رأيسياسةمحليات لبنانية

لماذا تخوض السعودية معركة محور جعجع – السنيورة النيابية وتنكأ بتيار المستقبل؟(حكمت عبيد)

 

حكمت عبيد – الحوارنيوز خاص

لماذا تخوض المملكة العربية السعودية بشخص سفيرها وليد بخاري معركة محور جعجع – السنيورة النيابية؟

سؤال بات يطرح بقوة في ضوء مشاركة مباشرة للسفارة السعودية في العملية الداخلية اللبنانية من خلال لقاءات وإفطارات علنية مخصصة للوائح انتخابية وقوى سياسية طائفية ومذهبية كانت شريكة في السلطة طوال الفترة السابقة، وهي بالتالي شريكة في ما بلغه لبنان من أزمة على غير صعيد؟

إن التدخل المباشر للسفير وليد بخاري يسترعي الإنتباه لسببين:

الأول: أنه مؤشر لشعور المملكة وأذرعتها في لبنان بأن معركتهم خاسرة، أو على الأقل، بأن النتائج والإحصاءات واستطلاعات الرأي تميل الى خسارات متوقعة، وإن هذه القوى لن تحصل على أكثرية نيابية تجعلها في موقع القادر على إحداث تغيير في معادلات داخلية.

اما السبب الثاني، فإن المملكة والسفير بخاري ومن خلفهم حزب القوات اللبنانية وتيار الرئيس فؤاد السنيورة، يدركون جيداَ أن لبنان لا يحكم بأغلبيات نيابية، بل بالتوافقات بين مختلف مكوناته الطائفية، وإن تجاوز مبدأ التوافق يقودنا الى شلل أكيد للمؤسات الدستورية، قد يتطور الى ما هو أسوأ.

منذ أسابيع قليلة كان جواب السفير بخاري على كل من يسأله “أننا لا نتدخل بالشأن الداخلي اللبناني والأوضاع اللبنانية لا تعنينا”؟

أما اليوم فهو دخل ميدان المعركة مباشرة بألأسلحة السياسية والمالية الثقيلة، متجاوزا أصول العمل البرتوكولي وما نصت عليه اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية في مادتها 41 التي تنص أنه “مع عدم المساس بالمزايا والحصانات ،على الأشخاص الذين يتمتعون بها، احترام قوانين ولوائح الدولة المعتمدين لديها، وعليهم كذلك واجب عدم التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدولة.

“كل المسائل الرسمية المعهود بحثها لبعثة الدولة المعتمدة مع الدولة المعتمد لديها، يجب أن تبحث مع وزارة خارجية الدولة المعتمد لديها عن طريقها أو مع أي وزارة متفق عليها.

“لا تستعمل مباني البعثة في أغراض تتنافى مع أعمال تلك البعثة التي ذكرت في هذه الاتفاقية أو مع قواعد القانون الدولي العام أو مع الاتفاقيات الخاصة القائمة بين الدولة المعتمدة والدولة المعتمد لديها.

لا شك أن وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، الدبلوماسي السابق عبد الله بو حبيب، يعي جيدا تجاوزات السفير بخاري ،لكنه قد يكون محرجاً في محاكاة مثل هذه التجاوزات، نظرا للحساسية السياسية والطائفية التي قد تترتب عليها، فيما لبنان يبحث، عبثاً عن طرق لرضى المملكة.

والمؤسف أن حركة السفير السعودي وإتصالاته، على ما تسرب مؤخراً، بأنه يعكس بعض الحقد غير المبرر على رئيس تيار المستقبل سعد الحريري.

والخشية، يقول أحد الذين شاركوا بإفطار مخصص لما يسمى إتحاد العائلات البيروتية، من كلام مس شخص الرئيس الشهيد رفيق الحريري!

لا شك أن السعودية وقوى 14 آذار استثمروا جيدا في دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بعد إغتياله جسديا، وها هم يستثمرون في لحظة التصفية السياسية لتياره.

فهل من رابط بين الجريمتين؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى