قالت الصحف: مسودة أميركية – إسرائيلية لوقف النار ومحاولات توغل جنوبا
الحوارنيوز – خاص
وسط تصعيد جنوني للعدو وارتكابه المزيد من الجرائم بحق المدنيين والممتلكات المدنية، تحدثت صحيفة الأخبار عن تسلم الرئيس نبيه بري لمسودة وقف اطلاق النار أعدتها الولايات المتحدة الأميركية بالتنسيق مع قادة العدو، فيما اعتبرت صحيفة النهار أنه “لم يتم التوصل بعد جدياً إلى مسودة اتفاق ناجزة للتفاوض”.
ماذا في تفاصيل المشهدين الميداني والدبلوماسي؟
- صحيفة الأخبار عنونت: واشنطن تتبنّى طلباً إسرائيلياً بلجنة إشراف بمشاركة قوى أطلسية
مسوّدة أميركية «مفخّخة» للبنان: القبول أو تسعير الحرب!
وكتبت تقول:
بلغت المناورة الأميركية – الإسرائيلية ذروة أولى لها، تمثّلت في تسليم السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون الرئيس نبيه بري مسوّدة «اتفاق لوقف إطلاق النار» بين لبنان وإسرائيل. وفي مداولات أولية مع متابعين، تبيّن أن المسوّدة هي فعلياً حصيلة تفاهم أميركي – إسرائيلي من جانب واحد، يتعلق بترتيبات أمنية طلبتها إسرائيل، وقام الأميركيون بنقلها إلى لبنان على شكل مقترح. لكنّ الصيغة كما يجري الحديث تجعل العرض ابتزازياً، وتُطرح على قاعدة «إما القبول بها أو الاستمرار في الحرب بوتيرة أعلى وأشد في الأشهر المقبلة».
وفي وقت حاول الجانبان الأميركي والإسرائيلي اعتبار «الكرة في ملعب لبنان»، فإن ما رشح عنها يشير إلى أن المقترح يضيف إلى القرار 1701 آلية جديدة «للإشراف وضمان تنفيذ القرار»، إضافة إلى ضمانات تطلبها إسرائيل لعدم تسليح «حزب الله» نفسه من جديد. وبحسب ما تسرّب عبر مصادر دبلوماسية فإن «إسرائيل تريد ضمانات دولية بتفكيك كل البنى العسكرية لحزب الله فوق الأرض أو تحتها، مع انتشار للجيش اللبناني معزَّزاً مع «اليونيفل» ويكون له الإشراف على المعابر الحدودية والمرافق البحرية والجوية». أما بقية البنود فهي تشكّل ما سبق أن أشير إليه، لجهة إعلان وقف فوري وشامل لإطلاق النار، على أن يباشر الجيش اللبناني نشر قوات إضافية في المنطقة، فيما تكون إسرائيل قد خرجت من كل الأراضي اللبنانية التي دخلتها بعد بدء العدوان البري، على أن يصار إلى تعزيز تدريجي للجيش للوصول إلى نشر تسعة آلاف جندي، بالتوازي مع تعزيز عديد القوات الدولية العاملة في الجنوب.
وكشفت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» أن «النقاش الجدي عادَ بين الرئيس بري والأميركيين وأن هناك أخذاً وردّاً بشأن الاتفاق، لكنّ الأمور لم تصِل إلى مراحلها النهائية كما يقول الإسرائيليون». وقالت المصادر إن «أفكاراً واقتراحات تجري مناقشتها مع لبنان»، وإن النقاط العالقة تتصل بالبند المتعلق بـ«تشكيل لجنة دولية ستنضم إليها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودولة رابعة قد تكون عربية (يُحكى عن دور للأردن في هذا المجال) تتولى مراقبة تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته»، إذ إن «الإشكالية الأساسية مرتبطة أولاً بعضوية الدول الأجنبية في اللجنة، وكذلك حول طبيعة الدور المنوط باللجنة الرقابية ودورها ومن هي الجهة التي ستؤول إليها المهمة، علماً أن هناك مهمات ترى إسرائيل أنها فقط هي من تستطيع القيام بها فضلاً عن الضمانات التي تطلبها براً وبحراً وجواً، والحديث كله هنا عن جنوب الليطاني»، خصوصاً أن «إسرائيل تصر على أنّ الاتفاق يسقط في حال لم يقم الجيش اللبناني بالدور المطلوب منه وحينها ستعيد شنّ هجماتها على لبنان».
وفي إسرائيل حيث تواصلت التسريبات حول «قرب التوصل إلى اتفاق»، يركّز قادة العدو على أن إسرائيل «حصلت على ضمانات أميركية بأن يبقى لها حق التصرف في حال لم يجر تطبيق القرار عبر اللجنة المشتركة»، علماً أن لبنان كان قد أبدى عدم ممانعته بتوسيع لجنة الإشراف على تنفيذ القرار، بحيث ينضم ممثلان عن الولايات المتحدة وفرنسا إلى اللجنة الحالية التي تضم لبنان وإسرائيل والأمم المتحدة.
وفي السياق، كشفت مصادر دبلوماسية لـ«الأخبار» أن «التصور الجديد للتهدئة وفق مقترح أميركي محدد بخصوص قطاع غزة ولبنان، جرت مناقشته بين المسؤولين المصريين ونظرائهم الأميركيين في اليومين الماضيين». وناقش وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، بعض تفاصيل المقترح خلال زيارته إلى بيروت التي التقى فيها أطرافاً عدة. ويأتي هذا ضمن المناقشات الموسّعة التي تسعى القاهرة للانخراط فيها مع الأطراف اللبنانية.
وبحسب مسؤول مصري، فإن «العمليات العسكرية التي ينفذها حزب الله في الجنوب تدفع بشكل واضح نحو التهدئة»، مؤكداً أن «جزءاً من الأزمة اليوم لا يكمن فقط في المماطلة الإسرائيلية ولكن في عدم وجود مرجعية ضغط قوية، بما يعني أن كل فرص التفاؤل التي ظهرت أخيراً يمكن أن تتبدّد في لحظات». وأضاف أن «عودة إسرائيل لتنفيذ غارات في الضاحية الجنوبية خلال الساعات الماضية ربما تأتي في إطار إنهاء ما تعتقد تل أبيب بأنه آخر مقار لحزب الله في تلك المنطقة»، لافتاً في الوقت نفسه، إلى أن «الجزء الآخر المعيق للتفاوض يتمثل في تغير مواقف المفاوضين الإسرائيليين بناءً على ما يتلقّونه من معلومات متضاربة».
وتواصلت أمس التصريحات والتسريبات الإسرائيلية، إذ قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، العضو في مجلس الوزراء الأمني، إن «إسرائيل أقرب من أي وقت مضى، منذ بداية الحرب، إلى التوصل إلى اتفاق بشأن الأعمال القتالية مع جماعة حزب الله»، لكنه أضاف أن إسرائيل لا بد أن تحتفظ بحرية تنفيذ العمليات داخل لبنان في حال انتهاك أي اتفاق، وفق ما نقلته وكالة «رويترز». وكشف كوهين أن «من نقاط الخلاف الرئيسية بالنسبة إلى إسرائيل ضمان احتفاظها بحرية تنفيذ العمليات إذا عاد حزب الله إلى المناطق الحدودية التي قد يشكل فيها تهديداً للبلدات الإسرائيلية، قائلاً: «سنكون أقل تساهلاً عما سبق مع محاولات إقامة معاقل في أراض قريبة من إسرائيل. ذلك ما سنكون عليه، وتلك بالتأكيد هي الكيفية التي سنتعامل بها».
ونقل موقع «إكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي أن «الولايات المتحدة وإسرائيل متوافقتان بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وعلى واشنطن أن تتوصّل إلى تفاهم مع اللبنانيين»، فيما قال مسؤول أميركي للموقع نفسه إن «محادثات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في واشنطن كانت جيدة جداً»، زاعماً بأن «محادثات ديرمر عالجت معظم الخلافات مع تل أبيب بشأن اتفاق وقف إطلاق نار في لبنان». وأضاف المسؤول أن «المحادثات عالجت أيضاً خلافاً بشأن الضمانات التي طلبتها إسرائيل بشأن عملها بلبنان»، لكن «لا موعد لزيارة عاموس هوكشتين إلى بيروت ولن يسافر إلى هناك إلا بعد التأكد من التوصل إلى اتفاق». ونقل موقع «واللا» عن مسؤول أميركي أن «نقاشات واشنطن ركّزت على الاتفاق بين لبنان وإسرائيل وضمان أميركي لحرية العمل في لبنان». وقال مسؤول آخر لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن «التقدم قد تم إحرازه، والآن تتحدث إسرائيل إلى الولايات المتحدة بشأن رسائل لترسيخ قدرتنا وشرعيتنا على العمل ضد أي تهديد من لبنان». وقال: «إذا كانت هناك أي محاولات لإطلاق النار علينا، أو بناء جيشهم، أو إدخال أسلحة عبر سوريا، فسنتحرك».
من جهته نقل موقع «واينت» عن مسؤول إسرائيلي كبير أنه «في قلب الاتصالات توجد وثيقة جانبية تهدف إلى ضمان حرية إسرائيل في التصرف في حال حدوث انتهاكات من جانب لبنان»، وشدّد على أن «هذا هو الأمر الأكثر أهمية بالنسبة إلى إسرائيل». ونقلت القناة 14 الإسرائيلية عن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن «هدفنا هو نزع سلاح حزب الله حتى الليطاني ومنع تعزيز قوته»، وإن «كان هدفنا في غزة تدمير حماس لكنّ الأمر في لبنان مختلف، ونحن لا نهدف إلى تدمير حزب الله، إذا كان ممكناً التوصل معه إلى اتفاق يعيد السكان ويلبّي شروطنا». وبينما لفتت القناة نفسها إلى أن «نتنياهو يعقد مشاورة أمنية محدودة في مكتبه في هذه اللحظات على خلفية محادثات التسوية مع لبنان»، أشارت قناة «كان» العبرية إلى أن «التقديرات تؤكد قدرة حزب الله على خوض حرب استنزاف لأشهر طويلة».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر أنه «في إطار التسوية المقترحة ستقوم الولايات المتحدة مع فرنسا بتسليح الجيش اللبناني بهدف تعزيز وجوده في مناطق جنوب نهر الليطاني ومنع أي أنشطة لحزب الله»، لافتة إلى أن «رد حزب الله على مقترح التسوية سيأتي في غضون أيام قليلة». ونقلت الصحيفة نفسها عن مصدر أميركي قوله إن «احتمال التوصل إلى تسوية مع لبنان أكبر من احتمال إنجاز صفقة تبادل أسرى تعيد المحتجزين في قطاع غزة».
- صحيفة النهار عنونت: توسيع العمليات البرّية إلى “الخط الثاني”… هوكشتاين لن يأتي قبل إنجاز مسودّة التفاوض
وكتبت نقول:
كأنه لم تكفِ لبنان الكارثة الحربية التي توزع تداعياتها المدمّرة في كل الاتجاهات فجاءت ظاهرة ترهيب الصحافيين والإعلاميين وتخوينهم بممارسات التهديد الجسدي بعد محاولات الترهيب الاعلامي لتزيد المشهد قتامة. في تتابع سريع لهذه النمطية المتخلفة، تعرّض كل من الزملاء الإعلاميين والصحافيين نبيل المملوك ومحمد البابا وإيمان شويخ بأساليب متنوعة ومختلفة لضغوط ترهيبية لامست الضرب كما مع المملوك، والتهديدات السافرة المباشرة والتسبب بقطع الأرزاق كما مع البابا وشويخ، فيما لا يرف جفن سلطة ولا تجرؤ مرجعية على التشهير بـ”الممانعين” المشهورين بهذا الكار وبهذا الاحتراف الترهيبي.
وبالعودة إلى الدوامة الحربية ومع أن الزيارتين اللتين قامت بهما السفيرة الأميركية ليزا جونسون للسرايا الحكومية وعين التينة في يومين متعاقبين أوحتا بتواصل أميركي “مستجد” مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، استكمالاً لمساعي واشنطن ووساطتها في التوصل إلى اتفاق لوقف النار، بدا من المؤشرات الميدانية، كما من المعلومات الدبلوماسية، أنه لم يتم التوصل بعد جدياً إلى مسودة اتفاق ناجزة للتفاوض بما يفسر تريّث أو استبعاد قيام الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بجولة مكوكية جديدة بين إسرائيل ولبنان في الوقت الحالي. غير أن الأوساط المعنية في السرايا وعين التينة لم تستبعد أن تتبلغ مشروعاً ما من هوكشتاين في الساعات الـ 48 أو 72 المقبلة بما يشكل مؤشراً في حال حصوله إلى أن الادارة الأميركية الحالية ستمضي قدماً في وساطتها عبر هوكشتاين بدعم من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للتوصل إلى وقف النار على الجبهة اللبنانية. وتحدثت وسائل اعلام إسرائيلية أمس عن أن إسرائيل تنتظر رداً لبنانياً على مقترح وقف النار خلال 24 ساعة. كما نقل موقع اكسيوس عن مسؤول إسرائيلي أن الولايات المتحدة وإسرائيل متوافقتان في شأن اتفاق وقف النار في لبنان. ولكن مسؤولاً أميركياً أكد للموقع أن لا موعد لزيارة هوكشتاين إلى بيروت ولن يسافر إلى هناك إلا بعد التأكد من التوصل إلى اتفاق.
وأعلن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، العضو في مجلس الوزراء الأمني، أنّ إسرائيل أقرب من أي وقت مضى، منذ بداية الحرب، إلى التوصل لاتفاق بشأن الأعمال القتالية مع “حزب الله”. لكنّه أضاف أنّ إسرائيل لا بد من أن تحتفظ بحرية تنفيذ العمليات داخل لبنان في حالة انتهاك أي اتفاق. وقال كوهين في مقابلة مع “رويترز”: “أعتقد أنّنا في مرحلة أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل لترتيب منذ بداية الحرب”. وأضاف أنّه من نقاط الخلاف الرئيسية بالنسبة لإسرائيل هي “ضمان” احتفاظها بحرية تنفيذ العمليات إذا عاد “حزب الله” إلى المناطق الحدودية التي قد يشكل فيها تهديداً للبلدات الإسرائيلية. وتابع قائلاً: “سنكون أقلّ تساهلاً عمّا سبق مع محاولات إقامة معاقل في أراض قريبة من إسرائيل. ذلك ما سنكون عليه، وتلك بالتأكيد هي الكيفية التي سنتعامل بها”.
وبدأت التداعيات والنتائج الكارثية للحرب تتظهر تباعاً بحيث ألحق التصعيد في لبنان أضراراً بنحو 100 ألف وحدة سكنية، وفق ما أفاد تقرير صادر عن البنك الدولي أمس في حين تجاوزت الخسائر الاقتصادية في البلاد 5 مليارات دولار خلال أكثر من عام من القتال بين “حزب الله” وإسرائيل. وبحسب البنك الدولي، فقد تسبّب النزاع في تضرّر ما يقدر بـ99209 وحدات سكنية… ومن بين هذه الوحدات المتضررة، يُقدّر أنّ 18 في المئة مدمرة بالكامل، بينما 82 في المئة تعرّضت لأضرار جزئية”، وذلك بين 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 و27 تشرين الأول (أكتوبر) 2024″، مشيراً إلى أن “النزاع تسبب بخسائر اقتصادية بلغت قيمتها 5,1 مليارات دولار”.
· صحيفة الديار عنونت: «جس نبض» أميركي تحت النار ولبنان يرفض رفع الراية البيضاء
جونسون تحمل الى عين التينة «المسوّدة» وإسرائيل تنتظر الرد خلال 24 ساعة!
المقاومة تتصدى للغزو البري والغارات تتواصل… ودور «مشبوه» «لليونيفيل»؟
وكتبت تقول:
لم تعد الوقائع الميدانية، والمناورات الديبلوماسية، والتسريبات الاعلامية، تحتاج الى تفسيرات او تأويلات، فما يحصل ضغط اميركي – اسرائيلي بالنار على المقاومة والدولة اللبنانية لفرض اتفاق غير متوازن، ترجمته العملية الاستسلام لقضاء وقدر حكومة اليمين المتطرفة التي يواصل جيشها حرب الابادة المفتوحة وفق اجندة دولية – اقليمية للقضاء على حركات المقاومة في المنطقة تمهيدا لشن عدوان كبير على ايران يسعى رئيس حكومة العدو «لإنهاء المهمة» في الفترة الفاصلة التي تسبق تسلم دونالد ترامب لمنصبه في كانون الثاني المقبل.
الترجمة العملية لهذه المهمة «القذرة» ترجمت ميدانيا بغارات انتقامية على الابنية السكنية في النبطية، وبعلبك، وصور، ومحاولات غزو بري، تزامنا مع تحرك اميركي عبر السفيرة في بيروت لجس نبض لبنان ازاء شروط وقف النار. وكانت الحصة الكبرى للضاحية الجنوبية، إذ تجاوزت الغارات الاربعين غارة خلال ساعات معدودة حيث توسعت الاستهدافات لتشمل على نحو كثيف منطقتي الغبيري والشياح، وقد استهدفت قوات الاحتلال طواقم اسعافية في عربصاليم في الجنوب، ودورس في البقاع، حيث سقط عشرات الشهداء والجرحى في صفوفهم، فيما تحاول قوات العدو التوغل برا الى عمق نحو 7 كلم من ثلاثة محاور وتواجه مقاومة شديدة ادت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى من ضباط جنود الاحتلال، ودفعت وسائل اعلام العدو الى التساؤل عن جدوى الكلفة العالية فيما لا تزال صواريخ ومسيرات حزب الله تضرب العمق الصهيوني، وسط شكوك كبيرة في قدرة جيش الاحتلال على تنفيذ المهمة.
هدية لترامب
وهكذا، فان الحديث عن كون وقف النار المفترض سيكون «هدية» من نتانياهو لترامب قبيل موعد تنصيبه، يحمل في طياته الكثير من الدماء والدموع والخراب في لبنان، وسيدفع العدو ايضا الكثير من الدماء والخراب والدموع في ظل الاحداث الصعبة المتتالية مع بدء الجيش الاسرائيلي المرحلة الثانية من توغله، وكان لافتا الاعلان عن تجهيز 600 قبر لجنود الاحتلال في مقبرة مستحدثة في القدس المحتلة. وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية فان مساعدًا مقرّبًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخبر ترامب وصهره جاريد كوشنر أن إسرائيل تعمل على خطة وقف إطلاق النار في لبنان، بهدف تقديم إنجاز مبكّر في السياسة الخارجية للرئيس المنتخب. وقال مسؤول إسرائيلي: هناك تفاهم على أن إسرائيل ستقدّم هدية ما لترامب، وأن هناك تفاهمًا بشأن لبنان بحلول كانون الثاني.
لا راية بيضاء
لكن لن تحصل اسرائيل ومعها اميركا على رفع «للراية البيضاء» بعدما دفعت المقاومة وبيئتها اثمانا كبيرة ولم يعد لديها ما تخسره، وهو امر ابلغه رئيس مجلس النواب نبيه بري الى السفيرة الاميركية ليزا جونسن امس، والتي حملت معها المسودة الاميركية الاسرائيلية، التي لم تحمل وفق مصادر اميركية اشارات واضحة حول تعديلات على ال1701، لكن بري ابلغها مجددا رفض اي تعديل للقرار 1701، ووفق مصادر مطلعة، كان بري واضحا في كلامه وابلغ جونسن التي كانت تراهن على ليونة ما تسمح بعودة عاموس هوكشتاين الى بيروت،» ان الرهان على المزيد من القتل والتدمير لن يجدي نفعا، والاصرار على حصول اسرائيل على حرية التحرك داخل لبنان طرح غير واقعي، ولا ينسجم ابدا مع موازين القوى على الارض، ولن تجد واشنطن من يقبله مهما طال الزمن، واذا كانت اسرائيل قادرة على تحمل كلفة الاحتلال مجددا فعليها ان تتحمل مسؤولية مغامراتها الدموية». اما إذا تم الالتزام بالافكار التي نوقشت مع هوكشتاين دون اي تعديلات فان الامر قابل للتطبيق، ويبقى الخوف من التفاصيل حيث تكمن «الشياطين»، اما مسألة الهدنة المؤقتة، فلها شروط غير واضحة حتى الان.
الترويج لوقف النار
في هذا الوقت، واصل اعلام العدو الترويج لوقف للنار قريب مع لبنان، واشارت القناة 12 الإسرائيلية الى أنّ إسرائيل تنتظر ردّاً لبنانيّاً على مقترح لوقف إطلاق النار خلال 24 ساعة. واشارت الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سيناقشان مع حزب الله المقترح الأميركي لوقف النار.
متى يعود هوكشتاين؟
وفي هذا السياق، نقل موقع «أكسيوس» الاميركي عن مسؤول إسرائيليّ قوله إن الولايات المتحدة وإسرائيل، متوافقتان بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وأن على أميركا التوصل إلى تفاهم مع اللبنانيين حوله، كما نقل الموقع عن مسؤول أميركي تأكيد أن لا موعد لزيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت، مشيراً الى أن الأخير لن يسافر إلى هناك إلّا بعد التأكّد من التوصّل الى اتفاق.
صيغة الاتفاق لم تكتمل
من جهته، اكد موقع «والا» الاسرائيلي أن محادثات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي في واشنطن كانت جيدة جداً وأغلقت معظم الفجوات، مشيراً إلى أن نقاشات واشنطن ركزت على الاتفاق بين لبنان وإسرائيل وضمان أميركي لحرية العمل في لبنان. واوضحت أن صيغة الاتفاق بين لبنان وإسرائيل لم تكتمل لكنها قريبة.
ماذا يحمل لاريجاني؟
وسط هذه الاجواء يزور بيروت اليوم كبير مستشاري المرشد الإيراني، علي لاريجاني، ويلتقي بري وميقاتي وعددا من النواب ورؤساء الاحزاب. ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فهو يحمل رسالة دعم مهمة للموقف الرسمي اللبناني، وللمقاومة، في هذه الظروف الصعبة، فإضافة الى تأكيد التزام ايران بالمساهمة في اعادة الاعمار، فان لاريجاني سيؤكد دعم بلاده للموقف اللبناني بعدم القبول بتعديل القرار 1701والاستمرار في مد المقاومة بما تحتاج اليه لمواجهة العدوان الاسرائيلي.
الاهداف الاسرائيلية
من جهتها، كشفت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية عن الاهداف الاسرائيلية، واشارت الى ان الجيش الإسرائيلي يعمل الآن على تحقيق ثلاثة أهداف عسكرية: الأول، ممارسة ضغط عسكري للمضي بتسوية بصيغة قرار الأمم المتحدة 1701 زائد. والزائد هو قدرة الجيش الإسرائيلي على فرض التسوية بقوة إذا لم يقم جيش لبنان واليونيفيل بمهمته. ولفتت الى ان حزب الله الذي يمثله رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، يحاول من خلال حرب الاستنزاف التي يخوضها الآن على الجبهة الإسرائيلية الداخلية أن يمنع حكومة لبنان من تقديم تنازلات لإسرائيل ولتخفيف حدة الموقف الإسرائيلي، وأساساً في مسألة فرض تجريد منطقة التماس المجاورة للحدود وجنوب لبنان حتى الليطاني. واشارت الصحيفة الى ان لدى حزب الله ما يكفي لجعل الملايين من سكان إسرائيل يهرعون إلى الملاجئ كل يوم. ومن ناحيته هذا إنجاز يستنزف قوة الإرادة الإسرائيلية وقد يتسبب بتخفيف حدة مطالب إسرائيل في المفاوضات الجارية. واقرت الصحيفة انه في كل مرحلة جديدة في الحرب، يدفع ضباط وجنود الجيش ثمناً باهظا، وقالت ان حزب الله تمترس في قرى الخط الثاني، وتعلم أساليب العمل ونظم خلاياه المقاومة في منازل القرى.