صدق دافيلا.. عن الاعلام وغياب المهنية!
مريانا أمين -الحوارنيوز خاص
صدق الكاتب الكولومبي (نيكولا غوميز دافيلا )
بقوله : "الذكاء يعزل الأفراد في حين أن الغباء يجمع الحشود "
هذا الحكيم والفيلسوف الذي توُفيَّ في ١٧ أيار عام ١٩٩٤ عن عمرٍ يناهز الواحد والثمانين عاماً ، بسبب مرض قلبي وعائي ؛ ولو كان يعيش في عصر الكورونا ويشاهد ويسمع بعض وسائل الإعلام لكان رحل قبل أوانه. فرغم ذكائه ! كان سيقضي هلعاً من كثرة الكلام المتناثر في إذاعة هنا وشاشة تلفاز هناك المنبعثة من أفواه بعض الاعلامين الذين يتعمدون الإثارة على حساب المهنية، ويمارسون لعنة النقل دون أي وزن لنعمة العقل.
فكلنا يعرف أن العمل الإعلامي ليس معبّداً بالزهور ؛ لكن! الإعلام المتوّج بأرتال من الاعلاميين المتسرعين مرفوض جملة وتفصيلا…
فلا يهمنا البحث عن المعاني التي تبتعد كل البعد عن الطيبة، ولا كمية ضعف الحنكة والانسانية لدى الشخص الذي يمتلكه، ولا عدم إحساسه بمشاعر وأحاسيس غيره من البشر !؟
ولا يهمنا معرفة صفاته اللاعقلانيه التي تدل على العجز وعدم المقدرة على فهم المعلومات بشكل صحيح !؟
ولا يهمنا البحث عن أنواع الطعام التي تسبب للانسان مشكلة هنا ومشكلة نفسية هناك!؟
ما يهمنا الآن ! كيفية معالجة تهوّر بعض الاعلاميين والشاشات العالميه التي تثير الرعب في النفوس وخاصة نفوس أناس يعانون من أمراض معينه…
فقول مراسل ما مثلا ؛ بطريقة حاسمة أن مرضى السكري والسرطان لا ينجون من فيروس هنا وفيروس هناك !!!؟؟؟
فهل علم كم من قلبٍ رجف خوفاً وهلعاً من قوله ومن أقوال زملائه المتشابهه جهلاً !؟
إذاً بقدر حجم المصيبة في هذه المحنة الكبرى على الشعوب ، بدأ يتسرب الاستخفاف وربما الهلع في نفوس الجميع والاعلاميين هم بنهاية المطاف بشر …
لكن ! هل الاعلامي أو المراسل أصبح خبيراً بالصحة العامة !؟
هل أصبح طبيباً أوعالماً بأنواع الفيروسات التي تحيط بالكرة الأرضية ومنها الكورونا!؟
هل أصبح خبيراً بالاعشاب التي تشفي المرضى دون الاعتراف بالطب والعلم !؟
هل أصبح في بعض الأماكن رجل دين يفتي بفتاوى لمن يؤمنون بدين أو بفتوى ببلاد يطغى فيها الدين على كل شيء !؟
وهل أصبح خبيراً بالبشر والحجر !؟
الكورونا يفتك بنا والغباء أخطر وباء، يجعلنا في القعر فهو يشبه الشر بل شر بحد ذاته وحدوده لا يلجمها قيد .
ألا يُعد هذا النموذج من الاعلام مسيئأً لعقول البشر حتى ينسوا الحقيقة ويعطون صورة مغايره لمنشأ الخبر !؟ فالواجب المهني والحقيقي هو بتصوير الواقع كما هو دون تحاليل لا تمت للحقيقة بصلة.
والاعلامي مؤهل لمساءلة متخصصين دون إعطاء وإبداء رأيه وتحاليله الخاصه ؛ وهذا لا يقلل بتاتاً من ثقته بنفسه ولا من أناقتهِ …
والاهم الان! كيفية مراقبة هكذا نوع من الاخطاء الجسيمة بحق المشاهد والمستمع؛ وكيفية إبعاد بعض الاعلاميين المحليين والعالميين من إعطاء آراء مغلوطة، فمشاعر المرضى لها اعتبار خاصة بهذه الفترة الحرجة التي تمر بها الانسانية جمعاء…
ويبقى التعميم من قبلنا ظلماً !!! فهناك إعلاميات وإعلاميون ترفع لهم القبعات لمهنيتهم ولروعة أدائهم.
تحية لهن/ لهم على دورهم الرسالي.