رأي

مقاربة لمقولة “من قال ان العدو يريد انهاء الحرب؟”( حسن عماشا)

 

بقلم حسن عماشا – الحوارنيوز

 

كتب الاستاذ ابراهيم الأمين في جريدة الاخبار. (نقلا عن موقع “الحوار نيوز”) عرضا تفصيليا للمخطط الاميريكي تجاه غزة، والتناغم تماما مع ما يريده وما يرسمه لمستقبل غزة والفلسطينيين العدو “الإسرائيلي”.

لن اعيد استعراض ما قدمه الأمين، فمن شاء يمكنه العودة لمقالته.

انما أود أن اقدم مقاربة أخرى:

– بادئ ذي بدء، وانا اقرأ عرض الأمين عادت بي الذاكرة إلى العام ١٩٨٢/١٩٨٣.

اثر الاجتياح “الإسرائيلي” للبنان،وجدت ان المشروع الاميركي في خطوطه وحيثياته كلها بدون استثناء او زيادة او نقصان، هو نفسه المطروح لغزة وفلسطين، وكان مطروحا لبيروت ولبنان في العام ١٩٨٢ مع فارق الظروف والتي كانت في تسعة اعشارها في صالح تحقيق المشروع،  ومنها التسليم بالارادة الاميركية التي استمدت قوتها من “القوات المتعددة الجنسيات”، وتامين غطاء “الشرعية اللبنانية” حتى بعد اغتيال بشير الجميل والاتيان بشقيقه امين رئيسا للجمهورية، وتجريد قوى الاعتراض من مرتكزات قوتها المتوج باخراج “منظمة التحرير” ومجموعاتها المسلحة من لبنان (يجري الحديث اليوم بنفس الزخم عن حماس) باعتبارها المشكلة، وان بقيت مجموعات اعتراض كانت فاعلة تجاه الاحتلال “الإسرائيلي”، لكنها لم تجد عداء بالوجود الأميركي -الأطلسي تحت مسمى “القوات المتعددة الجنسيات، والتي لم تطلق عليها رصاصة واحدة من قبل قوى الاعتراض في حينه، وان كان بعضها يسجل مواقف اعتراضية بالسياسة ولا تتعدى البيانات. ومن ثم كانت تتقبل ما يرسمه المبعوث الاميركي فيليب حبيب (المرادف له اليوم تجاه غزة جفري فيلتمان).

وبما ان الهدف الرئيسي تصفية الوجود الفلسطيني المسلح بعد السيطرة على لبنان ووضعه بالكامل في الفلك الاميريكي، وتحقق الجزء المتعلق بالوجود المسلح عبر خروج المنظمة من بيروت (والغريب هنا انها خرجت رافعة شارة النصر!!!) كان من ضمن المخطط طمس الهوية السياسية الوطنية للفلسطينيين عبر الغاء دور “الاونروا” من خلال انشاء مركز للرعاية الطبية والاجتماعية تولته الفرقة الإيطالية المشاركة بالقوة المتعددة الجنسيات. وكان انشئ مركز لها في منطقة بئر حسن في حرج المرمح وهو يتوسط مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة.

اما في ما يخص الممر البحري الآمن من المضحك تبني الترويج الدعائي الاميركي له، في حين أن له وظيفة أخرى. سبق وانشئ في بيروت ثلاثة منه، الأول شمال ميناء بيروت، والثاني في منطقة الأوزاعي، والثالث في منطقة الناعمه، وكانت لهذه الموانئ وظيفة واحدة وهي نقل القوات والعتاد من البحر إلى البر والعكس.وما زالت هذه الموانئ موجودة إلى الآن. والمضحك ان ميناء الأوزاعي يعرف ببور نبيه بري وميناء الناعمة بور جنبلاط.

رغم كل الظروف المؤاتية والتسليم الداخلي والخارجي للمشروع الاميركي باستثناء بعض الاعتراضات السياسية ومن قوى هامشية، انهار المشروع الاميركي بضربات جعلت القوات المتعددة الجنسيات تهرب محملة باكياس الجثث للجنود من القبعات الخضر الفرنسية والبحرية الاميركية المارينز. وجاءت تلك الضربات من خارج كل التوقعات لتبشر بعهد جديد للمقاومة أكثر قوة وجذرية وفعالية، لم يعد خلط الأوراق كما يظن البعض، بل هي كانت فاتحة لعصر المقاومة بمسار جديد مبني على رؤى واستراتيجية تتجاوز كل الموروث الفكري الكياني التكيفي.

فاين نحن اليوم من العام ١٩٨٣/١٩٨٢؟

وهل الواقع الدولي يتناسب مع المخططات الاميركية؟

وهل الواقع الإقليمي ايضا في صالح ما تخطط له اميركا، ليس تجاه فلسطين وحسب بل تجاه المنطقة عموما؟

واخيرا هل كان لنا يوم في المئة عام السابقة تتحد فيه قوى المقاومة في محور متماسك ومتناغم متكامل كما هو حالنا اليوم؟

نعم يخطط الأميركي وادواته وفي طليعتهم الكيان الصهيوني ويرسم المشاريع، ولكن لدى أمتنا قوة مقاومة وتصد تحقق الإنجازات وتراكم الانتصارات وتنمو قوتها باطراد،وفي المقابل تفقد اميركا الكثير من ادواتها وأوراقها.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى