رأيسياسةمحليات لبنانية

المشهد الغامض تنقصه عملية اغتيال خبيثة(أحمد عياش)

بقلم د.أحمد عياش

بيروت، الليلة، تذكرني تماما بليالي حصار بيروت 1982،لا ماء، لا كهرباء، نفايات في الشوارع، طقس حارّ، الناس في حالة ذهول مما يحدث.
صحيح ،لا قصف طائرات ولا جنود احتلال، انما قصف المصارف اسوأ وجنود الدولة المالية العميقة اشرس.
واحتلال امارات المال الداعشية مقرفة اكثر.
حرب بلا رصاص، فالمجزرة المالية نهاياتها اصعب…
قبل الاجتياح حصلت اشتباكات عنيفة في صيدا ،وقبل الاجتياح كان التوتر على اشده بين الحركة الوطنية وحركة امل وقوات منظمة التحرير الفلسطينية التي لم تستطع ضبط تجاوزات بعض عناصرها ،كما لم تنجح قوات الجيش السوري وسياسييه في لبنان بإستمالة عطف اللبنانيين .
الناس مهيأة نفسيا لأي حلّ ينقذها ولو من الشيطان.
الشيعة فقط يؤمنون بعودة ظهور المهدي المنتظر (ع).
قراءة نبض الناس مشابهة، ما تريده وبإلحاح هو الانتهاء من كابوس الحصار والمجزرة المالية وبأي ثمن، لا يُطلب ولا يُنتظر من المفجوع والمذبوح معيشيا مواقف مشرّفة ضد الامبريالية ،كما يستحيل الاستماع لأي خطاب حماسي ضد اسرائيل والناس تنتظر دورها عند محطات الوقود ولا تعرف ماذا ستأكل اليوم وما مصيرها غداً.
انتصر الدولار وقل عدد الشرفاء.
الظروف ناضجة لعمل عسكري ضخم ،والغريب لماذا لم يحصل بعد ،فلن يجد العدو الاصيل الحقير شروطا اقتصادية واجتماعية وطبية ومالية ومعنوية وعربية ،افضل مما نحن فيه اليوم.
صار المقاومون للعدو الاصيل جزراً جائعة ومتفرقة.
صار العدو الاصيل يسرح بأمان في دبي والمنامة وفي الدوحة وفي الدار البيضاء اضافة لانقرة وللقاهرة ولعمان ولرام الله.
رام الله!
العدو الاصيل ينتظر ان نسقط لوحدنا او ان نُسقط بعضنا البعض في الشارع.
او ان الصواريخ الدقيقة هنا تصيب الاهداف في داخله بمقتل.؟
انه ادق بمكره من صواريخنا الدقيقة.
لا ثقة بالعدو الاصيل ، اذن، كيف نفسّر عدم انقضاضه على لبنان الساقط اجتماعيا وماليا واقتصاديا وعربيا وعالميا وحتى من قسم كبير من اللبنانيين؟
إن لم يجتاح العدو الاصيل الارض فلخبث فيه.
ان اية محاولة اغتيال جديدة ومؤلمة لأي رمز من رموز الاشتعال الوطني-الطائفي السريع ستخل بالتوازنات كلها، لأن لدى الناس قهر وعدوانية مختزنة تنتظر اي انفجار لتستبيح الشوارع.
اقسى ضربة موجعة هي ضرب العلاقة الهشة والساخنة والخطرة جدا والمليئة بالألغام بين اهل السنة واهل الشيعة لاسباب كثيرة، وآخرها الاحتقان الطائفي الدموي في سوريا وقرار المحكمة الدولية والثقة المعدومة .
ماذا لو تمت محاولة اغتيال الرئيس سعد الحريري الذي بدا للجميع انه محارب من الخليج وغير مرضي عنه من الولايات المتحدة الاميركية ومرفوض سورياً وغير مرحب به من حزب الله الحذر .
تتعاطف الناس مع المخدوع فكيف اذا كان المخدوع ابن شخصية عالمية تم اغتياله في لحظة تاريخية.
الانتباه من حادثة اغتيال كبرى كاغتيال الرئيس سعد الحريري واجبة، لان ارتداداتها ستكون جدا مأساوية وستؤسس لخطوط تماس خيالية بين السنة والشيعة في شروط عامة سيئة للغاية حيث لا قيمة لصواريخ دقيقة ابدا…
صمت العدو الاصيل ليس حماقة عسكرية انما ذكاء امني مخابراتي خبيث.
لا ينقص المشهد المأساوي حالياً غير حادثة اغتيال مؤلمة للغاية تؤدي هدفها ضد من يستمر في التفكير في تحرير فلسطين…
العدو الاصيل يريد قتلنا برصاصنا نحن لا برصاصه هو.
احموا الرئيس سعد الحريري فخصومه كُثر.!
الخناق يشتد والمستهدف معروف ونقمة الناس الخائفة والساكنة تحت خط الفقر تزداد وحدّة الانتقام ترتفع و المستهدف من المؤامرة يزداد انعزالا لعجزه عن ادارة الصراع المعيشي.
عناصر المستهدف ما زالت تصب غضبها على اليساريين وعلى المستقلين من اصحاب الرأي الحر ويرفضون سماع اي ملاحظة نقدّ.
نقول كلامنا هذا ونستغفر الله لنا ولكم عسانا نكون مخطئين رحمة بالناس ،بعباد الله المؤمنين.
كل هذا نتيجة محاربة الوكيل بدل الاصيل.
فاتت فرصة قتال الاصيل.
صارت المعركة مع رغيف الخبز والماء والضوء والوقود وحبة الدواء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى