إعلامسياسةصحف

هيكل في مئويته… الغائب الحاضر

 

الحوار نيوز – صحافة

 

 

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار اليوم:

رفيقة درب هيكل متوسطة أحمد رجب وعبد الله أبو ضيف

القاهرة | غياب أكّد الحضور. عبارة تلخّص التأثير الذي ما زال يتمتع به محمد حسنين هيكل (1923 ــ 2016). أبرز صحافي عربي في القرن العشرين ما زال قادراً على جذب الانتباه، وهو ما تأكد حين قررت أسرته ومحبوه وتلاميذه الاحتفال بمرور مئة عام على مولده وقرابة ثمان سنوات على رحيله.

بنظرة عن بُعد إلى الاحتفال بمئوية هيكل، أبرز ما يمكن الوقوف عنده هو التجمّع النادر للنخبة المصرية، سياسية وثقافية وصحافية وإعلامية. تجمّع بات يصعب تكراره في السنوات العشر الأخيرة بعدما فقدت غالبية مؤسسات المجتمع المصري قدرتها على الحركة بما في ذلك الرسمية منها، وباتت الجهات المستحدثة والتابعة لرئاسة الجمهورية مباشرةً هي التي يحقّ لها الظهور الإعلامي واستقطاب الحضور تحت إشراف مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي. لمزيد من التوضيح، يمكن لفت الانتباه إلى أنّ الأخير غاب عن افتتاحات «معرض القاهرة الدولي للكتاب» لدورات متتالية. كذلك، امتنع عن تنظيم لقاءات مع الفنانين والنجوم رغم حرصه على مقابلتهم في بدايات عهده، وصولاً إلى الامتناع عن دعوة السياسيين بأطيافهم كافة، للقاءات الشعبية والرسمية طالما أنّ لهؤلاء آراء أخرى في سياساته المعلنة. كل ذلك جعل حدثاً مثل الاحتفال بمئوية «الأستاذ» محمد حسنين هيكل مناسبة لرؤية وجوه عديدة غابت عن الأضواء لسنوات. وحتى من يظهر منها، يكون بشكل منفرد بعيداً عن التجمّعات، ما يفسّر الترحيب الحار مساء السبت من الجميع بالجميع، كون اللقاءات النخبويّة والمجتمعية باتت شبه مرفوضة في مصر السيسي.

 

أمر آخر أكده الاحتفال بمئوية أبرز كاتب ومحلل سياسي مصري على الإطلاق، هو المكانة المتدنّية التي بلغتها مهنة الصحافة في مصر في حين أنّ هيكل أطلق مؤسسته للصحافة العربية عام 2007 لدعم الجيل الجديد من الصحافيين. دعم تواصل عاماً تلو آخر سواء من خلال جوائز مالية أو دورات تدريبية مجانية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فيما الصحافة التي تديرها «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» (تابعة للاستخبارات المصرية) تقدم أسوأ محتوى بحسب المراقبين. إذ أُجهز على الصحف القومية وعلى رأسها «الأهرام» التي انتمى إليها هيكل قرابة ربع قرن على أمل انهيارها من الداخل وبيع مبانيها ومطابعها بعد انصراف الجمهور عنها.
المئوية أكدت حضور هيكل وتأثيره وأبرزت بشكل غير مباشر الأزمة السياسية والصحافية التي تعيشها مصر في السنوات العشر الأخيرة. مع ذلك، لم تتأخر هدايت تيمور أرملة الأستاذ الراحل عن تأكيد التزام المؤسسة بدعم المهنة، مؤكدة أنّ هيكل – ليس لأنه زوجها- يستحق كل هذا الاحتفاء، وأنّ الاستعداد للاحتفال الذي أقيم في «متحف الحضارات المصرية»، انطلق قبل عام كامل حتى يخرج بالمستوى الذي يليق بمئوية الأستاذ. التعهد بدعم الصحافيين أشار إليه نقيب الصحافيين المصريين خالد البلشي في كلمته التي تناولت مواقف هيكل في دعم حرية الصحافة في أزمات عديدة مرت بها المهنة، خاتماً حديثه بإهداء أسرة الراحل الكبير أربع لوحات نادرة، بداية من الصفحة الأولى لـ «الأهرام» يوم مولده، والصفحة الأولى لـ «الأهرام» يوم توليه رئاسة التحرير، ولوحتين تضمّان وثائق انضمام هيكل رسمياً إلى نقابة الصحافيين.
شهد الاحتفال أيضاً عرض وثائقي (مدته 25 دقيقة) استعرض بإيجاز مسيرة هيكل منذ الولادة في عهد الملك فؤاد الأول حتى الوفاة في شباط (فبراير) 2016، لينتهي بتوزيع جوائز الدورة الجديدة للمؤسسة التي فاز بها أحمد رجب عن تحليله لجريمة مقتل الأنبا أبافينوس، وعبد الله أبو ضيف عن تحقيقاته في ملف الصحة والتغير البيئي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى