رأيمن هنا نبدأ

الاستثمار في دم سليمان -كما النازحين سابقا- الى ذروته(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز – خاص

يبلغ اليوم الاستثمار في دم المغدور باسكال سليمان ذروته في خطاب حزب القوات اللبنانية وعلى الأرض.

انها استراتجية لحزب القوات  وسمة ميّزت تاريخها السياسي منذ نشأتها كفصيل عسكري للسيطرة على المناطق المسيحية وتصفية الفصائل المسيحية الأخرى، بحجة توحيد مصدر القرار لمواجهة العدو!

وكما كان الاستثمار في دم الشعب السوري، وبالتحديد في قضية النازحين الى لبنان، كجزء من معركة سياسية وامتدادا لحرب إقليمية على سوريا، ويشهد على ذلك مواقف قادة القوات، فإن خطاب اليوم سيتحول الى “مادة تحريضية، وإن تخلله بعض العبارات التي تحاكي السلم الأهلي من باب التجميل الشكلي”، كما تتوقع بعض الجهات المتابعة.

لا يكفي الحديث عن السلم الأهلي فيما الميليشيات المسلحة تجتاح المناطق المسماة مسيحية ،مغطاة بخطاب عنصري وممارسات دموية تقارب ما صنعته “داعش” (الحليف الموضوعي للقوات زمن الفوضى السورية) بالشعب السوري مسيحيين ومسلمين!

 لا ينسجم خطاب الرهان على الجيش اللبناني الذي سيعيده علينا جعجع اليوم مع المواقف من الجيش وإدارته الدقيقة لملف الجريمة المدانة منذ اللحظة الأولى حتى بلغت هذه المواقف لحظة تخوين الجيش!

كما انه لا ينسجم مع سلوك “الأمن الذاتي الذي بلغ ذروته في اليومين الماضيين وهو مستمر منذ أشهر على أعين قوى الشرعية!!

والتاريخ يعيد نفسه اليوم.

فالاستثمار السابق في دماء اللبنانيين (خطابا وممارسة) كان بغرض تعزيز الحضور القواتي في المشهد السياسي بشكل عام وفي الشارع المسيحي في شكل خاص، فها هو اليوم يتكرر في وجه الحضور السياسي لحزب التيار الوطني الحر، رغم تضامن التيار مع القوات وأهل الضحية، ففي ذلك “انزعاج واضح من قبل التيار. فهم لا يرغبون في مشاركة التيار في المواساة ولا في التشييع اليوم لأنهم حلفاء النظام السوري وحليف النظام في لبنان المسؤول عن الجريمة”، وفقا للقوات حتى اثبات العكس!!!

حديثاً، استثمرت القوات في دم الشهيد رفيق الحريري، حتى انكشفت لعبتها عندما بدأت التحريض على ابنه!

واستثمرت في دم ضحايا جريمة المرفأ حتى انكشفت لعبتها عندما قررت استهداف القضاء وتعطيله إذا ما سلك طريق غير تلك التي تؤدي حكما لإدانة جهات سياسية من دون مستندات مادية أو ذات موثوقية!

واستثمرت في دم الشعب السوري وفي قضية النازحين وحرضت الأوروبيين والعالم على الضغط على الحكومة اللبنانية من أجل منع إعادة النازحين الى المناطق الآمنة حتى انقلب السحر وعلى الساحر و”سقط القناع عن القناع”. وبدلا من خطاب احتضان النازحين سابقاً، يتم اليوم الاستثمار في دمائهم في اللعبة المسيحية الداخلية!

عندما تكون العقيدة “جمهورية المسيحيين” وليس “لبنان وطن نهائي للبنانيين” يصبح مشهد القتل والاستثمار في القتل مألوفاً!

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى