سياسةمحليات لبنانية

خطبة التحرير

 

ايها الناس،
في البلاد وشوشة عن مجاعة قريبة، همس عن احتمالات هرب قادة ومسؤولين. يقولون ان المأزق المالي قد تعمّق و أن البخار خطف اموال المودعين، يقولون ان الآتي أعظم وما حصل قد فات…
أهربوا ان كنتم قادرين على الهجرة، احزموا حقائبكم ان حسّن من احوالكم السفر، لا تبقوا هنا،ارحلوا قبل هطول المطر.
احملوا حقائبكم على اكتافكم واحضنوا اطفالكم، سيروا في بلاد الله الواسعة  ،ولا تلتفتوا خلفكم كي لا تروا احبابكم عواميدا من ملح. الافضل ان تحرقوا دياركم قبل الرحيل كواجب اخير في سبيل تطهير وتعقيم الأرض.
بعد عشرين عاما من التحرير ما زلنا مقهورين، استبدلنا الاحتلال الاسرائيلي بإمارة مالية-اقتصادية-سياسية- تحكمها عصابات مدربة مع كلاب ومن دون كلاب بوليسية او حراس دين..
ما زالت اقسام الطوارىء في المستشفيات تشترط المال لاسعافنا. ما زالت المدارس المعتبرة الخاصة تبتزنا. ما زلنا نبحث لأبنائنا عن جامعة تنهبنا بحدّ ادنى من الخسائر.
ما زلنا نعاني من انقطاع الكهرباء ومن الماء. ما زلنا نُضرب في ساحات الاحتجاج ضد الجلاد. ما زال اللص في بيتنا يُسمعنا احلا الكلام ويطعننا في اليقظة وفي المنام.
كل حزب حاكم  او كل امر واقع يهتم بأنصاره ، يدلعهم ويغنجهم قبل حفلة الموت.
افلست الدولة وانهارت اعمدة البلاد وكل واحد منهم مشى في طريقه ليأتينا باحثا عن وطن .
كلما سألنا عن السبب قالوا طائفية و اقتصاد حرّ.
هل راى احدكم الوطن?
عشرون عاما من التحرير وما زلنا نعيد الأسئلة نفسها ويكررون علينا الاسماء ذاتها لتحكمنا، فمن حوّل النواب لقارئي عزاء ،ومن جعلهم نواطير كنائس، ومن جعل من الوزراء مديري اعمال شركات ؟
كان الاسرائيلي عدوّا سهلا لبنادقنا لأنه لم يكن مقنّعا بأقنعة الاخوة والمحبة والمودة والخير والمسيحية والاسلام و بجمعية لاتبغي الربح وبمصرف يقطع النسب و الانفاس.
فمن اي زريبة سياسية جئتونا والى اي جزار تقودوننا كالأغنام؟
اليوم افلست الخزينة، غدا ستستقيلون من المهام  ،فما عاد هناك ما يًسرق.
ربّنا نشّف ينابيع نفطنا وغازنا قبل مائنا ، دعهم يسقطون كالذباب من فعل دعاوى الناس.
وفي الختام لن اطيل عليكم، كل رمضان وكل احتلال وكل تحرير وانتم بخير..
استغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم يا خير عباد الله …

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى