قالت الصحف: الرئاسة بين هدنة غزة وتعقل محور الرفض
الحوارنيوز – خاص
يأمل اللبنانيون وصول المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية بين حماس وقادة الاحتلال الى نهاية قريبة يركن اليها الطرفان، حتى يمكن تحرير معضلة شغور رئاسة الجمهورية ومن فك أسر الرئاسة من محور الرفض المطلق للحوار الوطني اللبناني.
- صحيفة النهار عنونت: لبنان جبهة “إستراتيجية” في مبارزة الصواريخ والأعماق!
وكتبت تقول: وسط دوران المشهد السياسي الداخلي في دوامة العقم الرئاسي وتعدّد الوساطات والتحركات بلا أي افق جديّ لبلوغ أي اختراق إيجابي وشيك، عاد التصعيد “النوعي” بل “الإستراتيجي” الميداني بين إسرائيل و”حزب الله” إلى واجهة التحديات اللبنانية في ظل خطورة التطورات التي سجلت في الساعات الماضية، والتي من شأنها تكبير احتمالات استباحة لبنان امام حرب شاملة.
ومع أن العالم يترقب مصير أقوى حملة ديبلوماسية ضاغطة تتولاها الديبلوماسية الأميركية عبر الجولة الثامنة لوزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن في المنطقة منذ اشتعال حرب غزة، إلا أن لبنان بدا معنياً على نحو أساسي بجلاء نتائج هذه الحملة الهادفة إلى وقف الحرب بما سينسحب حتماً على الجبهة اللبنانية كما سبق للمسؤولين الأميركيين أنفسهم أن اكدوا مراراً. ولذا أثارت موجة تبادل تسديد الأهداف البعيدة المدى التي شهدتها الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية ليل الاثنين وفجر الثلثاء مخاوف متزايدة في ظل تطورين اثنين: الأول، غلبة الطابع الإستراتيجي الحربي على الغارات الإسرائيلية التي طاولت للمرة الأولى البعد الأعمق في لبنان في منطقة الهرمل رداً على تكثيف “حزب الله” في الآونة الأخيرة استخدام “سلاح كاسر” عبر منظومة صواريخ أرض – جو المضادة للطيران الحربي الإسرائيلي. وبذلك فتحت المواجهة على مزيد من الشراسة واستدراج أسلحة ومفاجآت جديدة يمكن أن تتسع معها المواجهات إلى حدود وسقوف غير مسبوقة منذ الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. والتطور الثاني أن الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية بدت كأنها تسابق بتداعياتها الخطيرة مجريات الحرب في غزة بدليل أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم يتمالك في كلمته أمام مؤتمر عمان لإغاثة غزة أن يُطلق نفير طلب الاستغاثة للجنوب اللبناني المنكوب أسوة بغزة نفسها.
إذن، غلب واقع التصعيد الميداني على المشهد السياسي الداخلي بعدما توسعت الغارات الإسرائيلية نحو أقصى الهرمل في البقاع. وأعلن “حزب الله” أمس أنه رد على ذلك بقصف مقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع لفرقة الجولان 210 في ثكنة يردن بعشرات صواريخ الكاتيوشا وأن وحدة الدفاع الجوي لديه تصدت منتصف ليل الاثنين- الثلاثاء لطائرة انتهكت الاجواء اللبنانية، وأطلق باتجاهها صاروخ أرض – جو، كما أعلن أن عناصره استهدفوا تجمعاً لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط مستوطنة نطوعا بالأسلحة المناسبة، ومبنى آخر يستخدمه الجنود في مستوطنة المطلة.
وفي المقابل، أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي انه ردًّا على إسقاط “حزب الله” طائرة مسيّرة لسلاح الجو عملت في الأجواء اللبنانية، أغارت طائرات حربية على مجمع عسكري يتبع للوحدة 4400 وحدة القوة اللوجستية في “حزب الله” والهادفة إلى نقل الوسائل القتالية إلى لبنان وداخله وتم استهداف منطقتيْن داخل المجمع الذي يقع في منطقة بعلبك في عمق لبنان. كما تم استهداف كواقع أخرى في منطقة عيترون جنوب لبنان”.
- صحيفة الديار عنونت: بري: الأميركي يكتفي بتطبيق الـ 1701… ولن أدخل في سجال مع جعجع
حزب الله يفرض معادلة ردع جوي
وكتبت تقول: يتابع رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن كثب الحركة الداخلية الناشطة لإخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة. هو المتمسك بالحوار الذي يسبق اي دعوة لانتخاب رئيس، يبدو متفائلا بموقف رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ويقول ان «الاخير ابلغه قبوله الحوار دون شروط مسبقة».
اتفاق مع الاميركيين
وينقل زوار الرئيس بري عنه لـ» الديار» انه «عندما يصبح لديه ٨٦ نائبا سيدعو للحوار الذي قد يكون لساعات او يوم او كحد اقصى ٧ ايام» معربا عن جهوزيته للدعوة لجلسة انتخاب حتى في يوم احد. ويشير زوار الرئيس بري الى انه «اذا ادى الحوار الى التفاهم على اسمين او ٣ يتم الانتقال فورا بعده الى جلسة انتخاب».
ويتجاهل رئيس المجلس النيابي الرد على رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع وهجومه المتواصل عليه.
وعما إذا كانت انتقادات جعجع المستمرة بخلفية سعودية، يعتبر انه «سؤال يوجه لجعجع وليس لي».
وردا على سؤال، يوضح رئيس البرلمان ان «القطريين لديهم افكار لا مبادرة موسعة بخصوص الرئاسة» نافيا ان يكونوا طرحوا «تعديلات بالنظام اللبناني».
وعن الوضع في الجنوب، يؤكد الرئيس بري ان «هناك اتفاق مع الاميركيين على تطبيق القرار 1701 فور انتهاء الحرب في غزة» مشيرا الى ان «الهدنة في غزة سوف تنتقل اوتوماتيكيا الى الجنوب اللبناني». كما يشير الى ان الفرنسيين نقلوا تهديدات اسرائيلية الى لبنان».
حركة بلا بركة
وكان باسيل كما رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور جنبلاط واصلا يوم أمس الثلاثاء جولاتهما على القوى السياسية. وقالت مصادر مواكبة للحراكين ان «جل ما يحملانه هو الدعوة للسير بحوار يسبق انتخاب رئيس باعتباره المفتاح الوحيد لأبواب الهيئة العامة لانتخاب رئيس».
واوضحت المصادر لـ «الديار» ان «هناك رأيين بين قوى المعارضة: رأي يدعو للقبول بتشاور شرط الحصول على ضمانات مسبقة من الرئيس بري ورأي يمثله حزب «القوات اللبنانية» الذي يرفض جملة وتفصيلا الحوار او حتى التشاور الذي يسبق جلسة الانتخاب ويدعو لان يحصل التشاور خلال جلسة الانتخاب». واضافت: «لكن ما يمكن حسمه ان كل المبادرات الحاصلة اشبه بحركة بلا بركة بغياب الارضية المهيأة فعليا في الداخل والخارج للانتخابات».
ويوم أمس كتب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على حسابه عبر منصة «إكس» متوجها بشكل غير مباشر الى الرئيس بري قائلا: «مرتا مرتا، إذا كنت تصرّين على الحوار جديا، مع انه ليس معروفا عن العديد من حلفائك انهم جماعة حوار، إذا كنت تصرّين، فبيوتنا جميعا مفتوحة، وممثلونا يلتقون ممثليكم كل يوم وكل لحظة، ونحن جاهزون لأي تشاور كما يجب ان يكون التشاور قبل أي جلسة انتخابية».
واضاف: «مرتا مرتا، تطرحين أمورا كثيرة، ولكن المطلوب واحد: الدعوة إلى جلسة انتخابية بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية». وختم: «مرتا مرتا، تطرحين كل يوم أموراً عديدة، ومواضيع شتى، واقتراحات جمّة، وتتعبين نفسك وتتعبين الشعب اللبناني معك، وهذه الاقتراحات كلها لا علاقة لها بالموضوع الرئيسي».
ردع جوي
اما جنوبا، فيبدو ان حزب الله أرسي معادلة ردع جوي جديدة قد تشكل عاملا اساسيا يمنع «اسرائيل» من المغامرة باتجاه توسيع الحرب على لبنان. اذ أعلن يوم أمس ان «وحدة الدفاع الجوي في المقاومة الاسلامية تصدت منتصف ليل الاثنين الثلاثاء لطائرة صهيونية معادية انتهكت الاجواء اللبنانية، وأطلقت باتجاهها صاروخ أرض – جو، مما أجبرها على التراجع باتجاه فلسطين المحتلة ومغادرة الاجواء اللبنانية على الفور».
وهذه المرة الثانية التي تتصدى دفاعات الحزب الجوية لطائرة حربية اسرائيلية بعدما عمدت ايضا الى إسقاط 7 طائرات إسرائيلية مُسيّرة.
وقالت مصادر معنية بالملف لـ «الديار» ان «هذا التطور الكبير في مجرى المعركة المحتدمة جنوبا من شأنه ان يجعل الاسرائيليين يعيدون كل حساباتهم، وبخاصة لجهة توسعة الحرب على لبنان»، لافتة الى انه مع مرور الوقت تصبح الحرب الموسعة ابعد بعد تيقن الاسرائيلي ان المفاجآت التي لم يفجرها بعد حزب الله كثيرة وان المغامرة معه ستهدد الكيان بأسره، بخاصة مع خروج طهران للتأكيد ان الحزب لن يكون وحيدا في هكذا مواجهة».
بلينكن يرحب بموقف حماس
اما على خط غزة، فرحب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ببيان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المؤيد لقرار الأمم المتحدة الذي يدعم اقتراح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحذر من أن استمرار الحرب يزيد احتمالات اتساع الصراع في المنطقة.
واعتبر بلينكن، الذي تحدث من تل أبيب خلال لقائه عائلات محتجزين إسرائيليين في غزة، ضمن ثامن جولة له بالمنطقة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، أن بيان حماس «بادرة تبعث على الأمل»، مضيفا أن ما يصدر من حديث عن قيادة الحركة الفلسطينية في قطاع غزة هو الأهم، ودعا الحركة إلى أن تقرر المضي قدما في المقترح المطروح اوعدمه.
وقال بلينكن إنه تلقى تأكيدا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتزامه بالمقترح، واعتبر أن المقترح الذي قدمه الرئيس جو بايدن «هو الأفضل».
- صحيفة الأخبار عنونت: جعجع يطلب من باسيل تأييده للرئاسة!
وكتبت تقول: تعليقاً على حراك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، استعار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمس «مرتا» من جبران خليل جبران، مخاطباً باسيل بالقول: «مرتا مرتا، تطرحين كل يوم أموراً عدة، ومواضيع شتى، واقتراحات جمّة، وتتعبين نفسك وتتعبين الشعب اللبناني معك…»، فيما توحي أوساط جعجع بأن «ناسك معراب» يرفض إعطاء باسيل موعداً لم يطلبه الأخير. لكن بعيداً عن هذا «الترفّع»، علمت «الأخبار» أن جعجع تواصل في اليومين الماضيين، مع باسيل، عبر القناة الرسمية المعتمدة بينهما، طالباً من الأخير تأييد ترشيح قائد القوات لرئاسة الجمهورية! فبعد دعوة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الأحد الماضي، القوى المسيحية إلى التوافق على انتخاب رئيس حزب القوات اللبنانية لتكون المنازلة بينهما في مجلس النواب، يبدو أن الدعوة دغدغت أحلام جعجع الرئاسية، إذ سارع قائد القوات إلى التواصل عبر القنوات الرسمية المعتمدة مع رئيس التيار الوطني الحر، أكثر من مرة، طارحاً إلزام فرنجية بما ألزم به نفسه بدعوته إلى حصر المنازلة بينه وبين جعجع. وفي المعلومات أن رسائل جعجع تضمّنت إقراراً بـ«صعوبة انتخابي رئيساً»، إلا أنه طلب من باسيل دعمه بحجة «التسكير على فرنجية».
إلى ذلك، تواصلت أمس المساعي واللقاءات السياسية التي يقوم بها الحزب التقدمي الاشتراكي من جهة، والتيار الوطني الحر من جهة أخرى، لتقريب وجهات النظر تمهيداً لترتيب لقاءات تشاورية تسهّل عقد جلسات نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية، إذ التقى باسيل النائبين فيصل كرامي وفريد الخازن، كما زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من «اللقاء الديمقراطي» كرامي وأعضاء تكتل «التوافق الوطني» النواب محمد يحيى وعدنان طرابلسي وحسن مراد، وتغيّب النائب طه ناجي لأسباب عائلية. كما التقى الديمقراطي كتلة «تحالف التغيير» التي تضم النواب وضاح الصادق ومارك ضو وميشال الدويهي.
وبحسب المصادر، فإن حركة باسيل تهدف في جانب منها إلى سحب ورقة المعارضة من يد جعجع، مع سعي لجمع كتلة نيابية كبيرة يمكن من خلالها أن يفرض تخلي المعارضين عن دعم ضمني لترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، وأن يستخدم هذا الوزن النيابي لإقناع الثنائي أمل وحزب الله بسحب ترشيح فرنجية.
رسائل جعجع تضمّنت إقراراً بـ«صعوبة انتخابي رئيساً» وطلباً بدعمه لـ«التسكير على فرنجية»
وما يقوم به باسيل لا يختلف في جوهره عما بدأه الحزب التقدمي الاشتراكي وقبلهما تكتل «الاعتدال»، وهو محاولة لملء الفراغ الناجم عن جمود الاتصالات الخارجية بشأن لبنان، ومحاولة للاستفادة من آخر رسالة نقلها المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان بالدعوة إلى خيار جديد خارج المرشحين الحاليين. لكن مشكلة هذه المحاولات ليست في استمرار الانقسام السياسي الداخلي حول الرئاسة، بل في كون التحرك لا يأخذ في الاعتبار الظروف الإقليمية والدولية الحاسمة في ملف الرئاسة، سيما أن أبرز اللاعبين يقرون حالياً بأن الملف الرئاسي عالق فعلياً بين استمرار الحرب ودخول الولايات المتحدة مدار انتخاباتها الرئاسية وانشغالها عن الملفات الأخرى.
ولم تحقق مشاورات باسيل في يومها الثاني، وفقَ ما أكّدت مصادر مطّلعة، أكثر من تثبيت نفسه في موقع الطرف الثالث الذي يريد أن يكون صلة وصل بين الثنائي حزب الله وحركة أمل وحلفائهما من جهة والمعارضة التي تقاطع معها على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. وقالت المصادر إن غالبية الأطراف حذرة في التعاطي مع باسيل، ولا سيما فريق المعارضة الذي لا يزال مقتنعاً بأن رئيس التيار يستهدف من حراكه هذا «الضغط على حزب الله لسحب ترشيح فرنجية ليس إلا، ولا يمانع في الاتفاق مع الحزب على رئيس ثالث لا يستفزّ الحزب»، علماً أن «المعارضة بغالبيتها، لا القوات حصراً، تسعى إلى الإتيان برئيس مواجهة». وأشارت المصادر إلى أن «تراجع بعض قوى المعارضة عن المطالب السابقة والقبول بالحوار ليسا دليلاً على جدية أو تحوّل. فقد بات كل طرف ينتظر من الطرف الآخر تعطيل المبادرة لتقاذف المسؤوليات مع اقتناع الجميع بعدم فائدة أي تحرك».