سياسةمحليات لبنانية

رحيل ميشال المر:سبعون عاما سياسة..صانع الرؤساء ومهندس التناقضات وجامع الأضداد

 

الحوار نيوز – خاص
تصعب الإحاطة الكاملة بحياة ميشال المر ،النائب والوزير ونائب رئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس مجلس النواب،الذي رحل اليوم عن تسعين عاما ،بعد إصابته بوباء كورونا .فحياته السياسية على مدى سبعين عاما شهدت تقلبات كثيرة استطاع خلالها أن يجمع التناقضات ويدمج الأضداد في مهارة قلّ نظيرها، وعُرف عن الرجل دهاؤه وتمرسه في السياسة لنحو أربعين عاما. 
ولد ميشال المّر في بتغرين في 29 أيلول عام 1931.والده الياس المّر متعهّد للأشغال العامة، ووالدته روز صليبا..درس في مدرسة الأباء اليسوعيين، حتى نهاية دراسته الثانوية، ومنها انتقل الى جامعة القديس يوسف حيث تخرج في العام 1955 وهو يحمل شهادة الهندسة المدنية.

سافر ميشال إلى سييراليون في أفريقيا حيث بدأ العمل في شركة للطرق، وواظب على هذا المنوال 3 أعوام متواصلة حتى جنى ثروة، فأسس شركة والتزم أشغالا في افريقيا، وانتشرت مشاريعه في ليبيا، الجزائر، نيجيريا، ساحل العاج، الغابون، زائير، وبعض الدول العربية.

 استهوته السياسة باكرا وهو في سن العشرين ،لكنه لم يدخل المجلس النيابي الا في العام 1968 ،متحالفا مع حزب الكتائب،بعدما خسر مرتين عامي 1960 و1964 متحالفا مع الحزب السوري القومي،ثمّ عيّن وزيرا  للبريد والبرق والهاتف في حكومة الرئيس الراحل رشيد كرامي عام 1969 ،ووزيرا  للبريد والاسكان عام 1977 في حكومة الرئيس سليم الحص ،ووزيرا  للبريد في حكومة الرئيس الراحل شفيق الوزان عام 1980 .واللافت أن المّر بقي خارج الجنة الحكومية في عهد الرئيس سليمان فرنجية بسبب تصويته للمرشح المنافس الياس سركيس وفي عهد الرئيس أمين الجميل.
وإذا كان المّر ابتعد عن المناصب الوزارية معظم سنوات الثمانينيات فهو لعب في تلك الفترة دورا سياسيا بارزا، حيث هندس الكثير من اللقاءات ومشاريع الاتفاقات والتحالفات، أهمها لقاء أهدن الشهير عام 1985 بين الرئيس فرنجية والقوات اللبنانية. وكان مؤيدا للاتفاق الثلاثي كمدخل لأنهاء الحرب اللبنانية.
وقف المر في وجه الميليشيات، فجرت محاولة اغتياله عام 1991 في أنطلياس ففقد نصف سمعه.

  لعب ميشال المر دوراً أساسياً في إيصال عدد من الرؤساء إلى السلطة حتى لقب ب"صانع الرؤساء" ، أبرزهم صديقه الرئيس إلياس سركيس، كما الرئيس أمين الجميل، الذي يقال إن المر لعب دوراً بارزاً في إقناع عدد من النواب بحضور جلسة انتخابه، وأيضا الرئيس إميل لحود. وهو كان لاعباً بارزاً في عهود بعضهم. أما مع الرئيس الحالي ميشال عون، فقد تقلبت الأمور من الصداقة إلى الخصومة، فالتحالف، ثم الخصومة مجدداً.
في عام 1992، لم يكن المر جزءاً من المقاطعة المسيحية للانتخابات، بل انخرط في المشهد السياسي الذي استجد في ظل وجود الجيش السوري النظامي في لبنان، وكان يترأس كتله نيابية مكوّنة من عشرة نواب. وفي دورة عام 2005، كان عضواً في «تكتل التغيير والإصلاح» الذي يرأسه حليفه بالانتخابات النائب ميشال عون، قبل أن يترك التكتل ويعلن أنه عضو مستقل. كما انتخب في أكتوبر (تشرين الأول) 2004 نائباً لرئيس مجلس النواب، وبقي حتى يونيو (حزيران) 2005، حين انتهت ولاية مجلس النواب آنذاك. وحين انقطع المر عن المناصب الوزارية، كان نجله إلياس المر وزيراً، حين عُيّن وزيراً للداخلية بين العامين 2001 و2004،ثم وزيراً للدفاع في أربع حكومات متعاقبة، بين عامي 2005 و2011.
تزوج ميشال المر عام 1957  من سيلفي أبوجودة وأنجبا:الياس،ميرنا ولانا.شقيقته المؤرخة مي المر.
بالتأكيد سوف تفقد الساحة السياسية في لبنان ميشال المر ،كواحد من كبار مهندسي السياسة اللبنانية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى