رأي

قراءة في حادثة خطف باسكال سليمان:سقوط القوات اللبنانية(أحمد عياش)

 

د. أحمد عياش – الحوارنيوز

 

أسوأ ما في شخصية الاحزاب الحاكمة حاليا والمشاركة في السلطة سابقا انها تتشابه بطائفيتها وبأحقادها الدفينة، وانّها إن سعت فهي تسعى لطرد الآخر لتثبيت منظومتها لتقوم بالوظيفة نفسها: حفر قبر لوطن لم يولد بعد.

كراهية بالمجان..

تعثّر حزب القوات اللبنانية البارحة في أوّل اختبار له في التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وسقط في طرحه لنفسه كمعارضة بديلة عن منظومة مسؤولة عن فساد وعن إفلاس وعن جرائم قتل.

العقل الميلشياوي اعتق من عملية التجميل.

توجيه الاتهامات في الشارع ضد طائفة وعبر ادوات التواصل ضد عائلة محددة ككل، والدعوة لاقفال طرق امر مستهجن ولا يليق بشعارات حزب القوات اللبنانية ما بعد خروج قائدها من السجن الذي يكاد ينجح في اسلوبه الخطابي في التواصل  مع الآخرين.

ما كانوا يشتكون منه نفّذوه عند أول وهم.إقفال الطرقات ضد من؟

المسيحيون يعبرون الطرق المقفلة اكثر من الآخرين.

على رئيس حزب القوات ان يحسم أمره اي وجه للقوات يريد؟

ايناسبه وجه وشخصية الهادىء وشبه الراهب كملحم رياشي، او الوجه العسكري-النزقي-الحاد كما يصرّ شارل جبور ان يقدّم نفسه؟

الأفضل خطاب السيد ملحم رياشي، وخطاب الوزيرين السابقين للصحة وللعدل غسان حاصباني  وابراهيم النجّار.

السلوك الميليشياوي لحزب القوات البارحة يثبت ان عقل اليمين مهما تمرّس اجتماعيا يعود لطائفيته ولعدائيته الكامنة ضد الآخر.

لا يختلف المتعصّب من اهل الموارنة عن المتعصب من اهل الشيعة او المتعصّب من اهل الموحدين او المتعصب من اهل السنّة والجماعة، الا بمقدار حدة اضطراباته النفسية وتوقه للتدمير والخراب واقفال الطرقات.

تقول معلومات اليوم ان هدف خطف السيد باسكال سليمان يدخل في سياق عصابات لا علاقة لها بأمر اليوم لكل طائفة، او لأمر اليوم لأي حزب، او لأمر اليوم لأي عائلة.

وماذا يعني ان يكون المخطوف مسيحيا ؟

هل المسيحي من النبلاء وغيره من العبيد ليدبّ النواح والتهديد في كل مرة يتعرض فيها مسيحي لأذى؟

الحوادث تصيب الجميع، الا اذا ان كانت الجريمة حصرية بين المسلمين او بين المسيحيين، وممنوع كافيار طائفية بين مسلم ومسيحي.

لماذا لا يدب الصراخ عند خطف اي عصابة لمسلم، والحوادث المشابهة كثيرة، الا اذا كانت ظاهرة العصابات والقتل واللصوصية افكارا اسلامية؟

بلد تعيس يعاني من البلاء المرضي الطائفي .

كل من يريد جماهير مجانية وغوغائية، ما عليه غير تهديد طائفة أخرى.

لذلك نعود لنقول مهما ظن اي حزب أن جسمه وعقله طائفي في لبنان، ومهما كان خطابه وطنيا وأخلاقيا فهو مرفوض.

لا ثقة بطائفي بوجه حمل وبجسم ثور.

لا بد من إعادة المشروع الوطني اليساري الحارق الخارق للحدود الطائفية والقبائل الذي يصحح اتجاه النضال بين فاسد وضحية والراسمال الحرام ثالثهما.

لا فرق بين الشياح وعين الرمانة الا بعدد الشرفاء هنا وهناك.

المجد لخونة طوائفهم.

والله اعلم.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى