اسرائيل “تحمي” المسجد الأقصى… من الصواريخ الشيعية !(نسيب حطيط)
بقلم د.نسيب حطيط – الحوار نيوز
رفع المندوب الاسرائيلي في مجلس الأمن هاتفه وعرض على شاشته كيف دافعت اسرائيل وحمت المسجد الاقصى من الصواريخ الشيعية !
ان المطالعة ولائحة الاتهام الإسرائيلية في مجلس الامن ضد الشيعة وإيران وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق واليمن ، هي مطالعة استثنائية وخطيرة ،حاولت نقل الصراع مع اسرائيل من دائرة الصراع العربي الاسلامي الى دائرة الصراع الشيعي-الاسرائيلي، وهي محاولة ذكية وخطيرة، لنقل الصراع من ساحته الرئيسية في فلسطين الى صراع مذهبي سني-شيعي وصراع عالمي-شيعي !
على المستوى الاسلامي ركّز المندوب الاسرائيلي على استخدام مصطلحات “الطغيان الشيعي” و“ الإمبراطورية الشيعية” و”الاخطبوط الشيعي” و ” الثورة الشيعية العالمية”،مدعياً ان اهداف إيران وحركات المقاومة ،نشر المذهب الشيعي على حساب المذاهب الإسلامية الاخرى لإستثارة العصبية المذهبية وتحفيز وتعبئة الجماعات التكفيرية ونبش الخلافات التاريخية بين الشيعة والسنة، لتفجير المعارك الدموية واشغالهم ببعض، لإراحة اسرائيل واميركا، وربما صارت اسرائيل من المنتمين للمذاهب الإسلامية التي تقاتل الشيعة وتختلف معهم …
بالتلازم مع محاولة اثارة السنة بمواجهة الشيعة، بادر المندوب الاسرائيلي الى محاوله استثارة العالم وتجميعه ضد الشيعة بقيادة إيران واتهامهم بالعمل لإقامة “امبراطورية شيعية” مثل الإمبراطورية “النازية”، وان نظام آيات الله في إيران لا يختلف عن نظام “هتلر” ،وأن ما تقوم به إيران عبر “حماس والجهاد” في غزة هو “هولوكوست” جديد يتعرّض له اليهود مثل ما تعرضوا له على ايدي هتلر والنازيين (وفق ادعاءات المندوب الاسرائيلي )!
ان محاولة اسرائيل تحشيد العالم ضد إيران والشيعة بالمعطى الديني في العالم الاسلامي، وبالمعطى النازي على مستوى العالم وتصوير الشيعة (دون استثناء )بأنهم “حركة نازية” متوحشة يمكن ان تمتلك رؤوسا نووية وتهدد العالم ،ما يجعل كل شيعي بعقيدته الدينية مطلوباً على لوائح الارهاب في العالم ويجعل من كل شيعي او شيعية، طفلا او شابا او عجوزا ، من طائفة المنبوذين والمطلوبين الذين يهددون العالم بالدمار، وهذه اخطر حرب عنصرية يشهدها العالم المعاصر..!
ان لائحة الاتهام الإسرائيلية في مجلس الامن من أخطر لوائح الاتهام والحروب التي تعرّض لها “المسلمون الشيعة” عبر التاريخ، وهي اعلان حرب عالمية ضد الشيعة في حقبة تاريخية يتولى فيها “الفكر الديني الشيعي” مسؤولية مقاومة المشروع الأمريكي- الصهيوني-الماسوني !
لقد نقل الاسرائيليون المعركة من الميدان على خطوط الجبهة في لبنان وفلسطين والعراق واليمن وايران الى جبهة كل العالم !ونقلت اسرائيل المعركة مع الشيعة الذين تُحمّلهم مع اميركا مسؤولية اجهاض “صفقة القرن” واجهاض اتفاقيات السلام ومنع تصفية المقاومة الفلسطينية واجهاض الربيع العربي مع كل الاثمان، ونقلتها من مواقع الخنادق والقصف والرصاص الى مواقع الحرب الفكرية والحضارية والدينية، وهذه أخطر من أخطر الحروب العسكرية
التي تغتال القادة والمقاومين .
لقد اعلنت اسرائيل من مجلس الامن بدء التحضير العالمي “لإغتيال الفكر الديني الشيعي المقاوم ” للمشروع الاميركي الذي لا يزال صامدا في ساحة المواجهة .
لقد وسّع الاسرائيليون المعركة واستطاعوا اكتشاف الخطر الاساس عليهم الذي لا يتمثل بالبنادق ولا بالصواريخ، وانما بالفكر الاسلامي القرآني الحركي المقاوم الذي يصنع الصواريخ ويطلقها بفتوى الحرب على الظالمين والمحتلين والغازات.
ان الاعلان الاسرائيلي من اعلى منبر دولي “مجلس الامن”، لابد من مواجهته من العلماء والمرجعيات الدينية والحقوقية والمؤسسات الثقافية والمثقفين والإعلاميين، والبدء بحملة استنكار وتوضيح حول الفكر الشيعي ولحماية كل الشيعة الذين يجوبون العالم، طلابا وتجارا وعمالا .
اعلنت اسرائيل واميركا عجزهما العسكري والأمني بمواجهة حركات المقاومة، فاعلنتا الحرب على “الفكر الشيعي” الذي يقود المقاومين ،كما أعلنت الحرب سابقا على الفكر القومي الناصري وعلى الفكر الشيوعي الاممي ، وعلى كل فكر تحرري استقلالي في افريقيا وأميركا اللاتينية .
نعم “لعولمة الفكر الشيعي” ،ليس بالمعطى المذهبي الطقوسي والعبادي، وانما بمعناه السياسي التحرري الثوري لمقاومة المشروع الاميركي الاستعماري… ولندعو ليكون احرار العالم من شيعة المقاومين لأميركا والصهيونية!
كل من يقاوم اسرائيل واميركا والمشروع الاستعماري الغربي… مهما كان دينه او جنسيته او عقيدته ..فهو “شيعي عالمي مقاوم”….
احمل قلمك ..واتبعني…
سَيُهزمون…