قالت الصحف: ماذا بعد الاجتياح الجوي للبنان؟
الحوارنيوز – خاص
لم يفاجأ اللبنانيون بالاجتياح الجوي الاجرامي للبنان من قبل العدو الإسرائيلي ما أدى إلى نحو 500 شهيد ونزوح مئات الآلاف اللبنانيين الجنوبين من قراهم، لكن السؤال الكبير: هل حقق العدو أهدافه وماذا بعد هذا الاجتياح المجنون والذي يعكس وحشية العدو ونواياه العدوانية الدائمة تجاه لبنان؟
المشهد اللبناني في افتتاحيات صحف اليوم:
- صحيفة النهار عنونت: لبنان في النفق الأسود
وكتبت تقول: ما كان يخشاه الجميع ويحذرون منه، حصل ولم يعد ثمة شكوك في أن مجريات اليوم الدموي التدميري والتهجيري الذي شهده لبنان أمس تحت وطأة أعتى وأوسع هجوم واجتياح جوي إسرائيلي منذ العام 2006، ما كان إلا اشتعالاً للحرب الكبيرة التي أدت اليها مغامرة “إسناد غزة” والتي فتحها “حزب الله” في 8 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي. بعد 18 عاماً من حرب تموز (يوليو) 2006، وجد لبنان نفسه البارحة في بداية نفق أسود معتم لا أفق واضحاً اطلاقاً لنهايته، إذ يكفي التوقف أمام أرتال السيارات ومواكبها المتراصفة على طرق الجنوب المؤدية إلى بيروت والداخل لا سيما منها أوتوستراد صيدا – بيروت، مستعيدة مشهد النزوح الكبير لعشرات ألوف الجنوبيين، لتظهير المصير الموجع المشؤوم للبنانيين في تجرّع كأس الكلفة الباهظة دوما وتكراراً لمغامرات التورط في حروب الاخرين.
رزح الجنوب والبقاع البارحة تحت أعتى آلة حربية حديثة تعمّدت من خلالها إسرائيل، تعميم نموذج غزة في سفك دماء المدنيين وتدمير قراهم ومدنهم وتهجيرهم وترهيب جميع اللبنانيين في كل المناطق من خلال حرب الاتصالات والتخويف وإرسال الرسائل الترهيبية. كان ذلك يجري وسط انفجار حالة التساؤلات التي بحجم الحرب الذي زجّ بها لبنان وبحجم الإجرام الإسرائيلي المتفلت تحت أنظار العالم عشية “أسبوع الزعماء” في نيويورك حيث سيتجمع “كبار” هذا العالم في افتتاح الدورة العادية السنوية للأمم المتحدة، ولكن وسط عجز أسطوري عن لجم دورة الحرب الساحقة التي يتخبط فيها لبنان، كما تُطحن غزة، ويتهدد الشرق الأوسط بمصير متفجر.
ارتكبت إسرائيل مجزرة موصوفة في صفوف المدنيين الجنوبيين والبقاعيين، إذ بدا من الصعوبة بمكان حصر أعداد الشهداء والجرحى بفعل مئات الغارات التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي منذ ساعات الصباح الأولى الى ساعات الليل المتقدمة، ولم توفر خصوصاً أي قرية وبلدة في الجنوب والبقاع الشمالي والبقاع الغربي وتمدّدت حتى جرود جبيل ولاسا وكسروان قبل أن تجنح مجدداً مساءً نحو الضاحية الجنوبية في استكمال لسلسلة عمليات اغتيال قادة “حزب الله” حيث استهدفت غارة على مبنى في بئر العبد المسؤول عن جبهة الجنوب في “حزب الله” علي كركي. ولكن وكالة “رويترز” نقلت عن مصدر أمني أن مصير كركي غير معروف.
ونسبت وسائل إعلام إسرائيلية إلى وزير الدفاع يوآف غالانت قوله بعد استهداف كركي، إن (الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله) “سيبقى وحيداً في حزب الله”.
وأفادت معلومات أن عدداً من الجرحى سقطوا في الاستهداف لمبنى في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية، بـ3 صواريخ. واتخذت الخطورة التصاعدية للوضع دلالاتها القصوى مع طلب وزير الدفاع الأميركي إخلاء الأميركيين من لبنان بأسرع وقت.
الاجتياح الجوي الأوسع
الاجتياح الجوي التدميري لمناطق آهلة في الجنوب والبقاع خصوصاً تعتبر غير مسبوقة منذ حرب تموز 2006 إذ أن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه شنّ 1100 غارة على لبنان أمس. أكثر من 274 قتيلا ونحو 1024 جريحًا بحسب وزير الصحة الدكتور فراس ابيضّ، (ارتفع في ساعة متقدمة إلى 356)، من بينهم أطفال ونساء قدرت حصيلة الغارات الإسرائيلية على لبنان. وبدأت موجة النزوح الكثيفة من الجنوب فيما فتحت اللجنة الوطنية لإدارة مخاطر الكوارث عشرات المدارس في مختلف المناطق لإيواء النازحين.
ووسط سيل من التهديدات الإسرائيلية والرسائل والفيديوات التي طلبت من اللّبنانيين مغادرة منازلهم إن كانوا قرب مواقع مخازن أسلحة لـ”حزب الله”، أطلق سلاح الجو الإسرائيلي أكبر موجات الغارات وأوسعها على الجنوب والبقاع هزّت صور وصيدا والنبطية وبنت جبيل والبقاع الغربي وبعلبك والهرمل والبقاع الأوسط بزعم التركيز على المناطق المأهولة حيث يخزّن الحزب أسلحته. ووصلت الغارات الى وادي فعرة في البقاع على بعد أكثر من 130 كلم عن الحدود اللبنانية الجنوبية.
وفي المقابل، ردّ “حزب الله ” على الغارات الاسرائيلية وأطلق نحو 25 صاروخاً من لبنان باتجاه صفد ومحيطها. كما سُجّل هجوم بالصواريخ والمسيرات من جنوب لبنان باتجاه الجليل. وأدى سقوط صواريخ في الجليل إلى إصابة إسرائيلي. وأعلن إعلام إسرائيلي احتراق مصنع في الجليل جرّاء اصابته بشكل مباشر بصاروخ أطلق من لبنان. كما أفيد عن إصابة مبنى بشكل مباشر في غفعات أفني في الجليل الأسفل بصاروخ أُطلق من لبنان. وأعلن “حزب الله” أنه قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ. وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن قصف “حزب الله” الأخير للمستوطنات على بعد 100 كيلومتر من الحدود أي ما يعادل المسافة إلى تل أبيب. وزعمت هيئة البث الإسرائيلية أن آلتقديرات تشير إلى تدمير نصف صواريخ “حزب الله” الطويلة والمتوسطة المدى خلال الضربات.
وفي حين، تلقّت مكاتب وزراء الثقافة القاضي محمّد وسام المرتضى والإعلام زياد المكاري والاقتصاد أمين سلام اتصالات، تدعو إلى اخلاء المباني الوزارية، كشف المدير العام لهيئة “أوجيرو” عماد كريدية أنّ لبنان تلقى أكثر من 80 ألف محاولة اتصال يشتبه في أنها إسرائيلية أمس الاثنين، تطلب من الناس الإخلاء. ووصف كريدية ما حدث بأنه “حرب نفسية لإثارة الذعر والفوضى”.
- صحيفة الأخبار عنونت:500 شهيد حصيلة اليوم الأول من المجزرة الصهيونية
Top of Form
Bottom of Form
وكتبت تقول: استيقظ الجنوبيون باكراً أمس على قصف إسرائيلي غير مسبوق منذ عدوان تموز 2006، استهدف عشرات البلدات والقرى، عدا الجبال والأودية ومجاري الأنهر. وطاول القصف جميع أقضية الجنوب؛ من بنت جبيل والنبطية وصور وصولاً إلى صيدا وجزين، بالتزامن مع غارات كثيفة استهدفت منطقة البقاع وصولاً إلى جرود الهرمل. وبرّر جيش العدو حملته الجوية بأنها هجوم استباقي بعدما «اكتشف نوايا» لدى حزب الله لإطلاق نار نحو الأراضي المحتلة، طالباً من «المدنيين في القرى اللبنانية الذين يسكنون قرب مبانٍ يستخدمها حزب الله لأغراض عسكرية، مثل تلك المستخدمة لتخزين أسلحة، الابتعاد فوراً عن دائرة الخطر من أجل سلامتهم». وبالتزامن، تلقّى سكان في بيروت ومناطق أخرى، ولا سيما الجنوب، اتصالات عبر الهواتف الثابتة، يُطلب فيها من المُتلقّين «إخلاء أماكن وجودهم سريعاً». كما تلقّى مواطنون رسائل نصية عبر هواتفهم الخلوية، تحمل المضمون نفسه أيضاً. وأفاد المدير العام لـ«أوجيرو»، عماد كريدية، وكالة «رويترز»، بتلقّي لبنان أمس «أكثر من 80 ألف محاولة اتصال يُشتبه في أنها إسرائيلية».وفي فترة الظهيرة، وجّه جيش العدو تحذيراً إلى سكان البقاع يطلب منهم، في حال تواجدهم «داخل أو بالقرب من منزل يحتوي على أسلحة لحزب الله» الخروج منه والابتعاد عنه لمسافة لا تقل عن ألف متر خارج البلدة، وعدم العودة إليه حتى إشعار آخر. ليبدأ بعدها حملة غارات واسعة طاولت عشراتش البلدات في البقاعين الغربي والأوسط وبعلبك والهرمل. كما سقط صاروخ في منطقة غير مأهولة بين علمات وإهمج في قضاء جبيل.
واستمرت الحملات الجوية حتى وقت متأخر من مساء أمس، واتخذت شكل موجات بلغ عددها 5، وفق «هيئة البث الإسرائيلية». وأعلن جيش العدو أنها استهدفت «أكثر من 1600 هدف» لحزب الله، عبر مئات المهمّات الجوية.
وبلغت آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة لضحايا الأمس: 492 شهيداً بينهم 35 طفلاً و58 امرأة، و1645 جريحاً.
في المقابل، بدأت «المقاومة الإسلامية» سريعاً ردّها بقصف مواقع العدو وثكناته العسكرية في عمق فلسطين المحتلة. ووصلت صواريخها إلى مدى 120 كلم لأول مرّة في تاريخ صراعها معه. ووفقاً لـ«الإعلام الحربي»، استهدفت المقاومة أمس المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد شمال غرب بحيرة طبريا، ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة «رفائيل» في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا المحتلة (مرَّتين)، والمخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا غرب بحيرة طبريا (مرّتين). كما استهدفت مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف في الجولان السوري المحتل، ومقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم شمال غرب مدينة صفد المحتلة، وقاعدة رامات ديفيد الجوية جنوب شرق مدينة حيفا المحتلة. واستخدمت المقاومة في عملياتها عشرات الصواريخ التي لم تُحدّد نوعها. ونشرت وسائل إعلام عبرية أن صفارات الإنذار دوّت أمس في مدينة حيفا للمرة الأولى منذ 8 أكتوبر 2023، مشيرةً إلى اضطرار 300 ألف مستوطن إلى النزول إلى الملاجئ.
إلى ذلك، أعلنت «كتائب القسام» استشهاد القائد الميداني حسين محمود النادر (من جديدة مرجعيون) في «عملية اغتيال نفّذتها طائرات الغدر الصهيونية خلال العدوان على لبنان».
- صحيفة الديار عنونت: «اسرائيل» تبدأ الحرب بالمجازر… ومفاجآت المقاومة من «خارج الصندوق»
«ضوء اخضر» أميركي للعدوان والأهداف تتجاوز وقف إسناد غزة؟
مئات الشهداء والجرحى ونزوح كثيف… وفشل اسرائيلي في اغتيال كركي
وكتبت تقول: انها الحرب… ما حصل خلال الساعات القليلة الماضية من استشهاد واصابة مئات المدنيين، وتدمير مئات المنازل، وتهجير الالاف، يشير الى ان كيان الاحتلال بدأ مواجهة دموية مفتوحة. فقد بدأ كيان الاحتلال الاسرائيلي مغامرة محفوفة بالمخاطر، مبنية مرة جديدة على حسابات خاطئة ومتهورة، وستثبت الساعات والايام المقبلة ان نتائجها ستكون كارثية على المستويين التكتيكي والاستراتيجي، بعد ان اصبح حزب الله مضطرا الى دخول المواجهة دون سقوف او «خطوط حمراء» بعدما اختارت حكومة اليمين المتطرفة اعلان الحرب على الشعب اللبناني، وبات الحساب المفتوح كبيرا جدا وستكون الردود من «خارج الصندوق» والتوقعات، ما دفع حكومة الاحتلال الى اعلان الطوارئ والحرب في كامل الكيان لمدة اسبوع، بعدما وصلت صواريخ المقاومة في ردها الاولي الى منطقة تل ابيب، وكذلك وسط حيفا، ومستوطنات الضفة الغربية في مفاجأة لم تكن متوقعة. اما ميدانيا، فكان الحدث الابرز فشل سلاح الجو الاسرائيلي في اغتيال أحد كبار القادة العسكريين في حزب الله علي كركي في غارة على الضاحية الجنوبية.
ما هي اهداف العدوان؟
وفق مصادر ديبلوماسية، حصلت اسرائيل على «ضوء اخضر» اميركي لهذه الجولة من التصعيد الخطر، على الرغم من ادعاء المسؤولين الاميركيين عكس ذلك، وآخرهم وزير الخارجية انتوني بلينكن الذي ادعى ان واشنطن تعمل على تخفيض التصعيد. وبحسب تلك الاوساط، لم يعد الامر مرتبطا بجبهة الاسناد لغزة لان ما تنفذه اسرائيل الان من هجمات كان جزءا من خطط سابقة معدة سلفا كانت تنتظر «ساعة الصفر» للتنفيذ، واليوم تعتقد اسرائيل ان الاجواء الدولية والاقليمية متاحة «لسحق» حزب الله. ومن المتوقع ان تبدأ واشنطن ضغوطها بعد ايام من العدوان لمحاولة الحصول على تنازلات من حزب الله، حيث بدأ الحديث عن اهداف ابعد من مسالة اعادة المستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة، حيث اقنع نتانياهو المسؤولين الاميركيين ان الجيش الاسرائيلي ألحق خسائر فادحة بمنظومة القيادة والسيطرة، وضرب الصف الاول للقيادات العسكرية، والان يعمل على تدمير الصواريخ الدقيقة، على ان يبدا سقف المطالب بإجراء ترتيبات مع لبنان تشمل نزع سلاح حزب الله، باعتبار ان مطلب تراجع الحزب عن الحدود لمسافة 10 كيلومترات بات مطلبا متواضعا مع النتائج المتوقعة.
الاوهام الاسرائيلية
هذا التفاؤل الاسرائيلي المبالغ فيه، ترى فيه مصادر مقربة من حزب الله «اوهاما» مثيرة للشفقة، وهو مبني على حسابات اقل ما يقال فيها انها خاطئة، وستدفع اسرائيل ثمنه باهظا جدا، بعد ان تكتشف انها دخلت في نفق مظلم وتكتشف ان صواريخ المقاومة «بخير». فالدمار لن يلحق بلبنان فقط، واستهداف القطاع المدني لن يقتصر على الجانب اللبناني، اما عسكريا فان مفاجآت المقاومة ستبدأ باكرا ولن يطول الامر حتى تبدأ اسرائيل باكتشاف انها كررت خطيئة الايام الاولى من حرب تموز 2006، عندما ظنت انها حققت الانتصار عبر الغارات الجوية، ولن يتأخر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته لرسم معالم المرحلة المقبلة التي تحمل الكثير من الفرص الجدية لإعادة رسم معالم الشرق الاوسط على عكس ما تعمل عليه واشنطن وتل ابيب في ظل مخاطر جدية من اتساع الحرب لتكون شاملة وعلى اكثر من جبهة. وإذا كانت اسرائيل قد بدأت الحرب، فان المقاومة هي من سينهيها.
رد المقاومة آت…
ووفق مسار الاحداث، ستكون الساعات المقبلة حافلة بتصعيد متدرج، فحتى يوم أمس لم يستخدم حزب الله قوته النارية الكاملة أو اقترب من ذلك حتى، ومن المتوقع ان تبدأ المقاومة بإطلاق وابل من الصواريخ بشكل أكبر بكثير، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى والدقيقة نحو مواقع مدنية وعسكرية رئيسية في وسط إسرائيل. وفي هذا السياق، حذر القائد السابق لمنظومة الدفاع الجويّ الإسرائيليّة العميد احتياط ران كوخاف من تحول الوضع في تل أبيب إلى ما يشبه ما يجري في مستوطنة سديروت القريبة من قطاع غزة، والتي تتعرض منذ بداية الحرب لرشقات صاروخيّة يومية.
اخفاق اسرائيلي
وفي هذا السياق، أوضحت (القناة 13) في التلفزيون الاسرائيلي ان المناطق التي وصلتها صواريخ حزب الله أمس، على الرغم من كثافة الغارات، في الناصرة والعفولة و «مغدال هعيمق»، لم تكن مشمولةً بالتعليمات التي وجّهتها الجبهة الداخلية إلى المستوطنين، تحسبًا لضربات حزب الله، وهذا يعني أن تقديرات الجيش الإسرائيليّ كانت تستبعد استهدافها.
نجاة كركي
في غضون ذلك، أعلن حزب الله فشل غارة اسرائيلية في اغتيال القائد علي كركي، وقال في بيان انه «تعليقًا على ادعاءات العدو الصهيوني باغتيال الأخ المجاهد علي كركي، فإنّنا نؤكد أنّ الأخ العزيز المجاهد بخير وهو بحول الله تعالى في كامل صحته وعافيته وقد انتقل إلى مكان آمن». وجاء ذلك بعد استهداف الجيش الإسرائيلي مساء أمس بـ 3 صواريخ حي ماضي في الضاحية الجنوبية ببيروت، وعلى الرغم من زعم الاعلام العبري نجاح عملية استهداف كركي، تحدثت مصادر عن احتمال نجاته اذ قصفت الشقة بينما كان في السيارة بصدد مغادرة الشارع. ولاحقا خفض الاعلام العبري من توقعاته بشأن نتائج الغارة، إذ تحدث عن فشل محاولة اغتيال كركي زاعما انه أصيب. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان كركي بصفته قائد الجبهة الجنوبية التي تقع تحت مسؤوليتها الفرق الأمامية الثلاث لحزب الله (بدر، ناصر، عزيز)، يعني أنه هو الذي قاد جميع التحركات القتالية لحزب الله ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنات الشمالية خلال كل أشهر الحرب».
اسرائيل و«الايام الصعبة»
واعلنت اذاعة البث الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي وضع خططا عملياتيّة إضافيّة، في ما يتعلّق بالأيام القليلة المقبلة، وهو سيرفع مستوى التصعيد تدريجيا، وزعمت ان سلاح الجو أصاب نحو 800 هدف لحزب الله في جنوب لبنان وسهل البقاع. من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو من غرفة التحكم الرئيسة في وزارة الحرب في تل ابيب أنه يتم القضاء على كبار المسؤولين في حزب الله وتدمير الصواريخ، واقر ان إسرائيل ستواجه أياما صعبة ومعقدة. وقال» وعدت بأننا سنغير ميزان القوى في الشمال وهذا بالضبط ما نفعله». ولفت إلى أن إسرائيل لا تنتظر التهديد بل تسبقه».
- صحيفة الأنباء عنونت: لبنان في قلب الحرب الشاملة… جنبلاط يستنفر الجبل ولودريان على خط التهدئة
وكتبت تقول: يومٌ دموي شهده لبنان بعد أن بدأ العدو مرحلة جديدة وخطيرة من الحرب، صباح أمس، عبر شنّ مئات الغارات على القرى اللبنانية موسعاً نطاق استهدافاته إلى ما بعد الليطاني، ليطال صاروخ إسرائيلي مدينة جبيل في منطقة غير مأهولة، وغيرها من المناطق التي تعرّضت لسلسلة عنيفة من الغارات المعادية، مخلّفةً مئات الشهداء وآلاف الجرحى، في حصيلة غير مسبوقة منذ بداية العدوان. إلى ذلك، قصفَ العدو مرّة جديدة الضاحية الجنوبية بستة صواريخ، مستهدفاً القائد العسكري في حزب الله علي كركي، الذي نجا من الاستهداف، وفقاً لبيان الحزب، فيما سقطَ عدد من الجرحى المدنيين.
“دخلنا الحرب الشاملة وأخشى من سيناريو غزة في لبنان”، كما قال الرئيس وليد جنبلاط، لافتاً إلى أنَّنا مستعدون لاستقبال النازحين ونجهّز إمكانياتنا المتواضعة مع الدولة وأتمنى مع الدول العربي أن تدعم الدولة اللبنانية والمستشفيات والهيئات الرسمية في هذه المحنة الكبرى التي تلحق بكل الشعب اللبناني، داعياً للتسوية ولانتخاب رئيس في أسرع وقت ومضيفاً أننا “لا نملك خياراً، إلّا الصمود ولكن ليس الصمود من اجل الصمود، بل الصمود والتلاقي وطرح الأفكار والحوار الداخلي”.
توازياً، لفتت مصادر أمنية إلى أنَّ “العدو الاسرائيلي في ممارساته الوحشية ضد لبنان يهدف لرد اعتباره بعد الخيبات التي مني بها في غزة رغم ادعائه بتدميرها والقضاء على حماس وهو لا يزال منذ ما يقارب السنة يتعرض لمقاومة غير مسبوقة في غزة كما في الضفة الغربية”.
المصادر أشارت في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أنه “تحت عنوان عودة المستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة وفي خرق مكشوف للقرار 1701 اتخذ من توازن القوة الذي شكله حزب الله طيلة الأشهر الـ 11 الماضية ذريعة لممارسة نهجه التدمري، فالعدو أصاب أكثر من 4000 آلاف شخص يوم الثلاثاء الفائت في الهجوم السيبراني على أجهزة البيجر التي يمتلكها حزب الله، ثم عاد واستأنف هجومه على أجهزة اللاسلكي يوم الاربعاء الذي يليه، ليعود يوم الجمعة فيستكمل عدوانه الخبيث باستهداف الضاحية الجنوبية واغتيال قائد قوة الرضوان ابراهيم عقيل وعدد من معاونيه، مع استمرار الغارات المتلاحقة طوال الايام الماضية حاصدة مئات الشهداء والجرحى ومخلفة أضراراً جسيمة تقدر بملايين الدولارات.
بدوره، أشار النائب الياس جرادي في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن هذا السيناريو كان متوقعاً، وما يشهده لبنان من حرب تصعيدية بمباركة دولية الهدف منها هو الاخضاع، مؤكداً أن المقاومة ما زالت على جهوزيتها والقرار ما زال للميدان لأنها لحظة الحسم.
جرادي لفت إلى أنَّ الاجرام الإسرائيلي يأتي من ضمن الضغوطات التي تمارَس من قبله لترهيب الأهالي، وسقوط القتلى والجرحى بما يعكس ذلك من عبء مادي وعبء نزوح قد ترتفع وتيرته في الايام القادمة، متوقعاً أن يستمر الضغط العسكري وان تستمر الغارات على الجنوب والبقاع، مستبعداً الاجتياح البري.
من جهته، لفت عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أننا نحاول ما استطعنا في الجبل للتحضير على قدر الإمكانيات لتأمين مراكز لإيواء النازحين الجنوبين، وأن التركيز يتم على المدارس والثانويات، لأنه في إقليم الخروب ليس هناك شقق سكنية شاغرة بوجود النازحين السوريين.
وإذ أكّد عبدالله القيام بالجهد المطلوب عبر خلية الأزمة والقائمقام والجمعيات الانسانية منذ صباح الأمس، متوقعاً ارتفاع أعداد النازحين في الساعات المقبلة، مشدداً على أننا جاهزون كخلية أزمة ونتواصل مع الجهات الرسمية ورئيس الحكومة والجهات المعنية بالأزمة لتدارك هذا الأمر وتسهيل العمل لمساعدة الأهالي النازحين من الجنوب.
تزامناً وعلى وقع التصعيد، وصل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت للبحث في تخفيف العدوان الاسرائيلي على لبنان وإعادة تحريك الملف الرئاسي، وعلى جدول أعماله لقاءات سياسية ورسمية مكثفة.
بالمحصلة، لبنان على صفيح ساخن، والأيام المُقبلة ستكون أكثر خطورة ودقّة مع استفحال الجنون الإسرائيلي وارتفاع وتيرة التهديدات بحرب شاملة قد يفرضها العدو ما لم يتم التوصل إلى تسوية تُنقذ البلد من الأسوأ.