سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف: ولادة الحكومة والغموض البنّاء

 

الحوارنيوز – خاص
قرار رسمي بالتكتم على مسار تأليف الحكومة هو أشبه بالغموض البناء، فهل ينتهي الغموض إلى ولادة الحكومة خلال الأيام المقبلة كما يشيع المتفائلون، أم يتمدد الغموض ويتحول إلى ظلام دامس كما يرى المتشائمون؟
• صحيفة "النهار" عنونت:" إيجابيات التأليف تقاوم محاولات التفخيخ" وكتبت تقول:" على رغم زيادة منسوب الغموض حيال مسار تأليف الحكومة الجديدة، في ظل انقطاع ‏معالم التحركات واللقاءات العلنية على الأقل التي يجريها رئيس الحكومة المكلف سعد ‏الحريري، كما في ظل ستار الكتمان الشديد الذي يفرضه بيت الوسط على مجريات ‏المشاورات والاتصالات، كما بدا واضحا ان بعبدا فرضت بدورها ستارا مماثلا من الكتمان ‏منذ الاحد الماضي، علمت "النهار" مساء امس ان مسار التأليف لا يزال يسير في اتجاه ‏إيجابي. وفيما حافظت المعطيات المتوافرة عن مسار التأليف على المناخ الإيجابي الذي ‏ذكر انه لا يزال يشكل نقطة ارتكاز في الاتصالات الجارية بعيدا من الأضواء، فان ذلك لم ‏يحجب المعالم الحذرة حيال مسعى الرئيس الحريري الى استكمال تصوره للتركيبة ‏الحكومية التي يدفع في اتجاه استيلادها بأسرع وقت من وزراء اختصاصيين وذوي خبرات ‏ولا ينتمون الى أحزاب. ويبدو ان الساعات الثماني والأربعين الأخيرة بدأت تشهد بلورة قوية ‏لترابط نشأ بين مسألة المداورة في تولي الحقائب الوزارية، ولا سيما منها الحقائب السيادية ‏والخدماتية وتمثيل المسيحيين في الحكومة العتيدة في ظل حصر التفاوض حول هاتين ‏النقطتين الشائكتين بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية ميشال عون، الامر الذي يوحي ‏بان الحل او التعقيد في هذه المفاوضات سيغدو في يد الرئيس عون تحديداً. واذا كان قرار ‏الحريري واضحا لجهة التزام التشاور مع الرئيس عون في كل ما يتصل بالحقائب والوزراء ‏المسيحيين، فان الامر سينشئ ارباكات ومحاذير بدأت تثير من الآن انتقادات ومواقف سلبية ‏للقوى المسيحية باعتبار ان أي توافق بين عون والحريري سيؤدي الى احتكار عون وعبره ‏تياره الحصة الوزارية المسيحية، وفي حال التعقيد والعرقلة ستنشأ مشكلة محتملة بين ‏الرئيسين من شأنها وضع عملية التأليف برمتها على كف الاهتزاز‎.‎

وبازاء طرح موضوع المداورة في اللقاء الأخير بين عون والحريري الاحد الماضي في قصر ‏بعبدا، وبعد استثناء حقيبة المال التي ستبقى من حصة الشيعة، بدت هذه المسألة مرشحة ‏لتعكير الإيجابيات التي حكي عنها في اليومين الماضيين، ولو ان الأوساط المتصلة بالرؤساء ‏والمعنيين لا تزال تشير الى ان مناخات الإيجابيات لم تتراجع. وتقول هذه الأوساط ان ‏المشاورت تجري حاليا حول مجمل هيكلية الحكومة العتيدة بما يعني الخوض تفصيليا في ‏شكل الحكومة وعدد وزرائها وتوزيع الحقائب فيها ونوعية الوزراء ومعايير تعيينهم. وفهم ‏في هذا السياق ان عدد الوزراء لم يحسم نهائيا بعد وان كان الاتجاه الغالب هو الى حكومة ‏ما بين 20 و24 وزيرا وان الحريري حريص للغاية على عدم حصول أي تعقيد يتصل بالتمثيل ‏المسيحي والحقائب التي ستسند الى المسيحيين، وان هذا الامر سيعالج بروية مع الرئيس ‏عون . كما ان الأوساط تؤكد ان الحكومة لن تضم وزراء سياسيين بل اختصاصيين من ذوي ‏الخبرات الذين توافق عليهم القوى السياسية. وتحدثت معلومات مساء امس عن إشكالية ‏جديدة نشأت حول حقيبة الصحة التي يطالب بها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد ‏جنبلاط في حين يتشدد "حزب الله" برفضه التخلي عنها ويريدها من حصته. ناهيك عن ان ‏الفريق الجنبلاطي قد لا يحصل الا على حقيبة واحدة لان النائب طلال أرسلان يطالب ‏بحقيبة أخرى لكتلته مع انه قاطع استشارات التكليف ورفض عودة الحريري الى رئاسة ‏الحكومة. وفيما يكثف الحريري مشاوراته بعيدا من الأضواء ولا سيما مع الرئيسين عون ‏ونبيه بري، يبدو في حكم المستبعد ان ينتهي مخاض تأليف الحكومة هذا الأسبوع خصوصا ‏وان نقاطا أساسية لم تحسم بعد ولا يبدو حسمها وشيكا ومنها موضوع المداورة وتوزيع ‏الحقائب بين القوى الأساسية‎.‎


ولكن اوساطا سياسية معنية بالملف الحكومي لاحظت تركيز البعض على ما وصف ‏بالعقدة المسيحية في حين انه لا وجود فعليا لهذه العقدة من الناحية الطائفية ولن يكون ‏واردا ان يسمح الرئيس الحريري باي مزايدات عليه في هذا السياق. وأكدت ان المواقف ‏السياسية المبدئية من الحكومة شيء والمزايدات التي يراد لها ان تلصق بالرئيس الحريري ‏اتهامات غير موضوعية شيء أخر، ولذا لن يطول الوقت ليدرك الجميع ان الرئيس المكلف ‏يتخذ نهجا وطنيا شموليا حيال جميع الطوائف والفئات والأحزاب في مسار تشكيل الحكومة ‏بما لا يبقي مجالا لاي مزايدات‎.‎


في أي حال تفاوتت التقديرات حيال الموعد المحتمل للولادة الحكومية هذا الأسبوع او اكثر ‏والتي تبقى رهن نتائج المساعي التي يبذلها الرئيس الحريري في الأيام المقبلة التي ‏تكتسب طابعا مفصليا لا يفترض معه ان تطول فترة التأليف اكثر من أيام بعدما حصرت ‏النقاط الأساسية التي ستنطلق منها عملية استكمال التشكيل‎.‎

• صحيفة "اللواء" عنونت:" خلافات صامتة حول وزارات الخدمات .. وحرص أساسي على الولادة قبل السبت" ،وكتبت تقول:" في أقل من أسبوع يمضي رحى الاتصالات يدور على معالجة ما طرأ وما كان متوقعاً، في ما خص تفاصيل عملية ‏التأليف، التي يحرص الرئيس المكلف سعد الحريري، على إنجازها، وسط صمت مطلق، منعاً لئلا تشكّل المواقف ‏المعلنة، "عوائق" امام الكتل والأقطاب، ويصبح هؤلاء "أسيري مواقفهم" تماماً كما كان يحصل في تأليف ‏الحكومات السابقة، والتي كانت تمتد لأشهر، قبل احداث 17 ت1 2019، التي اطاحت بحكومة الوحدة الوطنية، ‏والتي أعادت رئيسها الحريري إلى سدة المسؤولية، من موقع انكشاف الطبقة السياسية وعجزها عن معالجة أيّ من ‏الملفات، بل على العكس تفاقم الموقف، على الصعد كافة، فانعدم الدولار، وارتفعت الأسعار، ووضعت العملة الوطنية ‏في الزاوية، مع ما تبقى من رواتب لموظفين أو عاملين في القطاع العام أو الخاص الذي يتعرّض من انتكاسة إلى ‏انتكاسة. وآخر، الضائقة المالية والنقدية، إقفال مجموعة من المحلات، المرموقة والمتاجر العاملة في مجمع ‏الـA.B.C ‎التجاري والسياحي في فردان – بيروت‎..‎

ووفقاً لمعلومات "اللواء" فإن "خلافات صامتة" ما تزال قيد المعالجة لا سيما في ما خص وزارات الخدمات.. ‏كالصحة والاشغال، بعدما باتت الوزارات التي تسمى "سيادية" في عهدة رؤساء الكتل والطوائف الكبرى، المتحكمة ‏بمسارات التكليف والتأليف‎.‎

ويزور الرئيس المكلف قصر بعبدا، ومعه تُصوّر لتوزيع الحقائب على الطوائف، ضمن توجه بمداورة ممكنة، ولو ‏على صعيد الوزارات الخدماتية‎.‎

وقال مصدر مطلع لـ"اللواء": "أن الأجواء جيدة، لكن من غير الممكن التكهن بموعد صدور المراسيم، وإن بدا ان ‏ثمة حرصاً رئاسياً، على ولادة الحكومة قبل نهاية الشهر الجاري أي يوم السبت المقبل، أو بداية الأسبوع الأوّل من ‏ت2‏‎".‎

وعلى الرغم من ذلك، يبدو ان محاذير التفاؤل المشروع مشروعة استناداً إلى التجارب السابقة، ومحاولة رئيس تكتل ‏لبنان القوي النائب جبران باسيل تبين دوره، فضلاً عن عودة الضغوط الخارجية إلى المسرح، انطلاقاً من تصنيف ‏أميركي جديد لحزب الله بأنه يعادل التصنيف الأميركي لكل من "القاعدة" و"جبهة النصرة" وداعش‎.‎

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن "الملف الحكومي" يخضع للمزيد من الاتصالات البعيدة عن الأضواء ‏والضجيج الإعلامي وأشارت إلى أن هناك بعض النقاط التي يعمل على معالجتها وكل خطوة في ذلك تبحث بين رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ولذلك فإن لقاء آخر مرتقب بينهما قد يكون ‏الأخير قبيل إعلان ولادة الحكومة أو الحاسم في هذا المجال‎.‎

ولفتت المصادر إلى أن موضوع توزيع الحقائب غير نهائي بعد ويجري العمل على ترتيبه. وفهم أن القرار المتخذ ‏بتسهيل ولادة الحكومة يساهم في معالجة أي عقدة‎.‎

وأفادت أن موضوع تسمية الوزراء المسيحيين في الحكومة لن يشكل مشكلة‎. ‎

وأوضحت أنه بالنسبة إلى المداورة فهي نقطة تنتظر الحسم وسط بروز مقاربتين إحداهما تقول أن لا مداورة كاملة في ‏الحقائب وأخرى تشير إلى أن الحقائب الأساسية قد تشهد مداورة باستثناء وزارة المال لكنها في المقابل تحدثت عن ‏إمكانية قلب جميع الأمور من أجل ضمان ولادة الحكومة سريعا ولكن وزارة المالية تبقى خارج البحث‎.‎

ويتمترس "التيار الوطني الحر" عند وزارة الطاقة، رافضاً التخلي عنها، لاعتبارات إضافية أبرزها انطلاق مفاوضات ‏ترسيم الحدود البحرية، إذ انه في حال التوصّل إلى نتائج عملية، فالدور الرئيسي في مفاوضات تلزيم الشركات سيكون ‏لهذه الوزارة‎.‎

ومن المنازعات أيضاً وزارة الصحة، حيث يستمر حزب الله متمسكاً بهذه الوزارة، التي فتحت شهية النائب السابق وليد ‏جنبلاط لاستعادتها‎.‎

ومع ذلك، ما زال ضخ الاجواء الايجابية قائماً حول تشكيل الحكومة، على الاقل من قصر بعبدا بعد البيان المقتضب ‏عن لقاء الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري امس الاول، والذي قال ان هناك إيجابيات حول تشكيل الحكومة، فيما ‏اعتصم بيت الوسط بالصمت بالتوازي مع الاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف مع القوى السياسية للبحث التفصيلي ‏في شكل الحكومة وتوزيع الحقائب، لا سيما بين القوى المسيحية، وهي موزعة بين رئيس الجمهورية والتيار الوطني ‏الحر وتيار المردة وحزب الطاشناق، فيما الحصص الاسلامية اصبحت محسومة بين ثنائي امل وحزب الله والحزب ‏التقدمي الاشتراكي. لكن برزت مشكلة تمثيل الحزب الديموقراطي اللبناني بوزير درزي، بعد كلام امين سر كتلة اللقاء ‏الديموقراطي النائب هادي ابو لحسن امس، الذي قال فيه: ان "ما يحكى عن ان الوزير الدرزي الثاني سيكون متوافقاً ‏عليه بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان غير ‏مطروح ابداً‎".‎

وإذا كان البحث بتوزيع الحقائب للوزراء المسيحيين محصوراً حتى الان بين الرئيسين عون والحريري، فإن الحريري ‏يتواصل ايضاً مع الرئيس نبيه بري لتذليل العقبات القائمة حول التمثيل الدرزي. لكن ما يرشح من معلومات يفيد عن ‏صراع على بعض الحقائب المخصصة للمسيحيين، وبعض الحقائب المخصصة للمسلمين ومنها ما يطلبه رئيس ‏الحزب التقدمي وليد جنبلاط، لكن كما قالت مصادر درزية اشتراكية لـ"اللواء": فلكل شي حل في النهاية ولن تبقى ‏هناك عقد كبيرة والامور ماشية‎.‎

• صحيفة "الجمهورية" كتبت تحت عنوان:" التأليف ينتظر ترجمة الإيجابيات" تقول:" المناخ الإيجابي الذي ساد نهاية الاسبوع الماضي، وأوحى بأنّ مراسيم ‏تأليف الحكومة ستصدر منتصف الأسبوع الجاري، تكوّنت فيه بعض ‏الغيوم، وفرضَت على المركب الحكومي أن يُبطىء مساره قليلاً، ‏ويتريّت ريثما تُمطر؛ فإذا ما أمطرت إيجابيات فإنه يُكمل إبحاره سريعاً ‏الى ميناء الولادة الموعودة، أمّا إذا أمطرت سلبيّات فإنه يُقفل عائداً ‏أدراجه الى النقطة التي انطلق منها؟
‏ ‏
على أنّ تحديد الوجهة التي سيسلكها المركب الحكومي مَرهون بما ‏ستُفضي إليه المشاورات الجارية بين رئيس الجمهورية العماد ميشال ‏عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، التي ستستأنف في لقاء ثالث ‏وشيك بينهما، تعوّل عليه مصادر مواكبة للملف الحكومي بأن يؤسّس ‏لاختراق نوعي يُطلق العدّ التنازلي لولادة الحكومة الموعودة في ‏غضون أيام معدودة لا تتجاوز نهاية الاسبوع الجاري، وهذا بالتأكيد رهن ‏بما ستنتهي إليه مشاورات الحريري مع عون، وكذلك جولة مشاوراته ‏الجديدة مع الاطراف السياسية.‏

‏إيجابيّات… ولكن!‏
وعلى الرغم من مسارعة الرئيسين الى وضع الحكومة الجديدة في ‏المخاض، وحرصهما على إحاطة مشاوراتهما بالإيجابية وتغليفها بنيّات ‏صافية وبرغبات مشتركة بعدم تضييع الوقت والتعاون الى أقصى ‏الحدود لاستيلاد الحكومة الموعودة في أسرع وقت، إلاّ أنّ كل هذه ‏الايجابيات شكلية لم تقترن حتى الآن بترجمة حاسمة لها.‏
‏ ‏
وعلى ما يقول مواكبون لحركة التأليف فإنّ الحديث عن ايجابيّات ‏‏"طابشة" أو سلبيات "طابشة" ايضاً، هو أمر مبالغ فيه ولا يعكس ‏الصورة الحقيقية للمشاورات، فكفّتا الايجابيّة والسلبيّة متعادلتان ‏ومتوازيتان حتى الآن، وأمام هذا التعادل تبقى كل الاحتمالات واردة. ‏وبالتالي، من المبكر القول بإمكان حصول اختراق نوعي عاجل يُسرّع ‏مخاض التأليف، أو حصول طارىء تدخل معه الشياطين الى اي ‏تفصيل، فيرجّح كفّة السلبيات ويقطع هذا المخاض نهائياً!!‏
‏ ‏
وفي رأي هؤلاء إنّ هذا الامر يتطلّب جهداً مضاعفاً من قبل الرئيسين ‏عون والحريري للالتقاء على مساحة مشتركة، خصوصاً انّ الهدف ‏الاساس هو الوصول الى حكومة بالحد الاعلى من التوافق عليها، ‏ويرى كل رئيس نفسه فيها.‏
‏ ‏
واعتبر هؤلاء أنه من الطبيعي ألّا يبلغ ملف التأليف حتى الآن "مرحلة ‏السلاسة" التي يتمنّاها المتحمّسون لولادة سريعة لحكومة ينتظرها ‏مشوار طويل من العمل والإنجاز، ذلك أنّ مقاربتَي عون والحريري ‏للملف الحكومي، وإن كانا يحاولان أن يصوّرانها على أنها منفتحة ‏وواقعية وموضوعية، الّا انها في جانب أساسي منها أقرَب ما تكون الى ‏عملية استطلاعية يقومان بها كلٌّ من زاويته، لِكشف ما في جعبة ‏الآخر، وهي عملية محفوفة بالحذر المتبادل، فكلّ واحد منهما لا يريد ‏أن يُلدغَ من جُحر الآخر مرة ثانية. ولكلّ منهما نظرته الى ملف التأليف، ‏ولكلّ منهما أوراقه المكشوفة وكذلك المستورة، ذلك أنّ ما هو مُتجَمّع ‏بينهما من تراكمات وَلّدتها التجارب السابقة بين الرئيسين وتيّارَيهما ‏السياسيين، وأصابت علاقتهما بارتجاجات وتصدّعات وتفسّخات، أقوى ‏من أن تلحمها عواطف سطحية أو مجاملات شكلية، او تجاوز صورة ‏المواقف ما فوق العالية، والحجارة السياسيّة الثقيلة التي تدحرجت ‏في الاتجاهين قبل التكليف، واعتبارها صفحة وطُويَت مع التكليف، أو ‏غَض النظر عن الفجوة العميقة بينهما والتعامل معها وكأنّها قد ‏سُدّت وردمت بالكامل".‏

‏ماذا تحقق؟
وفيما اعتبرت مصادر سياسية انّ مرحلة الاستطلاع هذه ستستلزم ‏بعض الوقت، أكدت مصادر موثوقة لـ"الجمهورية" انّ عون والحريري ‏تراجَع كلّ منهما خطوة امام الآخر، ولقد تَجَلّى هذا التراجع في قرار ‏غير مُعلن من قبلهما بتجاوز تلك التراكمات، وعدم جعلها عاملاً مؤثراً ‏على مسار التأليف. ومن هنا كان الاتفاق غير المعلن على خط ‏التأليف، بالنظر الى الامام وليس الى الخلف، وتشكيل الحكومة في ‏غضون أسبوع، وهما متحمّسان لهذا الأمر، وقرارهما هو تدوير زوايا أي ‏مَطبّ او عقدة تتدحرج في طريق التأليف، وعدم فتح المجال لأيّ ‏تشويش على حركة المشاورات التي تجري، ومن هنا يأتي تَكتّمهما ‏الشديد حيال مجريات البحث بينهما.‏
‏ ‏
وبحسب المصادر نفسها فإنه يمكن القول إنّ ما يزيد على الـ70 في ‏المئة من البناء الحكومي يمكن القول إنه قد تم إنجازه كما يلي:‏
‏ ‏
‏- التوافق المشترك على ان تكون ولادة الحكومة في وقت قياسي، ‏خلافاً لكل الفترات السابقة التي كان يأكل فيها التأليف أسابيع وشهوراً ‏طويلة.‏
‏ ‏
‏ – شكل الحكومة لم يعد محلّ خلاف، وباتَ أكيداً الذهاب الى حكومة ‏اختصاصيين، مع أنّ هناك من يطالب حتى الآن بحكومة تكنوسياسية، ‏الّا أنّ الأرجحية هي لحكومة الاختصاصيين اللاحزبيين.‏
‏ ‏
‏- حجم الحكومة لم يعد مشكلة، فالرئيس المكلف، الذي عَبّر عن رغبته ‏بحكومة مصغّرة، هو منفتح على حكومة عشرينية.‏
‏ ‏
‏- لا ثلث معطلاً لأيّ طرف في الحكومة.‏
‏ ‏
‏- لا خلاف على جَعل وزارة المالية من ضمن الحصة الشيعية.‏
‏ ‏
‏- موضوع المداورة في الوزارات الاخرى مطروح بشكل جدي، ولكنه لم ‏يحسم بشكل نهائي حتى الآن، إذ انّ العقدة تكمن في كيفية اعتمادها، ‏وعلى اي اساس، وأي وزارات ستشمل، وهل ستكون مداورة شاملة ‏‏(باستثناء المالية للشيعة) أم مداورة جزئية؟ إنّ الاجابات عن هذه ‏الاسئلة ليست سهلة، ولا يوجد مخرج بيَد الرئيس المكلّف لهذه ‏المسألة.‏
‏ ‏
‏- توزيع الحقائب الوزارية لم يحسم بدوره حتى الآن، كما لم يتم ‏الدخول في أسماء الوزراء، وهذا رَهن بجولة المشاورات التي سيجريها ‏الرئيس المكلف، سواء مع رئيس الجمهورية أو مع الكتل النيابية او ‏الاطراف السياسية. وهنا تبرز مطالبات للرئيس المكلف، بضرورة ‏مقاربة هذا التوزيع بموضوعية وبصورة تُراعي حجم كلّ طرف، لا ان ‏يتمّ ذلك بصورة انتقائية تُظهِر أنّ طرفاً بسمنة وطرفاً بزيت.‏
‏ ‏
‏- إنّ تسمية الوزراء لن تشكّل عقدة على ما كانت عليه خلال تأليف ‏حكومة مصطفى اديب، بل هناك اتفاق على ان تكون التسمية ‏مشتركة، لا أن تُسمّى الاسماء من طرف واحد.‏
‏ ‏
‏- الحصة الرئاسية في الحكومة لم تحسم بعد، علماً انّ هناك توجهاً ‏لدى رئيس الجمهورية وفريقه في أن يَحظى بالنسبة الاعلى من ‏الوزراء المسيحيين.‏
‏ ‏
وتِبعاً لذلك، تؤكد المصادر: "اذا استمرّت الايجابية على هذا المستوى ‏فإنّ الحكومة ستولد قريباً جداً، فضلاً عن انّ الرئيسين عون والحريري ‏محكومان بإنجاح التأليف. فهذه الحكومة بقدر ما هي حاجة للحريري ‏ليُحدِث من خلالها نقلة نوعية في الأداء وفي فرصة لتحقيق إنجاز ‏إنقاذي يُسَجّل له، فهي في الوقت نفسه حاجة أكبر لرئيس الجمهورية ‏باعتبارها الحكومة الاخيرة للعهد لذلك يريدها حكومة نوعية، ولا يريد ‏في الوقت نفسه ان يدخل إليها مكبّل اليدين.‏

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى