سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف:عطلة الأعياد تفرض نفسها على الملف الرئاسي

 

الحوار نيوز – خاص

الواضح أن عطلة الأعياد فرضت نفسها داخليا وخارجيا على الملف الرئاسي ،على الرغم من التواصل القائم على صعيد أكثر من ملف في محاولة لمعالجة بعض الأزمات الاجتماعية لا سيما على صعيد الكهرباء.

  • النهارعنونت: الضغوط الدولية نحو التصعيد بعد رأس السنة

  

وكتبت “النهار” تقول: فيما بدت الحركة السياسية الداخلية مشلولة تماما عشية عيد الميلاد، باستثناء اللقاء المسائي الذي جمع رئيس الحزب #التقدمي الاشتراكي #وليد جنبلاط ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، اتجه المشهد الداخلي اكثر فاكثر نحو تأزم مفتوح على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية، ولو ان ثمة حركة لبعض الزوار الغربيين ل#لبنان بين الميلاد ورأس السنة تتصل بتفقد وحدات عاملة ضمن قوة اليونيفيل وليس لاهداف سياسية مركزة. وجاء الحديث الذي نشره “النهار العربي” و”النهار” امس للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ليسكب مياه باردة على التوقعات المضخمة حيال مؤتمرات إقليمية او دولية مخصصة للازمة الرئاسية والاقتصادية في لبنان من خلال نفيه الاتجاه الى عقد مؤتمر دولي حول لبنان، ولو انه أشار الى “مبادرات” سيتخذها في قابل الأسابيع حيال الوضع اللبناني كلا. وثمة معطيات تزداد ثباتا حيال الخشية من ان تكون مرحلة الفراغ الرئاسي امام “تمديد” مفتوح وسط ازدياد معالم الصورة الشديدة السلبية دوليا عن الطبقة السياسية في لبنان التي يتعين عليها تحمل تبعات الفراغ الحاصل في وقت لا تبدو الرهانات واقعية ابدا على تفاهمات إقليمية من مثل الحديث عن احياء حوار سعودي – إيراني من شأنه حل الازمة الرئاسية في لبنان. ولذا عاد الحديث في الآونة الأخيرة عن احياء وسائل ضاغطة غربية بعد رأس السنة الجديدة من مثل العقوبات على معطلي الانتخابات الرئاسية والإصلاحات في لبنان التي تنطبق على اطار قانوني سبق للاتحاد الأوروبي ان اقره ولم تتخذ بعد في ظله إجراءات تنفيذية. كما ان هذه الضغوط قد لا تقف عند حدود العقوبات، بل ثمة تداولا لاحتمالات تتصل بافاق المرحلة التي يفترض ان تلي انتخاب رئيس الجمهورية العتيد والحكومة الأولى التي ستتشكل في عهده بما يعني وضع الاسرة الدولية معايير اشد تشددا حيال أي حكم جديد يفترض ان يحظى بصدقية لاستعادة الثقة بالسلطة اللبنانية الجديدة .

 

اما على الصعيد الداخلي فتغرق البلاد في دوامة عجز مزدوج عن كسر الازمة الرئاسية التي استولدت ازمة تجاذبات داخل الحكومة قد تعطل الحد الأدنى من مهماتها في إدارة مرحلة الفراغ، وكذلك عن فرملة اندفاعات الازمات المالية والاجتماعية والخدماتية المرشحة للتفاقم باطراد، ولعل ابرز التطورات التي سجلت في هذا السياق امس تمثلت في المعلومات عن اجتماع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، وجرى اتصال ثلاثي مع وزير الطاقة وليد فياض، حيث أبلغ سلامة فيّاض نيته الموافقة على فتح اعتماد بقيمة 62 مليون دولار يوم الثلثاء المقبل، بانتظار انتهاء الإجراءات القانونية والمراسلات بين وزارة المال والمصرف المركزي.

 

جنبلاط وباسيل

وسط هذه الأجواء، بدت لافتة الإجراءات المتكتمة التي رافقت انعقاد اللقاء الذي جمع مساء امس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بعيدا عن الاعلام، وحصل لغط حول مكان انعقاده، اذ ذكر انه لم يعقد في دارة جنبلاط في كليمنصو، فيما تبين لاحقا انه عقد في منزل داليا جنبلاط الضاهر في وسط بيروت. ويبدو ان طابع السعي الى كسر الجمود والعجز في الازمة السياسية والرئاسية غلب على قبول جنبلاط عقد اللقاء نظرا الى الدور التعطيلي الأساسي الذي يلعبه “التيار الوطني الحر” فيما بدا هدف باسيل توسيع هامش حركته السياسية وطرح أسماء مرشحين من خارج حلقة المرشحين الثلاثة الذين يرفضهم وهم النائب ميشال معوض وسليمان فرنجية والعماد جوزف عون. وقالت مصادر “التيار الوطني الحر” تعليقا علِى اللقاء ان باسيل يلتقي كثيرين من دون اعلام ومنها ما يتسرب ويعرف ومنها ما لا يعرف وهذا كله من ضمن حراك يقوم به لانتخاب رئيس من ضمن برنامج انقاذي تم التأسيس عليه في ورقة الأولويات الرئاسية التي وضعها التيار.

 

وأفادت أوساط اشتراكية “النهار” ان تواصلا من قبل باسيل حصل قبل شهر طلب عقد اللقاء مع رئيس الحزب وحيث ان الحزب ينادي بالحوار فانه لم يرفض الدعوة ولكن بطبيعة الحال لكي يعرض كل فريق وجهة نظره فليس هناك أي تسوية رئاسية. كما رفض المطلعون على موقف جنبلاط ادراج الزيارة في اطار فك العزلة عن باسيل، وقالوا انها تاتي في اطار الحركة التي يقوم بها تجاه القوى السياسية لكسر الحلقة المفرغة القاتلة التي تسيطر على البلاد في ظل تفاقم تعطيل المؤسسات الدستورية.

كما ان معلومات أخرى أفادت ان اللقاء تناول ملف الشغور في السلك العسكري ومرسوم التمديد لرئيس اركان الجيش اللواء امين العرم الذي اقترحه قائد الجيش ورفضه وزير الدفاع موريس سليم .

 

في غضون ذلك هنأ رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي التقى امس المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم في اطار حركة سياسية للأخير، اللبنانيين عامة وأبناء الطوائف الروحية المسيحية خاصة، بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة قائلا “حري بنا، كأبناء هذه الارض التي وطأتها أقدام السيد المسيح عليه السلام من الجنوب الى جبله وأقصى شماله وإختارها مكانا لإجتراح معجزاته الأولى في صور وقانا وصيدون وإنتظارا مريميا في سيدة المنطرة في مغدوشة ، حري بنا كل من موقعه في هذه اللحظة المصيرية التي يمر بها وطننا لبنان وهي الأخطر في تاريخه أن نقارب كل ما هو متصل بحياة وطننا وإنساننا وقضايانا الخلافية مقاربة بمفهوم ميلادي على قواعد الأمل والرجاء والتسامح والمحبة ونبذ البغض والكراهية وسلوك طريق التلاقي على كلمة سواء من أجل ميلاد جديد للبنان”.

 

وزير الخارجية الإيطالي

على صعيد آخر، وفي وقت انطلقت تدريجيا عجلة التحقيقات في حادثة العاقبية، جال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي نائب رئيسة الحكومة الإيطالية أنطونيو تاياني، على المسؤولين اللبنانيين في أول زيارة له للبنان بعد تشكيل الحكومة الايطالية الجديدة برئاسة جورجيا ميلونى. واستقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تاياني في السرايا حيث تم عرض العلاقات بين لبنان وايطاليا والوضع في لبنان والتعثر الحاصل في انتخاب رئيس جديد. ونوّه الرئيس ميقاتي بالعلاقات الوطيدة التي تربط لبنان وايطاليا، والحضور الايطالي الفاعل لدعم لبنان على الصعد كافة والمبادرات التي تقوم بها ايطاليا لمساعدة الجيش، اضافة الى المساعدات الانسانية التي تقدمها سنوياً الى لبنان. وشدد “على الدور الفاعل لايطاليا في اطار القوات الدولية العاملة في الجنوب”. بعدها، انتقل الدبلوماسي الايطالي والوفد المرافق الى عين التينة حيث استقبله الرئيس بري.

 

يشار الى انه سجل قبل ظهر امس تحرك لدورية تابعة لقوات “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان مؤلفة من آليتين رباعيتي الدفع على خط بلدات الشرقية، الدوير، انصار ذهابا وايابا باتجاه خط زفتا – الزهراني ، وقد واكبتها الية تابعة لمخابرات الجيش .

 

كيوسك: لقاء بعيد من الاعلام بين جنبلاط وباسيل تناول تطورات الملف الرئاسي .

انفراج موعود في الكهرباء بفتح مصرف لبنان اعتمادا ماليا الأسبوع المقبل .

 

 

  • اللواء: انفتاح باسيل باتجاه جنبلاط لن يُعوِّض ما أفسده عهد «الكوارث»
    زحف أوروبي باتجاه «اليونيفيل».. وإجراءات أمنية استثنائية في الأعياد

وكتبت ” اللواء” تقول: طبع الانهيار المالي والنقدي وتهاوي الاسعار العام 2022 بطابعه الكارثي، على مرأى أيام قليلة من نهاية سنة كانت حافلة بكل أشكال الفشل والخلل والتلاعب والتكاذب، من دون تحقيق إنجازات تتعلق بوقف السير الى شفير الهاوية، عبر تجديد الثقة بالنظام العام، والنظام النقدي، والنظام المصرفي، بوضع حد لمسخرة الودائع، والتعاميم الهمايونية لمصرف لبنان والتطبيقات الغريبة العجيبة للمصارف الكبرى والصغرى، سواء في ما يتعلق بالمضي بحجز الودائع، وعدم الاقدام على خطوة انفراجية في هذا الشأن، أو حجز التحويلات بالليرة اللبنانية الى الحسابات الموطنة، بعد اشتقاق حسابات موازية، وكأنها محفظة من مال المواطن لمصلحة صناديق المصارف وميزانياتها.

ومع تنامي المخاوف من الآثار المدمرة للسلوك الشاذ لفريق التيار الوطني الحر، الرافض لعقد اي جلسة جديدة لمجلس الوزراء، والغموض الذي يكتنف موقف حزب الله، الذي «ينصح» بعدم اثارة مشكلات جديدة، جاء اللقاء بين النائب السابق وليد جنبلاء والنائب جبران باسيل، في محاولة جنبلاطية، لاحتواء التصعيد، والذهاب باتجاه المساعدة على التجاوب مع دعوة الرئيس نبيه بري للحوار بين الكتل من اجل التفاهم على مرشح او اكثر لرئاسة الجمهورية.

لكن مصادر في التيار الوطني الحر، اعتبرت ان اللقاء أتى في اطاره الواقعي، وفي سياق سعي باسيل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

بالمقابل، افادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن لقاء جنبلاط وباسيل أعاد إلى الأذهان لقاءات جنبلاط مع الرئيس السابق ميشال عون التي حملت عنوان التهدئة وإزالة التشنج. وأشارت إلى أنه لا يمكن التعويل عليه في إطار تبدل توجهات الفريقين، لكنه كان لازماً من أجل تخفيف حدة التوتر بعد موقف باسيل من الحكومة والضغوط التي مارسها من أجل منع التمديد لضباط المجلس العسكري ومن بينهم رئيس هيئة الأركان في الجيش اللواء أمين العرم المحسوب على جنبلاط.

وقالت إن رئيس التيار الوطني الحر شرح موقفه، كما دار الحديث عن الملف الرئاسي، وأولوية جنبلاط وباسيل في هذا الإطار وانعكاسات الشغور على عمل المؤسسات الدستورية.

واستبعدت مصادر سياسية ان يحقق اللقاء اي اختراق جدي،يكسر حدة القطيعة القائمة بين الطرفين جراء تراكم الخلافات الناجمة عن الممارسات السيئة للعهد ووريثه السياسي، ومرورا،بتداعيات حادث قبرشمون المؤسفة ومسلسل الاساءات والخصومات التي تسبب بها باسيل مع كافة الاطراف السياسيين.

وقالت المصادر ان اللقاء يأتي في اطار محاولات باسيل لكسر طوق العزلة المفروض عليه بالداخل بعد تردي علاقاته مع حليفه حزب الله ،وانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون بفشل ذريع ،وفقدان امتيازات الرئاسة ومكاسبها على كل الصعد،في حين ان جنبلاط الذي يتبنى منطق الحوار بين كل الاطراف السياسيين، لا يجد حرجا بعقد مثل هذا اللقاء، لا سيما اذا كان هدفه تبريد الاجواء بين كل الاطراف، وخصوصا اذا كانوا خصوما، أو من الصف الواحد، للتوصل الى تفاهمات للمشاكل اومخارج مقبولة من الجميع.

واعتبرت المصادر ان جنبلاط الذي يسعى لجس نبض باسيل، بالنسبة للمرشح الرئاسي الذي يحبذه ، لن يذهب بعيدا الى حد التفاهم مع رئيس التيار الوطني الحر على مرشح واحد يتم الاتفاق عليه، لاعتبارات عديدة، بعضها مرتبط بعلاقته المميزة مع حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأصدقائه في الكتل والشراذم النيابية الاخرى والاهم صعوبة الوثوق باي وعد أو التزام من قبل باسيل الذي انقلب على كل التفاهمات رأسا على عقب طوال مسيرته السياسية.

واشارت المصادر إلى ان جنبلاط سعى من هذا اللقاء إلى بذل مجهود الساعات الاخيرة مع رئيس التيار الوطني الحر لحث وزير الدفاع لتغيير موقفه والموافقة على التمديد لرئيس اركان الجيش اللبناني العميد امين العرم برغم صعوبة حصول ذلك، ولن يذهب بعيدا، بكل ما يمس علاقاته الجيدة مع بري او استفزاز حلفائه وحتى حزب الله، في حين ان باسيل حقق مبتغاه بكسر طوق العزلة المفروض عليه، واظهر لحليفه انه بامكانه الانفتاح وتأسيس نواة تحالف سياسي مع خصومه، ولو استغرق الامر بعض الوقت.

وفيما تكتمت المصادر المعنية في الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر على المكان الذي عقد فيه اللقاء، وكم استمر، علمت «اللواء» من مقربين ان اللقاء عقد في منزل صديق مشترك، يرجح ان يكون منزل كريمة النائب جنبلاط داليا، وبدعوة من زوجها جو بيار الضاهر، ولعب في ترتيبه النائب فريد البستاني دور الوسيط.

وتكتم الطرفان على ما تم بحثه باستثناء القول انه تناول كل الملفات المطروحة باستثناء ما يتعلق بتأخير تسريح رئيس اركان الجيش اللواء امين العرم، الذي دخل تقاعده حيّز التنفيذ منتصف ليل امس. فيما بقيت الزيارات الميلادية لموفدين غربيين قائمة ومنهم امس وزير خارجية ايطاليا، بينما نفى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما تردد عن مسعى فرنسي لعقد مؤتمر دولي حول لبنان والاكتفاء بالعمل على مشاريع وبرامج ملموسة كقطاع الكهرباء.

ويبدو ان حل ازمة الكهرباء جزئياً يسير على طريقه ولو ببطء، حيث اجتمع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مع وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، وجرى اتصال ثلاثي مع وزير الطاقة وليد فياض، حيث أخبر سلامة فيّاض عن نيته الموافقة على فتح اعتماد بقيمة 62 مليون دولار يوم الثلاثاء المقبل لتأمين ثمن الفيول لمعامل الكهرباء، بانتظار انتهاء الإجراءات القانونية والمراسلات بين وزارة المالية والمصرف المركزي.

 

بري: الأمل والرجاء والتسامح

وهنأ الرئيس بري اللبنانيين عامة وأبناء الطوائف الروحية المسيحية خاصة، بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة قائلاً: حريّ بنا، كأبناء هذه الارض التي وطأتها أقدام السيد المسيح عليه السلام من الجنوب الى جبله وأقصى شماله، وإختارها مكانا لإجتراح معجزاته الأولى في صور وقانا وصيدون، وإنتظاراً مريميا في سيدة المنطرة في مغدوشة ، حري بنا كل من موقعه في هذه اللحظة المصيرية التي يمر بها وطننا لبنان وهي الأخطر في تاريخه، أن نقارب كل ما هو متصل بحياة وطننا وإنساننا وقضايانا الخلافية مقاربة بمفهوم ميلادي على قواعد الأمل والرجاء والتسامح والمحبة، ونبذ البغض والكراهية، وسلوك طريق التلاقي على كلمة سواء من أجل ميلاد جديد للبنان.

 

بخاري: رئيس رافعة للتعافي

وفي سياق التحرك الدبلوماسي، خلال زيارته بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي اغناطيوس يوسف الثالث يونان في مقر البطريركية بالمتحف، مهنئا بالاعياد، عرض سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبدالله بخاري، «لآخر المستجدات على الساحة اللبنانية وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي، وضرورة اتفاق الافرقاء على انتخاب رئيس يجمع اللبنانيين، ويكون رافعة لتعافي لبنان وعودته لمكانته وحضنه العربي، إضافة إلى عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك».

 

 

 

  • الأنباء: حوار الداخل” أوجب من حراك الخارج.. ومجدداً الدولار ضحية تهريبه

وكتبت “الأنباء” تقول: خرقت مواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المرتبطة بلبنان الركود السياسي الذي استجد منذ أسبوع مع دخول البلاد فترة الأعياد، وأشارت إلى أن بيروت ستكون حاضرة ضمن حراك دبلوماسي فاعل من المفترض أن ينطلق مطلع العام المقبل، وهو ما تؤكّده إشارات عدة جاءت من الخليج وفرنسا تشير إلى أن لبنان غير منسيٍ، الجهود في الإقليم لن تستثنيه.

 

ماكرون كشف أنّه سيُطلق مبادرات لحل الاستعصاء السياسي، رغم انه وضع نفسه من جديد في خانة التعميم الخاطئ حين تحدث بسلبية عن كل القوى السياسية، في حين هو نفسه يعلم علم اليقين مَن مِن هذه القوى فعلاً يتحمل مسؤولية تعطيل الإستحقاقات والاصلاحات، ومن بذل ويبذل كل الجهود لمحاولة اخراج لبنان من أزماته على قاعدة أن حوار اللبنانيين بعضهم يجب أن يكون له الأسبقية على أي حراك خارجي مهما كان مطلوباً.

وفي طليعة هذه القوى الجاهدة لحلحلة الملفات المتشابكة داخليا، يتصدر المشهد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي لم يوقف محركاته منذ انتهاء الانتخابات النيابية، وقد فتح قنوات الحوار في كل اتجاه في مسعى لاقتناص اي فرصة متاحة لانتشال لبنان من المستنقع.

 

حراك جنبلاط الذي تفعل مجدداً يوم أول من أمس مع زيارة النائب وائل أبو فاعور الى معراب، ثم استقبال جنبلاط للنائب ميشال معوّض في كليمنصو، إنما يتناغم تماماً مع موقف الحزب التقدمي الداعي الى الحوار مع الجميع، وفي هذا السياق تؤكد مصادر قيادية انه ليس مستغرباً أن يحصل تواصلاً بين كليمصنو والنائب جبران باسيل، إذ لا يمكن لمن ينادي بالحوار أن يسلكه مع فريق ويقاطعه مع آخر، بصرف النظر عن مدى تباعد وجهات النظر في ما يتعلّق بالملفات المطروحة، فجوهر وفكرة الحوار أن يتم بين المختلفين في الآراء والمواقف.

في غضون ذلك يتراكم الواقع المعيشي صعوبةً، إذ سيُعيّد اللبنانيون عيد الميلاد بظروف اقتصادية واجتماعية صعبة لا مثيل لها. ورغم الحركة المقبولة التي أحدثها وصول المغتربين والسيّاح الذين قدموا لتمضية إجازة العيد، فإن الأوضاع آخذة بالتردّي مع ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل جنوني وارتفاع أسعار معظم المنتجات، وقد بات السواد الأعظم من المواطنين غير قادر على توفير أبسط المقوّمات في ليلة العيد.

 

في هذا السياق، فإن العين على مصرف لبنان وما إذا كان سيتدخّل لتهدئة سوق القطع في الأيام المقبلة، خصوصاً أنّه اعتاد على التحرّك في مثل هذه الظروف، وهنا، لفتت مصادر مطّلعة إلى أن “لا قرار في هذا الشأن بعد، لكن الخيار وارد”. 

إلّا أن المصادر ذكّرت أن “مصرف لبنان يضخ 100 مليون دولار شهرياً لموظفي القطاع العام، كما أنّه يضخ مبالغ أخرى بالدولار من خلال السحوبات النقدية، إضافة إلى وصول أعداد كبير من السيّاح وصرفها الدولار، وكل هذه العوامل تشجّع الدولار على الانخفاض لا الارتفاع، وبالتالي ما يحصل ليس منطقياً”.

 

لكن المصادر كشفت سبباً رئيسياً خلف صعود الدولار بهذا الشكل السريع وغير المنطقي، وذكرت أن “جزءاً كبيراً من دولارات السوق اللبنانية تُهرّب إلى سوريا عبر الحدود من خلال صرّافين غير شرعيين، وجاءت هذه المعلومات بعد أخبار عن ارتفاع سعر صرف الدولار في الداخل السوري، والمطلوب من الجيش والقوى الأمنية اتخاذ قرار الحسم والتحرّك”.

أما وعن فتح مصرف لبنان اعتمادات لتفريغ بواخر فيول وصلت لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، أشارت المصادر إلى أن “من المفترض أن يفتح “المركزي” اعتمادات لبواخر الفيول مطلع الأسبوع المقبل، بقيمة تُقدّر بـ63 مليون دولار”.

 

إذا فإن لبنان يقف على أبواب الأعياد بانتظار المبادرات الخارجية التي قد تفتح كوّة في الجدار المقفل، لأن عدداً كبيراً من المعنيين فقدوا كل حسٍ للمسؤولية، ويتجاهلون كل المآسي التي يتخبّط بها المواطنون، الذين خسروا ثقتهم، وما عادوا ينتظرون أي تحرّك من قبل السلطة لتدارك الانهيار الكبير.  

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى