رأي

العلامة الخطيب يأسف لعدم الاتعاظ من ذكرى 13 نيسان:لا خلاص إلا بدولة المواطنة

 

الحوار نيوز – خاص

 

 أعرب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب “لعدم اتعاظ القوى السياسية اللبنانية من ذكر 13 نيسان، وأخذ العبر والدروس منها لتجاوز الماضي وأخطائه”.واكد “ان لا خلاص للبنان إلا بالخروج من صيغة دول الطوائف إلى دولة المواطنة”.

 

 وفي تصريح له اليوم في الذكرى السنوية لأحداث 13 نيسان عام 1975 قال العلامة الخطيب: نستحضر في ذكرى الحرب الفتنة مشاهد الدمار والتشريد والقتل التي عاشها لبنان والتي كان للكيان الصهيوني وعملائه اليد الطولى فيها، فيما اُلبست زوراً ثوب الدين وهو براء منها ، ونتذكر هنا مواقف الامام السيد موسى الصدر الرافض لها، وقد اعتصم في مسجد الصفا في العاملية ،داعيا اللبنانيين الى التنبه من أهدافها الخطيرة لمصلحة الكيان الصهيوني بانهاء القضية الفلسطينية وتوطين اللاجئين الفلسطينين وتقسيم المنطقة العربية، ابتداء من تقسيم لبنان ، وبذل جهودا سياسية مضنية مع القوى الداخلية والخارجية لوقف الحرب ،غير انه لم يلق سوى اذان صماء، وكانت النتيجة الخراب والدمار الذي لم يقتصر على مؤسسات الدولة والبنية التحتية ،وانما طال كل شيء ولم يقتصر على الحجر وحصلت الفظائع من القتل على الهوية والجرائم التي يندى لها جبين الانسانية في التعدي على الاعراض والاموال والانفس مخلفا مزيدا من الأرامل والايتام .

 وأسف الخطيب “لعدم اتعاظ القوى السياسية اللبنانية من هذه الذكرى وأخذ العبر والدروس منها لتجاوز الماضي وأخطائه، ولكنهم بدلا عن ذلك يعيدون التجربة بأسلوب  آخر لا يقل فظاعة بنتائجها عن الحرب الاهلية، لأن الذهنية التي ادت الى الحرب الاهلية مازالت هي المسيطرة للأسف على عقول السياسيين، وستبقى هذه الازمات والحروب تتكرر طالما بقيت هذه الذهنية تتحكم  بالرؤوس، الا وهي الطائفية السياسية التي حالت دون بناء وطن ينتمي اليه اللبنانيون وبنت بدلا عنه اوطانا متعددة بعدد طوائف لبنان”.

واردف قائلا:ايها اللبنانيون، ان خلاص لبنان لن يكون الا بالتخلي عن هذه الذهنية الطائفية التي انتجت هذه الصيغة الطائفية للحكم والذهاب نحو إقامة دولة المواطنة التي يتساوى فيها اللبنانيون في الحقوق والواجبات، وهي التي تحمي الطوائف والتنوع والتعددية، فنخرج للمرة الاخيرة من دول زعامات الطوائف التي لم تبن وطنا ولم تحفظ طوائف وانتجت مآسي وطنية وهيأت الارضية المناسبة للتدخلات الخارجية لصالح مشاريع ومخططات اجنبية على حساب مصالح لبنان وشعبه من كل الطوائف وعلى حساب دول المنطقة العربية وشعوبها.

واكد الشيخ الخطيب ان الخروج من صيغة دول الطوائف إلى دولة المواطنة هي التي تصنع الانتماء الوطني وتؤدي الى الاندماج بين المكونات اللبنانية وتبني الثقة بين ابناء الطوائف وتصنع من لبنان رسالة الاسلام والمسيحية والمسلمين والمسيحيين للعالم بأن الدين دعوة سلام حضارية قائمة من وجهة النظر الاسلامية على ان اكرمكم عند الله اتقاكم ،وعلى قاعدة التعارف لا التنافر  (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم)، وليست دعوة عنصرية تؤدي الى التنافر والتنازع بين الجماعات المختلفة عرقيا او دينيا او مذهبيا التي تغذيها الصهيونية العالمية ويقوم عليها الكيان الاسرائيلي الغاصب ويدعمها الغرب الاكثر عنصرية ،ويدعي نفاقا  الديمقراطية وحقوق الإنسان. ان دولة المواطنة هي الضمانة التي تحفظ امن واستقرار لبنان وتحقق تطلعات جميع اللبنانيين المطالبين بالعمل على نبذ الخلافات والاقلاع عن السجالات وتجنيد أنفسهم لاجتثاث كل عناصر الفتن واسقاط المخططات والمؤامرات التي تهدد وحدة لبنان واستقراره وعيشه المشترك.

وشدد الشيخ الخطيب على ان الإسراع بإنجاز انتخابات رئاسة الجمهورية بروح توافقية وتشكيل حكومة طوارئ إنقاذية، هو المدخل الصحيح للخروج من المستنقع الاقتصادي والسياسي الذي يتخبط فيه لبنان، ولا مناص من اجراء إصلاحات سياسية تبدأ باستكمال تطبيق بنود اتفاق الطائف وإلغاء الطائفية السياسية وإقرار قانون انتخابي خارج القيد طائفي .

وراى سماحته ان لبنان يحتاج الى مزيد من التضامن الوطني بين مكوناته في مواجهة التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية التي نستنكرها بشدة ،وكان اخرها العدوان في الجنوب الذي يؤكد ان لبنان ما يزال في دائرة الاستهداف الصهيوني ،ما يحتم ان يتمسك اللبنانيون اكثر بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي حمت شعب لبنان وحررت ارضه وحفظت حدوده وستخرج  ثرواته ان  شاء الله.

واستنكر الاعتداءات الصهيونية على المعتكفين في المسجد الأقصى وتدنيسهم لحرمته مشيدا باصرار الشعب الفلسطيني على التمسك بخيار المقاومة التي هي السبيل الوحيد لانتزاع حريته وكرامته وتحرير الأرض والمقدسات.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى