قالت الصحف: غليان إقليمي – دولي.. ولبنان على إنقساماته
الحوارنيوز – خاص
تنامي المخاطر المحيطة بلبنان لم تحرك في المسؤولين اللبنانيين ساكناً، وبدل اتخاذ الإجراءات والخطوات الضرورية لمواجهة التحديات الخارجية وصون وحدة لبنان وزيادة قدرته على مواجهة ما يخطط له العدو، يتماهى بعض اللبنانيين مع الضغوط الخارجية بهدف تحقيق مكاسب صغيرة داخلية وفتح الباب أمام عواصف كبيرة لا يقدر أحد حجم الأضرار البنيوية التي قد تتسبب بها.
هذه هيخلاصة المشهد الإقليمي والداخلي، فماذا في تفاصيل افتتاحيات صحف اليوم؟
- صحيفة الديار عنونت: ايران تدرس كل الاحتمالات للرد و«اسرائيل» تستدعي «الاحتياط الجوي»
رفع مستوى الحماية والحراسة حول السفارات الاميركية في لبنان والعراق والأردن
وكتبت تقول: المنطقة على فوهة بركان، من لبنان الى سوريا والاردن ومصر وبغداد واليمن، والجميع على «زنادهم» ينتظرون الاوامر بعد ان وصلت درجات الاستنفار الى مداها الاقصى، وكل الانظار موجهة غدا صوب الضاحية الجنوبية وما سيقوله سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم القدس العالمي، وما سيعلنه ايضا الامام الخامنئي و الملك الحوثي وقادة الحشد الشعبي ردا على حرب الابادة واستهداف القادة الايرانيين في دمشق، ومن المتوقع نزول الملايين الى الشوارع في هذه المناسبة بعد الدعوات لأوسع مشاركة شعبية كونها تأتي هذه السنة وسط تطورات استثنائية عالمية محورها فلسطين والقدس والمقدسات، بالإضافة الى ان حصيلة المفاوضات في واشنطن وباريس وقطر والقاهرة بشان وقف اطلاق النار في غزة والافراج عن الاسرى وانسحاب اسرائيل من القطاع لم تحقق اي خرق جدي نتيجة رفض نتنياهو اي مقترح لا يتضمن القضاء على حماس وترحيل قياداتها وكوادرها العسكرية الى الجزائر وتفكيك كل اجهزة المقاومة واولها الاجهزة الامنية، ولهذه الغاية يتمحور العمل العسكري والسياسي الاميركي الاسرائيلي حاليا على دخول رفح، وتم الاتفاق مع الولايات المتحدة على بناء رصيف في البحر بحجة استخدامه لإنزال المساعدات الغذائية من البحر وصرف النظر عن نقلها برا عبر معبر رفح، لكن احد الاهداف الرئيسية لهذا الرصيف تهجير سكان قطاع غزة على دفعات لا تحدث ضجيجا سياسيا وهذا ما يسهل دخول المعقل الاخير للمقاومة، وتحاول اسرائيل كسب الوقت في المفاوضات حتى الانتهاء من بناء الرصيف البحري خلال شهرين ووضع اللمسات الاخيرة لاقتحام المدينة واحداث اكبر عملية تهجير في التاريخ منذ نكبة فلسطين عام ١٩٤٨ مستفيدة من الغطاء الاميركي الشامل والموقف الرسمي العربي الهزيل من دون اية اجراءات سياسية وديبلوماسية حتى ان بعض الدول العربية والخليجية اعطت الموافقة على العملية والانتهاء من حماس واخراجها من المعادلة الفلسطينية، وبالتالي المنطقة امام اخطر شهرين منذ نكبة ١٩٤٨، فإسرائيل حصلت على الموافقة ألاميركية الكاملة على العملية بشرط عدم التعرض للمدنيين، ولهذه الغاية يتواجد الان كبار المسؤولين الاميركيين في اسرائيل لبحث خطة نقل سكان رفح والنازحين الى دول الجوار لإفساح المجال للقوات الاسرائيلية الدخول الى مدينة رفح.
جبهة لبنان
اما عن جبهة الجنوب، فرغم التهديدات المتكررة بالهجوم على لبنان ودفع حزب الله الى شمال الليطاني لا يبدو ان اسرائيل تحشد قواتها بتشكيلات هجومية وترتيبات قتالية للتقدم على محاور متعددة كما حصل عام ١٩٨٢ و٢٠٠٦ وما يزال انتشار الفرقتين الاسرائيليتين على جبهة الشمال دفاعيا، وبالتالي فان اتخاذ اي اجراءات هجومية يلزمه اسبوعين او أكثر.
وحسب خبراء عسكريين، هناك عوامل كثيرة تمنع الاسرائيلي من الاقدام على اي مغامرة عسكرية في جنوب لبنان بسبب معادلة توازن الردع القائمة حاليا، وهذا ما جعل اسرائيل تتفادى توجيه ضربات تدميرية واسعة خشية رد المقاومة بضربات مماثلة على العمق الإسرائيلي في منطقة غوش دان بين حيفا وتل ابيب والقدس وهي قلب اسرائيل، كما ان إسرائيل تدرك ان المقاومة تملك صواريخ منيعة ضد التشويش ودقيقة التوجيه ومجهزة برؤوس حربية يصل وزنها الى خمسمائة كلغ وهو ما يحدث دمارا كبيرا في حال لجوء إسرائيل الى هذا الخيار، كما ان المقاومة قادرة على تعطيل الملاحة في مرفأي حيفا وأسدود وتعطيل مطار بن غوريون ومطار رامون وهذه القدرات توازي قدرة اسرائيل الواضحة ايضا في تعطيل الملاحة في مرفأ بيروت وسائر المرافئ اللبنانية ومطار بيروت، كما ان المقاومة قادرة على قصف منصات استخراج الغاز قبالة الساحل الفلسطيني ومنشات الأمونيوم في حيفا والبنى التحتية الصناعية في حال قامت اسرائيل بتعطيل البنى التحتية في لبنان، كل هذه العوامل تدفع اسرائيل الى تفادي القيام باي عملية عسكرية في جنوب لبنان.
لا خرق امنيا في عملية
اغتيال الشهيد زاهدي
وفي المعلومات وخلافا لما تم ترويجه في الاعلام الاسرائيلي والعربي وبعض اللبناني عن خرق امني كبير ادى الى اغتيال القائد محمد رضا زاهدي، وتبين ان هذه التسريبات غير صحية على الاطلاق، وتكشف المعلومات، ان زاهدي غادر بيروت عند الواحدة والنصف من ظهر الاثنين متوجها الى مبنى القنصلية في دمشق المعروف باسم مبنى باس الذي يقع بين السفارتين الايرانية والكندية، وهو مبنى دبلوماسي مكشوف ومعروف، ويضم قسما مخصصا لإقامة السفير الايراني وقسما للاجتماعات واخر لإصدار التأشيرات، واللواء زاهدي كونه من اوائل الشخصيات المهددة بالاغتيال من العدو الاسرائيلي، اختار هذا المبنى الدبلوماسي الامن وفق اتفاقية فيينا، ولا صحة مطلقا لخرق امني كونه يتواجد فيه بشكل دائم، وقد تمت عملية الاغتيال بواسطة ٦ صواريخ اطلقت من فوق الجولان السوري المحتل من الطائرات الاسرائيلية عند الساعة الخامسة بعد ظهر الاثنين الماضي، وذكرت وسائل اعلام اميركية، ان واشنطن ابلغت بعملية الاغتيال فور انطلاق الطائرات للتنفيذ دون معرفة الشخص المستهدف ولم يكن لها اي علم بالعملية، والموقف الاميركي جاء ردا على اتهامات وزير الخارجية الايراني لواشنطن بتغطية الاغتيال.
وفي المعلومات ايضا، ان الشهيد زاهدي حضر الاجتماع الاخير للفصائل الفلسطينية في طهران بحضور قادة حماس والجهاد وكافة الفصائل وجرى فيه تقييم شامل لسير المعارك وتامين حاجات المقاومة وتعزيز وسائل الصمود وتطوير قدرات الدفاع الجوي في لبنان وسوريا وفلسطين، وكان اللواء زاهدي يتولى ادارة هذه الملفات.
وفي المعلومات، ان ايران لن تستدرج في ردها الى المكان التي تريده اسرائيل ودفع المنطقة الى المواجهة الشاملة، بل ستستمر في النهج الذي رسمه زاهدي لجهة تطوير منصات الدفاع الجوي وتامين مستلزمات المعركة وجر الاسرائيلي الى حرب استنزاف طويلة، ومن الطبيعي ان يتم الرد على العملية بالاسلوب والتوقيت التي تختاره ايران ومحور المقاومة، والرد لن يكون بعيدا، وهذا ما اكده المتحدث باسم الحرس الثوري الايراني بالقول «سنشهد قريبا ضربات اكثر فتكا ضد اسرائيل وجبهة المقاومة ستقوم بواجبها» فيما اكد الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي خلال فعالية منبر القدس بان الهجوم على القنصلية الايرانية في دمشق لن يمر من دون رد وهو يدل على قمة فشل وضياع هذا الكيان.
- صحيفة اللواء عنونت: رفض أميركي – فرنسي متجدِّد للتصعيد.. ونصرالله يرسم مسار الرد على «قصف القنصلية غداً»
ميقاتي يطلق نفير المواجهة مع حملة تستهدفه .. ومطالب أوجيرو أمام مجلس الوزراء
وكتبت تقول: في وقت يعقد فيه اليوم مجلس الوزراء جلسة، ذات طابع مالي واداري روتيني، ما خلا امكانية العودة الى طرح موضوع «الدمج المصرفي»، اتجهت البوصلة الاقليمية والدولية جنوباً، لمعرفة مسار الردّ على استهداف اسرائيل بالاغتيال من الجو والبحر قيادات الصف الاول في فصائل «محور الممانعة» في ضوء مؤشرات غير قاطعة، من ان الرد سيأتي عبر جبهات المساندة، لا سيما جبهة الجنوب، حيث ستبرز إبرة «البوصلة العسكرية» في ضوء استكمال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ما اعلنه امس لجهة حتمية النصر، الآتي بعد «طوفان الاقصى»، في كلمته غداً في احتفال يوم القدس العالمي، الذي يصادف في يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان.
مع التذكير ان السيد نصر الله سبق له واشار انه سيتحدث عن المجريات العسكرية منذ عملية «طوفان الاقصى» في 7 ت1 2023 الى اليوم، لا سيما بعد الضربة الاسرائيلية ضد السفارة الايرانية في دمشق.
في المشهد المقابل، يتصرف جنرالات الحرب الاسرائيليين وفي مقدمهم وزير الدفاع يؤاف غالانت، الذي نقل عنه في ختام تدريب لفحص جاهزية الجبهة الداخلية في حيفا ان «الحرب على الحدود الشمالية تشكل تحدياً صعباً لنا، لكنها ستكون كارثية على حزب الله ولبنان»، مع الانكار مجدداً من ان «تل ابيب لا تريد حرباً مع لبنان».
وهذا المشهد المكفهر، حدا بالناطق باسم اليونيفيل اندريا تيننتي الى التحذير من ان الوضع في جنوب لبنان خطير للغاية ومقلق، وان اي خطأ في الحساب يمكن ان يشغل نزاعاً اوسع في جنوب لبنان.
وسط ذلك، بقي الموقف الدولي داعياً لاحتواء التصعيد، وعدم الانجرار الى عمليات متوسطة وهذا ما حدث خلال لقاء وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لجهة ضرورة منع توسع الازمة في غزة وتجنب اي تصعيد مع لبنان.
وعليه، رأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الحركة السياسية المحلية في البلاد والتي لا تزال تحت تأثير العطلة يفترض بها أن تتفاعل في منتصف الشهر الحالي مع عودة النشاط الرئاسي، في حين تبقى تداعيات الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق محور متابعة، فضلا عن المواقف التي أطلقت من قبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لاسيما تأكيده أن طوفان الأقصى وما جرى في جبهات مساندة وضع الكيان الصهيوني على حافة الهاوية وملامح هذا الأمر ستظهر مع الوقت.
وقالت المصادر أن هناك توجسا من المرحلة المقبلة لاسيما بالنسبة إلى توتر الأجواء في الجنوب وعودة التصعيد مع فشل أي مسعى لإنجاز تهدئة محددة.
الحملة على ميقاتي والملاحقات المقبلة
على ان الاخطر محلياً، هو ما كشفه المكتب الاعلامي للرئيس نجيب ميقاتي من ان «حملة اعلامية واسعة النطاق ستنطلق اليوم في وسائل اعلام خارجية ومحلية، بهدف الاساءة الى دولته وافراد عائلته»، حسب بيان المكتب.
ووفقاً للمعلومات، فإن الحملة تنطلق من ان جمعيتين في فرنسا تقدمتا بدعوى قضائية في حق الرئيس ميقاتي وافراد عائلته بـ«تهمة الإثراء غير المشروع وتبييض الاموال».
وحسب المكتب الاعلامي، فإن الرئيس ميقاتي وافراد عائلته «باشروا اجراءات قضائية لدى المحاكم الخارجية واللبنانية للتصدي لهذه الحملة المغرضة، وكشف الضالعين فيها ومموليها»، وهي ستلاحق جميع المتورطين في هذه الحملة قضائياً في لبنان وخارج لبنان.
وعشية جلسة لمجلس الوزراء ستعقد اليوم وتناقش في قضايا حياتية، اجتمع الرئيس ميقاتي مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، وجرى عرض للأوضاع الأمنية في البلاد وشؤون تتعلق بوزارة الداخلية. واجتمع رئيس الحكومة مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري وعرض معه الاوضاع المالية والمصرفية.
- صحيفة الأنباء عنونت: لبنان على فالق خطير… واحتمالات ميدانية مفتوحة
وكتبت تقول: كلّ الإحتمالات مفتوحة في ظلّ التصعيد العسكري الذي تمارسه إسرائيل في حربها ضدّ حماس في غزة، وحزب الله في جنوب لبنان، إذ باتَ من الواضح أنَّ خيار حكومة بنيامين نتنياهو هو الحرب واستباحة الأراضي العربية من غزة جنوباً إلى لبنان وسوريا والعراق شمالاً وشرقاً وما يتبع ذلك من توسيع العدو لبنك أهدافه ليشمل المدنيين والدبلوماسيبن وكل ما يعتقد أنه يشكل خطراً عليه.
ووسط هذه الأجواء، توقعت مصادر أمنية عبر “الأنباء” الإلكترونية اشتداد حدّة المواجهات الميدانية بين إسرائيل وحزب الله في الجنوب، خاصةً بغياب المبادرات الدولية لتبريد هذه الجبهة، مشددة على ضرورة الالتزام بتطبيق القرار 1701 والعمل على حلّ الخلافات في النقاط الـ 13 المتبقية استكمالاً لعملية الترسيم البري التي كان يضغط باتجاهها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين.
في الشأن السياسي الداخلي، أشار النائب السابق علي درويش في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أنَّ جلسة مجلس الوزراء التي تعقد اليوم في السراي الحكومي سيكون طابعها اقتصادي خدماتي بحت، إذ إنها قد تتضمن مجموعة من البنود التي تعنى بالأمور الاقتصادية والمعيشية التي تهمّ المواطنين ولا شك بالنسبة لوزارات الخدمات أن هناك أموراً تأخرت بعض الوقت بسبب إجازة الأعياد، لافتاً إلى أنَّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد استبق جلسة الحكومة بلقاءات عقدها يوم أمس مع عدد من الوزراء ومع حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتور وسيم منصوري.
وبالحديث عن الوضع الجنوبي ودور الحكومة في هذا الصدد، أوضح درويش أنَّه سبق للحكومة وأعلنت أنها مع تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته وكان هناك إيجابية واضحة محلياً وخارجياً لإنجاز هذا الأمر، إنما في ظل الحرب القائمة من الصعب توفر بحث جدي لتطبيق هذا القرار، لكن المؤكد بعد الحرب سيكون هناك تفاوض لكيفية تطبيق بنود الـ1701، علماً أنَّ آلية تطبيقه من الصعب أن تكون حيز التنفيذ في هذا الوقت.
من جهة ثانية، وصف درويش الحرب القائمة في غزة وجنوب لبنان بأنها حرب كبيرة قد ينتج عنها تحديد خرائط للمنطقة بأسرها، وقد تطول، إذ إنها ليست محلية بل إقليمية دولية تخاض الإنتخابات الأميركية على أساسها، ولهذا السبب تأخذ المنحى التصعيدي حتى في الجنوب، حيث أنها حرب تكنولوجية قلبت موازين القوى وبالتالي مفتوحة على كافة الاحتمالات.
وعن تحرّك المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل عدم توسيع دائرة المواجهات في الجنوب، رأى درويش أن الأخير لم يعد يهمه لبنان بقدر ما تهمه مصالحه، وهذا أمر واضح خبرناه من تعاطيه بموضوع النازحين السوريين في لبنان، فتبيّن أنَّ لبنان ليس في سلّم أولويات الدول الفاعلة لكن موقعه الجغرافي يجعل له حضور في أزمات المنطقة كيفما كانت، مؤكداً وجود ضغط عربي خليجي أوروبي لعدم انزلاق الأمور إلى حرب شاملة.
وسط هذه الضبابية السائدة، اتضح أنَّ لبنان أصبح على فالق خطير في ظلّ الحرب المندلعة في الجنوب وتصاعد العدوان الإسرائيلي نحو الداخل اللبناني، وبذلك يبقى على القوى الوطنية السعي جاهدةً لتخليصه مما يحاك من مؤامرات داخلية وخارجية، خشيةً من أن ينتهي دوره في ظلّ التسويات الكبرى المقبلة.