“عندما تتكلم المصادر” ..جديد وفاء أبو شقرا
"عندما تتكلّم المصادر- الصحافيون ومصادر معلوماتهم"، هو عنوان الكتاب الذي صدر هذا الشهر عن "دار الفارابي" لمؤلِّفته الصحافية والأستاذة في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية وفاء أبو شقرا.
الكتاب، وهو الأول من نوعه في المكتبة العربية، يتناول موضوع استخدامات الصيغ المصدرية في الكتابة الصحفية، في كافة الوسائل الإعلامية (وكالات الأنباء- الصحف- الإذاعات- محطات التلفزيون- المواقع الإلكترونية). يقع في 303 صفحات (قطْع وسط)، ويبحث بالتفصيل في كيفية تعاطي الصحافيّين مع الصيغ المصدرية، ولا سيما منها تلك المُسمّاة في التداول الصحفي "المصادر المجهولة"، والتي تكون في أحيانٍ كثيرة "مصادر مضلَّلة" وتمسي بدورها "مصادر مضلِّلة".
في شقه الميداني، ينطلق "عندما تتكلّم المصادر"، من واقع الممارسة الصحفية اللبنانية، ليحيط بمهنة الصحافة، بعامّة، في لبنان (تاريخها، مبادئها، أخلاقياتها…)، ويتقصّى في بيئة عمل المؤسسات الإعلامية المختلفة. تتوقف الكاتبة، بالتفصيل، عند أبرز المعوّقات والضغوط والإكراهات التي يتعرّض لها الصحافيون اللبنانيون، وتؤثّر، بشكلٍ أو بآخر، على قدرتهم في الوصول إلى المعلومات، وكيفية اختيار مصادرهم، ونوعية العلاقة التي ينسجونها مع هذه المصادر، و"الثمن" الذي يدفعونه بغية الحفاظ عليها.
كيف يتعامل الصحافيون، بعامّة، واللبنانيون منهم بخاصّة، مع المصدر الصحفي؟ ما هي علاقتهم بالمصدر؟ وكيف يوظفون معلوماته؟ ما هو رأيهم في السلوك المصدري للوسائل الإعلامية في لبنان؟ ما هو موقفهم من إفراط الإعلام اللبناني في استخدام الصيغة المصدرية؟ هل يختلف التعاطي مع المصدر إذا كان الصحافي اللبناني يعمل في مؤسسة غير لبنانية؟ هل يتعرّض الصحافي لابتزاز مصادره؟ هل يضطر أحياناً لكشف مصدره؟ هل يختلق الصحافي مصدراً؟ هل يمكن الاستغناء عن الصيغة المصدرية؟…إلخ.
عينة من أسئلة مقابلاتٍ شاملة أجريت مع 24 صحافياً لبنانياً يعملون في مؤسسات إعلامية لبنانية أو عربية أو عالمية.
وسعت المؤلفة في كتابها، أخيراً، إلى إغناء مقاربتها النظرية العلمية بأقاصيص صحفية واقعية، مكّنتها منها خبرتها الصحفية الطويلة، فجاءت هوامش الكتاب غنية جداً بالأخبار والأمثلة المشوّقة.
وفاء أبو شقرا أستاذة في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية منذ العام 2006، ومنسّقة الماستر2 في قسم علوم الإعلام والاتصال- مهني منذ العام 2013، في اختصاصيْ "الصحافة الاقتصادية والتنموية" و"الصحافة البيئية والصحية". حائزة شهادة دكتوراه في "سوسيولوجيا الإعلام والاتصال" من جامعة "السوربون الجديدة – باريس 3". مارست مهنة الصحافة من العام 1986 وحتى العام 2008 (تاريخ تفرّغها للتعليم الجامعي)، في عددٍ من المؤسسات الإعلامية المطبوعة والمسموعة والمرئية: إذاعة "صوت الشعب" في بيروت، إذاعة "الشرق" في باريس، صحيفة "السفير" (بالقطعة)، صحيفة "الحياة" (بالقطعة)، فضائية "المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI" في أدما. باحثة في "الكتابة التلفزيونية والإذاعية"، و"آليات العمل في وسائل الإعلام الجماهيري"، و"إعداد وإنتاج الأفلام الوثائقية"، و"الخطاب الديني"، و"اللغة الإعلامية".
*توقع أبو شقرا كتابها الجديد يوم السبت في 15 كانون الأول 2018 في جناح دار الفارابي في معرض الكتاب العربي في البيال بين الرابعة والخامسة والنصف عصرا.