سياسةمحليات لبنانية

ما أجملك بين التكفير والتخوين…

اخبرني صديقي المقامر والمغامر ان اليوم ليس البارحة، ما اسعدني واشعرني انني تمكنت أخيراً من التفلت من الزمن الذي تمكن من اسري منذ اقتنعت ان عليّ ان اساير وان اتملق وان اتمسكن وان اتذاكى وان اصمت وان امارس التقية السياسية وان اعيش بباطنية في سلوكياتي اليومية كي اعيش بسلام بين ذئاب السلطة والقوة اولاً ،وثانياً  لاراهن على الوصول لأهدافي بمكر او ان اتبوأ وظيفة باحتيال أو ان اربح مالاً كتاجر  كالثعالب، وفشلت والحمدلله في التمثيل في كل هذه المراحل وآثرت ان اعود للعيش  بين تهمتين احلاهما مرّ واسوأهما ذلّ ، بين تهمة التكفير الرائعة وتهمة التخوين !

ما احلاهما من تهمتين رائعتين، ففيهما ومعهما اشعر بالراحة والاطمئنان النفسي، ومعهما اغفو مِلء عينيّ  كحر طليق ،ّ اقول ما اريد من دون رادع ،واكتب ما يحلو لي وارسم ما يخطر ببالي …

ما اجملني، لا تهمني نيابة عامة ولا تهمني محاكم التفتيش .
"ما لي وللناس كم يلحونني سفها ديني لنفسي ودين الناس للناس"1

من اهمّ خزعبلات الاحزاب مجتمعة انها تؤمن بفرضية " ان من ليس منّا فهو حكماً ضدنا ،او ليس معنا على اقل تقدير".وبدل تمضية الوقت بأمور مفيدة للمجتمع، يقضون معظم اوقاتهم في كتابة التقارير كمخبرين.

ما خرجت للحظة محاولاً فيها  ان اتحرر من قيودي العقلية الاسلامية الا وعدت لأجد النبي محمد (ص) والامام علي (ع) و قد سبقاني الى كينونتي النفسية ،ينتظران عودتي  لأعود كالعاشق الولهان الى حالي.
ما حاولت للحظة فيها ان اتماهى مع الرأسماليين بأنانيتهم واستغلالهم وبحبهم للثروات كيفما اتفق، الا واعود الى نفسي الى منزلي لاجد لينين و تشي يعاتباني  على الخبز والملح الذي بيننا.

ما حاولت للحظة مسايرة عنصريّ على حساب عروبتي الا و زارني  عبدالناصر و بومدين وطرفة بن العبد وابو ليلى المهلهل في المنام ليتناولوا معي الشاي في خيمة تغلبية …

الانتماء اخلاق وانسانية طالما لا تسبب الاذية لغيرك ولنفسك.

يريدك الجميع ان تفكر مثلهم وان تشبههم بالنغمات وبالتقليد وبالببغائية ،فإن نطقت بما هو مختلف خافوك فابعدوك فحاربوك ،والاسهل لهم تكفيرك ،فإن لم يستطيعوا معك خونوك وألبسوك رداء العمالة ثم بحثوا لك عن اثبات كيفما ارتاحوا وبما تيسر.

حالة نفسية مرضية ذهانية قابلة للعلاج بإذن لله.

بين التكفير والتخوين وبين راحة أناك، اختار الموت حرّاً، قتيلا تحت جسرٍ او شهيداً مرميا في الوديان. قل رأيك كما هو لا يصيبك موت مفاجىء ولا يقربك فصام شخصية او الزهايمر. ان يعتبروك مهرجا او اضحوكة خير لك من ان يظنوك كلباً بانتظار عضمة ترمى لك.

ما زالت شورى التجار ترى عثمان خليفتها
وتراك زعيم السوقية!
لو جئت اليوم
لحاربك الداعون إليك
وسموك شيوعيا.2
———————

1- الحلاج
2-  مظفر النواب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى