إقتصادمن هنا نبدأ

موازنة لبنان 2022 :أرقام تافهة بالعملة الخضراء كان اللبنانيون يهدرونها على “النقرشة” (واصف عواضة)

 

كتب واصف عواضة – خاص الحوار نيوز

التدقيق في أرقام الموازنة اللبنانية التي أقرها مجلس النواب أمس ،يدفع الى السخرية ،على الرغم من الجدل الذي دار حولها تحت قبة البرلمان.

 

من دون كسور بلغت الارقام النهائية للموازنة أربعين ألف مليار ليرة لبنانية ( اي ما يوازي 1.07 مليار دولار بالعملة الاميركية). وبلغت قيمة العجز 11 الف مليار ليرة ( اي نحو 300 مليون دولار فقط). 

مقارنة بالعام 2019 ،كانت موازنة الدولة اللبنانية نحو 27 الف مليار ليرة (اي ما يوازي 18 مليار دولار).وكانت نسبة العجز نحو 3 مليار دولار. 

تبدو ارقام موازنة 2022 بالعملة الخضراء تافهة جدا ،سواء لجهة النفقات ام لجهة العجز مقارنة بما مضى من أيام العز والبحبوحة.

فأرقام الموازنة (مليار دولار) تبقى أقل من المساعدة الشهرية التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا في حربها مع روسيا( 1.5 مليار دولار ).أما نسبة العجز( 300 مليون دولار) فلا تقاس في موازين الدول ،وكان اللبنانيون يهدرون أكثر منها بكثيرعلى “خرجية” أبنائهم لشراء الشوكولا والترف و”النقرشة”. 

هناك عشرات اللبنانيين ،بل ربما المئات ، يبرك كل منهم على مبالغ تفوق ارقام الموازنة .صحيح ان بعضها ضاع في أقبية المصارف اللبنانية نتيجة الإنهيار والنهب الذي حصل،لكن جزءا كبيرا منها يقبع مرتاحا في مصارف الخارج. 

ثم أن لبنان ليس مفلسا الى الدرجة التي يتسكع فيها على أبواب صندوق النقد الدولي للحصول على ثلاثة مليارات دولار ،قرضا على مدى خمس سنوات. فاحتياط البنك المركزي ما زال يتربع على عشرة مليارات دولار (فريش موني) ،ونحو 18 مليار دولار من الذهب،فضلا عن أملاك الدولة التي يقدرها البعض بأكثر من ألف مليار دولار.

لكن للأمانة اصبح مبلغ الثلاثة مليارات دولار من صندوق النقد الدولي مجزيا ومهما ،اذا ما قورن بأرقام الموازنة بالعملة الأميركية. 

 

استنادا الى ما تقدم ،فإن اي دولة غنية في العالم يمكنها ان تمن على لبنان بما يسد رمق الموازنة. بل ان اي ملك او امير او رجل أعمال في دولة نفطية يمكنه ان يقوم بهذه المكرمة من دون ان يهتز له جفن. 

كل ما يحتاجه لبنان، منظومة موثوقة تدير أزمته بعقل وأمانة وأخلاق ،من دون الحاجة الى التسكع على أبواب كل من يريد أن يبيع ويشتري ،خاصة بعد ان انخفضت ديونه الى معدلات تافهة ايضا، نسبة الى أرقام الديون قبل انهيار العملة اللبنانية .

ملاحظة: لبنان على أبواب استحقاق رئاسي يأخذ من اهتمام اللبنانيين أضعاف أضعاف اهتمامهم بالخلاص والإنقاذ ،وكأن رئيس الجمهورية المقبل قادر على ان “يشيل الزير من البير”.. وثمة من هددنا بالأمس علنا بأن دولة عربية اعتادت ان توزع المكرمات على لبنان وغيره ، لن تمد يد المساعدة للبنان اذا لم يأت رئيس الجمهورية المقبل “على خاطرها ومزاجها”. 

نرجو ان تتلقف الجمهورية الاسلامية الايرانية هذا التهديد، فتتبرع لنا على سبيل الهبة ب300 مليون دولار لسد عجز الموازنة ،ومن دون أن يكون الرئيس المقبل “على خاطرها ومزاجها” !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى