إغتراب

المجلس القاري الافريقي نحو المؤتمر العاشر:انجازات ونموذج للقيادة الرشيدة (حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز خاص

تتواصل التحضيرات اللوجستية لإنعقاد المؤتمر العاشر للمجلس القاري الأفريقي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، بعد تأجيل لأسباب قاهرة لمدة سنة تقريباً، نتيجة ظروف الانتقال المعقدة ووسط ” انتشار وباء كورونا المتجدد عبر المتحور “اوميكرون ” والذي تسبب بإمتناع مطارات عدة عن استقبال المسافرين خاصة أولئك القادمين من الدول الافريقية”.

عام كان مناسبة لمواصلة الجهود التي يبذلها رئيس المجلس القنصل حسن يحفوفي والهيئة الإدارية للمجلس، من أجل تحقيق وتنفيذ خطة العمل والبرامج الأهداف التي رسمتها الهيئة الإدارية لولايتها.

لقد تميّز آداء القنصل يحفوفي بالشفافية والوضوح محاولاً تلمس الواقع الفعلي للجاليات في دول أفريقيا، ساعياً خلف تطوير علاقاتها بالوطن الأم إجتماعياً ورسمياً، بما يحقق مصلحة الجاليات ومصلحة الوطن من جهة ثانية.

أول استحقاق واجهته الهيئة الإدارية تمثل في ضرورة مأسسة عمل المجلس وتأمين ظروف عمل للهيئة الإدارية تعزز مبدأ العمل الجماعي والقيادة الجماعية بعيداً عن أي شكل من أشكال الشخصنة والفردية والتفرد. وهذا ما يسجل للقنصل يحفوفي الذي حرص على قاعدة التشاور الدائم والنقاش الايجابي وأن لا يفسد الاختلاف في الرأي للود قضية.

لقد ساهم هذا الأداء بتغليب لغة الحوار داخل الفروع الوطنية، وحرص القنصل يحفوفي على إيجاد آليات ديمقراطية تحفظ لمختلف المكونات في الفروع الوطنية حقها في التمثيل، مشجعاً مبدأ التمثيل النسبي كي تكون الفروع ذات تمثيل اغترابي جامع لا فئوي وتمثيل حقيقي لا وهمي. وهذه نقطة ثانية تسجل للقنصل يحفوفي.

والى عدد من الفروع الجديدة، وتنظيم الانتسابات الجديدة، شجع يحفوفي على إجراء مسح شامل للعاملين في القطاعات المهنية في الفروع الوطنية أو الجاليات، إنفاذا للفقرة 1 من المادة 4 من النظام الأساسي للجامعة، ليصار لاحقاً الى “إطلاق عدد من جمعيات مشتركة في الطب والهندسة والقانون والعلوم الأخرى” المهنية الثنائية بين الفروع في الدول المضيفة والنقابات المهنية في لبنان، سيما وأن ثمة كفاءات وخبرات عالية تعمل في الدول الأفريقية يمكنها مد يد المساعدة التقنية للبنان. وهذه مادة تأسيسية لعمل لاحق للمجلس، تسجل أيضاً لليحفوفي.

لم يترك القنصل يحفوفي قضية أموال المغتربين التي تبخرت من المصارف اللبنانية، دون مساءلة وهو تابع ولا زال هذه القضية مع أعلى المراجع المصرفية والتشريعية، وقد تبلغ وعوداً حاسمة في عودة ودائع المغتربين ضمن المعالجة الشاملة لقضية الودائع، وقد عكست مواقف بعض المراجع ولا زالت مضمون هذه الوعود، وعلى أمل التنفيذ، فإن هذه المابعة تسجل للقنصل يحفوفي.

ولا يمكن لأي متابع لمسار عمل المجلس في ولايته الحالية سوى تقدير الدينامية التي واجهت فيها الهيئة الادراية للمجلس القاري وباء كورونا وانتشاره في دول أفريقيا، فأقر خطة استثنائية لجلاء من يرغب من ابناء الجاليات، لاسيما العائلات والأطفال والمرضى والحوامل، مع تأمين خطة للوقاية لمن رغب في البقاء في الدول المضيفة. وشملت هذه الخطة اجراءات وقاية خاصة بالمغتربين، وتنظيم برنامج دعم للمؤسسات الصحية الرسمية للدول المضيفة، ساهمت فيه الجاليات بقوة وكان موضع تقدير السلطات الأفريقية المعنية. إن هذه الدينامية والحماسة شكلت مدخلا لإعادة النقاش الجدي في ملف حركة طيران الشرق الأوسط (الخطط الجوية اللبنانية) وضرورة تعزيزها بين لبنان وافريقيا.

وتعزيزا للحضور الدبلوماسي اللبناني في القارة الأفريقة بشكل عام وبعض الدول التي تستضيف جاليات لبنانية كبيرة، فقد بادر القنصل يحفوفي لفتح نقاش مع الجهات الرسمية من أجل المساهمة بالطرق المناسبة في تطوير وتعزيز الحضور الدبلوماسي الذي يعتبر جزء لا يتجزء من الحضور الاغترابي اللنباني. وإذا كانت الظروف غير العادية التي يمر بها لبنان لم تساعد في تطوير هذه المبادرة إلا أنها ستبقى علامة تعيدنا بالذاكرة الى الرعيل الأول المعطاء من المغتربين الذين ساهموا في بناء وتجهيز عدد من السفارات اللبنانية.

ومن باب الشفافية، حرصت الهيئة الإدارية على تعزيز التواصل المباشر والإعلان عن مجمل حركة المجلس ونشرت بياناته وطورت وسائط التواصل الإلكتروني وشجعت على تعميق المعرفة الاقتصادية لرجال العمال في البلدان المضيفة.

لعل أهم ما حققه القنصل يحفوفي بدعم ومساندة من الهيئة الإدارية تمثل في إبعاد السياسة عن عمل الفروع ورفض أي عمل يمس بالسوء جوهر العلاقات الأخوية والعائلية التي تجمع الجاليات، وتعزيز علاقات التعاون مع الإدارات الرسمية للدولة اللبنانية، وكان القنصل يحفوفي قد زار لهذه الغاية عدد كبير من المسؤولين اللبنانيين.

قيادة رشيدة وحكيمة هو ما تحتاجه الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وهذا ما أسس له القنصل يحفوفي على أمل أن يعمم هذا النموذج من العمل الجاد والصامت.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى