سياسةمحليات لبنانية

معرض نقابة المصورين في ذكرى الحرب: ألم الماضي وهمّ الحاضر

 

تحت عنوان " ذكرى وعبرة" افتتحت نقابة المصورين الصحفيين في لبنان، معرض صور فوتوغرافية لمناسبة 13 نيسان، ذكرى بدء الحرب الأهلية في العام 1975، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بوزير الإعلام جمال الجراح، في "بيت بيروت" – السوديكو، في حضور النائب فؤاد مخزومي، المدير العام لوزارة الإعلام حسان فلحة، زين ياسين ممثلا امين عام كتلة التنمية والتحرير النائب أنور الخليل، نقيب المصورين الصحفيين عزيز طاهر، ممثل قائد الجيش العماد جوزف عون العقيد الركن نزيه جريج، وعدد من الإعلاميين والمصورين.
بدأ الحفل بالنشيد الوطني، بعدها ألقت عريفة الحفل الزميلة رونيت ضاهر كلمة الافتتاح، فقالت: "ذكرى وعبرة"، ليس لنكأ الجراح، ولا استذكار مآسي الماضي، في حرب دفع ثمنها اللبنانيون غاليا، من أرواحهم وممتلكاتهم وتاريخهم وحضارتهم. هي مجرد وقفة لبرهة من الزمن، أمام ذاتنا الإنسانية، أمام مسؤولياتنا جميعا في أخذ العبر، مما اقترفته أيدينا بحق أخوتنا في المواطنية وفي حق وطننا".
بعدها، أشار النقيب طاهر في  كلمته، الى أن النقابة من خلال "معرضنا، الذي أسميناه ذكرى وعبرة، ليس لنبش الماضي بل لنعيش المستقبل. ذكرى لنا، نحن جبل الحرب الذين تعبت عيوننا وعدساتنا، من التقاط صور التشرذم والدمار والقتل والانقسام، صور الخطف والتهجير، ولكي لا تتكرر هذه الصور مرة جديدة، وعبرة لنا وللاجيال التي لم تعرف تلك الحرب وفظائعها، هادفين من خلال معرضنا، أن نوجه رسالة لهذا الجيل، لنقول له، إن الحرب هي موت ودمار وضياع وطن. هذا ما أردنا أن نقوله من خلال معرضنا، وهذه هي رسالتنا في ذكرى الحرب المشؤومة".
من جهته، اعتبر محافظ بيروت زياد شبيب في كلمته أن "بيت بيروت، هذا المكان العريق، الذي ما زال يحمل في جسده جراح الحرب، يستقبل جميع اللبنانيين ويرحب بهم، ويحفظ ذكريات مئة عام من تاريخ بيروت الحديث، بما فيها مرحلة الحرب الأليمة، حيث كان المصورون الصحافيون جنودا مجهولين معلومين، قاموا بأهم عمل توثيقي".
ولفت إلى أنه "تم اختيار ذكرى 13 نيسان لافتتاح هذا المعرض، لأن في الذكرى عبرة، أولا، كما هو شعار هذا المعرض، وثانيا، لأن الجيل الحالي الصاعد في لبنان، الذي لم يعرف مآسي الحرب وويلاتها، عليه الاطلاع على ما وثقته عدسات المصورين في تلك المرحلة".
الجراح
ورأى وزير الإعلام في كلمته، انه "في مثل هذا اليوم سقط لبنان واللبنانيون، في فخ مؤامرة الحرب الأهلية، ومؤامرة تدمير لبنان، وإلغاء دور لبنان الحضاري والثقافي والريادي. سقط لبنان واللبنانيون في فخ الطائفية والمذهبية، وفي فخ المشاريع التي تنهيه. كل هذه المآسي التي مرت، جعلت شباب لبنان يستشهد ويقتل ويجرح وتسيل الدماء في الشوارع، ويدمر لبنان أمام أعيننا، من دون أن نكون قادرين على حمايته، من الطائفية والمذهبية، ونتحمل ذلك في أن نسقط في فخ المشاريع الإقليمية، التي قررت تحويل لبنان إلى ساحة للصراعات".
أضاف: "كنت أعيش تلك المرحلة، كما عشت مرحلة الإعمار مع مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والمعاناة التي مر بها لبنان، كدولة ومؤسسات لإعادة الإعمار، وإعادة وضع لبنان على خريطة العالم والمنطقة، وعلى تقديم الخدمات، التي كنا نتمتع بها عام 1975".
وتابع: "وللذين لا يعلمون من الجيل الجديد، أن عام 1975 كان لبنان من أرقى البلدان في المنطقة، لا بل كان يسمى سويسرا الشرق، وكانت هناك مؤسسات الرئيس الراحل فؤاد شهاب، ومجلس الشورى ومجلس الخدمة المدنية ومجلس المحاسبة والضمان الاجتماعي، وكل هذه المؤسسات، وكانت الليرة في عزها بالنسبة للدولار، واليوم ندفع ثمن الحرب وويلاتها وأزماتها"، مؤكدا أنه "لا يمكننا إلقاء المسؤولية على أحد، لكن لإيضاح الأسباب الحقيقية، التي وقفت وسهلت وأدت إلى الحرب الأهلية، نقول للأجيال اليوم، أنا من عرفت من الحرب 15 سنة، حرب الشهداء والدمار، عاد اللبنانيون إلى الطائف وكرسوا مع بعضهم، وتحاوروا، ووقف الدمار. وكان الأجدر بهم أن يتوقفوا ويجلسوا ويتحاوروا، في العام 1975، ويتحولوا أمرا واقعا، ويتفقوا في ما بينهم، ويجنبوا لبنان واللبنانيين ويلات 15 عاما".
وشكر نقابة المصورين "التي تصر على إقامة هذه الذكرى في كل سنة، وفي هذا المكان، الشاهد على الحرب وصرخة اللبنانيين".
يشار إلى أن أعضاء لجنة الاشراف على المعرض المؤلفة من حسين فقيه، لطف الله ضاهر، انور عمرو، كريم الحاج وعلي حاطوم، أعدوا خطة عمل المعرض الذي يستمر لغاية 15 الحالي، ويحتوي على لوحات للمصورين الشهداء: جورج سمرجيان، خليل دهيني، ميشال برزغل وعلي حسن سلمان.
وشارك في المعرض المصورون الذين التقطت عدساتهم شواهد عن ويلات ومآسي الحرب وهم: روجيه مكرزل، جمال السعيدي، عباس سلمان، ماهر عطار، عدنان ناجي، علي سيف الدين، جورج فرح، مصباح عاصي، محمد عزاقير، محمود الطويل، مصطفى جمال الدين، عدنان برجي، ميشال صايغ، أحمد عزاقير، ابراهيم الطويل، جوزيف براك وعزيز طاهر
ولجنة الاشراف على المعرض كريم الحاج علي حاطوم حسين فقيه انور عمرو لطف الله ضاهر .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى