إقتصاد

جولات وزير الإقتصاد في مكان.. والإقتصاد في مكان آخر!

 

سنا فنيش -الحوارنيوز خاص
حركات استعراضية تكاد تشبه الحملات الدعائية لبعض المحال التجارية، هي جولات وزير الإقتصاد والتجارة راوول نعمة.
والمضحك المبكي في الأمر أن الوزير يراقب اسعار بعض السلع المدعومة في الأسواق المحلية ،فيما وزارته أوقفت رخص التصدير لعدد كبير من التجار الذين لم يستفيدوا من دعم، فأضاف الوزير وإدارته ازمة على أزمة.
كيف يعقل أن نمنع تصدير بعض السلع المصنعة في لبنان إلى دول العالم، وهو امرٌ يدخل عملات صعبة الى لبنان ،فيما الكلام صار فضائحيا عن فساد واشكل مختلفة من التهريب.
أن وزير الإقتصاد يقيم في برج عاجي ومن لديه ثقافة الأبراج العاجية لا يمكنه فهم معنى الجوع الذي يضرب بطون الفقراء؟
زار نعمة المتاجر الفارهة لكي يقارن الأسعار ويقول إن الغلاء في الأسعار لم يتجاوز الخمسين بالمئة ،علما أن الأسعار تخطت الاربعمئة في المئة بغفلة منه ان لم نقل بعمد .   وفي ظل ارتفاع الاسعار لم يقدم الوزير بوضع خطة انقاذية سوى الاكتفاء بخطة دعم بعض المواد والسلع.الغذائية هذه الخطة غير الممنهجة والتي من شأنها استنزاف ما تبقى من الخزينة المالية المنهارة اساسا، ولو اردنا الغوص في خبايا السلة المدعومة لوجدنا ان هدر المال العام مستمر والمستفيد الاوحد منه بعض التجار والماركات المحددة التي لا نعلم من اين هبطت بمظلة دعمها، فمن حقنا كمواطنين ان نعرف سبب دعم منتجات دون سواها وماهي المعايير التي تم اختيارها تحت غطاء الدعم؟ فهل سيطلعنا وزير الاقتصاد نعمة الذي قطع النعمة عن المواطن عن القرار الذي يعمل عليه بخصوص أستيراد الدواجن؟ ولماذا ترتفع أسعارها قبل توقيع عقود الأستيراد؟
ومع غياب التآم مجلس الوزراء في احلك الظروف التي تمر بها البلاد وكأن الحكومة استسلمت للموت السريري متجاهلة كل الواجبات الوطنية الموكلة بها تجاه الوطن والمواطن، لابد لنا ان نسأل وزير الاقتصاد ما هي خطته المستقبلية في ظل كل التهديدات المالية التي يحذر منها المصرف المركزي في حال البقاء على حكومة تصريف الاعمال لاسيما وجود عراقيل كثيرة في تشكيل الحكومة الجديدة
فهل سيسلم الوزير البلاد للمجهول مع نهاية العام دون وضع خطة انقاذية للوضع المتردي الذي وصلنا إليه؟
  وفي حالة الضياع هذه يتحفنا بين الحين والاخر  الوزير نعمة في حكومة تصريف الأعمال التي أثبتت فشلها واضطرت للإستقالة، بجولات مراقبة الأسعار في الاسواق التجارية ومراقبة المواد المدعومة والتي تكاد تشبه المواد السحرية الخفية عن أعين غالبية المجتمع اللبناني

أصبحنا نعيش حالة الهلع والخوف من الجوع والفقر ، وباتت قوارب الموت تجتث آمال شبابنا الهارب والذي آثر خطر الموت على البقاء في وطن يعم بالفساد
فأين هي خبرته التكنوقراطية التي جاء بها لأخراج الوطن من براثن الجوع والهلاك؟
ومن عجائب القدر ان نجد الوزير نعمة يعارض نفسه بين الدعم وعدم موافقته للدعم ،فهل علينا نحن ان نضع الحلول ام انها من ضمن واجباته ؟
هو يطالعنا بتغريدات تكاد تشبه مهزلة الحكم والإدارة اذ أنه يعلن رفضه لدعم المواد التي لا تزال مرتفعة رغم دعمها،فما هي الآلية التي تم الاتفاق عليها اساسا في عملية الدعم واين هي حقوق الوزارة الناظمة لهذه العملية؟
ان تغريداته واستنكاره لما يحصل لا تفي بالغرض، إذا ان من واجبه العمل في مكان العمل الا وهو مجلس الوزراء المتناحر في ما بينه، والمتضارب الصلاحيات بين الوزارات المعنية من زراعة وصناعة واقتصاد.       
فهل ينام مرتاحا دون كوابيس صرخات الأستغاثة التي أطلقتها أم مفجوعة بغرق طفلها الهارب نحو بر يشعر فيه بالأمان، وتسكن أمعاءه من أنين الجوع الذي اورثتموه في وطن لا قيمة فيه للمواطن الفقير. 
اذهب يا وزير أقتصاد لبنان وتجول بين الأسواق الشعبية والحارات الفقيرة واستمع إلى أنين الجوع، أم أن مستشارك أيضا نصحك بعدم النزول من برجك العاجي؟ ولتتوقف عن التغريد، فالربيع لم يأت بعد ولا زقزقة للطيور في ظل العواصف التي تضرب الوطن من كل حدب وصوب.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى