة بأنهم لا ‬يريدون إنقاذ وطن الأرز وملاعب طفولتنا التي ‬حولوها ملاعب محاصصاتهم وفسادهم وعهرهم السياسي، ‬لأنهم لا ‬يريدون الاعتماد على قامة وطنية فكرية علمية قديرة بارعة اسمها البروفسور فيليب سالم.‬

فيليب سالم، ‬أنت لا تحتاج الى لقب المعالي ‬او السعادة، ‬لأنك من هاتيك الارض الطيبة ومن هاك الماء الصافي ‬الصادق، ‬أنت من ‬يستمع ‬يومياً ‬الى عصافير الفكر والوطنية التي ‬تهزم وجعاً ‬وظلاماً ‬وظلامية.‬

أنت قهرت العطش الى الحرية وحولت اليأس رجاء والفشل الى انتصار واحتضنت طيور السنونو الهاربة من العبودية وعلى كفيك حملت بخور مريم بلون الاقحوان ولبنان. ‬

ورب قائل: ‬هنيئاً ‬لك ‬يا فيليب سالم، ‬فأنت خارج منظومة الاغتيال.. ‬اغتيال الوطن والإنقاذ والأحلام.. ‬وستبقى بالنسبة لنا بحيرة خلاص لونها أخضر وبُعدُها وطن ومياهها قيامة لا بد منها.‬

ناشر ورئيس تحرير النهار الأسترالية*

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى