دولياتسياسة

هل يسقط القيصر …؟

 


أمل المصري صفي الدين – الحوارنيوز خاص
خمسون ولاية من اصل اثنتين وخمسين تعمّ مدنها الاضطرابات والتظاهرات ضد اسباب جمة  صارت  تطال النظام  الموسوم بالعنصرية  تجاه ملوّنيه  والنبذ لفقرائه ،   وتتفرق   بحيث بات لكل متظاهر اسبابه  والامه …
الباعث للدهشة  ان ما تطالب به حكومة  الولايات المنتفضة حكومات الاخرين  بشروط الرفق بالمتظاهرين  تخرقه هي بجلافة … فتتكرر مشاهد  صدم السيارات للمواطنين في الشوارع ، الى استخدام العنف المفرط  والتهديد باساليب  سيشيب  لها الغلمان من قمع  وكسر لهيبة الشوارع التي اطاحت بهيبة حكومة الولايات …
لم يعد مهماً  تشريح وعرض تاريخ الدولة  العريقة في التمييز العنصري منذ ان استجرّت العبيد  وسرقتهم من الشواطئ الافريقية ببواخر حملت  من صمد في رحلة الذل الطويلة  الى حقول القطن في ولايات البيض … سيرة غير مجيدة  تجاه  اصول والوان مواطنيها .فهي تحشرهم تارة في غيتوات  اوتطاردهم  لتلقي بهم خلف جدران العزل بين الحدود …
المشاهد الاتية من مدن الخمسين ولاية  لا تشي بان الامور آخذة للتهدئة ، اذ تسعّرها  تصريحات القيصر  الذي يعادي كل العالم ويحاصره  ويجوّعه  ويهدده بالحروب ، والان يضم  مواطنيه لهذا الكم الكوني  المعادي له !  فالقيصر  الذي يأمر بحرق كل مدن روما ، يزيّن له عقله الفوقي  بانه قادر على طرد اكثر من نصف الشعب  وإعادته  الى حيث ينتمي عرقاً ولونا لتسطع الولايات بالبياض ،وهذا ما يستجيب له  امثاله  المشبعون بالعنصرية ، فنزلوا  الى الشوارع للصدام مع الملونين والفقراء والرافضين  للنمط الذي تحكم به الدولة …  لقد بلغ الصلف حدّه وبات صعباً التراجع عنه، اذ وضح تماماً ان الحروب مع طواحين الهواء  الصينية والصحية  لم تجد نفعاً ،وعليه يبني القيصر الان الامال بحكم الرعاع حين يضمن ولاء  المشابهين له ولنمط الرؤية المجيدة لديه حول شكل الدولة الحاكمة   فتحقق له صناديق الاقتراع تلك الامال المتجددة في الحكم …
لم يعد مهماً فوزه أو خسارته، فمن خرج الى الشارع بات يطلب اكثر من راس القيصر … بات يطلب دولة ديموقراطية انسانية حقة … اليس هذا حلم مارتن لوثر كينغ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى