رأي

بين الإقتصاد والموقف الأميركي:االوضع يضغط على إسرائيل(حلمي موسى)

 

كتب حلمي موسى من غزة:

 

الوضع يضغط بشدة على اسرائيل واستمرار الحرب ليس من مصلحتها. وبعيدا عن محكمة العدل الدولية والرأي العام العالمي هناك عدة اشارات مهمة تنبئ بمستقبل مختلف.

اول هذه الامور حجم العبء الاقتصادي الهائل لهذه الحرب على اسرائيل وعواقب ذلك المستقبلية. وفقط يمكن القول ان شركات التصنيف المالي الدولية وبعد ان رفعت فائدة القروض على اسرائيل تريد تخفيض تصنيف اسرائيل الائتماني. وعدا ذلك تقريرصحيفة    ” يديعوت احرونوت” يتحدث عن ان تكلفة الحرب حتى الان ابتلعت حوالي نصف ميزانية العام ٢٠٢٤ ،وتقدر التكلفة بحوالي ٢٥٥ مليار شيكل اي ما يعادل حوالي ٧٠ مليار دولار.

وطبعا اذا لم يكن هذا كافيا من المهم ملاحظة أن الضغط الامريكي على نتنياهو يزداد ،خصوصا بعد ان رفض النزول عن الشجرة بسلم الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح الذي وفره له بايدن مؤخرا.

وحسب المعلق بن درور يميني في يديعوت فإن  بايدن يضغط. هل سيتصرف نتنياهو وفقا للمصالح الاستراتيجية المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة، أو وفقا لرؤية الدولة الواحدة بقيادة سموتريش وبن جفير؟ ويرى أن من المشكوك فيه أن يقدم نتنياهو إجابة واضحة. ولكن هناك خوف من أن يتجه اليمين إلى التضييق على نتنياهو. ومرة أخرى، سوف تطغى المصلحة الحزبية على المصلحة الوطنية.

ومعروف ان جهات متزايدة في الادارة الامريكية تضغط على بايدن لاعلان عدم ثقته بنتنياهو والعمل على تغيير التعامل مع ائتلافه اليميني للذي يعرض ايضا المصالح الامريكية واستقرار المنطقة والعالم للخطر.وقد سبق لمسئولين امريكيين أن حذروا من ان نتنياهو يسعى لجر امريكا الى حرب لا تريدها مع ايران.

وما يزيد الطين بلة بالنسبة لنتنياهو انه صار اكثر انعزالا في الحلبة الامريكية نفسها. فقد انتشر التململ منه في صفوف كبار المؤيدين لاسرائيل في الحزب الديمقراطي ،وتخوف كثيرون في الحزب الجمهوري من ردود فعل الشارع الامريكي على المجازر الاسرائيلية بحق الفلسطينيين.

 

وبحسب شبكة NBC فإنه حتى بين أصدقاء إسرائيل العظماء في الكابيتول – الجمهوريين والديمقراطيين – هناك شك متزايد بشأن الطريقة التي يدير بها رئيس الوزراء الحرب، وفي ما يتعلق بدوافعه: “من الجيد سياسياً بالنسبة له أن يستمر القتال، هناك تساؤلات حقيقية حول قدرته على القيادة”. قال عضو كونغرس ديمقراطي يصف نفسه بانه صديق حقيقي لإسرائيل: “نتنياهو كارثة. ليس من الضروري أن تكون عالم صواريخ لكي تفهم أن لديه مصلحة في عدم انتهاء الحرب”

 

أفادت شبكة NBC  مساءالسبت أن بعض أكبر مؤيدي إسرائيل في الكونجرس، سواء في الحزبين الجمهوري أو الديمقراطي، يحذرون من أنهم يفقدون الثقة في رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والطريقة التي يدير بها الحرب ضد حماس. وذكرت الشبكة الأمريكية أنه على الرغم من أن اعضاء الكونغرس التقدميين ظلوا ينتقدون نتنياهو والهجوم الإسرائيلي على غزة لفترة طويلة، فإن حقيقة أن المشرعين المؤيدين لإسرائيل والذين يشغلون مناصب في لجان مهمة تتعامل مع الأمن القومي، يعبرون الآن عن إحباط متزايد من سلوك نتنياهو.

 

 

 

ويوصف نتنياهو في التقرير بأنه “دعم ينزف” بين مؤيدي إسرائيل في الكابيتول، ويأتي على خلفية تقارير الأسبوع الماضي أفادت بأن مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن أوصوا بإعلان أنه يفقد الثقة في نتنياهو ، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي الوزير يطيل الحرب عمدا.

 

وبحسب شبكة “إن بي سي نيوز”، فإن ثلاثة اعضاء كونغرس تحدثوا للشبكة قالوا إنهم يشكون حتى فيما إذا كان لدى نتنياهو استراتيجية لإنهاء الحرب في غزة، وأثاروا احتمال أنه يسحبها عمدا للبقاء في السلطة وسط افتقاره إلى التعاطف بين الجمهور الإسرائيلي. وقال عضو جمهوري في مجلس النواب يتعامل مع شؤون الأمن القومي لشبكة NBC: “من الصعب للغاية الدفاع عن بيبي أو تبرير الاستراتيجية السياسية لكل هذا”.. “شخصياً، أعتقد أنه من المفيد له سياسياً أن يظل منغمساً في الصراع، سواء مع حزب الله أو في غزة. وأي نوع من وقف إطلاق النار أو اتفاق سلام أو جهود إعادة الإعمار سيضره سياسياً، وأعتقد أن هذه العوامل لها وزن في ما سيفعله”.

 

وفقًا لشبكة NBC، قال نفس عضو الكونجرس الجمهوري: “هناك انعدام ثقة حقيقي، وهناك أسئلة حقيقية حول قدرته على القيادة، وأعتقد أنه لا يحظى بشعبية كبيرة جدًا. أعتقد أنك تراه في حكومته. وتراه داخل ائتلافه.  “انظر إليه داخل الجيش، داخل البلاد. وأعتقد أن هذه قضية مركزية للغاية بالنسبة للعديد من صناع القرار هنا في الولايات المتحدة من وجهة نظر الأمن القومي”.

 

ويتفق عضو ديمقراطي في مجلس النواب يعمل في لجنة الأمن القومي بمجلس النواب مع هذا التقييم، حيث قال لشبكة NBC إن نتنياهو يمثل “كارثة”. ووفقا له، فإنه يشعر بقلق بالغ إزاء احتمال أن تتحول العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى “حرب لا نهاية لها” يسقط فيها عدد أكبر من القتلى والجرحى من المدنيين.. يبدو أن الحكومة الإسرائيلية قد أعطت الجيش الإسرائيلي مهمة بعيدة المنال – وهي تدمير حماس. وإذا كانت هذه هي المهمة التي يتوقعون من الجيش الإسرائيلي أن ينفذها، فستكون حربًا لا نهاية لها. وفي هذه الأثناء، سيُقتل عدد لا يحصى من الأشخاص – لا يحصى – دون أن يرتكبوا أي جريمة، وسيكون الدمار أمرًا لا يمكن تصوره”.

 

وأضاف عضو مجلس النواب الديمقراطي نفسه، الذي يعرف نفسه بأنه “صديق حقيقي لإسرائيل”: “كانوا جميعا أصدقاء جيدين لإسرائيل، لكن نتنياهو كارثة، والأمر الأسوأ هو أن الكثير منا يخشى أن نتنياهو قد يفشل. أطال أمد الحرب، لأنه يعلم أنه بمجرد أن تنتهي، سوف يخسر منصبه. لذلك ليس عليك أن تكون عالم صواريخ لكي تفهم أن الوضع الحالي جيد بالنسبة لمثل هذا السياسي الخائف. ولكن بالنسبة لأي شخص آخر – إنه فظيع.”

 

 

وقال رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، الديمقراطي مارك وارنر، الذي ترأس مؤخرا وفدا من أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين إلى الشرق الأوسط، لشبكة NBC إن المشرعين حثوا المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارتهم على زيادة المساعدات الإنسانية للسلطة الفلسطينية في الغرب. وأضاف  أن “دعمنا لإسرائيل لا يزال ثابتا، لكن يجب أن يكون لدينا شريك على الجانب الإسرائيلي يدرك أن جيلا من الدعم الأميركي يمكن أن يضيع إذا لم يفكر في القيام بهذا”. الحرب في غزة تحتاج الى أسلوب مختلف.”

وهاجم وارنر، في مقابلة مع الشبكة، العناصر المتطرفة في حزب نتنياهو وتصريحاتهم الداعية إلى إخراج الفلسطينيين من غزة.

 

وقيمة تقرير الشبكة الامريكية ان نتنياهو اكتسب مكانته في اسرائيل من صورته كلاعب سياسي هام في واشنطن التي كانت ملعبه البيتي حيث كان قادرا حتى على مقارعة رئيس كأوباما بفضل الدعم غير المحدود لاسرائيل في مراكز النفوذ الامريكية وخصوصا في الكونغرس.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى