العلامة الخطيب يأسف لترويج “ثقافة الإستسلام”:ليس منطقيا ولا أخلاقيا الدفع بالمواجهة بين الدولة والمقاومة

الحوارنيوز – محليات
أسف نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب لمحاولات “جعل ثقافة الإستسلام هي الثقافة السائدة في الوطن العربي وفي لبنان، إن كان لجهة التعامل مع القضية الفلسطينية أو لبنان أو المنطقة بشكل عام، والتي تُسَخَّر لها ميزانيات كبرى من أجل جعل هذه الثقافة طبيعية وتسخيف هذه القيم وعدم القبول بالتضحيات والمقاومة، بالإضافة إلى محاولات قلب الحقائق وتجريدنا من سلاحنا وكرامتنا، وأن نخضع لما يريده الغرب ولما تريده الولايات المتحدة الأميركية عبر صنيعتها (الكيان الصهيوني).
كلام العلامة الخطيب جاء خلال الحفل التأبيني لوالد النائب السابق أمين وهبي في حسينية بلدة لبايا، بحضور لفيف من العلماء وفاعليات سياسية وحزبية واجتماعية وبلدية واختيارية وحشد من أبناء البلدة والمنطقة.
وحول موضوع سلاح المقاومة قال :” بكل محبة نقول للموالين وللمعارضين لسلاح المقاومة، إن الأمور لا يتم تناولها بهذا الشكل، عبر الإعلام والتسخيف وعبر هذه البساطة في هذه الأمور، فالعدو الصهيوني لا يزال يقصف ويقتل ولم يلتزم بقرار دولي ولا بغيره، وللأسف بعض القوى الداخلية تحاول أن تعطي التبريرات للعدو الإسرائيلي في استمرار حربه، وتضرب بعرض الحائط دماءنا وأهالي الشهداء وقرانا ومدننا التي هدمها العدو. ليس هناك مراعاة أخلاقية، وهذه ليست وطنية، فلا يتم تناول القضايا الوطنية بين الذين يعتقدون انهم أبناء وطن واحد، والمفترض أنه في أثناء الأخطار وحينما يواجه البلد حربا أن يتداعى أبناؤه جميعا للتضامن ولأن يقف معا في مواجهة الأخطار ومواجهة الأعداء”.
واعتبر أن “الذين يطالبون بنزع سلاح المقاومة،إنما يتجاوزون فخامة الرئيس جوزاف عون الذي رسم طريقا للحل، حتى أنهم يريدون أن يفرضوا على رئيس الجمهورية ما يريدون. هم يريدون رئيس جمهورية ينفذ لهم سياستهم ومآربهم ويريدون حكومة تحقق لهم أهدافهم ومصالحهم.. أنتم لستم وحدكم في البلد، ونحيي فخامة رئيس الجمهورية الذي يتصرف بحكمة وبموضوعية ولا يريد أن يأخذ البلاد إلى الفوضى وإلى الإنقسام، ويريد أن يجمع اللبنانيين، فلنقف جميعا خلف رئيس الجمهورية وخلف الدولة، وأنتم كنتم تتحدثون عن السيادة والدولة فما عدا مما بدا؟؟ هناك قضايا كبيرة لا تزال موجودة ومنها أن العدو الإسرائيلي لم يوقف الحرب ولا يزال يعتدي ويمنع النازحين من العودة إلى بلادهم ولا يزال يهدد، فهل المصلحة الوطنية بأن تكملوا في هذا الإنقسام وفي هذه الحرب الداخلية؟ وهنا أتعجب من أن البعض مستعد لأن يقوم بحرب داخلية لو كانت لديه الوسائل، أما في مواجهة إسرائيل فلا، هذا المنطق غير مقبول وعلينا أن ندعم موقف فخامة الرئيس ليستطيع أن يحقق هذا الهدف، بناء الدولة، ونحن نريد بناء الدولة، الدولة المفقودة التي هي أوجدت المجال للإسرائيلي بأن يحتل ويعتدي، والإحتلال الإسرائيلي هو الذي أنتج هذه المقاومة، والمقاومة ليست بديلاً للدولة، والمقاومة هي ملأت فراغ الدولة، وحينما تستطيع الدولة وعلى الأقل في هذه المرحلة بعد أن نفذت المقاومة المطلوب منها في سحب السلاح من جنوب الليطاني تطبيقاً للاتفاق 1701، المطلوب الان أن تستطيع الدولة أن تفرض على العدو الإسرائيلي الإنسحاب من المناطق المحتلة ووقف العدوان وعودة النازحين وإعادة البناء، وأي منطق آخر غير مقبول. الواقعية والمنطقية تقول هكذا، يجب أن نكون جميعا صفاً واحداً للمطالبة بتحقيق هذه الأمور، لا أن نضغط على الحكومة ورئيس الجمهورية والجيش اللبناني في أن يواجه المقاومة، وأن تحصل حرب أهلية جديدة، هم الذين كانوا سببها. عام 1975 أنتجوا حرباً أهلية، وهذا الذي ما أنتم مستعدون له حروب وفتن داخلية، لكن في الدفاع عن الوطن وحدوده لم تنجزوا شيئا، ولم نر مشروعاً سوى مشروع الإنهزام، الآن تضغطون على رئيس الجمهورية وعلى الحكومة وعلى الجيش بأن يواجه المقاومة، فهذا يعني أنتم تدعون لحرب أهلية جديدة، وهذا غير مقبول ولن يتحقق”.
وختم العلامة الخطيب بالدعوة “للإجتماع سوية، وأن نتحاور على مصلحة لبنان وكيف نحمي لبنان، أمّا الدفع باتجاه المواجهة بين الدولة وبين المقاومة فهذا غير منطقي وغير أخلاقي، وهذا استهتار بالشعب اللبناني وبأرواح الشعب اللبناني، هذا استهتار بقيم الشعب اللبناني وبالوطن”.