قالت الصحف: العدو يخرق.. المقاومة جاهزة.. والملفات الداخلية تتقدم
الحوارنيوز – خاص
شهد اليوم التالي من بدء سريان مفعول وقف إطلاق النار:
- مواصلة عودة الأهالي الى قراهم ومدنهم بموجات متتالية بما فيها البلدات الحدودية المدمرة.
- العدو يخرق مجددا اتفاق وقف إطلاق النار ويصعّد سياسيا وسط ارتفاع موجات الاحتجاج الداخلية.
- الملفات الداخلية، لاسيما الملف الرئاسي يتحرك في ضوء تحديد الرئيس نبيه بري موعدا لجلسة عامة مخصصة لإنتخاب رئيس بعد جلسة تشريعية أمس مددت لقادة الأجهزة المنية.
- ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة الديار عنونت: المقاومة والخروقات الاسرائيلية: فرصة للدولة وجهوزية للرد
واشنطن لإضعاف حزب الله داخليا «والعين» على إعادة الإعمار
غضب المستوطنين في الشمالي دفع نتانياهو للتصعيد الكلامي؟!
وكتبت صحيفة “الديار”: تتخبط دولة الاحتلال المربكة بفعل العودة المفاجئة لأهل الجنوب الى قراهم الحدودية، وتحاول بشتى الوسائل ارهابهم، لكنها من خلال خرق وقف النار تضع الدول الراعية للاتفاق امام اختبار جدي لنياتها، ولقدرتها على منع انهياره في اللحظة التي ستجد فيها المقاومة نفسها مضطرة الى الرد بالمثل لمنع حكومة اليمين المتطرفة من فرض امر واقع من خارج النص المتفق عليه. لبنان الرسمي تواصل بالأمس مع واشنطن وباريس معترضا على الخرق الاسرائيلي الذي توسع ليستهدف منطقة صيدا، مكذبا الادعاءات الاسرائيلية بوجود «خطر محدق» دفعها للتحرك، فضلا عن ان الاتفاق لا يمنح جيش الاحتلال حرية التحرك، بل العودة الى اللجنة التي يبدو انها لم تشغل محركاتها بعد. وعلم في هذا السياق، ان الجانب اللبناني القلق من التجاوزات الاسرائيلية تلقى وعودا بالتحرك سريعا نحو ضبط التفلت الاسرائيلي، وحصل على تأكيدات بان ما يحصل لن يتحول الى امر واقع، وستكون الامور على خير ما يرام عند البدء بتنفيذ مندرجات الاتفاق من كلا الجانبين!
ما هو موقف المقاومة؟
ولفت مصدر سياسي مواكب للاتصالات الى ان اسرائيل تحاول استغلال الوقت قبل تثبيت الاتفاق وقبل الانسحاب المفترض خلال 60 يوما، بالقيام بخطوات استعراضية لإرضاء الجمهور الاسرائيلي الغاضب من الاتفاق. وفي هذا السياق، تأتي دعوة رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الجيش للاستعداد لحرب اقوى على الجبهة الشمالية إذا خرق الاتفاق. في المقابل علمت «الديار» ان المقاومة تترك للدولة ان تتعامل مع هذه الخروقات راهنا، بالطرق الديبلوماسية المناسبة، وهي تمنحها الوقت الكافي لذلك، وإذا لم تأخذ الاعتراضات اللبنانية على محمل الجد، سيكون رد المقاومة مشروعا وفي الوقت المناسب، لان المقاومين لا يزالون في الميدان ولديهم الوسائل اللازمة الكفيلة بالرد على الخروقات، ويدهم ليست مغلولة ولديهم الكثير من الخيارات المتاحة لمنع الاحتلال من محاولة فرض حزام امني بقوة الامر الواقع.
لا جديد عند لودريان
رئاسيا، وضع رئيس مجلس النواب نبيه بري الاستحقاق على سكته الصحيحة، دون حسم نهائي بان يشهد الموعد المحدد بعد شهر من الان انتخابا للرئيس في ظل عدم وضوح صورة معالم الساكن الجديد في بعبدا في ظل مواصفات عامة تنطبق على أكثر من مرشح. وفي هذا السياق، لم يحمل المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان جديدا، بل جاء لاستمزاج الآراء حول الاستحقاق وسأل من التقاهم، ماذا يمكننا ان نفعل الان لتحريك الملف؟ اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فقد اكدت مصادره انه كان مرتاحا لأجواء الجلسة التشريعية التي مددت لقادة الاجهزة الامنية وفي مقدمتهم قائد الجيش جوزاف عون، وقد جدد التأكيد ان الرئيس الجديد يجب ان يكون ضمن معادلة «لا رابح ولا خاسر»، وان تكون كل الكتل او معظمها موافقة على اسمه.
خطط خبيثة
وفيما بدأ الجيش تعزيز قواته جنوبا، وسير دوريات لحفظ الامن تمهيدا للانتشار على الحدود، عبرت مصادر سياسية عن قلقها ازاء ما نقله زوار السفارة الاميركية في بيروت من كلام عن رؤية واشنطن المستقبلية للواقع اللبناني، ووصفته بالخطط الخبيثة والخطرة، لأنه يتلاقى مع تسريبات اسرائيلية تتحدث عن الواقع الذي يفترض العمل عليه على الساحة اللبنانية لأضعاف حزب الله.
اضعاف حزب الله
وتقوم الخطة على تحييد حزب الله تماماً، بمساعدة الولايات المتحدة ودول أخرى، من خلال العمل على تعزيز قدرات الدولة وإضعاف مكانة الحزب تحضيرا لمرحلة تتمكن اسرائيل في المستقبل من التوقيع على اتفاق سلام مع لبنان مستقر؟!
استغلال اعادة الاعمار
ووفق تلك المصادر، فان الخطر الآني يرتبط بمسألة اعادة الاعمار، ولمنع حزب الله من أعادة بناء مكانته من خلال مصادره المالية، ينبغي ضمان ألا تنقل المساعدات الدولية إلا عبر الحكومة اللبنانية. وهكذا يمكن المساهمة في مسيرة تعزيز الدولة، ومنع ايران من تقديم المساعدة المالية لبيئة الحزب الحاضنة.
التدخل بالملف الرئاسي
ولم يغب الملف الرئاسي عن اهتمام صناع القرار في اسرائيل وواشنطن، وتحت عنوان استغلال ما يعتقدون انه «ضعف» واضح لحزب الله، بما في ذلك تصفية سلسلة قيادته، سيكون ممكناً تحريك مسيرة سياسية تتيح انتخاب رئيس وحكومة جديدة، بعيدا عن نفوذ الحزب، وهذا لا يمكن ان يحصل عبر اللاعبين اللبنانيين المناهضين لحزب الله، وانما بمساعدة لاعبين خارجيين مؤثرين. والاهم لنجاح كل ما سبق انه لا ينبغي لإسرائيل أن تكون متدخلة بشكل ظاهر، لان هذا التدخل سيفشل المهمة في مهدها، ولهذا فان الاتكال سيكون على واشنطن ومعها دول عربية مؤثرة!
المعركة القاسية؟
وفي هذا السياق، اكدت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان ما ينتظر حزب الله هو معركة قاسية في الساحة الداخلية، التي يجب عليه فيها إعادة بناء مكانته لاستخدامها كرافعة سياسية مثلما فعل بعد حرب لبنان الثانية وقبلها بفترة طويلة. ووَفق الصحيفة، على الحكومة اللبنانية أن تستعد لمواجهة مقاتلي حزب الله بشكل مباشر، فهو الجسم العسكري الأكبر في الدولة، بل هو من يمثل أغلبية السكان الشيعة. وهذه المهمة تحتاج إلى تغيير عميق للبنية السياسية في لبنان.
ضغط اميركي على الرياض؟
وفي هذا السياق، كشفت الصحيفة ان الاجتماع المقبل لدول الخماسية التي تضم السعودية، قطر، ومصر، والولايات المتحدة، وفرنسا، سيناقش السبل المتاحة لأحداث تغيير سياسي في لبنان. وستحاول واشنطن الضغط على السعودية لاقناعها بالمشاركة بشكل جوهري في إعادة الاعمار، لتخفيف النفوذ الايراني في الساحة اللبنانية. تجدر الاشارة الى انه من المتوقع ان يعلن حزب اليوم الاليات المفترضة لعملية التعويض والايواء المؤقت واعادة الاعمار.
انتشار الجيش
ميدانيا، تعرض وقف إطلاق النار في يومه الثاني لخروقات إسرائيلية فاضحة، على الحدود وفي الجو، وسط ضبابية في آلية عمل لجنة المراقبة. وفي موازاة ذلك، بدء تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وباشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة. تأتي هذه المهمات في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
ماكرون يتدخل…
وقد تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالين هاتفيين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جرى خلالهما عرض للأوضاع العامة والخطوات الأخيرة التي انتهجها لبنان في مساري وقف إطلاق النار والتحرشات الإسرائيلية كذلك التحضيرات للانتخابات الرئاسية، وقد وعد مكرون ببذل الجهد المطلوب بوقف الخروقات لمنع انهيار الاتفاق. وشددت «الخارجية الفرنسية» في بيان مساء أمس على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية للبنان من دون تأخير، لافتة الى ان باريس منخرطة بشكل كامل في آلية لمراقبة اتفاق لبنان.
متى تلتزم اسرائيل؟
وفي هذا السياق، اقرت مصادر ديبلوماسية بان الاتفاق لا يجيز لإسرائيل التعامل بالنار على ما تعتبره خرقا للاتفاق، انما هناك لجنة اشراف والية لها تحدد الخروقات وتبلغ الأطراف حوله، وهذا ما تركز عليه الاتصالات الحالية، في ظل توقعات بألا يتم الالتزام بشكل صارم قبل انسحاب جنود الاحتلال من الاراضي اللبنانية وانتشار الجيش. لكن ما تفعله إسرائيل حاليا هو منع سكان القرى والبلدات القريبة من أماكن وجود الجيش الاسرائيلي من العودة لتفقد منازلهم في المنطقة.
تهديدات نتانياهو
وفيما قررت الجبهة الداخلية في إسرائيل، تخفيف القيود المفروضة في منطقة الشمال، عقد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية مساء أمس بشأن جميع الجبهات، وحاول تهدئة الغضب في المستوطنات بالقول «لم أقل إن ما يجري في لبنان هو وقف للحرب بل وقف لإطلاق النار وقد يكون قصيرًا» واضاف «سنستغل وقف إطلاق النار في لبنان من أجل التسلح وتصنيع السلاح بشكل واسع».
غضب في مستوطنات الشمال
في هذا الوقت، ارتفعت الأصوات المعارضة في إسرائيل للاتفاق، بخاصة من قبل رؤساء المستوطنات في الشمال، وطالب هؤلاء بالقضاء على حزب الله وفق وعود قدمها نتنياهو لهم في بداية الحرب، بينما يطرح اخرون انشاء منطقة عازلة داخل لبنان لمنع الهجمات، ويتحدث قادة المستوطنات عن هزيمة إسرائيلية في الشمال. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن جنود احتياط قاتلوا في لبنان بأنهم محبطون من اتفاق إطلاق النار مع حزب الله، وقالوا للصحيفة ان لا وجود للنصر المطلق الذي تحدث عنه نتنياهو. وأضاف الجنود للصحيفة ان اللبنانيين يعودون الى بيوتهم بينما سكان الشمال يعيشون في الفنادق، وان سكان الشمال لم يحصلوا على الامن الذي يستحقونه.
الاتفاق المخزي
من جهته قال رئيس مجلس مستوطنة المطلة «إن هذا الاتفاق مخز وسيكون هنا هدوء لأشهر وسنوات مقبلة ولكن سيحدث هنا 7 أكتوبر جديد في المستقبل، واعتقد ان حكومة نتنياهو اضاعت فرصة تاريخية للقيام بشيء مختلف في لبنان، وللأسف الشديد لم تحول الحكومة إنجازات الجيش المذهلة الى اتفاق جاد يجلب الهدوء ليس فقط لسكان الشمال بل لكل إسرائيل. من جهته، قال عضو الكنيست عن الليكود موشيه سعادة «إن إسرائيل باعت إنجازاتها العسكرية بثمن بخس لشراء هدوء وهمي.
الموقف الايراني ايجابي
وفي مقابل سوء النيات الاميركية –الاسرائيلية، تلقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، اتصالا هاتفيا من نظيره الإيراني عباس عراقجي، الذي أعرب عن ارتياح ودعم إيران لوقف إطلاق النار في لبنان. وقد شكره الوزير بوحبيب على الموقف الإيراني وأمل في استمرار الدعم لتطبيق الترتيبات المتفق عليها وفقا لقرار مجلس الامن ١٧٠١. كما أكد الوزير عراقجي على دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته وعديده كي يتمكن من حفظ الأمن والاستقرار جنوب نهر الليطاني. وتوافق الوزيران أيضا على أهمية استقرار وبسط سلطة الدولة السورية على كامل أراضيها.
حزب الله والثقة بالجيش
سياسيا حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري 9 كانون الثاني موعدا لجلسة «مثمرة» لانتخاب رئيس جمهورية، سيدعو اليها السفراء، في اشارة قوية الى انها ستنتج رئيسا للبلاد، ثم اقرار التمديد للعمداء لمدة سنة في الجلسة النيابية العامة، وفي رأس القائمة قائد الجيش العماد جوزاف عون، وبعد الجلسة قطع عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله الطريق امام «المصطادين في الماء العكر» وأعلن ان الجيش هو صمّام السلم الأهلي ونريده أن يكون قوّياً». ودعا إلى «تسليح جيش دفاعي حقيقي»، لافتاً إلى أنّ «المشكلة لم تكن يوماً من الجيش بل من الدول المسؤولة عن تسليحه، ويجب أن يكون لدينا قرار وطني بدولة قويّة وبجيش لديه أحدث الأسلحة للتصدّي لأي خرق إسرائيلي».
جلسة الانتخاب حاسمة؟
من جهته اعتبر نائب رئيس المجلس الياس بو صعب ان جو التفاؤل بانتخاب رئيس الجمهورية زاد والتشريع كان ضروريا. أضاف «على ما يبدو الجلسة المقبلة ستكون حاسمة وجدية لانتخاب رئيس وسيدعو الرئيس بري كل الرسميين والسفراء وأعطى مهلة شهر للتشاور بين الفرقاء» ودعا الى عدم التلهي بالمناكفات وقال: «لنبنِ على الايجابية لانتخاب رئيس، لان الخلافات الداخلية ستعرقل انتخاب الرئيس الذي يدعو الى طاولة حوار للبت بالأمور العالقة».
- صحيفة النهار عنونت: لماذا “رحّل” بري الموعد الرئاسي في حضور لودريان؟
- اليوم الثاني لوقف النار: انتهاكات تواكب استمرار العودة
وكتبت تقول: مع أن الأنظار في اليوم الثاني لسريان اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، ظلت مسمّرة على رصد الخروقات التي سُجلت في الجنوب، كما على عودة النازحين التي حافظت على وتيرة عالية من الزخم والكثافة، قفزت مفاجأة سياسية بارزة في اليوم الثاني إلى الواجهة مع تصدّر ملف انتخابات رئاسة الجمهورية المشهد الطالع من الحرب. ولعل ما حصل في هذا السياق أكد المعطيات التي واكبت ولادة اتفاق وقف النار، والتي أشارت إلى أن مقدمات الجهود الأميركية والفرنسية لإنهاء الحرب استبطنت مشاورات سرية وضغوطاً لاستكمال إعلان وقف النار باستعجال انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ايذاناً بترميم الوضع المؤسساتي الدستوري وقيام حكومة بحيث يتعذر بل يستحيل المضي في تحصين التسوية التي أنهت الحرب والحصول بعدها على مساعدات خارجية لإعادة الإعمار ودعم تسليح الجيش اللبناني وتقويته إلا بوضع مؤسساتي كامل.
ولذا اكتسب الحضور السريع للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت بعد ساعات من إعلان وقف النار دلالات مهمة إذ اندفعت باريس بالتنسيق مع واشنطن لاستعجال انجاز الاستحقاق الرئاسي، ويبدو أن أجندة لودريان، بدفع قوي وشخصي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كانت تهدف إلى انجاز الاستحقاق في أقرب موعد ممكن. ولكن رئيس مجلس النواب نبيه بري سارع إلى إعلان تحديد التاسع من كانون الثاني (يناير) موعداً للجلسة الانتخابية الرئاسية فيما كان العديد يميلون إلى توقع موعد أقرب نظراً إلى الاعتبارات الكارثية التي خلفتها الحرب.
ومع ذلك يمكن إيراد أسباب ودلالات أساسية ارتسمت وراء تحديد بري لهذا الموعد، وأبرزها، أولاً أنه أراد ترجمة تعهداته في الفترة الأخيرة بإنجاز الانتخاب لاحتواء زلزال سياسي يُدرك تماماً أن البلد سيقبل عليه إذا تمادت تداعيات الحرب من دون احتواء، فكان أن أعلن غداة إعلان وقف النار الموعد لانتخاب الرئيس. ثم إن بري أعلن الموعد في مطلع جلسة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون والقادة الأمنيين والعسكريين مستبقاً اجتماعه بالموفد الفرنسي الذي وصل إلى المجلس وحضر جانباً من المناقشات، لئلا يُفسر تحديد الموعد لاحقاً بأنه جاء تحت إلحاح وضغط الموفد الفرنسي. أما إطالة أمد موعد الجلسة الانتخابية إلى التاسع من كانون الثاني، فبدا بمثابة رسالة حمّالة أوجه، أولاً لجهة افساح المجال لمدة أربعين يوماً للتوافق على الرئيس العتيد، وثانياً، وهنا الأهم للإيحاء بأن الثنائي الشيعي راغب في فتح صفحة توافقية ولكنه لا يريد الظهور في موقف ضعيف أو متراجع.
أما لودريان، فأكد الذين التقوه من النواب أنه استعجل انتخاب رئيس الجمهورية خصوصاً في ظل تداعيات الحرب، ولكنه لم يفصح عن أي أسماء لمرشحين ولو أن “طيف” المرشح التوافقي طغى على معظم اللقاءات التي عقدها. وشدد في أحاديثه على أن الطريق أصبح معبداً لإعادة بناء الدولة وأنها فرصة تاريخيّة.
وبعد لقائه الرئيس بري عقب جلسة التمديد، اجتمع لودريان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وشدد على أنه “بعد كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنّ استعادة سيادة لبنان تتطلّب انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير، أردت القيام بهده الجولة لاستطلاع الاوضاع والبحث مع مختلف الأطراف في إمكان التفاهم على انتخاب رئيس، خصوصاً وأن رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا إلى جلسة انتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل”. وهو عقد سلسلة لقاءات في بيروت شملت كتلة “تجدد” ونواب معارضين و”اللقاء التشاوري المستقل” والنائب نعمة افرام واتصل برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الموجود في الخارج، ثم زار معراب والتقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ثم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط .
واتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء بكل من الرئيسين بري وميقاتي وعرض معهما مجريات تنفيذ اتفاق وقف النار والوضع اللبناني.
مواقف
وبرزت مواقف لافتة بعد جلسة مجلس النواب، إذ أعلن عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “كتلتنا جاءت لتقوم بما عليها ولتأكيد التمسك بالجيش الذي قدّم دماءً وكان إلى جانب أهلنا، وصوّتنا لمصلحة الجيش كي لا يكون هناك شغور في قيادته وصوّتنا أيضاً لمصلحة العمداء والقوى الأمنيّة، فالجيش هو صمّام السلم الأهلي ونريده أن يكون قوّياً”، مؤكّداً أنّه “لن يكون هناك أيّ مشكلة بين المقاومة والجيش بل تعاون، ونحن نريد أن تبسط الدولة سلطتها في كلّ مكان وأن تُدافع عن أرضها”.
من جهته، النائب جورج عدوان أوضح باسم “تكتل الجمهورية القوية”، عشية اجتماع مرتقب للتكتل اليوم لمناقشة اتفاق وقف النار، “نحن كتكتل لن نقبل أن يكون هناك بعد اليوم أيّ سلاح خارج الدولة اللبنانيّة ولن نقبل إلّا بأن تستعيد الدولة كامل قرارها في كلّ المناطق وتطبيق القوانين”. ووصف دعوة الرئيس نبيه برّي لجلسة انتخاب رئيس بأنها “خطوة مهمّة”، وقال: نحن ندعم قائد الجيش على رأس المؤسّسة العسكريّة، أمّا ترشّحه لرئاسة الجمهوريّة، فهو ملفّ آخر وكل شخص لم يلتزم بكلّ ما قلناه اليوم لن نؤيّده لرئاسة الجمهوريّة”.
وأُفيد أن جعجع تلقى اتصالاً هاتفياً مطوّلاً من وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي أكد خلاله الاول أن “حزب “القوات” سيعمل مع الحكومة الحالية لتنفيذ بنود اتفاق وقف النار كاملة من أجل ان تستعيد الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وأن تحتكر وحدها السلاح، وأن تكون مسؤولة حصراً عن الدفاع عن لبنان”.
انتهاكات اليوم الثاني
وأما في مجريات سريان اتفاق وقف النار، فمضى الجيش اللبناني أمس في إجراءات تعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وباشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرق وتفجير الذخائر غير المنفجرة. وأكدت قيادة الجيش أن هذه المهمات تأتي في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم في العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
وعلى المحور العسكري، سجلت انتهاكات إسرائيلية بلغت حدود شن غارتين جويتين واطلاق قذائف ورشقات رشاشة وتحذيرات للجنوبيين من العودة إلى جنوب الليطاني.
وفي هذا السياق وفي وقت قال وزير الخارجية الإسرائيلية “لن نسمح لحزب الله بالتقدم جنوب نهر الليطاني أو إعادة التسلح وبناء قوته”، أطلق الجيش الإسرائيلي قذيفة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب ورشقات نارية باتجاه أطراف بلدتي مارون الراس وعيترون.
- صحيفة الجمهورية عنونت: إسرائيل تخرق وقف النار وسط غموض في الاتفاق
وكتبت تقول: وفي اليوم الثاني من اليوم التالي لوقف إطلاق النار اصبح واضحاً انّ مهلة الستين يوماً هي مهلة إعادة تموضع وإرساء معادلات و«الشاطر بشطارته». فلم يجف حبر اتفاق وقف إطلاق النار حتى خرقته إسرائيل على الحدود وخلف جنوب الليطاني، لكن «حزب الله» بقي ملتزماً وفي التزامه رسالة واضحة مفادها أنّه لا يريد العودة إلى الحرب ولا يريد إعطاء إسرائيل ذريعة أخرى للإستمرار في عدوانها، منسجماً مع موقف الدولة بتطبيق القرار 1701 من دون أي يعني ذلك أنّه استسلم للعدو، وسيقدّم سلاحه قرباناً… على أنّ رسالة ثانية في غاية الأهمية مرّرها «حزب الله» من خلال موافقته على التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون في مجلس النواب، والإشادة التي قدّمها عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله بعد جلسة التمديد.
التزم لبنان وقف إطلاق النار وباشر اتخاذ الخطوات الديبلوماسية والعسكرية واللوجستية، في إطار القيام بالموجبات المطلوبة منه لتنفيذ القرار الدولي 1701، وكذلك التحضير لتكوين سلطته الجديدة، بدءاً بانتخاب رئيس الجمهورية في جلسة حدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعدها في 9 كانون الثاني المقبل. لكن إسرائيل استمرت في خرق وقف النار والقرار لليوم الثاني على التوالي، فيما اكتفى لبنان حتى الآن بتسجيل هذه الخروقات من دون أي ردّ عليها. في وقت قال رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو: «لم أقل إن ما يجري في لبنان هو وقف للحرب بل وقف لإطلاق النار وقد يكون قصيراً». وأكّد أنّه أوعز للجيش الإسرائيلي «بالاستعداد لشن حرب قوية في حال تمّ خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في شكل واسع».
واكّد مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية»، انّ «من المبكر تقييم اتفاق وقف إطلاق النار، وسقوط الهدنة لا يُقاس بهذه السرعة. فالعدو حاول تعويض ما يتعرّض له في الداخل من انتقادات واتهامات بفرض أمر واقع عبر محاولات عبثية ولبنان يعي هذا الأمر ولن ينجرّ إلى النيات الإسرائيلية. وكشف المصدر أنّه تمّ التواصل مع الأميركيين لوضعهم أمام مسؤوليتهم ضمن اللجنة الخماسية التي كُلّفت مراقبة تنفيذ الاتفاق، في اعتبار أنّ الخطوة التالية ستكون الانتقال من اتفاق هدنة إلى وقف إطلاق نار حقيقي والإسراع في تأمين حماية للقرار الدولي.
جلسة لانتخاب الرئيس
نقل زوار الرئيس نبيه بري أمس عنه قوله: «لازم نطلع برئيس في جلسة 9 كانون الثاني، لو شو ما صار». وأشار الى «انّ هناك مؤشرات جدّية من الكتل النيابية الأساسية حول استعدادها للتعاون وتسهيل انتخاب رئيس توافقي، لا يشعر معه أي طرف بأنّه خسر وإن لم يصل مرشحه». واعتبر «أنّ الرئيس سيأتي من بين أسماء معلنة تتوافر فيها المواصفات المطلوبة أو أسماء أخرى غير ظاهرة بعد، والأمر يتوقف على حصيلة المشاورات التي ستتمّ». وكان بري قد أعلن أمس عن تحديد جلسة انتخابية جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، في 9 كانون الثاني المقبل، وأكّد أنّ هذه الجلسة ستكون «مثمرة»، مشيراً إلى أنّه تمّ منح مهلة شهر للتوافق بين الكتل السياسية. وأكّد أنّه سيدعو سفراء الدول المعتمدين في لبنان إلى حضور الجلسة، «بما يعكس البعد الدولي في هذه الاستحقاقات المهمّة».
ماكرون
إلى ذلك، علمت «الجمهورية»، انّ الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون أكّد لبري خلال الاتصال الذي اجراه به لمدة 25 دقيقة «استعداده لمساعدة لبنان في كل ما يحتاجه لاستعادة الاستقرار وإنجاز الاستحقاق الرئاسي»، مبدياً «تقديره لجهود رئيس المجلس وللعقلانية التي يدير بها الأمور» وكان بري تلقّى أمس إتصالاً من ماكرون «جرى خلاله عرض للأوضاع العامة والخطوات الأخيرة التي إنتهجها لبنان في مساري وقف إطلاق النار والتحرشات الإسرائيلية، كذلك التحضيرات للإنتخابات الرئاسية». حسب مصادر رسمية.
واتصل ماكرون مساء أمس ايضاً برئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وافادت معلومات رسمية انّهما «بحثا في الوضع الراهن في لبنان بعد سريان قرار وقف إطلاق النار، ومتابعة تنفيذ المقررات التي صدرت عن مؤتمر دعم لبنان الذي عُقد أخيراً في باريس».
وشكر ميقاتي الرئيس الفرنسي على «اهتمامه الدائم بلبنان ومساعدته في وقف العدوان الاسرائيلي والتوصل إلى تفاهم في هذا الصدد». وشدّد على «أنّ الجيش باشر تنفيذ مهمّاته في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، والتحضير لتعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني». وكرّر الدعوة إلى «الضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها لقرار وقف النار والتي تسببت اليوم (أمس) بسقوط جرحى واضرار مادية جسيمة».