دولياتسياسة

مشروع بوتين لطهران : تحرير آسيا واوروبا من عبادة أميركا(محمد صادق الحسيني)

 

محمد صادق الحسيني

انه الهجوم الاستراتيجي المضاد لقوى الشرق الصاعدة في حلقة جديدة له من عاصمة المقاومة.

روسيا وايران يمسكان بتلابيب الطاقة في العالم.

ولحظته الراهنة تشبه لحظة تغيير موازين القون في الحرب الكونية الثاتية.

قمة القيصر والامام سهامها لن تطيش وظنهما لن يخيب،فما هو عرض بوتين وما هو دور طهران ؟

 اليكم مشروع تحرير العالم من عبادة أميركا:

لطالما كانت ايران نقطة تقاطع الجغرافيا عبر التاريخ موقعا ودورا ومشروعاً.

في اوج الصراع بين القوى العالمية الشرقية والغربية التي توحدت مصالحها في اطار دول التحالف لكسر شوكة دول المحور بقيادة المانيا ،كان لابد من جغرافية ايران وموقعها لانجاز واحدة من اخطر وادق العمليات التي قصمت ظهر هتلر.

يومها كانت العمليات النازية دمرت الصناعات المدنية والعسكرية الروسية وطحنتها طحنا في كل من الدونباس الحالية ولينينغراد والاورال.

وكان من اللازم تعويضها حتى تستطيع المقاومة الى حين وصول الحلفاء الى ستالينينغراد ويتم فتحها وتحريرها.

يومها فعّلت اميركا مايسمى بقانون الإعارة والضمان الذي كان قد اقره الكونغرس الاميركي( في العام ١٩٤١) لاجل توريد كل ما يحتاجه الروس من قدرات مدنية وعسكرية ،وهو كم هائل – طبعا على ان يدفع السوفيات ثمنه فيما بعد وهم ظلوا يدفعون اقساطه  حتى العشرية الاولى من القرن الحالي بالمليارت.

 

لم يكن ممكنا تنفيذ هذا الاتفاق الاستراتيجي الا عبر الجغرافيا الايرانية، والتي سميت ارضها في حينها بطريق النصر…

 

الاسئلة  التي تخطر ببال المحللين الاستراتيجيين اليوم  ربما تكون كالتالي:

 

ماذا يحمل بوتين اليوم في جعبته للقمة الثلاثية في طهران ، وماذا يحمل للسيد الامام ، وماذا يريد القيصر والامام من اردوغان رغم معرفتهما به بانه عبد الناتو واليهود وهو الذي لا يؤتمن، في هذه اللحظة الكونية بالذات..!؟

طبعا وهما اللذان يعرفان ايضاً بان تركيا هي تركيا الموقع الجيوسياسي والدور ، ووو ، وليس اردوغان فقط..!

 

بالتحليل وليس بالمعلومات ولكن انطلاقا من بعض المعلومات المهمة وهي التالية:

 

١- ايران وروسيا كانا من انقذ اردوغان من انقلاب ٢٠١٦  الاميركي السعودي ، بعد ان ضاقت به الدنيا لتصبح بمساحة موبايل..!

٢- اردوغان اليوم رغم كونه عبداً لليهود والناتو لكنه يعاني من خطرين اساسين هما انهيار نظامه الاقتصادي وسقوطه المدوّي في انتخابات ٢٠٢٣.

٣- ولما كان اردوغان لا يثق باحد لا في الداخل ولا في الخارج من شركائه وحلفائه التقليديين ويعيش مسكونا بالمقصلة التي تنتظره مع اجتماع الخطرين اعلاه في العام المقبل.

٤- وعليه  قد يكون ملجأه الاخير والوحيد البلدان اللذان انقذاه من الانقلاب وهو العاشق للسلطة والحياة باي ثمن كان .

استنادا الى ما تقدم ولظروف الحرب العالمية التي تخوضها روسيا ضد الاطلسيين انطلاقا من اوكرانيا والحرب الدولية التي يخوضها محور المقاومة بقيادة طهران ضد اميركا واذنابها،قد يكون العرض الروسي- الايراني للعالم عبر ايران كالاتي :

١- انها اللحظة التاريخية المناسبة لاقامة سوق الطاقة البديل من شرق تركمنستان عبر  شبكة الانابيب المتنوعة وليس بالضروة الواحدة عبر ايران وتركيا وسورية ولبنان وفلسطين وصولا الى البرتغال.

٢- مقابل ذلك ضمان نجاح اردوغان في الانتخابات الرئاسية وانقاذه من المقصلة.

٣- قبل ذلك قيام -وليس تعهد- اردوغان بفعل الانسحاب الكامل من سورية ،وعلى راس ذلك ادلب.

٤- اطلاق تحالف مصالح رباعي بين روسيا وايران وسورية وتركيا ،على ان تنسلخ مع الوقت عسكريا من الناتو، وهي مطالب المعارضة التركية ، حتى لو بقيت عضوا سياسيا في الناتو كما فعلت فرنسا يوماً…

٥- ربط كل مشروع سوق الطاقة اعلاه بالموارد الروسية عالميا من اجل تامين مصادر طاقة رخيصة لاوروبا ، وهو صاحب العلاقة الجديدة المتنامية مع دول الجزيرة العربية ، وبذلك تحريرها من ربقة الهيمنة الاميركية التي لا تريدها الا تحت سيف ومقصلة الطاقة الاميركية، وروسيا قادرة في هذا كما فعلت الصين عسكريا مع اميركا باعتراف جنرالات أميركان.

ليس حلماً ما نقوله بل قراءة واقعية لحاجات عملية لدول تحمل افكارا عقلانية ممكنة ومتاحة لاسقاط اخر احلام الشيطان الاكبر في  ما لا يقل عن نصف الكرة الارضية جغرافيا..

بايدن سيخرج من قمة جده بخفي حنين مهما يضفي على صفقاته للاسلحة و سرقته لاموال العرب من اوصاف تمجيدية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى