العالم العربيسياسة

رفقاً بنا يا حاج قاسم..


لأن قطرة من دمه تفوق كل ما نكتب..
كتبت كلماتي أشاكيه ،أشكو له و أسمع شكواه،في هذه اللحظة وفي هذا العصر الذي يتناوبنا فيه الفرح الغامر من جهة و الحزن الفاجع من جهة.
اربعون عاماً ،أربعمائة وثمانون هلالاً و بدراً و محاقاً.
حاج قاسم  ما زال يطرق ابواب بيوتنا بيتاً بيتاً يأتي كعادته على غير موعد.
هو الموعد لم نعطه عنوان بيوتنا الجديدة.
لم نخبره ان بيوتنا في  طهران ومزار شريف والضاحية وبغداد والبصرة وبنت جبيل وكل مدن اليمن وفلسطين اصبحت كلها اهدافاً للشيطان الأكبر.
و لكن الحاج قاسم كان  يعرف كل ذلك ، ولانه لا يعترف بالحدود ويريد الاطمئنان على كل احبابه ،واحبابه منتشرون عل مدى وامتداد الامة ، فانه كان مصراً على التنقل بين كل البيوت.

كان الإسلام وطنه ،و لم تمضِ سنوات قليلة على انتهاء واجب الدفاع المقدس عن ايرانه التي عشق واحب حتى تحولت الهجرة الى سائر الامصار العربية والاسلامية الى حضور.
كان يقول إن لم نصل الى القدس فسوف تصل تل ابيب إلينا.
و عندما وصل الى بغداد كان يفكر  بحزم حقائبه إستعداداً للسفر الى القدس.
ولما امتشق دمه نحو القدس خرجت تل ابيب من مخبئها في بغداد.
قال إنهم يبدلون علامات الطريق
لتكن بغداد محطةً و لتكن الوجهة القدس .
في الطريق الى بيروت  ودمشق و بغداد و القدس سقط حاج قاسم 
سقطوا في دمه
سقطوا في دمه
سقطوا في دمه
اربعون عاماً وحاج قاسم  يطرق باب القلب
رفقاً بقلوبنا يا حاج قاسم 
لماذا هذا الإصرار على إحتلالها
مكتوب على هذه القلوب ان يحتلها الشهداء
و مكتوب على تلك الأرض ان يدنسها الدخلاء
أسيرة تلك الأرض
مكسورة هذه القلوب ، كسرتها يا حاج قاسم  ….كسروها  سيد عباس ،حاج عماد ،شيخ راغب ،بدر الدين، همداني ، شاطري ،  فتحي الشقاقي، ابو جهاد خليل الوزير ،يحيى عياش ،محمد صالح الحسيني ، ابو حسن سبيتي، الصماد… 
العباس ، القاسم ، زينب ،سكينة ..شظايا
شظايا قلوبنا و ما تبقى طحنوه في كربلاء والنجف و غزة و الحديدة وصنعاء والمنامة …و الإخوة بعض اخوة الدم … هم الأعداء…
آه الأعداء الإخوة يا حاج قاسم 
انت إرتحلت دمك
طاوعك دمك
و نحن يحاصرنا دمنا
انت توضأت بدمك
و نحن نستقيل من دمنا
اربعون عاما وانت تطرق ابواب بغداد
و بغداد قلبها ينبض خارج صدرها
و مع ذلك فان حاج قاسم  يكسر باب الذاكرة
يترجل من صورته الملونة
يمسح آثار النعاس عن عينيه
يصلي ركعتين و يدعو لظهور المهدي و حفظ الإمام
و يجلس معنا لتناول الفطور
و منات الثالثة الأخرى
و الخامنئي يمعن في اقتداره وعزمه
يمعن في ريعانة مقاومته
يمعن في الألق الرساليّ
و دفٌ يوميٌ من الفرح ينهل كل لحظة
من مزار شريف الى الضاحية
ومن البصرة الى بنت جبيل
ومن هرمز الى باب المندب 
تلوح من خلاله قبة الأقصى
و نحن نجدد وضوءنا كل لحظة
إنهم يرونه بعيداً و نراه قريباً
و سلام عليك يا حاج قاسم انت ورفيقك ورفيقنا وحبيبنا العزيز ابو مهدي المهندس
سلام عليك 
  يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تولد حياً

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى