رأي

أميركا و”عشرية لبنان”: تحضيرات للحرب الأهلية !(نسيب حطيط)

 

كتب د.نسيب حطيط – الحوارنيوز

 

استطاع الموفد الأميركي “هوكشتاين” تحقيق المصالح الإسرائيلية، بصفته جنديا ميدانياً في جيشها وموظفاً في الإدارة الأميركية الراعية لإسرائيل والحامية لها.

استطاع  “هوكشتاين” ،بزياراته المكوكية وإبتساماته الخادعة ان يؤمن آبار الغاز للعدو مع مساحات إضافية، وأن يبيع لبنان الوهم والتنقيب المسرحي الذي كانت نتيجته “لا غاز للبنان” ،مقابل تأمين استخراج الغاز للعدو ودعم اقتصاده لتمويل الحروب!  

بعد إغتيال “السيد الشهيد” وقيادة المقاومة  ومجزرة” البيجر” والضربات القاسية المتتالية للمقاومة واهلها ،اعتقد التحالف الأميركي_الاسرائيلي ،بإمكانية النجاح بالتوغل البري والوصول الى الليطاني ،فعاد “هوكشتاين” وقد اختار موعداً رمزياً، للزيارة في الذكرى الخامسة لما سمي “ثورة تشرين 2019” لفرض “إتفاق تشرين” بديلاً عن “اتفاق 17ايار” اكثر تشدّداً، وبمثابة”صك استسلام” وليس اتفاقية سلام، وإرغام المفاوض اللبناني على التوقيع دون نقاش، وإلا فإن الحرب مستمرة بقساوة وتوحش، والتمهيد للمرحلة الثانية بإشعال الحرب الأهلية التي باتت بعض الاطراف السياسية اللبنانية جاهزة لها ،وتعهد أميركي  بتامين العديد البشري اللازم من النازحين السوريين الذين احتفظت بهم في لبنان طوال 12 عاما، وأمنت تمويلهم باسم “مفوضية اللاجئين”، وعجزت الدولة اللبنانية عن ارجاعهم،بضغط اميركا وحماية قوى 14 اذار و قصور وتقصير قوى المقاومة واهمالها لهذا الملف، مع انها كانت شريكاً اساسياً في الحكم وأستلمت الحكم منذ اكثر من سنتين ولم تقم بأي جهد في هذا الملف، واستسلمت للقرار الاميركي واحتفظت بمن سيقتلها عندما يأمر الأميركي!

إتخذت اميركا قرار القضاء على حركات المقاومة، لتثبيت وجودها في المنطقة وحماية أمن اسرائيل بعد التهديد الوجودي الذي تعرّضت له والذي يصرح به محور المقاومة!  

بدأت اميركا “عشرية لبنان السوداء” منذ العام ،2019 ولن تهمل أي وسيلة، للقضاء على المقاومة واهل المقاومة، سواء بالحصار الاقتصادي والاجتياح البري والقصف التدميري ومصادرة القرار السياسي بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة، وإذا استدعى الامر إشعال الحرب الأهلية اللبنانية من جديد ،لأن اميركا تعتقد ان سيطرتها على لبنان ،تسهّل امتلاكها لمفتاح الشرق الاوسط واسقاط بقية الدول وفي مقدمتها سوريا وإيران.

 نجح “هوكشتاين” المراهق السياسي و”مقاول الغاز” من تحقيق المصالح الإسرائيلية وخداع المسؤولين اللبنانيين، وكان يريد إختتام مهامه، بفرض اتفاقية استسلام لبنانية،لصالح دولته إسرائيل، وسيعود إذا فاز حزبه في الانتخابات او سيغادر الى وظيفة خاصة.

بدأت الحرب على المقاومة والطائفة الشيعية ،ففرح بعض اللبنانيين وشمتوا، ووقف آخرون على الحياد، لكن المرحلة القادمة في حال فشلت إسرائيل بالغزو البري ، ستكون إغراق لبنان بالحرب الأهلية حتى لو خسر كل اللبنانيين ،فالهدف الأساس والحصري، ان تربح إسرائيل!

إن إجتياح عام 1982 واهدافه السياسية والعسكرية، يتكرر الآن وتريد اميركا اعادة تنفيذه،بكل تفصيلاته، ما عدا مشهد إجتياح الجيش الاسرائيلي لبيروت ،لأن المقاومة قادرة على منعه ومقاومته، ما يدفع الإدارة الأمريكية ،لإشعال لبنان بالحرب الأهلية ،تعويضاً عن استحالة وصول الجيش الاسرائيلي الى بيروت .

بعد أربعين عاماً تعود امريكا لتثأر من الذين أخرجوها  ،بكل الوسائل والطرق دون اعتبار للدماء والدمار. فأميركا التي رعت الصرب في مجازر البوسنة  وتدمير غزة ومجازرها، وأميركا التي قصفت ملجأ “العامرية “في بغداد وأرهقت العراقيين بالنووي المنضّب ومرض السرطان الذي ما يزال يفتك بالعراقيين ،لن تتأخر بارتكاب المجازر في لبنان!

على اللبنانيين الا يقعوا في فخ المؤامرة الأمريكية وأن يفهموا،أن المطلوب رأس لبنان، لتامين مصلحة إسرائيل. وإذا كانت امريكا قد بدأت، بالمقاومة والشيعة ،فإنها سَتُغرق بقية الطوائف والاحزاب في مشروع الفتنة الداخلية والحرب الأهلية الثانية .

لابد من عقد مؤتمر وطني يواجه المؤامرة على لبنان وعدم البقاء في دائرة الجدال العقيم حول رئيس الجمهورية وامور هامشية وفق الترف السياسي الذي يهدد لبنان.

إن لبنان يواجه خطر التغيير الديموغرافي والتقسيم السياسي وتغيير هويته،ليكون الوطن البديل للاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين.

لا تفرحوا بالقضاء على المقاومة او الشيعة، فإذا نجحت اميركا وإسرائيل بقتلهم، سيكونون أول القتلى، وستكونون القتلى بعدهم…او المهجّرين بسفن أميركية الى كندا.

فلننقذ وطننا قبل فوات الأوان !

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى