حرب غزةسياسة

هكذا تقرأ إسرائيل موقف المقاومة الفلسطينية من المقترح الأميركي :الفرصة ممكنة..ومعدومةّ!

 

 الحوار نيوز – حرب غزة

بدا من خلال القراءة الإسرائيلية لرد المقاومة الفلسطينية (حماس والجهاد الإسلامي) على المقترح الأميركي ،مدى التخبط الذي تعيشه الساحة الإسرائيلية،بين من يرى أن الاتفاق ما يزال ممكنا ،ومن يعتقد أن الفرصة قد ضاعت في هذه المرحلة لتحقيق الاتفاق وباتت معدومة.

 

  ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (“واينت”) عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن “فرص التوصل إلى اتفاق في ظل هذه الظروف معدومة”،في حين أجرى نتنياهو اجتماعا هاتفيا مع قادة الأجهزة الأمنية لـ”تقييم الوضع الأمني في ظل التطورات في الشمال والرد السلبي لحماس على صفقة إطلاق سراح الرهائن”، بحسب ما جاء في بيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة.

ونقل “واينت” عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إن “رد حماس يُظهر أن زعيم الحركة يحيى السنوار، لا يثق بإسرائيل، وهو على قناعة بأنها ستنسف الاتفاق على كل مطب صغير، ولذلك فهو يصر على الاتفاق على كل شيء حتى قبل المرحلة الأولى، بهدف أن”تدخل إسرائيل إلى المرحلة الإنسانية (الأولى) وهي مقتنعة أن الحرب انتهت بالفعل”، واعتبروا أن “حماس توصلت إلى نتيجة مفادها أن وضع إسرائيل صعب، وأن الحركة قادرة على وضع شروط تعجيزية”.

كما وجه مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى، انتقادات شديدة اللهجة للإدارة الأميركية، واعتبروا أنه “خلافا للحالات السابقة، عندما كانت الكرة إما في ملعب إسرائيل أو في ملعب حماس – فإن الكرة باتت الآن في ملعب الولايات المتحدة، معتبرين أن “الأميركيين غير قادرين على ممارسة الضغط على قطر، التي لم تتخذ حتى الآن أي عقوبات ضد حماس: لا ترحيل لناشطي الحركة ولا إغلاق حسابات بنكية”.

وخلاصة الموقف الإسرائيلي من رد حماس هو التشاؤم الذي عبر عنه المسؤولون الإسرائيليون: “من الصعب أن نرى كيف سيتم التوصل إلى اتفاق. بالنسبة لإسرائيل، رد حماس هو رفض الاتفاق”.

 

وفي هذا السياق، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير أنه “رغم أن حماس تتخذ موقفا متطرفا وتحاول إفشال أي جهد، إلا أن الفرصة لا تزال قائمة لإعادة الرهائن بواسطة صفقة. الأمر يعتمد بدرجة كبيرة على النهج الأميركي”.

وذكرت القناة أن حماس ترفض تدخل إسرائيل بهوية الأسرى الذين ستشملهم الصفقة، على أن يتم الإفراج عنهم بحسب أقدميتهم في السجون الإسرائيلية.

وأوضحت القناة أن “العقبة الأساسية في صفقة التبادل تكمن في مسألة الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية أي من مرحلة الوقف المؤقت لإطلاق النار إلى مرحلة الوقف الدائم لإطلاق النار”، وأشارت إلى أن “حماس تطالب بضمانات بشأن وقف الحرب”، وذكر التقرير أن “حركة حماس تطالب بأن يبدأ الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من محور نيتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه في اليوم الثالث من بدء تنفيذ الصفقة”.

  الإعمار في المرحلة الأولى

من جانبها، أوردت القناة 13 الإسرائيلية تفاصيل جديدة بشأن الرد الذي تلقته إسرائيل من قبل حركة حماس على المقترح الإسرائيلي، وذكرت أنه يشمل شرطا بـ”بدء إعمار قطاع غزة في المرحلة الأولى من صفقة التبادل وليس الثالثة”، كما ادعت القناة أن “حماس ليست مستعدة لتحديد موعد لتجدد إطلاق النار، حتى لو لم يتم الاتفاق على المرحلة الثانية من الصفقة”، أي تطالب بالالتزام في المرحلة الأولى بوقف كامل لإطلاق النار.

وقالت القناة إن حركة حماس ترفض أي معارضة إسرائيلية على أسماء كبار الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم، وادعت القناة أن “إسرائيل قدمت تنازلات كبيرة في ما يتعلق بحقها بالاعتراض على هوية الأسرى الذي سيتم إطلاق سراحهم”، وذكرت أن “حماس ترفض تماما أي تدخل إسرائيلي بقائمة الأسرى”، كما أن الحركة ترفض ترحيل الأسرى “ولا حتى إلى غزة”، وتطالب بإطلاق سراحهم إلى بلدهم الأصلي فيما ترفض إسرائيل تحرير أسرى في الضفة الغربية.

وهذه أبرز التعديلات التي أدخلتها حماس على مقترح الصفقة :

  1. في اليوم الأول من المرحلة الأولى من الصفقة، سيبدأ وقف مؤقت لإطلاق النار من الجانبين، وستبدأ القوات الإسرائيلية بالانسحابة من المناطق المأهولة بالسكان إلى المناطق المحاذية لحدود خارج قطاع غزة.
  2. في اليوم الثالث سيبدأ الانسحاب من محور صلاح الدين وشارع الرشيد، وسيبدأ تفكيك كافة المنشآت العسكرية الموجودة على محور نيتساريم، بالتزامن مع الانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا ومن الجانب الفلسطيني لمعبر رفح.
  3. في المرحلة الأولى، ستطلق حماس سراح 32 رهينة إسرائيلية، حيًا أو ميتًا – وليس 33 – حيث سيتم إطلاق سراح ثلاثة رهائن كل ثلاثة أيام.
  4. إذا لم يتم الانسحاب الكامل بحلول اليوم السابع، فسوف يتوقف إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
  5. سترتكز قوائم الأسرى الفلسطينيين على مبدأ “الأولوية بناء على الأسبقية بالاعتقال”، أي أن الحركة ستطلب إطلاق سراح الأسرى القدامى.
  6. في نهاية المرحلة الأولى من الصفقة يجب أن يكون هناك انسحاب كامل من القطاع بأكمله، وهذا يعني أنه لن يكون هناك أي جندي إسرائيلي داخل غزة.
  7. تنتهي المرحلة الأولى بإعلان الاستعداد لـ”هدنة مستدامة” تستهدف وقف العمليات العسكرية بشكل كامل، قبل تبادل الأسرى من الجانبين.
  8. طلبت حماس إضافة الصين وروسيا وتركيا كدول ضامنة للاتفاق.

 

ونقلت القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن “هذا هو الرد الأكثر تطرفا الذي يمكن لحماس أن تقدمه”، واعتبرت أن رد حماس يعني أن “الضغوط الأميركية لم تنجح”، مشيرة إلى أنه “من الصعب البدء بالمفاوضات في ظل هذه الظروف”، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، مساء الأربعاء، عن مصدر مطلع على المفاوضات أن “حماس قدمت ردا يعتبر في بعض جوانبه الأكثر صرامة مقارنة بالرد الذي قدمته في بداية أيار/ مايو الماضي”.

 

 

وأشارت “كان 11” إلى أن حماس طالبت بأن تكون الصين وروسيا وتركيا دولا ضامنة للاتفاق، بالإضافة إلى قطر ومصر والولايات المتحدة، ما لم يرد في المسودات السابقة التي تبادلها الطرفان؛ واعتبرت أن هذا المطلب لن يكون مقبولا على تل أبيب أو واشنطن، كما ذكرت أن حماس تطالب بضمانات أميركية أخرى بأن إسرائيل ستتوقف الحرب؛ علما بأن وزير الخارجية الأميركي قال إن الولايات المتحدة راجعت الاقتراحات التي قدمتها حماس، مضيفا أن “بعض التغييرات قابلة للتنفيذ، والبعض الآخر ليس كذلك”.

وتابع :”نحن مصممون على محاولة سد الفجوات. وأعتقد أن هذه الفجوات قابلة للسد. هذا لا يعني أنه سيتم جسر هذه الفجوات، لأنه في نهاية المطاف على حماس أن تقرر”، مضيفا أنه “كلما طال أمد ذلك، ازداد عدد الأشخاص الذين سيعانون، وحان الوقت لوقف المساومات”.

 كما قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، في تصريحات صحافية، إن “عددا من التغييرات التي اقترحتها حماس على الاتفاق طفيفة ومتوقعة”.وأشار إلى أن “بعض التغييرات الأخرى تختلف بشكل جوهري عما ورد في قرار مجلس الأمن الدولي”، دون ذكر ما هية تلك التغييرات.

 وأكد سوليفان أن “الولايات المتحدة ستعمل حاليا مع الوسطاء، وتحديدا مصر وقطر، لسد الفجوات النهائية لتتسق مع خطاب الرئيس بايدن في 30 أيار/ مايو الماضي، ومع محتويات قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”. وأضاف: “هدفنا إنهاء هذه العملية. وقت المساومات انتهى، وحان الوقت لبدء وقف إطلاق النار وعودة الرهائن إلى ديارهم”.

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى