سياسةمحليات لبنانية

ردّ غير لطيف على يساري مرتد!!

د.أحمد عياش
احسنت نقدا وتجريحا بنفسك قبل طعن رفاقك. لا يختلف معك اثنان ان اسوأ الناس هم اليساريون المرتدون، ولا يختلف معك احد ان من قاد اليسار قد فشل في حمايته وفي ايصاله الى برّ النجاح ،وكأن من ركب سفينة اليسار كانت مهمته الاولى اغراق السفينة ،الا انك كنت احد القراصنة وعندما غرقت كنت اول من قفز حاملا الذهب وركب اول قارب مزيف في بحر غاضب.
لا ازمة ابداً ان تعيد قراءة افكارك وان تعيد حساباتك وان تستنتج انك كنت يساريا مغامرا حلمت يوما بتعليم وبطبابة مجانيين، وانك حلمت بشاطىء تملكه كل الناس لا اصحاب المال الحرام ،وانك حلمت ان تكون الناس كل الناس سواسية امام القانون وامام الوظيفة وامام الفرص المتاحة للتقدم وللتطور بعيدا عن معنى اسماء الناس ولون بشرتها وبعيدا عن انتماءاتها الطائفية والدينية والقومية وبعيدا عن لون العيون والبشرة.
انت محق، كان كابوسا ان تؤمم الدولة ثرواتها الطبيعية وان تجعل من القطاعات الحيوية ملكية عامة لمنع استغلال الفرد للمجموعة ولمنع قيام ديمقراطية مزيفة تعطيك من طرف اللسان حلاوة وتروغ منك كما يروغ الثعلب .
جميل جدا ان يعيد المرء حساباته وان يستنتج انه كان ضالا او مخدوعا فينتفض على ماضيه ليجدده نحو الافضل في اعتناق افكار او ايديولوجيات اهم واكثر شمولية ورقيا وتحضراً وإنسانية، اما ان يستبدل المرء مفكرين عظماء عالميين بشخصيات محلية تافهة، تأكل وتسرق وتكذب و لا تفكر فهذا نفاق وانتهازية.
ان تتخلى عن اعتقادات اممية يزرع فيها الاوكراني القمح ليأكل الخبز العامل في الاسكا ،وان يبني العامل في الاسكا مصنعا ليخدم ابن جورجيا بحيث يعيش ابن موسكو وابن وارسو وابن صوفيا جميعا بخير لا يسرق احد منهم رغيف خبز الآخر، ليس الامر بتجربة مضحكة ولا الفكرة كانت فكاهية ولا المحاولة كانت مسخرة.
اما ان تعجب بافكارا طائفية و دينية تفرق الناس ولا تجمعها ولا فكرة خلاقة عندها غير سرقة افكار وتجارب الشعوب والتاريخ ونسبها لنفسها كإنه ابداع فتلك هي الفضيحة.
يتطور المواطن نحو الامام ولا يتطور نحو الخلف.
بكل الاحوال نحن يا صديقي نعيش في زمن ولّت فيه اخبار اليمين واليسار والوسط الديني والقومي ودخلنا في مرحلة معاصرة مختلفة ، نحن اليوم في زمن الانسان الهومو-ترونيكس ، في مجتمع يحكمه العقل الالكتروني-النانوي، ووحده الله يعلم اي نظام عالمي سينتج عنه في فترة احتضار النظام الرأسمالي العالمي اي في هزيمة اليمين الاحمق الذي لا تعرف عنه غير اثارة الفتن والحروب لانقاذ اقتصاده وراسماله الحرام.
العالم يتحضر لمرحلة دماغية متطورة جدا لا مكان فيه للابله وللمسكين وللاحمق.
نحن نعبر من عالم نهاية التضامن والتآلف والاخلاق الانسانية الى عالم السيبرنتيكا وعلاقات الحواسيب فيما بينها.
في كل مرة يعجز فيه المتعصبون البارانويون عن الدفاع عن افكارهم وعن فشلهم يشنون هجوما معاكسا على اليسار، كأن لا أب لهذا اليسار.
اسوأ الناس يساري مرتد قفز الى حصون الاعداء ليقتات من خبزهم ومن خيرهم ،ووقف عند اعلى الاسوار يرمي رفاقه الحالمين بغد اجمل وافضل لا استغلال فيه للانسان لاخيه الانسان بالرماح وبالنبال وبالمنجنيق وبالشتائم…..
تبا لكم ما افجركم .. كنتم اكثر من استفاد من الاتحاد السوفياتي عندما كان السوفيات قبلة المناضلين ،وكنتم اول من طعن اليسار وجماهيره بخنجر مسموم من اجل حفنة من الدولارات، وانتم انفسكم من منع وصول اليساريين الاكفاء الى القيادة لانكم كنتم خلايا تخريبية نائمة داخل اليسار.
كنتم عبوات ناسفة خائنة.
وداعا يسار، ووداعا يمين، ووداعا وسط ،واهلا بعالم جديد وحده الله يعرف مُلك من سيكون والى اين يسير.
انظروا الى الامام.
ملعون من يرمي اليسار وشهداءه وابطاله ومقاوميه بحجر.
انطق بالحقيقة يا حجر!


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى