قبل قرار الحرب والسلم: ماذا حيال قرار الذود عن السيادة وتحرير الأرض؟(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
ألم يحن بعد وقت أن تدرك الأحزاب المسيحية في لبنان أن اسرائيل هي دولة عدوة للبنان وأن لديها أطماعا تاريخية معلنة؟
ألم يحن الوقت لمراجعة نقدية لكمّ الأخطاء التاريخية التي ارتكبها قادة هذه الأحزب، فحوّلوا الحليف عدوا والعدو حليفا، واضاعوا بوصلة السلم والحرب، وبدل أن يعترفوا بأن العدو الاسرائيلي هو وحده من يمتلك مثل هذا القرار، وأن هذا العدو بادر دائما للإعتداء على لبنان وارتكاب المجازر منذ اربعينات القرن الماضي بحق قرى جنوبية، وأن أحزابا وطنية لبنانية واجهت هذه الاعتداءات، مع الأهالي منذ ذاك الوقت، بعد أن رفضت دولة “المارونية السياسية” القيام بواجباتها حيال الاعتداءات ولأسباب معلومة؟
متى تدرك هذه الأحزاب أنها يجب أن تتحول إلى أحزاب وطنية في قراءاتها للوقائع والتحولات، وأن امتيازاتها زمن “المارونية السياسة” انصهرت في تعديلات دستورية لمصلحة الوطن ودولة المواطنة؟
متى تدرك أنها لن تسطيع تعطيل الدستور وتطبيق اصلاحات “وثيقة الوفاق الوطني” (اتفاق الطائف) لجهة بناء دولة المواطنة والغاء الطائفية السياسية، وأن دولة “التعايش التحاصصي” و”الغنائم المتبادلة” يجب أن تسقط، وأنها كأحزاب، تعطي بعض الشخصيات غير المسيحية المبرر الكافي للشراكة التحاصصية على حساب بناء الدولة؟
قبل أن يتساءل رئيس حزب القوات اللبنانية في إفطاره عما هو الأجدى: حوار وطني من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، أم حوار من أجل الاتفاق على من يمتلك حق اتخاذ قرار الحرب والسلم، من المنطق الإجابة على مجموعة أسئلة رئيسية ومفتاحية:
- هل اسرائيل دولة عدوة؟
- هل هي من ارتكب المجازر والاعتداءات على لبنان وسيادته منذ نشوئها؟
- ألا يعتبر الحوار من أجل الإتيان برئيس قادر على إدارة حوار بشأن تنفيذ الاصلاحات الدستورية، وفي مقدمها الاستراتيجة الدفاعية الوطنية، هو السبيل لولوج أبواب الحلول المطلوبة للأزمات المتعددة؟
- أما آن الآوان للتعامل مع القضايا الوطنية والإقليمية من موقع المواطنة الكليّة لا من موقع الأقلية، التي بحثت سابقا وما زالت عن أقليات أخرى، ومنها “اليهودية الصهيونية”، وفقاً لتعبير الأب طانيوس منعم، لحمايتها أو أكثريات استعمارية للتحالف معها على حساب السيادة الوطنية؟
لبنان بلد الحوار، وفقاً لميشال شيحا، وعندما يسقط مبدأ الحوار في البرلمان أوخارجه، لا يعود لبنان هو لبنان.