الحوارنيوز – حرب غزة
إرتفعت حرارة التوقعات بتوقيع وشيك لاتفاق على وقف النار في غزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل ،والبدء بالتنفيذ يوم الأحد المقبل ،أي قبل يوم واحد من تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب سلطاته الدستورية ،ما يعني ان الضغط الأميركي بلغ مداه الأقصى.
وقد اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، مع عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، في وقت تشير التقارير إلى أن المفاوضات الجارية في الدوحة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار وصلت إلى مراحلها النهائية.
وبينما تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن الوسطاء يمارسون ضغوطًا على حركة حماس لتقديم ردها النهائي على الاتفاق المقترح، تتوقع إسرائيل توقيع الاتفاق خلال ساعات أو يومين على الأكثر، على أن يبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار صباح الأحد المقبل.
وفي هذا السياق، عقد نتنياهو مساء اليوم، مداولات أمنية طارئة مع كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حول الاتفاق المحتمل لتبادل الأسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق النار بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.
وأجرى نتنياهو محادثات مع رئيس الموساد دافيد برنياع، المتواجد حاليًا في العاصمة القطرية حيث يقود الوفد الإسرائيلي المفاوض، ليطلع على آخر التطورات؛ فيما زعم مسؤول إسرائيلي رفيع أن حماس لم تقدم ردها النهائي على مسودة الاتفاق المقترح.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن رئيس الموساد أطلع نتنياهو على النقاط التي تم الاتفاق عليها، وتلك التي لا تزال عالقة؛ وقالت القناة 12 إنه لم يتم الاتفاق بعد بين إسرائيل وحماس على ترتيب مراحل تنفيذ الصفقة، باستثناء الأيام السبعة الأولى.
وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”)، مساء اليوم الثلاثاء، أن الوسطاء أبلغوا إسرائيل بوجود تأخير في رد حماس على مسودة الاتفاق؛ وأشارت إلى أن الوسطاء أكدوا أنهم يمارسون ضغوطًا كبيرة على حماس لتقديم رد في أقرب وقت ممكن، على الرغم من هذا التأخير.
وأفادت القناة نقلا عن مصادر مطلعة بأن “رد حماس قد يصل في أي لحظة، حيث وصلت المفاوضات إلى مراحلها النهائية”؛ فيما ذكرت القناة 12 أنه من المتوقع أن يتم توقيع الاتفاق خلال الساعات القليلة المقبلة، أو في غضون يومين كحد أقصى. وأضافت أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن تنفيذ وقف إطلاق النار سيبدأ صباح الأحد المقبل.
وقالت القناة 12 إن التقديرات تشير إلى إمكانية إبرام الاتفاق خلال الـ24 ساعة المقبلة، فيما تستعد رئاسة الحكومة لدعوة فورية لانعقاد المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) والحكومة. وأضافت أنه “في حال توقيع الاتفاق خلال اليومين المقبلين، من المتوقع أن تبدأ أولى عمليات الإفراج عن الأسرى يوم الأحد”.
ووفقا للتقارير الإسرائيلية، لا تزال المداولات مستمرة بين الوسطاء والمسؤولين الإسرائيليين وقيادة حركة حماس بشأن الصياغة النهائية للاتفاق، وأشارت إلى أن إحدى العقبات تتعلق بخريطة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة خلال تنفيذ الاتفاق.
وأكد مصدر في حماس أن الحركة لم تقدم ردها على اتفاق الأسرى حتى الآن، بسبب عدم تسلمها خرائط انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، والتي يفترض أن تسلمها تل أبيب إلى الوسطاء، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز”، مساء الثلاثاء.
وخلال اللقاء الذي عقد في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية في القدس، طالبت عائلات الأسرى بإبرام اتفاق يضمن الإفراج عن كافة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وبجدول زمني واضح ومحدد لذلك. واعتبر ممثلو العائلات بعد الاجتماع أن هذه “ساعات حاسمة”.
وقالت العائلات إن “الوقت ينفد، ونحن أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل لاتفاق”، مشددة على ضرورة بدء التفاوض مع حركة حماس في محاولة للتوصل إلى تفاهمات حول المرحلة الثانية من الاتفاق المرتقب، وعدم الانتظار لليوم الـ16 من دخول المرحلة الأولى حيّز التنفيذ.
وأضافت العائلات أن نتنياهو أكد أن المفاوضات تهدف لإتمام صفقة شاملة تشمل جميع الأسرى، لكنهم أعربوا عن قلقهم من اقتصار التفاهمات على المرحلة الأولى من الصفقة. وقالوا: “نطالب باستمرارية بين مراحل الصفقة”.
وشددوا على ضرورة “بدء تنفيذ المرحلة الثانية فور انتهاء المرحلة الأولى”، وكذلك على ضرورة تواصل تنفيذ الصفقة “دون توقف حتى الإفراج عن آخر أسير. لا يمكن أن يُترك أي أسير خلف الخطوط في أي ظرف”.
كما شددت العائلات، في مؤتمر صحافي عقد عقب الاجتماع بنتنياهو، على رفضها لفكرة “الدفعة الإنسانية” من الأسرى، وقالت “جميع الأسرى إنسانيون، ونتنياهو وافق على ذلك، وأكد التزامه بإعادة جميع الأسرى، سواء الأحياء لإعادة تأهيلهم أو جثامينهم لدفنهم”.
وقالت العائلات “لا نكتفي بالتصريحات، بل سنقيم التزام رئيس الحكومة بناءً على الأفعال”.
وفي تصريح للصحافة عقب اللقاء، قال شارون شرعبي، شقيق أسيرين في غزة، إن هذه “ساعات مصيرية”. وأوضح أن نتنياهو أكد أن المفاوضات تشمل الجميع، لكنه شدد على ضرورة الاتفاق على جميع المراحل مسبقًا.
وأضاف “لا يجب الانتظار حتى اليوم الـ16 للبدء بمناقشة المراحل اللاحقة، فكل لحظة مهمة”. كما دعا إلى الوحدة الداخلية في إسرائيل وعدم إصدار تصريحات تؤدي إلى الانقسام، وقال “علينا التركيز على هدف واحد وهو إعادة جميع الأسرى”.
بدورها، قالت ليشي ميران لافي، زوجة أسير في غزة، إن اللقاء لم يكن سهلاً، مشددة على أن العائلات لن تتوقف حتى إطلاق سراح جميع الأسرى. وأضافت “سنظل نطالب بأن تشمل الصفقة الحالية الجميع، وليس في المستقبل، فالوقت ليس في صالحنا”.
بدوره قال غيل ديكمان، قريب أسيرة في غزة، إن العائلات تفهمت خلال الاجتماع أن “المرحلة الأولى من الصفقة هي الوحيدة التي تم الاتفاق عليها”. وأعرب عن قلقه قائلاً: “من غير المقبول عدم وجود اتفاق يضمن عودة جميع الأسرى”.