انتخابات الغابون: أوليجي نغويما من انقلاب القصر إلى شرعية الصناديق

خاص الحوار نيوز – ليبرفيل- الغابون
في مشهد سياسي غير مسبوق، انتخب الغابونيون الجنرال بريـس أوليجي نغويما رئيسًا للبلاد بنسبة تجاوزت 90%، في أول انتخابات رئاسية تُجرى بعد سقوط سلالة آل بونغو التي حكمت البلاد بلا انقطاع لأكثر من خمسة عقود.

هذا الفوز لم يكن وليد صناديق الاقتراع فقط، بل سبقه انقلاب عسكري نفذه نغويما نفسه في أغسطس 2023 ضد الرئيس السابق علي بونغو، الذي كان يواجه اتهامات بتزوير الانتخابات وسوء إدارة شؤون الدولة.
نغويما، الذي كان مقربًا من علي بونغو، بل ويُعد أحد أبناء المؤسسة الحاكمة كونه “ربيبًا” للرئيس الراحل عمر بونغو، فاجأ الجميع حين قاد تحركًا عسكريًا أنهى حكم العائلة التي رسّخت نفوذها لعقود، ووعد منذ اليوم الأول بـ”تحرير الدولة من قبضة الفساد”، و”بناء غابون جديدة يسودها القانون والشفافية”.
وقد شهدت الانتخابات الأخيرة نسبة مشاركة غير مسبوقة، ما اعتبره مراقبون إشارة واضحة إلى تعطش الشعب للتغيير.
التحديات المقبلة
رغم شعبيته الواسعة، يواجه الرئيس المنتخب تحديات كبيرة، أبرزها:
- استعادة الاستقرار الاقتصادي بعد سنوات من الاعتماد على النفط وسوء توزيع الموارد.
- مكافحة الفساد المستشري داخل أجهزة الدولة.
- جذب الاستثمارات الأجنبية في ظل سعيه لفتح صفحة جديدة من الشفافية والانفتاح.
- تبني سياسة داخلية وخارجية متوازنة تخرج البلاد من عزلة الماضي، وتعيد رسم علاقاتها مع القوى الإقليمية والدولية.
فوز نغويما يمثل لحظة مفصلية في تاريخ الغابون: انتقال من “جمهورية العائلة” إلى جمهورية يسعى الجيش إلى أن يكون حاميًا لها لا وصيًا عليها.
لكن يبقى السؤال: هل تنجح صناديق الاقتراع في منح البلاد ما لم تنجح فيه سنوات الحكم العسكري والانقلابات؟