منوعات

رمضان وأمراض القلب:أسئلة وحلول ونصائح

مع حلول شهر رمضان المبارك تكثُر الأسئلة من بعض المرضى حول قدرتهم على الصيام وإمكانات ذلك ،وكيفية تعاطيهم مع هذه الأمراض وطريقة تناول ادويتهم مع الساعات الطويلة للصيام ،وهل سيؤثر الصيام على حالتهم الصحية والكثير من الأسئلة التي تدور حول هذا الموضوع.
وللإجابة على هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة المهمة المتعلقة بهذا الموضوع ،كان لا بد من محاولة الإجابة على كل هذه الإسئلة ،والتي سنحاول فيها ايضاً إعطاء كل ما توفّر من نصائح وتوصيات مُمكنة في هذا المجال.

1-مقدمة:
بين رمضان والصحة علاقة وثيقة، حيث يتساءل الكثيرون من المرضى في شهر رمضان عن حالتهم وهل يؤثر الصيام إيجابا أم سلبا على صحتهم. ولذلك نقول اولاً، انه من الناحية الطبية في الصيام صحة وقُوّة للجسم، حيث يقوم الجسم من الناحية الفسيولوجية بالتمرّن على زيادة قدرته على تحمّل ومقاومة الجوع والعطش، وحيث تحدث ايضاً تغيّرات هُرمونية وفسيولوجية في جميع الأعضاء تقريباً ،يتأقلم فيها الجسم مع نقص المواد الغذائية ونقص مصادر الطاقة. كما يقوم الصيام بتنظيم مواعيد تناول الطعام ما يساعد على منح الراحة للجهاز الهضمي.
ورغم فوائد الصيام العديدة في رمضان بالنسبة للشخص المُعافى الذي يتمتع بصحة جيدة، إلا أنه قد يكون من غير المناسب لبعض الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض. فإذا علم الشخص أو شكّ بأن الصيام قد يفاقم من مرضه أو يؤخر شفاءه يجب عليه عدم الصيام. ولكن ذلك لا يجب ان يكون بمجرّد تكهُّن او إستنتاج سطحي من قِبل المريض نفسه، بل يجب ان يكون ذلك قطعاً نتيجة مشاورة طبيبه الخاص( طبيب القلب او طبيب الجهاز الهضمي اواي  طبيب إختصاصي في اية امراض مزمنة قد يعاني منها المريض). والذي يجب بدوره ألا يعطي جوابا فيه اي تساهل او إستخفاف لحالة المريض الصحية التي يجب ان يقيّمها على افضل وجه وبدّقة متناهية ( ميزان الضرر والإستفادة من الصيام) ،ويجب ان يكون قراره نابعا عن معرفة ومراعاة لمسؤولياته المهنية ولمعتقدات المريض الدينية والعقائدية، لأن ذلك القرار فيه مسؤولية كبيرة على الطبيب والمريض معاً ،ولا يجب ان نتهاون مع كل هذه الإعتبارات. وقد يكون للصيام تأثير إيجابي أو سلبي حسب حالة المريض، لذلك يجب أن يرجع إلى الطبيب المختص قبل أن يقرر الصيام .وسوف نستعرض في ما يلي بعض الأمثلة الشائعة حول صيام رمضان والصحة بشكل عام وامراض القلب والجهاز الهضمي بشكل خاص.

2- الفوائد العامة للصيام:
وهنا لا بد من الاشارة الى انه إضافة الى المعطيات العلمية الكثيرة التي تشير إلى اهمية الصيام في مراقبة والحد من إنتشار امراض القلب والشرايين والسكري ،بحيث ان الصيام يتصاحب مع إفراز موجات متعددة من هرمون النمو الذي يؤدي إلى تفعيل وتنشيط عمليات الأيض والى تخفيف مستوى الدهنيات وتخفيف الوزن بحيث ان تحسين وتسريع مستوى الأيض هذا ،اصبح يعتبر بحسب بعض الخبراء  من احدى العلاجات الممكنة  لهذين المرضين. كذلك وهناك معطيات اخرى اظهرت ان الصيام المتكرربمعدل مرتين في الاسبوع  قد يلعب دورا كبير في تخفيف عدد الإصابات بمرض باركينسون وبمرض الزهايمر( الخرف المبكر) .وهذا ما يشكل خرقا كبيرا على مستوى امراض الدماغ. كذلك هناك دراسات اثبتت ان للصيام دورا  كبيرا في تقوية مناعة الجسم والتخفيف من الإلتهابات بالجسم بشكل عام .ومن هنا قد يكون هناك تفسير منطقي وعلمي لدور الصيام في تخفيف اعراض بعض امراض جهاز المناعة كأمراض الروماتيزم وغيرها من الامراض التي يوجد فيها إلتهابات مزمنة.
اخيرا فقد اظهرت دراسات جديدة اخرى ان للصيام دورا كبيرا في التخفيف من تطور وتقدم بعض انواع الامراض السرطانية. ويشرج الاطباء ذلك عن طريق نظرية الإنتحار الخليوي. ذلك لأن الخلايا السرطانية تبحث عن التوسع والتكاثر وغزو كل ما حولها بكل الطرق الممكنة .واذا ما تعرضت لنقص في الاغذية ناتج عن صيام مطول فإنها تفرز بعض انواع البروتينات التي تحاول من خلالها تغيير المسار. ولكن هذه البروتينات تتسبب بإفراز مواد اخرى سامة تؤدي في النهاية إلى هلاك الخلايا  السرطانية  ذاتها ،وهذا ما اطلق عليه الاطباء نظرية الإنتحار،  بحيث ان الصيام المتكرر اصبح احدى الطرق التي يوصي بها الاطباء للتخلص من بعض انواع السرطان او على الاقل التخفيف من حدة تطورها وتقدمها. 
كذلك وفي هذا السياق لا بدّ من الإشارة إلى أن كل مريض له وضعه الخاص، ولا يمكن للطبيب أن يعطي رأيه في إمكانية الصيام أو الإفطار دون أن يدرس الملف الصحي الكامل لمريضه، وأن يطرح عليه بعض الأسئلة الدقيقة حول الأعراض التي يشكو منها ،وحول الأدوية التي يتناولها في اخر فترة علاجية عنده، وبعدها يعطي الطبيب القرار المناسب بالصيام أو عدمه حسب كل المعطيات المذكورة انفاً.
وهنا لا بدّ من الإشارة أيضاً وكما قلنا سابقا إلى أن على المريض أن يتوجه في سؤاله إلى الطبيب المعروف عنه جدارته وكفاءته وسمعته الطيبة وإحترام المبادئ الدينية والشرعية لهذا الشهر، لأن بعض الأطباء يتساهلون بهذا النوع من الأسئلة ولا يعطون السائل الجواب المناسب لحالته لعدم معرفتهم الدقيقة بالحكم الشرعي.
وها نشدد على اهمية هذا الشهر الفضيل في تغيير نمط حياتنا على عدة مستويات، من اهمها إيقاف التدخين وإنتظام النوم والإلتفات الى النظام الغذائي الصحي والسليم والإبتعاد عن كل العادات الصحية  السيئة  والسعي لتخفيف الوزن وغيرها من الاهداف السامية المطلوبة من الصيام.
مع تشديدنا  على اهمية ان يتطور هذا الإيقاف القصري لهذه العادات إلى الإقلاع الدائم عن التدخين والتغلب على عادات صحية غير سليمة للقلب والشرايين إذا ما التزم الصائم بعدم الإفراط بتناول الأكل الدسم والحلويات الرمضانية الغنية بالدهنيات والسكاكر بعد الإفطار، واذا ما استغل قسم كبير من الليل للصلاة والدعاء وقراءة القرأن بدل التسمر على شاشات التلفزة لمتابعة اخر المسلسلات الرمضانية حتى الصباح ،او اذا ما انطلق للسهر حتى الصباح في الخيم الرمضانية العامرة .  لذلك وكما ننصح المرضى بالابتعاد عن كل هذه العادات السيئة خارج أيام شهر رمضان، فإننا ننصحهم باستغلال هذا الشهر الفضيل لإعادة تنظيم نظامهم الغذائي بشكل سليم والإبتعاد عن تناول كل ما هو مضر بسلامة القلب والشرايين وعدم إنتظار الموائد الرمضانية الكريمة للإنطلاق في تناول كل الممنوعات دونما حسيب أو رقيب (لأطعمة والزيوت التي تحتوي على المواد الدهنية المشبعة والحلويات والسكاكر وغيرها…..).

3-الصيام ومرضى القلب:
يستفيد مرضى القلب من الصيام ،لأن امتناع الصائم عن الطعام ما يقارب 14 ساعة يوميا ،يعمل على خفض المجهود الذي يقوم به القلب في ضخ الدم إلى المعدة والجهاز الهضمي والامعاء، كما تقل نسبة الدهون في الدم فيتحسن عمل القلب. ولكن يجب الحرص على عدم تناول كميات كبيرة من الطعام عند الإفطار، حتى لا يتم إجهاد القلب بشكل مفاجئ ما يتسبب بظهور بعض الاعراص غير الطبيعية في حال كانت حالة المريض غير مستقرة او لا تتحمل ان يحمل القلب اعباء إضافية مفاجئة كما سنشرح لاحقا.
وبشكل عام فإن مرضى الشرايين التاجية للقلب ومرضى الصمامات وارتفاع ضغط الدم الذين لا يعانون من أية مضاعفات ،يمكنهم الصيام بعد استشارة الطبيب المختص ،وينصح أن تكون وجباتهم بعد الإفطار خفيفة وموزعة على أكثر من وجبتين متفرقة ،حتى لا تمتلئ المعدة ويجهد القلب بشكال مفاجئ ،ما قد يتسبب عند الإفطار بظهور بعض الاعراض المتنوعة الناتجة عن نقص التروية المفاجئ في عضلة القلب، او نتيجة التخمة التي قد ترهق القلب وتتعبه. كما يجب الابتعاد عن الأغذية المالحة والغنية بالدهون المشبعة والكوليسترول لأن ذلك ممنوع عليهم اصلا في الحالات العادية ،فكيف بهم إن ارهقوا قلبوبهم بهكذا انواع من الاغذية في بداية الليل مع الإفطار، وإن استمروا بذلك خلال كل فترة الليل. وهذا هو النوع من العادات السيئة التي يجب الإبتعاد  عنها في شهر رمضان وغيرها ،خاصة إذا ما كانت   مائدة شهر  رمضان الفضيل  ممتلئة وعامرة  بجميع ما لذ وطاب من انواع الأطعمة الدسمة والحلويات الرمضانية الغنية بكل انواع الدهنيات والزيوت والسكاكر،لأن بعض ربات المنازل لايكتفين كما هو مطلوب صحيا وطبيا وحتى دينيا وروحيا من شهر رمضان الذي يجب ان يكون شهر الشعور مع الفقراء والمحتاجين والآخرين بشكل عام، ويحضرون انواعا متعددة من الاكلات والوجبات والحلويات التي تفقد شهر رمضان من معانيه الاصلية التي وجد من اجلها، وهي التعود على الصبر والتحمل والتقشف وما شابه ذلك من معاني روحية سامية، وبحيث يتحول هذا الشهر الى شهر للمبارزة  والمنافسة على تحضير اطيب واشهى وادسم الاكلات والاطعمة والحلويات ،بدل ان يكون شهر العبادة والصلاة والدعاء والقرآن.
وبشكل مبسط يمكننا القول إن المرضى الذين يعانون من حالة صحية مستقرة لا يجب أن يمتنعوا عن الصيام، وأن بعض الحالات المرضية قد تتحسن في بعض الأحيان مثل حالات الإرتفاع المتوسطة في الضغط الشرياني، بعض أنواع مرض السكري، إرتفاع الدهنيات في الدم وبعض أنواع البدانة اغير الخطيرة التي يعالجها الطبيب عادة من خلال إعطاء بعض النصائح الطبية التي في رأس قائمتها الإقلاع عن بعض العادات الصحية السيئة وإتباع نظام غذائي متوازن وخال من الملح والدهنيات المشبعة .وهذا كله متوفر مع الصيام الصحيح الذي من الممكن أن يعود بفائدة كبيرة على المرضى الذين يعانون من الأمراض المذكورة أعلاه.
في السياق ذاته فإن كل المرضى الذين يعانون من الأمراض الأخرى للقلب، والذين لا يعانون من علامات خطورة مستجدة أو طارئة، والذين هم في حالة صحية مستقرة، لا مانع عليهم من الصيام وقد يتحسنون في بعض الحالات نتيجة الفوائد العامة الناتجة عن الصيام ،ونتيجة تخفيف الوزن والإقلاع عن كل العادات السيئة المضرة بالقلب.
أما في ما يتعلق بالمرضى الذي يعانون من أوضاع صحية غير مستقرة مثل حالات الإرتفاع الخطير في الضغط الشرياني، مشاكل خطيرة ومتكررة في ضربات القلب، نشاف مزمن في شرايين القلب، قصور مزمن في عضلة القلب مع حالات إحتقان رئوي متكررة وغيرها من الحالات المرضية الخاصة التي لا مجال لذكرها في هذه المقالة، فإن هؤلاء المرضى قد يحتاجون إلى تكرار إستعمال الأدوية على فترات متعددة خلال النهار لكي تستقر حالتهم وبالتالي، فإن الصيام عندهم غير ممكن في معظم الأحيان ،وفي كل الأحوال عليهم كما أشرنا سابقاً إستشارة الطبيب المعالج لأخذ الرأي والتأكيد من عدم اضرار الصيام في هذه الحالة.
أما المرضى الذي يدخلون إلى المستشفى في حالات طارئة من أجل نوبات قلبية حادة أو إحتقانات رئوية حادة أو مشاكل خطية في الضغط الشرياني وفي ضربات القلب، فإنهم مفطرون لا محالة بسبب الدواعي التشخيصية والعلاجية التي تستدعي في معظم الأحيان حقن الأدوية والأمصال في العروق، فأجرهم على الله و"عدّة من أيام أخر" بعون الله كافية في قضاء الواجب الكبير عندما تتحسن حالتهم فيما بعد.
اما المرضى المصابون بالأنواع الاخرى من امراض القلب المستقرة : تصلب الشرايين التاجية للقلب، مشاكل عضلة القلب مغ قصور القلب المستقر،  مشاكل في كهرباء القلب وغيرها من امراض القلب، فهم يستطيعون الصيام إذا كانت حالتهم مستقرة ،اي ان وضعهم مسيطر عليه  بتناول العلاج المناسب وحيث توجد أدوية يمكن تناولها مرة واحدة أو مرتين في اليوم، وهي كافية لمراقبة حالتهم والاعراض التي يعانون منها وليسوا بحاجة لتناول ادوية اخرى إضافية في خلال ساعات النهار لعلاج نوبات اخرى من الألم او بعض الاعراض الأخرى التي لم يكونوا يتوقعونها.

4- متى لا ينصح بصيام مرضى القلب؟
لا ينصح بالصيام بشكل عام عند كل المرضى الذين تكون حالتهم الصحية غير مستقرة ،اي ان وضعهم الصحي يتطلب تناول ادوية بشكل شبه دائم إما بواسطة المصل او بواسطة الفم بهدف مراقبة الأعراض المرضية والسيطرة عليها. هؤلاء المرضى هم بشكل مختصر كل المرضى التي تستدعي حالتهم ان يكونوا في المستشفى من اجل العلاج والمراقبة وهم:

أ-المصابون بالخناق   الصدري  غير المستقر او بذبحة صدرية حادة ما يستوجب في كلتا الحالتين ان يبقوا في قسم العناية الفائقة  لمدة تتراوح بين خمسة ايام الى اسبوع ،من اجل تلقي العلاج المناسب والحصول على إستقرار لحالتهم.

ب- مرضى الجلطة الرئوية الحديثة حيث أن الصيام عن شرب السوائل يؤدي إلى زيادة تركيز الدم ورفع نسبة اللزوجة فيه وهذا ما قد يفاقم من تدهور حالتهم.

ج-الأشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحية  في القلب والشرايين خلال الستة أسابيع الأولى بعد العمل الجراحي، حيث يكونون بعد في غالب الاحيان في حالة عدم استقرار ،وهم بالتالي بحاجة لتناول بعض المسكنات والادوية الاخرى من اجل استقرار حالتهم.

د- المرضى الذين يعانون من قصور القلب الحاد في حالة عدم الإستقرار. فهؤلاء المرضى يحتاجون إلى تناول المدرات البولية وشرب كمية محددة  من السوائل .لذلك يجب عليهم عدم الصيام. أما إذا استقرت حالتهم فيمكنهم الصيام بعد الرجوع إلى الطبيب المختص.

ه- المرضى الذين يعانون من إرتفاع الضغط الشرياني غير المراقب رغم تناولهم لعدة ادوية ،ولكنهم من الممكن ان يعودوا للصيام بعد ان تستقر حالتهم.

ز- المرضى الذين يعانون من مشاكل خطيرة في كهرباء القلب بحيث يتطلب ذلك تناول ادوية قوية لمراقبة حالتهم في اوقات محددة خلال ساعات النهار، ولذلك لا يمكن لهم ان يصوموا في اغلب الاوقات إلا في حال استقرت حالتهم.

5- نصائح من أجل تناول الأدوية :
إن معظم الأدوية المخصصة لعلاج أمراض القلب والشرايين تأخذ على شكل جرعة واحدة يومياً ،بعد أن تنافست شركات الأدوية العالمية على تطوير أنواع متعددة من الأدوية ذات الفعالية العالية ،والتي تغطي فوائدها وفعاليتها يوما كاملا في معظم الأحوال. لذلك من الممكن على الصائم والمصاب بأمراض القلب والشرايين أن ينظم طريقة علاجه وأن يلائمها مع شهر رمضان الكريم ،وأن يتناول الأدوية التي يتناولها عادة في الصباح عند السحور ،والأدوية المسائية عند الإفطار. أما بالنسبة للأدوية التي يأخدها على ثلاث دفعات في اليوم فمن الممكن أن يتناولها عند السحور وعند الفطور وقبل النوم ،بحيث يوجد فترة زمنية مقبولة بين الثلاث جرعات من الدواء .وهذا ما يؤدي إلى تغطية الفعالية بشكل قريب إلى التوزيع العادي خارج شهر رمضان.وعلينا أيضاً وكما في خارج أيام الصيام المبارك عدم نسيان الدواء والتعاطي معه بشكل جدي، وإتباع كل الإرشادات التي يعطيها الطبيب لإستعماله كما في الأيام العادية.

*إختصاصي امراض القلب والشرايين- رئيس جمعية عطاء بلا حدود ومنسق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود-
هاتف: 03832853

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى