إنتصَارًا للمجلس الشّيعِيّ :حَقيقَةُ الحَملَةِ وَوَاجِبُ المُواجَهَةِ(غازي قانصو)

بقلم: د.غَازِي قَانْصُو
فِي ظِلِّ مَا يَتَعَرَّضُ لَهُ الوَطَنُ اللُّبْنَانِيُّ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ مِن حَمَلَاتٍ تَشْهِيرِيَّةٍ مُنَظَّمَةٍ، تَسْتَهْدِفُ طَائِفَةً وَطَنِيَّةً كَرِيمَةً لَهَا بَصَمَاتُهَا العَمِيقَةُ فِي بِنَاءِ لُبْنَانَ، الطائفة الاسلامية الشيعية، وَدَفْعِ ضَرَائِبِ التَّضْحِيَةِ فِي سَبِيلِ عِزَّتِهِ وَكَرَامَتِهِ، وَمِن مِوقع الواجبِ الوطني والأخلاقي؛ فالسّاكِتُ عن الحقِّ شيطانٌ أخرس، وتَأْكِيدًا لِلحَقَائِقِ وَالثَّوَابِتِ، أُعلِن، ما يلي:
١. إِنَّ مَا نُشَاهِدُهُ مِن تَصَاعُدٍ فِي الهَجَمَاتِ الإِعْلَامِيَّةِ وَالتَّحْرِيضِيَّةِ، ضد المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ورئاستِهِ، ودوائرهِ، ومُؤَسساتِه، هُوَ حَلْقَةٌ جَدِيدَةٌ مِن سِلْسِلَةِ المُخَطَّطَاتِ الَّتِي تَسْعَى إِلَى ضَرْبِ السِّلْمِ الأَهْلِيِّ، وَزَعْزَعَةِ الاِسْتِقْرَارِ الأمني، وَتَشْوِيهِ الصُّوَرَةِ المُشْرِقَةِ لِفِئَةٍ مُؤْمِنَةٍ بِالوَطَنِ وَوَحدَتِهِ وَرِسَالَتِهِ الإنسانية، كمنبرٍ حضاري.
٢. إِنَّ الَّذِينَ يَقُودُونَ هَذِهِ الحَمَلَاتِ، هُم مِنَ الرُّعًاعِ الَّذِينَ لَمْ نَشْهَدْ لَهُمْ يَوْمًا تَارِيخًا فَعَّالًا بَنَّاءً، لَا فِي مُوَاجَهَةِ الاِحتِلَالِ، وَلَا فِي الخِدْمَةِ الاِجْتِمَاعِيَّةِ مَعَ الفُقَرَاءِ، وَلَا فِي أَيِّ مَجَالٍ إِنْسَانِيٍّ نَبِيلٍ. وَإِنَّمَا، كَانُوا،وَمَا زَالُوا، أَدَوَاتٍ رَخِيصَةً فِي أَيْدِي المَشَارِيعِ التَّفْرِيقِيَّةِ وَالتَّفْتِيتِيَّةِ.
٣. إِنَّنَا، نَحْنُ أَبْنَاءَ هَذِهِ الطَّائِفَةِ الاسلامية الشيعية الكَرِيمَةِ، كُنَّا وَمَا زِلْنَا مِن أَكْثَرِ المُضَحِّينَ فِي سَبِيلِ لُبْنَانَ، نُقَدِّمُهُ عَلَى الذَّاتِ، وَنَسْكُبُ فِيهِ جُهْدَنَا وَدِمَاءَنَا، كَمَا فَعَلَ شُرَكَاؤُنَا فِي الوَطَنِ مِن جَمِيعِ الطَّوَائِفِ خلال تارِيخِه. بَلْ تَعَدَّيْنَا ذلكَ فِي العَطَاءِ وَالوَلَاءِ وَالتَّفَانِي، مُنْذُ تكوينه مرورا بعَامِ ١٩٨٢م، فِي الوَقْتِ الَّذِي كُنَّا نَرْفُضُ فِيهِ الحَرْبَ الأَهْلِيَّةَ عام ٧٥ حيثُ وَقَفنا، ومع زِلنا، مَعَ قَائِدِنَا الرُّؤيَوِيّ الكبيرِ الإِمَامِ السَّيِّدِ مُوسَى الصَّدْرِ، رَائِدِ الوَحْدَةِ الوَطَنِيَّةِ، وَمِنَارَةِ السِّلْمِ الأَهْلِيِّ، وَمُطْلِقِ المُقَاوَمَةِ، لِلدِّفَاعِ عَنْ لُبْنَانَ وَكَرَامَتِهِ وأبنائِهِ، باعتبارهِ “وطنًا نِهائيًا لِجَميعِ بَنِيهِ”.
٤. إِنَّ المَسْؤُولِينَ اللُّبْنَانِيِّينَ يُدْرِكُونَ خَطُورَةَ مَا يَجْرِي، وَيَأْتِي فِي طَلِيعَتِهِم فَخَامَةُ رَئِيسِ الجُمْهُورِيَّةِ اللُّبْنَانِيَّةِ، العَمَادُ جُوزَاف عَوْن، الَّذِي يَتَّسِمُ بِوَعيٍ وَطَنِيٍّ وَسِيَاسِيٍّ وَأَمْنِيٍّ عَالٍ، وفهُوَ مُتَنَبِّهٌ تَمَامًا لِخَلْفِيَّةِ هَذِهِ الحَمَلَاتِ وَمَا تُشَكِّلُهُ مِن أَخْطَارٍ عَلَى الوَطَنِ، وَيُتَابِعُ بِمستوىً كَبِيرٍ، واهتمام عال، ومثابرة جديّة، كُلَّ شُؤُونِ الدَّوْلَةِ، كَمَا يَلِيقُ بِرَأْسِهَا وَعِمَادِهَا، باعتباره الرّمز للموقفِ الوطنِيّ المُعَبِّرٍ عن الارادةِ الوطنيةِ الجامِعة، نُقَدّرُ دورَه ونرسلُ لهُ أطيبَ التّحايا.
٥. وَفِي هَذَا السِّيَاقِ، نُوَجِّهُ تَحِيَّةً كَبِيرَةً مُقَدَّرَةً إِلَى دَولَةِ رَئِيسِ مَجْلِسِ النُّوَّابِ، الأُسْتَاذِ الأخ نَبِيه بَرِّي، صَاحِبِ الفِكْرِ السِّيَاسِيِّ المُتَنَوِّرِ، وَالحَرِيصِ عَلَى السِّلْمِ الأَهْلِيِّ، وَالوَحِدَةِ الوَطَنِيَّةِ، وَالقَادِرِ عَلَى وَأْدِ الفِتَنِ بِحِكْمَتِهِ وَخِبْرَتِهِ، كَمَا شَهِدْنَاهُ فِي مَحَطَّاتٍ كَثِيرَةٍ.
٦. وَإِنَّنَا نَضَعُ مَا يُطْرَحُ فِي الإِعْلَامِ المُغْرِضِ أَمَامَ أَنْظَارِ القَضَاءِ اللُّبْنَانِيِّ العَزِيزِ، الَّذِي نَثِقُ بِوَطَنِيَّتِهِ وَحِرْصِهِ، وَنَرْجُو أَنْ يَعْتَبِرَ هَذِهِ الأَعْمَالَ إِخْبَارًا صَرِيحًا يَسْتَوْجِبُ التَّحَرُّكَ العَاجِلَ، وَاتِّخَاذَ الإِجْرَاءَاتِ القَانُونِيَّةِ اللَّازِمَةِ، لِوَضْعِ الحَدِّ لِكُلِّ مَنْ يَسْعَى إِلَى تَخْرِيبِ الوَطَنِ وَوَحْدَتِهِ وَسِلمِهِ.
٧. خِتَامًا، نُهَيبُ بِكُلِّ المُؤَسَّسَاتِ الإِعْلَامِيَّةِ وَالوَطَنِيَّةِ وَالمَدَنِيَّةِ وَالدِّينِيَّةِ، أَنْ تَكُونَ فِي مَوْقِفٍ وَاحِدٍ حَازِمٍ وَمَسْؤُولٍ، وَأَنْ تَرْفَعَ صَوْتَهَا فِي وَجْهِ الفِتْنَةِ، وَأَنْ تَضَعَ مَصْلَحَةَ لُبْنَانَ وَوَحْدَتِهِ وَسلمِهِ الأهلي وَعَيشهِ المُشترَك فَوْقَ كُلِّ مَصْلَحَةٍ فِئَوِيَّةٍ أَوْ خَارِجِيَّةٍ.
وَسيَبقَى لُبْنَانُ بِجَمِيعِ مُكَوِّنَاتِهِ أَقْوَى مِن كُلِّ تَفْرِقَةٍ، وَأَبْقَى مِن كُلِّ مُؤَامَرَةٍ، وَأَرْفَعَ مِن كُلِّ حَقْدٍ.
نُؤْمِنُ باللهِ وحدَه ربًا، لا نعبدُ سِواه، ولا نسجدُ لسِواه، ولم نخضع طوالَ تاريخنا لمتكبرٍ جبّار، ولا لخَوانٍ كَفّار.”
نحفظُ الوَطَنِ وأمانتَه وَالوَحدَةِ الوطنية والسِّلمِ الأهلي والعَيشِ المُشتركِ والشرَف وَالْكَرَامَةِ.
عضو اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي
أ.د.غازي منير قانصو
السبت الواقع فيه ١٢ نيسان ٢٠٢٥