سياسةمحليات لبنانية

لقاء الاشتراكي – المستقبل: افكار بلا برامج

 

الحوارنيوز – خاص
يكتسب اللقاء الذي عقد بالأمس بين الحزب التقدمي الإشتراكي و"تيار المستقبل" في مركز "التقدمي" ببيروت، أهمية خاصة بالنسبة للعلاقة الثنائية بين الطرفين من جهة وبالنسبة للمشهد الوطني العام في ظل أوضاع إستثنائية تمر بها البلاد ويواجه لبنان معها مخاطر كبيرة على أكثر من صعيد.
فاللقاء التنسيقي يعيد تثبيت العلاقات الثنائية على أسس ثابتة مع إحترام الإختلاف وحصر التباينات ضمن أضيق القضايا والضغط معا لضمان أن تعمل الحكومة بما يخدم الوظيفة التي جاءت من أجلها وهي مكافحة الفساد ووقف الهدر العام والتأسيس لمرحلة من الإصلاحات السياسية والقضائية والإدارية تعيد الثقة بالدولة ومؤسساتها.
هذه الرؤى عرضها كل من الجانبين لكنهما لم يصلا الى مرحلة وضع تصور تنفيذي للعبور نحو دولة القانون وحكم القانون الدولة الديمقراطية التي وضع أسسها الزعيم الوطني التاريخي والإستثنائي في لبنان كمال جنبلاط.
أشار أمين السر العام ظافر ناصر إلى رؤية الحزب الى "أهمية بناء بناء لبنان الذي كان وضع له الأسس الصحيحة المعلم كمال جنبلاط وحلم به الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي نستذكر بعد أيام استشهاده الذي عمد المسيرة بالدماء".
غير أن هذه الأسس تستلزم بطبيعة الحال ممارسة من النوع التغييري – الإصلاحي من داخل المؤسسات الدستورية ومن خارجها ولعل المدخل الطبيعي لكل تغيير يكمن في قانون انتخابي خارج القيد الطائفي وتنفيذ البنود الإصلاحية من وثيقة الوفاق الوطني (الطائف) وتثبيت هوية الدولة الراعية لا المنحازة الى مصالح أرباب العمل على حساب ذوي الدخل المحدود.
لا شك أن الحزب التقدمي الإشتراكي شكل سابقا ولا رافعة للعمل الوطني الديمقراطي ورأس حربة المشروع الوطني وبناء الدولة الديمقراطية والمطلوب أن يعيد لنفسه هذا الدور بعد تراجع كبير وتبدل مخيف في الدور والوظيفة والأهداف حتى بات في لحظة تاريخية غيره الحزب الذي اسسه القائد الوطني كمال جنبلاط، فهل سيتحقق التغيير داخل الحزب بعد ورشة مراجعة نقدية تقوم بها هيئاته فيستعيد مجده مع القوى التي تعتبر حليفا موضوعيا لمشروع التغيير الديمقراطي؟
اللقاء حضره الى جانب ناصر كل من: مفوض الشؤون الداخلية هشام ناصر الدين، مفوض الإعلام صالح حديفة ووكلاء الداخلية في المناطق.

وعن المستقبل، حضر الأمين العام للتيار أحمد الحريري، منسق الإعلام عبد السلام موسى، ومسؤولو التنظيم ومنسقو المناطق.

وافاد بيان للتقدمي أن "الإجتماع تناول الشؤون المشتركة بين الطرفين وكيفية التنسيق لمواجهة التحديات في هذه المرحلة".

وبعد اللقاء، أعرب ناصر عن اعتزازه ب"المحطات النضالية التاريخية المشتركة لأجل سيادة لبنان واستقلاله ولأجل بناء الدولة دولة المؤسسات التي يطمح لها الشعب اللبناني"، مشيرا إلى "العلاقة التاريخية التي جمعت الرئيس وليد جنبلاط والرئيس الشهيد رفيق الحريري واستكملت مع الرئيس سعد الحريري، كما بين الحزبين قاعدة وقيادة، حيث تأتي هذه الاجتماعات لتؤكد التعاون والتنسيق بين الطرفين".

وشدد على "أهمية سيادة الدولة وبناء مؤسساتها، وبناء لبنان الذي كان وضع له الأسس الصحيحة المعلم كمال جنبلاط وحلم به الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي نستذكر بعد أيام استشهاده الذي عمد المسيرة بالدماء".

وفي السياق الحكومي، أكد ناصر "موقف الحزب في الذهاب نحو معارضة بناءة"، مشيرا إلى "معارضة الحزب لبعض بنود البيان الوزاري، خصوصا في ما يتعلق بقطاع الكهرباء، وهو البند الأساس الذي حتى المجتمع الدولي ينتظره لتحديد موقفه"، منبها من "النهج الذي تتبعه الحكومة في اول أيامها من قمع وتحريض".

ولفت إلى أن "الشعب اللبناني كان أول من طالب في 17 تشرين بإسقاط العهد"، داعيا القوى السياسية إلى "تحمل المسؤولية ومواجهة الاستحقاقات المقبلة على البلاد، والعمل بجهد وإخلاص تلبية لطموحات الشباب".

من جهته، أعلن الحريري أن "اجتماع اليوم في مقر هذا الحزب الذي كان أول من قاوم وناضل ضد الأفكار الرجعية وضد الإحتلال الإسرائيلي، هو تتمة للقاء الذي جمع بين الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والذي أتى بعد مرحلة غير متوازنة فيها الكثير من التقلبات، وشابتها الإيجابيات والسلبيات على حد سواء، وحصلت فيها أخطاء لدينا الجرأة للاعتراف بها".

وعن الجهود المشتركة، أكد الحريري أن "العمل قائم للسير ضمن نهج مستقبلي يستند على مؤسسات الدولة، بعيدا عن التعطيل الذي يضرب ميثاق الوحدة الوطنية وإتفاق الطائف، بعد ان برزت ظواهر لإنهائه".

أما عن إمكانية تشكيل جبهة معارضة واحدة، فقال: "إن الموضوع سابق لآوانه. ونؤكد التنسيق المستمر بين قيادتي الطرفين لتنظيم نهج مستقبلي مبني على أهداف مشتركة، أبرزها بناء الدولة وإكمال مسيرة الشهيد الحريري والنائب جنبلاط".

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى