ثقافة

بارقة أمل وسط الظروف الصعبة: احتفاء بالثقافة والسلام (غادة حيدر)

 

كتبت غادة حيدر – الحوارنيوز

 

في ظل التحديات التي تواجه البلاد، يبقى الأمل هو الشعلة التي تنير طريق التغيير، إذ يُثبت التاريخ أن إرادة الشعوب قادرة على تجاوز الأزمات وصناعة مستقبل أفضل. فرغم الواقع المليء بالتحديات، تنبثق مبادرات فردية وجماعية تبعث الحياة في الأمل، وتُكرّس قيم المحبة والسلام.  

 

ومن هذا المنطلق، جاء الحفل السنوي الذي نظمه “المنتدى الاجتماعي للثقافة العربية” تحت عنوان “لقاء الشعوب دعوة من الله”، ليكون منصة لتعزيز الحوار الثقافي، وترسيخ قيم التسامح والتقارب بين الشعوب.

 أقيم الحفل في أوتيل ريجنسي بالاس، حيث قادت هذه المبادرة السيدة آسيا قاسم، المعروفة بإنسانيتها ورؤيتها الراقية التي تجاوزت الانقسامات، مقدّمة نموذجًا يُجسّد التطلعات بعيدًا عن تعقيدات السياسة.  

في كلمتها، عبّرت السيدة آسيا قاسم عن امتنانها لدعم عدد من الدول، من بينها روسيا ممثلةً بسفيرها في لبنان، إضافة إلى العراق وسوريا وسائر الأقطار العربية، مؤكدةً أهمية السلام والمحبة كقيم جوهرية تجمع البشرية. كما شهد الحفل كلمات مؤثرة لعدد من الشخصيات البارزة، منها السفير الروسي السيد ألكسندر روداكوف، وزير الزراعة السابق السيد عباس الحاج حسن، رئيس غرفة الصناعة والتجارة في طرابلس والشمال السيد توفيق دبوسي، والنائب السابق علي بزي، الذين شددوا على أهمية التعاون والتواصل بين الشعوب.  

وقد أضفى حضور الفنانة إلهام شاهين نكهة خاصة على الحدث، حيث عبّرت عن محبتها العميقة للبنان وشعبه الكريم، مؤكدةً دور الثقافة والفن في توحيد المجتمعات. كما كان للحفل بُعد فني وإبداعي مميز، حيث شارك الفنان التشكيلي المبدع السيد سعد يكن، الذي أضفى بلمساته الفنية رونقًا خاصًا، مجسدًا عبر أعماله روح الثقافة والتفاعل بين الشعوب. ولم يكن الحفل مجرد لقاء فكري، بل امتزج بالإبداع الفني حيث تفاعل الجمهور مع وصلات الدبكة اللبنانية، واستمتعوا بصوت الفنان نقولا الأسطا الذي أطرب الحضور بأدائه العذب، مضفيًا أجواء من البهجة والاحتفاء بالهوية الفنية الأصيلة.  

لقد شكّل هذا الحفل نموذجًا حيًا للأمل الذي يتجلى وسط الأزمات، مجسدًا روح التآخي والتعاون التي تعزز العلاقات بين الشعوب، وتؤكد أن الثقافة تبقى جسرًا للحوار والسلام مهما اشتدت التحديات.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى